لماذا اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطهارة نصف الإيمان؟
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان) [رواه مسلم]. هذا الحديث الكريم يؤكد على أهمية نظافة البدن، ونحن نعلم اليوم أهمية هذا الأمر بالنسبة لوقاية الإنسان من معظم الأمراض تقريباً. إن بقاء الجسم طاهراً يعني التخلص من معظم الجراثيم والغبار التي تتعلق به وهذا يعني وقاية من أمراض عديدة أهمها أمراض الجلد، وأمراض الفم، والطهارة المستمرة للوجه والأيدي تعني تخفيض عدد الجراثيم التي تدخل عن طريق الفم والأنف، وهذا يعني وقاية من أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الجهاز الهضمي. لذلك فقد اعتبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الطهارة شطر أو نصف الإيمان!
ومن أساليب الطهارة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البول في الماء، وقد تبين إن بول الإنسان يحوي عدداً من الجراثيم والتي تنتقل بواسطة الماء لإنسان آخر. إن البول في الماء الراكد خصوصاً يسبب انتشار كثير من الأوبئة مثل الكوليرا والتفوئيد وشلل الأطفال.
ومن أساليب الطهارة الاستنجاء بعد التبول وتنظيف مكان البول جيداً. وقد ثبت الأثر الطبي الكبير لم يتبع هذه العادة الحسنة. إن إزالة النجاسة بشكل جيد يقي الإنسان من كثير من أمراض الجهاز التناسلي وكثير من الالتهابات والتقيح.
ومن أساليب الطهارة الاغتسال بعد الجنابة للرجل والمرأة وبعد الحيض للمرأة وقد ثبت طبياً المنافع التي يعود بها الغسل على جسم الإنسان. فالغسل ينشط الدورة الدموية ويعيد للجسم حيويته بعد عملية الجماع. وبما أنه يتم أثناء عملية الجماع بذل جهد كبير يتم خلاله إفراز العرق بتركيز عالٍ من السموم، فإن الاغتسال يطهر الجلد من هذه السموم تماماً.
أما بالنسبة للمرأة فالاغتسال ضروري للعرق وللإفرازات الحاصلة أثناء الجماع وتطهير الجسد منها، وإذا بقيت فإن لها آثار سلبية على سلامة الجسم. والاغتسال بعد الحيض ضروري طبياً لإزالة ما تبقى من دم الحيض وما خالطه من إفرازات وجراثيم خلال فترة الحيض بالإضافة لتجديد حيوية المرأة وتنشيط دورتها الدموية من خلال الاغتسال وتنشيط الحالة النفسية لها أيضاً. ويجب على المؤمن أن يغتسل كل جمعة مرة على الأقل بهدف تنظيف سطح الجلد من الأوساخ والبكتيريا والجراثيم والفطور وبقايا التعرق وغير ذلك. وهذا يساعد على الوقاية من أمراض الجلد وتحسين تنفس الجلد وصيانة مساماته.
ومن أساليب الطهارة النبوية غسل اليدين لدى الاستيقاظ من النوم لإزالة ما علق بهما من جراثيم وبقايا تعرق ودهون أثناء النوم ومن هنا تتضح أهمية الحديث النبوي حيث يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً) [رواه البخاري ومسلم].