المنتدى :
منتدى الاخبار والمقالات المحلية والعربية والعالمية
مقال منقول
استراتيجياً، دماغ فلاديمير بوتين يعمل بالطاقة النووية. دماغ دونالد ترامب يعمل بالفحم الحجري. الجنرالات الذين ارهقتهم اخلاقية وربما عقلانية، باراك اوباما، اتوا بالنقيض الى البيت الابيض. الجنرالات الذين راعتهم هشاشة بوريس يلتسين، وقد تحّول الى برميل من الفودكا، حملوا الآخر، الآخر تماماً، الى الكرملين....
الآتي بقدمي شهريار من ارصفة لاس فيغاس ليس كالآتي بيدين حديديتين من غرف الـ «ك.ج.ب». مثير ان يقال ان عيني الرئيس الروسي تخترقان الجدران. عينا الرئيس الاميركي بالكاد تخترقان تخترقان زجاج المكتب البيضاوي.
الجنرالات الاكثر قابلية للصدام على الارض اكثر قابلية (من الديبلوماسيين) للالتقاء حول الطاولة. عالم يالطا انتهى عندما زال الاتحاد السوفياتي. عالم هلسنكي تناثر مع تناثر اوروبا. التنين الاسيوي يستيقظ. روبرت كاغان تحدث عن ذلك «الاله الاصفر الذي يمتطي ظهر الثعبان»، ويتسلل الى كل اسواق العالم. يتساءل ما «اذا كانت قنبلة كيم جونغ اون هي التي تخيفنا اكثر مما تخيفنا القنبلة الاقتصادية في سيول وطوكيو».
الصين شأن آخر. اذاً، رقصة «التانغو» مع التنين. ولكن من يعرف ان يراقصه اكثر، دونالد ترامب الذي اعتاد ان يراقص الغانيات ام فلاديمير بوتين الذي اعتاد ان يراقص الاهوال؟
اذاً، لا نظام يحكم العالم، ولا قواعد للعبة. الكرة الارضية تدور، حقاً، هذه المرة، حول نفسها. من يدخل الى اللعبة ومن يخرج؟ التصفيات الكبرى والصفقات الكبرى. اوبير فدرين، وزير الخارجية الفرنسية السابق، ينصح الاوروبيين بالاستعداد للدفاع عن النفس لان الآتي اعظم...
اين يقع الشرق الاوسط، على تخوم آسيا ام على تخوم اوروبا؟ تالياً على تخوم الصفقة ام على تخوم التصفية؟ جورج دبليو بوش قال بالشرق الاوسط الجديد، ومن موريتانيا الى باكستان، في السلة الاميركية. غريب كيف تتغير الاحوال. تركيا التي استضافت الدرع الصاروخية، وقاعدة انجيرليك، والالغام النووية ذات يوم لمواجهة الدبابات الآتية من الصقيع (الصقيع الشيوعي)، تريد ان تلعب بمفردها. لديها خارطتها الخاصة للشرق الاوسط الجديد، وتقيم قاعدة عسكرية في عمق الخليج...
باكستان المنهكة باثقالها الداخلية، وبالحــدود المتفـجرة مع الهــند الى الحدود العشوائية مع افغانســتان تستدرج الى داخل المنطقة لاقامة توازن مع ايران...
ثمة جنرال باكستاني سابق وكتب في احدى الصحف لـ«الاصدقاء الاميركيين» مامعناه «تريدون اقتلاع ايران من الشرق الاوسط. افرضوا على الاسرائيليين اقامة الدولة الفلسطينية، مع القدس الشرقية، والانسحاب من مرتفعات الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
خلاف ذلك، ومهما تم التلاعب بالقادة الفلسطينيين، وغالباً بالاستقطاب القبلي، لا احد يستطيع اخماد البركان. الايرانيون باعهم طويل في مراقصة النيران...
اننا امام شرق اوسط آخر. هل تسنى لكم ان تشاهدوا فيلم فرنسيس فورد كوبولا «الاوكاليبس الان» او «الرؤيا الان». هنا المنطقة في ليلة ابوكاليبتية طويلة. ايها السيد الجحيم تفضل بالدخول...
الباحث الاميركي روبرت ساتلوف يلاحظ ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية سيتوجهون من سوريا والعراق الى افغانستان. هناك يستطيعون ان يدقوا على ابواب كثيرة، وعلى ظهور كثيرة. ماذا سيحصل لباكستان التي على تفاهم تام مع «طالبان»؟ وماذا سيحصل في العمق العربي؟...
هل من احد يسأل من يفتح الطريق امام «داعش» والوصول الى افغانستان؟ وهل سنفاجأ ذات يوم بأبي بكر البغدادي في قندهار، ام ان مرحلة الرجل انتهت ليظهر رجل آخر لزمن آخر؟
ايها الاميركيون، اننا لا نفهمكم. جاك آتالي قال «في حالتنا الراهنة، كل كائن بشري نصفه صناعة اميركية ونصفه الآخر صناعة الله او اي جهة اخرى». من البوينغ الى الفياغرا، ومن الـ«اف-35 الى الجينز، ومن مايكل جاكسون الى الليدي غاغا، ومن هوليوود الى وول ستريت».
يا جماعة. واشنطن تغرّم الجامعة الاميركية في بيروت لانها استقبلت اعلاميين من تلفزيون المنار واذاعة النور. هل هي حقاً ديمقراطية بنيامن فرنكلين ايها السيد الفرنسي الكسي دوتوكفيل الذي رايت بكتابك الشهير عام 1934 ان افلاطون حط اخيراً على تلة الكابيتول؟...
هنا قنبلة هيروشيما، وما بعد قنبلة هيروشيما، وزارة الخزانة الاميركية. كان السناتور وليم اولبرايت يقول «دعوا شيئاً من السيد المسيح على ارضنا». لا اثر له هناك...
توقيع : دكتور غالينوس |
|
|