بســـــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
هو مسرح جميل يقع على حدود المدينة القديمة تقريباً من الناحية الشمالية الشرقية . شكله دائري . يبلغ قطره حوالي (90) متراً , و يتألف من قسمين رئيسيين متقابلين . هما المدرج من الجهة الجنوبية منه , و منصة التمثيل في الجهة الشمالية و يتوسطهما صحن مستدير قطره (21.5) متراً . و هو يتسع لحوالي عشرة آلاف متفرج
وقد بني هذا المسرح على ركائز و قواعد متينة ضخمة من الحجر الكلسي و من أعمدة الرخام الرمادي الأحمر , و من المرمر المعرق و المشرب ببعض الزرقة نقلت نقلت إليه من مصر و من مدينة صور , و يحيط به على شكل نصف دائرة دهليز واسع يبلغ عرضه أربعة أمتار , مسقوف بحجارة مقوسة طويلة قليلة العرض . نضدت بإحكام و إتقان مشكلة عقوداً متتالية , و متدرجة في الميل و الانحدار للأسفل مسايرةً ميل و انحدار صفوف المدرج الذي يرتكز على هذا الدهليز و عقوده 0
يرجح معظم الأثريين الذين زاروا جبلة و درسوا بعض آثارها و أوابدها أنه شيد في مطلع القرن الثاني الميلادي , و يرجح بعضهم أنه أقيم في عهد متأخر عن ذلك , و ينسب بناؤه للإمبراطور جوستنيان (493-565م)0
ذكره معظم المؤرخين و الجغرافيين العرب القدامى , حيث ذكروا أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد ان فتح مدن الساحل , و كان بعضها قد خرب , أمر بجمع البنائين و النجارين و الصناع , و أمر ببناء حصنٍ في جبلة خارجاً من الحصن الروماني القديم . و يؤخذ من هذا القول أن الرومان ربما حولوه إلى قلعة حربية قبل الفتوحات الإسلامية للدفاع عن المدينة . لكن العالم الأثري (رونه دوسو) يعتقد أن معاوية لم يبن حصناً عربياً في جبلة , لكنه حول هذا المسرح إلى حصنٍ , و جلبت له الحجارة و الأعمدة من مدينة بُلدة (عرب الملك) بعد أن كان المسلمون قد استولوا عليها في نفس السنة التي اقتحموا فيها جبلة (17هـ - 638م) و كانت قد خُرِّبَتْ و هُدِّمَتْ
قال أرنست رينان :" إنه أجمل الآثار الرومانية على الساحل الفينيقي " فهو آبدة تتميز بالمهارة الفنية في هندسة بنائه وزخرفته وتنظيم وروحه ودهاليزه وأروقته وعقوده ،مما يجعل منه نموذجاً فذاً للمسرح السوري ، وهو الناحية العلمية ذو قيمة رفيعة مما يعطي انطباعاً عن حد من المهندسين السوريين وقدراتهم ويعطي فكرة عن مخطط مدينة جبلة آنذاك وانتشار العمران فيها0