المنتدى :
الحضارة الاسلامية
سلطنة الناصر محمد الثانية :
بعد مقتل "لاجين" لم يكن هناك شخصية كبرى تستطيع أن تسيطر على الموقف في السلطنة فاضطر الأمراء إلى استدعاء " الناصر محمد " من قلعة " الكرك" ليتولى السلطنة للمرة الثانية وهو في الرابعة عشر من عمره ( 1299م) فاستقبل استقبالاً حماسياً من المماليك و الناس وتفاءل الناس بمقدمه ، وصعد إلى القلعة حيث جددت له البيعة هناك وأخذ يباشر سلطانه ، فعين الأمير" سيف الدين سلار" (سالار) نائباً للسلطنة والأمير" ركن الدين بيبرس الجاشنكير" استداداراً ، كما فرق الخلع على أعيان الدولة . حيث لم يكد يتسلم الحكم حتى هاجم المغول بلاد الشام بقيادة " غازان" أو " قازان خان" في بلاد الشام ، و أنزلت بالمماليك هزيمة عند " مجمع المروج" بين حمص وحماه ، ويبدو أن مقاومة المماليك إنهارت بعدهذه المعركة فدخل"غازان" إلى دمشق وعاث جنوده فيها فساداً ، فأعدّ المماليك حملة(سنة 1299م) و دخلوا دمشق في الوقت الذي كان فيه " غازان" قد عين نائباً عنه في دمشق وغادرها إلى بلاده وحين كرر " غازان" غزوه لبلاد الشام انتقاماً من المماليك ( سنة 1302 م ) التقى معهم في موقعة " مرج الصفر" التي دارت فرب دمشق، فهزمت قوات المغول هزيمة منكرة، رفعت من قدر"الناصر محمد" بين المماليك كما فرح الناس به و استقبلوه استقبالاً حافلاً في دمشق و القاهرة .
وحين ضيق الخناق عليه نائب السلطنة" سيف الدين سلار" بدعم من الأمير" بيبرس الجاشنكير" وحالوا بينه وبين الاتّصال بالناس أوالتصرف بأمواله،الأمرالذي دفع السلطان استدعاء الأمير"بكتمرالجوكندار" ليساعده في التخلص من الأميرين بمؤامرة ، ولكنهما علما بالمؤامرة ، مما جعل المماليك يصطدمون ببعضهم بعضاً بين مؤيد ومعارض ، فتدخل الشعب في القاهرة و نادى ببقاء السلطان" الناصر محمد " .
لكن السلطان ضاق بحياته التي قضاها حبيس القلعة وأدرك أنه لا فائدة من التغلب على"سلار وبيبرس" فتظاهر في رغبته بأداء فريضة الحج وفي طريقه إلى الحجاز وعندما وصل إلى " الكرك" تنازل عن الحكم لمن يريده ، فبايع الأمراء " بيبرس الجاشنكير" .
|