عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِب له كأنما قرأه من الليل".
ورد تلاوة القرآن ( كما يظهر من الحديث الشريف هذا ) في الليل أفضل من النهار لغفلة الناس ونومهم وسكونهم فمن عمل عملا بين غافلين كان أفضل ممن عمله بين من يفعل فعله . كما أن القراءة في الليل أبعد عن الرياء والسمعة.
الأوراد ترفع من مكانة العبد عند الله تعالى وتصفي قلبه وتهيئه لكي يستقبل بركات الله والإفادة من تجلياته عز وجل . وتزداد تلك البركات في جوف الليل لكن من نعم الله تعالى أن من طرأ له طارئ يمنعه من تنفيذ ذلك الورد أحد الأيام فاستدركه في صباح اليوم التالي بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كان كأنما قرأه في جوف الليل.
لقد رفع الله عن المسلمين الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليهلاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا
وما جعل الله على المسلمين في الدين من حرج ، فالورد هو ما أجبر العبد نفسه على الإتيان به من غير فريضة من الله تعالى سواء كان صلاة أو قراءة أو دعاء وذلك يزيد من رفعة المرء ومكانته عند الله وهذه الأوراد تكون فيما يطيق الإنسان ولا تتعارض مع سنن الله تعالى التي فطر الناس عليها . فإن عارضت سنة من سنن الفطرة أصبحت رهبانية تملها النفس وإن الله لا يمل حتى يمل الإنسان.
إن من نعم الله تعالى على الأمة المحمدية أن يكتب لهم ما اعتادوا عليه إن طرأ لهم طارئ من سفر أو مرض مثل ما يفعلون في تمام صحتهم وإقامتهم ويزيد ثواب المرض والسفر لقاء ما يجدون من مشاق والآم وثواب ما يصبون عليه.