الرباط - العربية.نت - تنامت في الآونة الأخيرة في المغرب ظاهرة اختطاف أطفال يتميزون ببعض الصفات والعلامات الجسدية ويطلق عليهم وصف «زُهْري»، من طرف عصابات ومشعوذين يحاولون، حسب معتقداتهم، أن يستخرجوا بواسطة هؤلاء الأطفال «الكنوز» الموجودة في الجبال والمناطق النائية، خاصة في جنوب المغرب. ويندد ناشطون حقوقيون مغاربة بهذا النوع من الاختطاف من أجل توظيف أطفال أبرياء في عمليات الشعوذة، مؤكدين أنه اختطاف غالباً ما يكون بالقوة والعنف، وكثيراً ما يتعرض هؤلاء الأطفال للأذى الجسدي والمعنوي، وأحياناً إلى القتل بعد انتهاء الخاطفين من مهماتهم المشينة، كما أن بعض الأطفال «الزهريين» يتعرضون للبيع إلى عصابات أخرى في دول أفريقيا السوداء بأسعار خيالية. ويتميز الطفل «الزُّهْري» بصفات يقل وجودها عند غيره من الأطفال، وهي الصفات التي يُقبل عليها المشعوذون بكثرة من أجل استعمالهم وتوظيفهم في عمليات يدعون أنها لاستخراج كنوز مدفونة تحت الأرض في أماكن يحرسها الجن. وتتمثل هذه العلامات المميزة للطفل «الزهري» في كف يده اليمنى التي يوجد بها خط مستقيم ومتصل يقطعها بشكل عرضي، ولسانه يكون «مقسوماً» بخط طولي أيضاً يوزعه إلى قسمين، ولعينيه بريق خاص وتكون نظرة العين اليمنى كأنها تصب في العين اليسرى، فضلاً عن صفات أخرى يدركها الدجالون والسحرة.
ويعتقد كثير من السحرة والمشعوذين في المغرب أن الطفل «الزهري» ينتسب إلى ذرية الجن، لكنه استُبدل حين ولادته بمولود من بني البشر، لهذا يكون هذا الطفل مميزاً ومقرباً إلى الجن ولا يخشى منه، ويستطيع بحدسه العالي أن يرى أشياء لا يدركها الإنسان العادي، ومنها دوره الرئيسي في استكشاف أماكن وجود الكنوز المدفونة في بواطن الأرض ببعض المناطق المهجورة في مدن مراكش أو خنيفرة أو بعض المناطق الجنوبية خاصة في منطقة سوس. ويظن هؤلاء المشعوذون أن الأطفال «الزهريين» يستطيعون بتلك القدرات التي لديهم أن يقتربوا من الكنوز المرصودة والمحروسة من طرف الجن، ويحملونها بأيديهم دون أن يتعرضوا للأذى، بينما إذا ما قام هؤلاء المشعوذون والسحرة بذلك، فحينها يتعرضون لأقسى العقاب مثل نفيهم إلى مكان سحيق، حسب رؤاهم ومعتقداتهم الخاصة.
وندد الدكتور خالد السموني الشرقاوي رئيس مركز حقوق الإنسان بالمغرب في حديث لـ«العربية.نت» باختطاف الأطفال الذين يدعون بـ«الزهريين» في القاموس الشعبي المتداول، معتبراً أنها جريمة شنعاء يعاقب عليها القانون المغربي، خصوصاً أن هذا الاختطاف يتبعه تعنيف وأذى، وأحياناً يصل الأمر إلى القتل للتخلص من هذا الطفل الذي يساعد هؤلاء المجرمين من مشعوذين وسحرة ودجالين على استخراج كنوز «وهمية».