قصتي مع فيروز

[سنفور طارق]

مازلت الى الان اذكر اول اغنية لفيروز كتبتها على غلاف كتابي المدرسي
وانا في الابتدائي الاغنية كانت بعنوان ( وقف يا اسمر ) لم اكن اعرف
حتى ما كانت تعنيه بتلك الكلمات لكن محبتي ولدت لفيروز ولذلك النوع
من الاغاني لان في بيتنا كانت هي الحد الفاصل بين صباح مدرستي وصباح عمل والدي .
عشق صوتها والدي كثيرا لانها برأيه كانت لا تغني للسلطان بل تغني للاحساس فقط .
اليوم وانا بمدرجات الجامعة واصبحت في العمر اعرف ماتعني بكل رهفة احساس
اجدها ترافقني وتلاحقني بكل تفاصيل حياتي وتأبى الا تفارقني وكانها قد دخلت الى
مكمن اسراري وتغنت بها واسمعتني اياها بكل جمل واحساس قوية مفعمة بالحياة .
تعانق احداث حياتي بكل جملة وكل كلمة كما تعانق الريح القوية وريقات الشجر
وتلبسني احيانا ثوب الفرحة واحيانا اخرى ثوب الحزن تماما كما الربيع يغطي الارض
بألوان الازهار والنعمان .
دخلت معي الى تلك القهوة البحرية عندما طلعلي البكي لاخر مرة وساكتين
ولم تكتفي بذلك بل دخلت الى اعماق .... اعماق ذاتي وعرفت جميع امنياتي
لترسم لي كلمات خاصة بي ... وخاصة باحداثي وكأنها قرأت أمنياتي
تارة تحرضني على الامنية فتقول لي

ياريت منون مديتون ايديي وسرقتك ....

وتارة اخرى تصحيني من غفلتي وسكرة عشقي لتقول لي

لأنك الون رجعتون يدي وتركتك حبيبي

عرفت انني تائهة كما الشوارع وازقات الطرق بدون ارصفة ولا اشارات لتهمس مافي داخلي

اذا رجعت بجن وان تركتك بشقى .....
لا قدراني فل ولا قدراني ابقى ....

عرفت ان جسمي اصبح نحيل واخبرتني عن العتاب وان هذا القلب لم يعد يتحمل ...

حاجي تعاتبني يأست من العتاب
من كتر ما حملتني هالجسم داب .

...
اصبحت تلازمني بكل خطوات حياتي وترافقني صباحي ومساءي
وتعرف ايماءاتي ولفتاتي وتقرأ نظراتي التي امطرت من سحابات الفراق
لتأخذ القرار عني وتقول لي

أمس أنتهينا .....

رغم معرفتها المسبقة بدقات قلبي وزوايا مملتي وبصوت اعلان للحب لا يهاب الخوف

اعلن حبي له واتحادي لحزن عينيه ..... وارض الزهر في بلادي

عادت تلاعبني وتضحكني وكانها تحوال التخفيف من حزني ووحدتي

دق الهوا ع الباب قلنا حبايبنا
تاري الهوا كذاب قصدوا يلاعبنا

عرفت امي وهمها عليي

.... هيدي امي بتعتل همي ......

لم تنتهي هنا القصة بل مدت اذيالها لتطال وحدتي وانفرادي وصمتي المتكلم
لتقول لي ...

انا يا عصفورة الشجن مثل عينيكي بلا وطن ...

وتستمر الحكاية ....
ويطول الشرح .....