كاتب الموضوع :
حضارات مرت من هنا
المنتدى :
منتدى السياحة
مدينة الشمس - بعلبك
علبك , مدينة تمتد في عمق التاريخ , وفيها أكثر الآثار الرومانية فتنة , تتراءى من خلالها هيبة الماضي العظيم وصداه الذي يأبى أن يموت ...
بعلبك المدموغة بصبغة العزة عبر آثارها العظيمة , حيث يتحد الوحي الديني والهندسة في تناغم مؤثر وكامل ...
هي بقايا مستقلة , يفخر لبنان بأنه يمتلكها وأعمدتها الستة المنتصبة , تقاوم عتو الزمان ...
بعلبك اعتصمت بالارث العظيم , وتمسكت بالعراقة والأصالة ... تستوي فوق هضبة تعلو عن سهل البقاع الشمالي , وتنام على أمجاد غابرة خفية , مجهولة الى حد بعيد لم يستطع المؤرخون والباحثون والمنقبون اكتشافها جميعا , فاكتفوا بما ندر عنها ...
تشكل بعلبك أهمية حضارية , وقيمة تاريخية , ومكانة دينية ... دفعت بها للتتبوأ مرتبة عليا بين باقي المدن اللبنانية ,
فصار لها اهتمامات عديدة , ومنها المهرجانات الدولية , التي دفعت بها الى الصدارة العالمية ...
بعلبك كتب عنها الكثير وقيل فيها الكثير , وبقي الكثير لم تبح به الأقلام ...
بعلبك مدينة لبنانية تقع في قلب سهل البقاع الذي اشتهر بغناه ووفرة محاصيله الزراعية لامتداد أراضيه وغزارة مياه نهر الليطاني التي يروي أراضيه. وهي مركز قضاء محافظة البقاع. اشتهرت عبر العصور لموقعها على الخطوط البرية. شيد الرومان معابد ضخمة فيها. وآثاره الجاذبة للسياح تشهد على عراقتها. يقام فيها مهرجانات عالمية تستقطب أشهر الفنانين العرب والأجانب.
الاسم :
بعلبك اسم سامي قديم مركب , مشتق من السريانية " بعل بقاع " , والبقاع هو السهل الواقع بين سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقيةوالواقعة فيه مدينة بعلبك . وقد سماها الرومان " هيليوبوليس " أي مدينة الشمس . وفي هذه التسمية اشارة الى أن هذه المدينةكانت سابقا مكرسة لعبادة الشمس . وكانت , قد نالت هذا الاسم بعد فتح الاسكندر .
وقد أبقى العرب الذين فتحوا البلاد على الاسم السامي القديم مع بعض التحريف : بعلبك .
الموقع :
تقع بعلبك من الناحية الاستراتيجية , على بعد 85 كلم الى الشرق من بيروت , فوق أعلى مرتفعات سهل البقاع الشمالي ,
وكانت تشكل محطة رئيسية على مفترق عدد من طرق القوافل القديمة التي كانت تصل الساحل المتوسطي بالبر الشامي وشمالسورية بشمال فلسطين . وقد استفادت عبر تاريخها الطويل من هذا الموقع المميز لتصبح محطة تجارية هامة ومحجا دينيا مرموقا .فكان أن حول الرومان مزاراتها المتواضعة الى قبلة تستقطب الحجاج من جميع مناطق الامبراطورية الرومانية .
تاريخ القلعة :
هناك اختلاف حول الزمن الذي بنيت فيه قلعة بعلبك العظيمة , ويقال أنها تعود الى عصر سليمان الحكيم . وأول ما عرف من تاريخهاالصحيح زمن استيلاء يوليوس قيصر عليها في أواسط القرن الأول قبل الميلاد . وفي أيام أغسطس كان فيها حامية رومانية كماتشير النقوش على حجر باب أحد الهياكل .
وتبلغ استدارة القلعة حوالي 5 كلم وهي أحدى عجائب الدنيا السبع .
مجمع القلعة :
ملك الرومان المنطقة في أواسط القرن الأول قبل الميلاد . فأنشأ أوغسطس مستعمرة بعلبك عام 15 قبل الميلاد .
ونظرا لأهميتها على أكثر من صعيد اقتصادي وديني , فقد أسس لمشروع عظيم يجعل من بعلبك واجهة دعائية تبرز صورة روماوعظمتها وقدرتها ...
كان ذلك جزءا من سياسة الدولة في ترسيخ السيطرة الرومانية على المنطقة . وكان من أبرز نتائج تلك السياسة ان ارتفعت معابدبعلبك العملاقة التي تعتبر من عجائب العالم القديم ,
وقد استمر العمل في بناء معابدها زهاء نيف وثلاثة قرون من الزمن وتعاقب علىتحقيقه وتمويله عدد لا يستهان به من كبار أباطرة الرومان .
أطلال القلعة :
يتألف مجمع بعلبك الديني من ثلاثة صروح رئيسية هي : معبد " جوبيتير " الكبير , الذي كان يتألف من أربعة أقسام رئيسية هي :
الرواق المقدم , وكان يشكل المدخل العمائري , ويليه البهو المسدس , فالبهو الكبير فالهيكل .
وأعمدة بعلبك الستة من بين أكثر الصور رسوخا في الأذهان , والتي يبلغ ارتفاعها 22 مترا تعطي فكرة عن الهيكل الذي كانت تشكل جزءا من رواقه الخارجي .
و "المعبد الصغير" المنسوب الى "باخوس" . وهو بمحاذاة الهيكل الكبير , يتميز بالنقوش والزخارف. ويرتفع على دكة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار ويصعد اليه بدرج يتألف من ثلاث وثلاثين درجة. وكان مكرسا لاقامة الطقوس الدينية الخاصة .
و "المعبد المستدير" المنسوب الى "الزهرة". وهو الى الجنوب الشرقي من القلعة , ولا مثيل لتصميمه في جميع أنحاء العالم الروماني. وهو مكرس لتكريم الآلهة.
تم تحويله في العصر البيزنطي الى كنيسة على اسم القديسة " بربارة " . وعلى مقربة منه بقايا هيكل آخر يرجع تاريخه الى بدايات القرن الأول بعد الميلاد .
وهناك بقايا معبد رئيسي رابع كان يقوم فوق تلة الشيخ عبالله الى الجنوب من بعلبك.
المقلع :
مقلع قديم للحجارة , يقع الى اليمين عند مدخل مدينة بعلبك الجنوبي , حيث كانت تجري أعمال قطع الحجارة ونحتها .
ويعتبر " حجر الحبلى " من أضخم الحجارة المقطوعة في العالم , وهو ما يزال في موقعه منذ حوالي ألفي سنة, وتبلغ مقاييسه 21.5 م × 4.6 م × 4.5 م . فيما يقدر وزنه بنحو 2000 طن .
وفي محلة " الشراونة " الى الجنوب الغربي من المدينة " الكيال ". على بعد نحو كيلومتر واحد, بمحاذاة الطريق التي تعبر سهلالبقاع باتجاه رأس بعلبك وحمص, مقلع روماني آخر.
توقيع : دكتور غالينوس |
|
|