قوة الاحجار الكريمة

[قلب نسمة]

القوى السحرية في الأحجار الكريمة.. وهم أم حقيقة؟!
جُبلَ الانسان على حب المعرفة واستكشاف كُنه الظواهر الطبيعية منذ وجوده على الارض، ذلك أن نجاحه في تفسير وتأويل تلك الظواهر، كان يضيف في كل مرة معرفة تراكمية جديدة، تعينه على مواجهة مصاعب الحياة، وتذليلها لما فيه خيره وسعادته. إلاّ أن المتاح من المعرفة العلمية لانسان ذلك العصر الموغل في القِدم، لم يكن متطوراً كفاية، ليدرأ عنه اخطار الطبيعة، أو يعينه على استكناه أسرار الوجود، مما أوقعه فريسة للأوهام والمعتقدات الغيبية والخرافية. قد يتبادر الى الأذهان سؤال عن سبب تسمية بعض الأحجار بالأحجار الكريمة، وما هو سر تنوعها في الشكل والصفات، اللون والملمس، الصفاء والشفافية… أو أن يبدو بعضها على هيئة حيوان أو انسان، الى غير ذلك من الاشكال المثيرةعدداً من المواطنين لديهم بعض الاجوبة والآراء التي اتفق بعضها، واختلف بعضها الآخر، لتسهم في اضاءة موضوعة الأحجار الكريمة، وسر الطاقة الكامنة في بعضها!.

كان لابدّ، بداية، من سؤال احد باعة الأحجار الكريمة، حيث التقينا غازي محيبس(صاحب بسطية) في سوق الغزل، ليجيبنا عن طبيعة عمله، ورأيه بقدرة الاحجار على التأثير بالاحداث وجلب السعادة أو الشر للبشر، حيث قال:

-…” والله تردون الصدگ، آني نفسي ما أصدگ بيهه”!.

لكنه اكد ان هناك العديد من الناس، رجالاً ونساءً، يترددون عليه في كل جمعة لطلب أنواع خاصة من الأحجار، بمواصفات حددها لهم بعض الأشخاص، واضاف:

ـ ولكون هذا باب رزقي، والمورد الوحيد لعائلتي، ولأني لا أتقن عملاً آخر سواه، أجدني مضطراً لمسايرة وتأييد من يؤمنون بهذه الأحجار.

واضاف..

- أنا تاجر بكافة أنواع الأحجار الكريمة والخرز النادرة، ذات الاغراض المتعددة، فمنها الذي يُقتنى للزينة فقط، حيث تصنع منه القلائد وفصوص الخواتم وتطعيم التحفيات… ومنها ما يُعتقد امتلاكه طاقة تؤثر في حامله، كأن تقيه الشرور بأنواعها، ودفع الحسد، أو جعله محبوباً في عمله وتسهيل انجاز مشاريعه وتمشية معاملاته، ومنها ما يجعل أية فتاة (تتولَّه) بحب حاملها!.

والمح أنه يقال أن منها ما يحصِّن حاملها ضد الرصاص؟!

_ وهذا صحيح، أنا نفسي رأيت هكذا(خرزة) لكني لا أمتلكها ولا أتاجر بمثل هذه النوعيات النادرة لأنها باهضة الثمن.

* أما عن أنواع الحجر فهي بالمئات، منها البحري والبركاني، والجيري، والعقيق بأنواعه، اليمني والقدسي…

* وعن كيفية تحديد الأسعار، وهل يشكل ربحك من بيعها دخلاً يكفي عائلتك..

أجاب..

- نتيجة طول ممارسة المهنة، والتفاهم مع المصدر ومعظم المتاجرين بالخرز والأحجار الكريمة والسبح والتحفيات، تكونت لدينا خبرة في الاسعار والتقييم. حيث قد تنخفض اسعار بعضها الى مستوىً زهيد جداً بسبب وفرتها وصفاتها العادية، فتصل الى بضعة مئات من الدنانير، أو ترتفع بشكل فاحش لتصل عشرات بل مئات الألوف أحياناً لبعض الأنواع النادرة. أما عن دخلي، فيكفيني والحمد لله.

وتعتبر الندرة من حيث طبيعة المادة المكونة منها كالماس مثلاً حيث يختلف عن العقيق.. وهكذا، ثم جمال الشكل وصفاء الملمس، والهيئات الانسانية والحيوانية والشفافية. والأهم من كل ذلك، الاعتقاد بالقوة السحرية الكامنة في بعض الأنواع.

* لحرصنا على تنويع العينات توجهنا الى المواطن أمجد محمد (مدرس اعدادية) لبيان رأيه في الموضوع فأجاب:

- خرافة.. مجرد خرافة!!

بهذه العبارة أجابنا.. وبشكل قاطع لا تردد فيه، واضاف:

- لا يمكن لعاقل مثقف أن يؤمن بامتلاك هذه الأحجار والخرز (البائسة) كل ما يزعمون من قدرات في التأثير بحياة الناس سلباً أو ايجاباً، فقد تكفّل العلم بالاجابة عن أصل هذه الأحجار وتكوينها بما لا يدع مجالاً للشك بأنها لا تعدو أن تكون احجاراً وحسب.

* أما أم بشار، وعلى الرغم من كونها مدرسة للغة الانكليزية ومهتمة بالثقافة والأدب، الا ان لها قناعة أخرى، حيث اكدت:

- لديّ قناعة وايمان بوجود قوى كامنة في بعض الاشياء ومنها بعض الاحجار الكريمة، ولم يأتِ ذلك من فراغ، وانما عن طريق التجربة العملية. وعلى الرغم من أن البعض يفسر الظواهر المرافقة لاستخدام الاحجار بأنها نتاج المصادفة، الا أن تكرار ذلك معي جعلني أثق بقدرتها السحرية!.

* المواطنة أم محمد(بائعة خضار) أجابت عن تساؤلاتنا قائلة:

- .. (والله يمه آني ما شايفه لكن يكولون الخرز تفرِّق بين الرجّال ومرته)!…

وراحت أم محمد تجتر ذكرياتها عن احدى قريباتها، وجارة لها كانتا - حسب قناعتها- في أتم السعادة في حياتهما العائلية، وكيف أنهما بدافع الحرص على زوجيهما، استخدمتا الخرز والسحر، فكانت النتيجة كارثة على العائلتين، حيث انتهت الأاولى بالطلاق، والأخرى بالمصائب والمشاكل التي لا تنقطع!.

* أخيراً.. وجدنا من المناسب أخذ رأي متخصص في الجيولوجيا، لاعطاء فكرة عن الأحجار الكريمة، فكان لقائنا بالدكتور فرات الذي أوضح قائلاً:

- الأحجار الكريمة لا تختلف عن سواها من حيث كونها صخوراً متكونة من بعض المعادن والأكاسيد، ومنشأها من طبقات أرضية مختلفة تقع بعضها في اعماق بعيدة نسبياً، وظهرت الى السطح نتيجة عمليات جيولوجية معروفة للمتخصصين منها التواء القشرة الارضية، التي تكون نتيجتها السلاسل الجبلية. وخلال عمليات التعرية أو التنقيب يتم اكتشاف هذه الاحجار. وهي بحسب نوعية المعادن التي تتكون منها، والضغط والحرارة والزمن الجيولوجي الذي تعرضت له.. تأخذ اشكالها والوانها، ملمسها وشفافيتها…

* بعد هذه الجولة السريعة التي تعرفنا فيها على بعض الآراء المتعلقة بموضوعة القدرة السحرية للأحجار الكريمة، نترك للقراء القول الفصل في الامر

[المحررة]

[محمد زيدان]

مشكورة


قلب نسمة

[حنين الاشواق]

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق

[بروفيسور بلهاوي]

من يعتقد ان للاحجار فائدة وانها تنفع او تضر فهذا اضل من حمار ابيه .