كان المصريون القدامي مثلهم مثل غيرهم من شعوب الحضارات القديمه يعتمدون في معاملاتهم التجاريه علي المقايضه و المبادله وقد ظل هذا الاعتقاد سائد الي ان عثر علي وثيقه تر جع لعصر الاسره الرابعه وتحديدا عصر الملك خوفو ثاني ملوك الاسره الرابعه وموضوع الوثيقه عمليه بيع بين شخص يدعي تنتي وكاهن اسمه كابو حيث يقول المشتري في الوثيقه ( لقد اشتريت هذا البيت في مقابل 10 شعت وهي كما ياتي قطعة اثاث قيمتها 3 شعت وسرير من خشب الارز قيمته 4 شعت وقطعة اثاث من خشب الجميز قيمتها 3 شعت ) ومما سبق يتضح انه لو كان الامر مجرد تبادل ومقايضه ماكان هناك داع لذكر كلمة شعت ولاكتفي البائع والمشتري بذكر الاثاث مقابل البيت فقط كلك عثرعلي نقش بأحد المقابر يوضح منظر لسوق وبعض الاشخاص يحملون صندوق به حلقات صغيره وكتب علي احد مناظر النقش عباره يقولها مشتري لبائع خضروات ( هاك لاجلك شعت واحد وهو ماتستحقه ) ومماسبق يتضح ان المشتري قد قام بدفع شعت للبائع اي لاتوجد اي اشارة للمقايضه ومن هنا يتضح ان كلمة شعت ان لم تكن وحدة نقود بالمفهوم الحديث فانه كان وحدة تعامل حسابيه او معيار يقاس به قيمة الاشياء علي ان يدفع مايعادلة من المعادن ذهبا او فضه وربما كانت الحلقات الموجوده بالصندوق هي معادن ثمينه يعادل كل منها مقدار معين من الشعت , اما قيمة الشعت فلم تكن معروفة حتي عثر علي وثيقه ترجع الي نهاية الدولة الوسطي توضح ان ( الدبن ) من الذهبيساوي 12 شعت وقد عرف بعد ذلك ( في العصر الروماني ) ان الدبن يساوي 90 جرام وبالتالي يكون الشعت يعادل 7.5جرام ذهب , ثم ادخل المصريون بعد الدوله الوسطي معيار جديد سمي ( الكيت ) وكان يعادل 9 جرام ذهب واستمر استعمال هذا المعيار , الا انه اعتبار من الاسره 26 (663 ق.م - 526 ق.م ) تطورت الحياه الاقتصاديه بمصر وراجت الحركه التجاريه فتعامل المصريون بنقود بلاد اليونان الفضيه والذهبيه وفي فترة الاسره 29 قام ثاني ملوك هذه الاسره( اوكوريوس ) بانشاء فرقه من المرتزقة الاغريق وكان لزاما عليه ان يدفع رواتبهم بعملات فضيه او ذهبيه فقام اوكوريوس بالاتفاق مع اثينا علي قيام اثينا بسك نقود من فئة الاربع دراخمات بنفس وزن وعيار وشكل النقود الاثينيه لصالح مصر واستمر الامر علي ذلك حتي الاسره 30 حيث عثر علي اربعة انواع من النقود التي يمكن ان ننسبها الي مصر , النوع الاول يرجع لعصر الملك نخت نب اف الاول ( 378 ق.م - 361 ق.م ) حيث يظهر علي وجه العمله وجه الالهة اثينا وعلي الظهر بومتان تواجه كل منهما الاخري وبينهما علامتان باللغة الهيروغليفية ( نفر نب ) اي الكل طيب او جيد وربما المقصود ان النقود من الفضه الخالصة والنوع الثاني من الذهب ينسب للملك ( تيوس ) - 361ق.م - 359 ق.م وقد نقش علي الوجهالاله المصري انوبيس وعلي الظهر البومه وبجوارها خرطوش بداخله العلامه الهيروغليفية ( ماعت ) وتعني الصدق والحق وقد يعني ذلك ان النقد من الذهب الجيد , والنوع الثالث ينسب للملك تيوس ايضا وهو من فئة الاربعة دراخمات وعلي الوجه نقش وجه الالهه اثينا وعلي الظهر بومه واقفه وعلي يسارها نقش بالخط الديموطيقي باسم الفرعون تيوس , والنوع الرابع وهو من الذهب وينسب الي الملك نخت نب اف الثاني ( 359ق.م - 341ق.م ) وقد نقش علي الوجه حصان يعدو برشاقه وعلي الظهر علامتان باللغه الهيروغليفيه ( نفر نوب ) وهي تعني ذهب جيد .