لمن يريد اقتناء الموسوعة العلمية للرموز الاثريه من تأليف الدكتور غالينوس ان يبادر الى مراسلة الدكتور غالينوس على الخاص


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية قوانين المنتدى
العودة   منتدى كنوز ودفائن الوطن > منتديات كنوز ودفائن الوطن > قسم تحليل الاشارات المغاربية

اعلانات

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-02-2018, 04:02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
البحث عن «كنوز» الأندلسيين.. حُمَّى أصابت المجتمع الإسباني بعد رحيل الموريسكيين!
26يونيو 2016منقول
قام ملك إسبانيا فيليب الثالث والمعروف أيضًا باسم فيليب الورع، بطرد الموريسكيين من إسبانيا في عملية استغرقت ما بين 1609 (بلنسية) و1614م (قشتالة). صدر قرار الطرد في سبتمبر سنة 1609 وكان من أهم بنوده عدم السماح للموريسكيين إلا بحمل أموالهم المنقولة التي يستطيعون حملها شخصيًا، وكل من يحاول غير ذلك يعرض نفسه لعقوبة الإعدام. أما الأموال والممتلكات التي لا يستطيعون حملها فتسلم للنبيل الذي كان الموريسكي تابعًا له. والموريسكيون، هم المسلمون الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط المملكة الإسلامية وخُيروا بين اعتناق المسيحية أو ترك أرض الوطن.
إن حُمَّى البحث عن كنوز مطمورة تحت الأرض ليست حكرًا على زمن ما بعد رحيل الموريسكيين عن إسبانيا. لقد استحوذت على مر العصور ، فكرة العثور على كنوز دفينة تحت التراب على عقول عامة الناس، خاصة الأكثر فقرًا منهم والمؤمنين بالخرافة، أولئك الراكضون وراء أمل اكتشاف مدفونات مالية تحول مسار حياتهم وتنهي احتياجاتهم المادية. ولعل الطرد المفاجئ للكيان الموريسكي وتعويضه العنيف بكيان آخر، شكل مادة دسمة غذَّت الخيال العام . استغل ممتهنو البحث عن الكنوز في إسبانيا القرن الثامن عشر سذاجة ومحدودية ثقافة وجشع العاجزين عن الكسب المألوف. تفننوا في ابتكار حيل مختلفة لأكل أموال الناس بالباطل كدعوتهم لإنفاق أموالهم لفك طلاسم الدفائن واستحضار الأرواح وطرد حراس الكنز أو ربط تعاون إيجابي معهم، مع الزعم بأن الكنز المنشود أندلسي موريسكي لإقناع الضحايا بصحة الادعاء.
تعتبر مهنة «صيادي الكنوز» من أقدم المهن التي وُجدت لدى مختلف الحضارات الغابرة. في كتابه «المقدمة» يصفُ ابن خلدون مزاولي البحث عن الكنوز بـ«ضعف العقل والعجز عن طلب المعاش بالوجوه الطبيعية للكسب من التجارة والفلح والصناعة». ويقول أيضًا: «اعلم أن كثيرًا من ضعفاء العقول في الأمصار يحرصون على استخراج الأموال من تحت الأرض ويبتغون الكسب من ذلك. ويعتقدون أن أموال الأمم السالفة مختزنة كلها تحت الأرض مختوم عليها كلها بطلاسم سحرية. لا يفض ختامها ذلك إلا من عثر على علمه واستحضر ما يحله من البخور والدعاء والقربان». عرفت «المهنة» انتشارًا واسعًا في إسبانيا القرنين السابع عشر والثامن عشر بعد طرد الموريسكيين. أوهم مزاولوها العامة بإمكانية الظفر بمدفونات مالية إسلامية أندلسية من الذهب والفضة وبالتالي اللحاق بركب أهل الرفاهية والجاه.يتبع....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 04:05 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

دفائن مالية أندلسية عُثِرَ عليها بالفعل في الحقبة المعاصرة!

كثيرة هي الحكايا التي وردت في باب عثور إسبانيا على دفائن مالية إسلامية أندلسية؛ ولكن لحساسية الموضوع الذي يتأثر عادة بالخرافات والمعتقدات الشعبية الزائفة، وتحريًا للدقة والصدق في نقل المعلومة الموثقة والصحيحة والواقعية فقط؛ نعرض في هذا الجزء أحداثًا ووقائعَ لاكتشافات جاءت في وسائل الإعلام الرسمية ودُوِنت بقلم متخصصين في علم «النوميات»، وهو علم دراسة النقود القديمة، لاستنطاق معطياتها، وتحديد تواريخ ضربها ومجالات تداولها. مع إدراج بعض الصور والأدلة التي تؤرخ لكل اكتشاف.
في تمام الساعة الثانية عشرة من يوم الاثنين الخامس من نوفمبر (تشرين الأول) لسنة 2012، فتح متحف تاريخ بلنسية أبوابه على غير العادة أمام جمهورٍ عريض من ممثلي الهيئات الثقافية ووسائل الإعلام؛ وذلك لعرض «كنزٍ إسلاميٍّ» عُثر عليه سنة 2009 في شارع لاكونستيتوثيون ببلنسية. الاكتشاف عبارة عن 1500 قطعة نقدية من الذهب والفِضَّة يعُودُ أقدمها لزمن عبد الرحمن الناصر لدين الله (891 – 961) ثامن حكام الدولة الأموية في الأندلس، أما أحدثها فضرب من قبل الظاهر لإعزاز دين الله (1021 – 1036) الخليفة الفاطمي السابع. يعود تاريخ إخفاء «الكنز» إلى بدايات طائفة بلنسية وبالضبط في زمن حكم المنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن (1021-1061) ابن الحاجب المأمون وحفيد الحاجب المنصور، حاكم طائفة بلنسية في عهد ملوك الطوائف ومُشيِّد حائط بلنسية العربي. تشغل النقود الفاطمية الحيِّز الأكبر من محتوى الاكتشاف من حيث الكمية والعدد. ولعل وجود العملة الفاطمية ضمن «الكنز» الأندلسي المكتشف قد يعكس وجود علاقات قوية بين مصر وبلنسية في تلك الحقبة. ولكن يبقى الأمر فرضية محتملة وظاهرة ما زالت لم تحظَ باهتمام واضح. عولجت القطع النقدية المكتشفة من حالة التضرر السطحي التي لحقتها بفعل الزمن وهي الآن معروضة في متحف تاريخ بلنسية.
بالتأكيد لم تكن تلك المرة الأولى أو الوحيدة التي عُثِرَ خلالها على هذا النوع من الاكتشافات في بلنسية؛ فلقد عثر على ألفي قطعة نقدية ذهبية إسلامية محفوظة بشكل جيد في الثاني عشر من مارس لسنة 2001, تعود للقرنين العاشر والحادي عشر.
في حقل بمدينة «وشقة» الإسبانية الواقعة بمنطقة آراغون، وأثناء عمليات حفر لبناء وحدة سكنية بشارع الجنرال فرانكو المسمى حاليًا شارع إيل باركي، عثر عامل إسباني سنة 1955 على دفينة إسلامية أندلسية موحدية من القرن الثاني عشر مكونة من خمسمائة قطعة نقدية ذهبية محفوظة بشكل جيد داخل وعاء من السيراميك. ولكن من المعلوم أنه في تلك الفترة، أي في فترة تخزين هذا «الكنز» الإسلامي، كانت مدينة وشقة منطقة مسيحية آراغونية. حيث كان الملك بيدرو الأول قد استولى على المدينة سنة 1096. وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف لنقودٍ إسلامية ذهبية أن تكون في مملكة مسيحية كآراغون؟
الجواب: بالرغم من استيلاء النصارى على المدينة، عاش بها في القرن الثاني عشر، دون أدنى شك، مسيحيون مسلمون ويهود؛ وبالتالي فالذي قام بإخفاء الوديعة المالية التي عُثِر عليها سنة 1955 قد يكون طائفة من الطوائف الثلاث. كما قد تكون الوديعة المالية عبارة عن غنيمة حرب. وتبقى كل الاحتمالات والفرضيات قائمة بهذا الشأن. حدث أمر مشابه بالمناطق المجاورة لـ«فراغا» أو «إفراغة» وهي إحدى مدن مقاطعة وشقة بمنطقة أراغون حيث عُثر على ضفاف نهر سينكا على وديعة مالية معاكسة، في سياقها وحيثياتها، لاكتشاف مدينة وشقة: ألا وهو اكتشاف نقدي من عملة آراغونية من القرن الحادي عشر في موقع «سافراناليس» الإسلامي الأثري على يد الخبير الأركيولوجي فيلكس مونطون ما بين سنتي 1985 و1996. وبالتالي فإننا هذه المرة أمام «كنزٍ» مسيحيٍّ في ديارٍ إسلاميَّة.
لا أحد يعرف كيف وصلت النقود الإسلامية إلى آراغون القرن الثاني عشر المسيحية ولا أحد يعرف كيف وصل «الكنز» الأراغونيّ للحصن الإسلامي. يُعرَضُ حاليًا هذا الأخير، إلى جانب مواد أثرية هامة استخرجت من موقع سافراناليس الأثري، في متحف مدينة «وشقة» الإسبانية.
في دراسة تعود لسنة 1892 للمستعرب المؤرخ والباحث الإسباني ذي الأصول العربية فرنسيسكو كُودِيرا زيدين، يتحدث عن تلقي أنطونيو بيبس خبير العملات العربية الإسبانية لـ«كنزٍ» إسلامي. وهو عبارة عن عملات فضية عُثِرَ عليها ببلدية «ألاما دي غرانادا». بلدية تقع في مقاطعة غرناطة التابعة لمنطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا وأصل الاسم من العربية: حمّة غرناطة، أو الحامة أو حامة غرناطة. وانطلاقًا من دراسة أجراها خبير العملات العربية الإسبانية أنطونيو ريبيس فقط على القطع النقدية المحفوظة بشكل جيد ضمن مجموع قطع الوديعة المالية، يمكن تصنيف عملات «كنز» حامة غرناطة المكتشف على النحو التالي:

يبلغ مجموع العملات التي تم تحديد تاريخها، 458 قطعة نقدية. المثير للانتباه قلة القطع النقدية التي تعود للسنوات الأخيرة، بينما من المتعارف عليه في «الكنوز » الأندلسية المكتشفة بشكل عام أن تكثر القطع الأقرب زمنيًّا لتاريخ إخفاء «الكنز».
في دراسةٍ أخرى دائمًا للمستعرب والمؤرخ والباحث الإسباني فرنسيسكو كُودِيرا زيدين يتحدث عن تلقيه 467 قطعة نقدية إسلامية مكتشفة في بلدية ترانكون. من المثير للانتباه أن العملات المكتشفة تعود لحكم كل من الخليفة عبد الرحمن الثالث، والحكم الثاني، وهشام الثاني، ومحمد الثاني وسليمان، منذ 318 إلى 402هـ حسب التوزيع التالي:
عبد الرحمن الثالث، 142
الحكم الثاني، 62
هشام الثاني، 206
من فاس، 64
محمد الثاني، 15
سليمان، 26
لعل مسألة وزن العملة لا تعكس أي دلالات هامة، ولكن تجدر الإشارة إلى الاختلاف الحاصل على هذا المستوى من حاكم لآخر:
فمثلًا تزن القطع النقدية الخاصة بالخليفة عبد الرحمن الثالث 2,87 غرامًا، الحكم الثاني 2,74، هشام الثاني 3,00، محمد الثاني 3,00، سليمان المستعين بالله الحاكم الثاني عشر والخليفة الخامس للدولة الأموية في الأندلس 3,00 غرامات.أما عملات فاس فتزن 2,90 غرامًا.يتبع....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 04:06 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

«مستخرج الكنوز الأندلسية».. مهنة انتشرت في المجتمع الإسباني بعد رحيل الموريسكيين.. شهادات من ملفات محاكم التفتيش الإسبانية

دونت سجلات محاكم التفتيش الإسبانية الخاصة ببلنسية، على مر القرن الثامن عشر، عدة دعاوى وشكايات ضد مستخرجي كنوز إسبان. انتشرت مهنة «صيادي» كنوز الموريسكيين بكثرة في المجتمع الإسباني في القرنين السابع عشر والثامن عشر. ويطلق اسم مستخرجي الكنوز أو صيادي الكنوز على الأشخاص الذين كرَّسوا حياتهم للبحث عن الأموال المخبأة تحت الأرض، معتقدين بوجود كنوز غابرة قلائل هم من يستطيعون استخراجها. يمنح هؤلاء الأفراد بشكل غير مباشر رؤية واضحة لصورة المسلم والموريسكي في الذاكرة الشعبية الإسبانية. حيث يصور ممارسو هذه المهنة الموريسكي إنسانًا «غنيًّا» ضليعًا في «أعمال السحر والشعوذة».
تؤكد الباحثة باليري موليرو بأن ظاهرة الاعتقاد بوجود كنوز تحت الأرض ليست بالأمر المستجدّ، فمنذ قديم الزمان كانت هناك محاولات استخراج كنوز اعتُقِدَ أنها غابرة ومدفونة في سالف العصر في عهد الرومان والقوط والعرب وغيرها من الشعوب. تعتبر أنشطة استخراج كنوز الأرض ودفائنها أحد أبرز الأنشطة التقليدية الموازية التي مارسها الإنسان في بواطن الأرض والمغارات السحيقة والبنايات الضاربة في القدم.وهي حرفة مرتبطة بالخرافة والأسطورة والعجائبية ونشاط قام طرد الموريسكيين بإحيائه بإسبانيا. آمنالخاضعون لعصابات صيادي الكنوز الإسبان بأن الموريسكيين تركوا قبل رحيلهم كنوزًا دفينة التراب بهدف العودة للبحث عنها من جديد في وقت لاحق.
من بين الأشخاص الذين مثلوا أمام محاكم التفتيش الإسبانية في مطلع القرن الثامن عشر بتهمة التنقيب عن الكنوز في المجتمع البلنسي، نذكر الفلاح «بيسنتي نوغيس». عثر بيسنتي سنة 1730 خلال قيامه بإصلاحات في بيته المتواجد ببلدية كارليت ببلنسية، على كتاب مدون بخطٍ عربي. وما أن تبدى المخطوط العربي المبهم حتى عمَّت حالة من البحث الجاد بين جيران نوغيس وأصدقائه ومعارفهم عن شخص متقن للغة العربية قادر على تفسيرها. اتسعت دائرة البحث إلى أن كوَّنوا شبكة من التواصل لا هدف لها إلا الحصول على الكنز المرغوب. التزم الجميع بتقديم الدعم المادي وتوفير شبكة بحث مقابل وعد من بيسنتي نوغيس بتوزيع الثروة المنشودة فور العثور على الدفينة المالية. وبعد مجهوداتٍ كبيرة، عثروا أخيرًا على اثنين من العبيد العارفين باللغة والقادرين، حسب ادعاء الشهود، على القيام بالإجراءات اللازمة للحصول على الكنز. باءت كل المحاولات بالفشل. وصرَّح بعض الشهود أن قصة الكنز لم تكن سوى مؤامرة حاكها العبدان للتحرر من قيد العبودية والفوز بالحرية. وأمام المحاولات المتكررة وغير المثمرة مثلوا بشكل عفوي أمام محاكم التفتيش للتصريح بالضرر المادي.
لم تكن هذه الحالة الوحيدة التي وردت في سجلات محاكم التفتيش. عرف الأمر انتشارًا واسعًا فأصبح مجرد العثور على أي وثيقة مخطوطة باللغة العربية أمرًا مثيرًا للفضول. تحولت المخطوطات العربية إلى مفتاح سحري ومصدر وحي ودليل على وجود كنز ومصدر رزق وجب الحفاظ عليه وإن جهل أصحابه قراءته وفهم معانيه.
نموذج آخر يتجلى في الدعوى المسجلة ضد أنطونيو بنيتو سنة 1728 الذي شكل إلى جانب إيطالي من مدينة فيرارا يدعى خوان دي لا روسا وآخرون فريق بحث عن «كنز» إسلامي. حازت هذه المجموعة تمامًا كمجموعة بسينتي وثيقة عربية اعتقدوا أنها قد تساعدهم في العثور على كنز ما. وبمجرد العثور على مفسر للوثيقة حتى أدركوا أنها لا تتحدث عن أي كنز ولا تفسر أي إرشادات سحرية من شأنها تيسير الحصول على أي ثروة محتملة غابرة. لقد كان مجرد العثور على وثيقة مخطوطة باللغة العربية كفيلًا بخلق بلبلة وتكوين شبكة بحث للعثور على مُجيدٍ لهذه اللغة وبالتالي فهم محتوى الوثيقة. وعادة ما كان يتم البحث عن عبد «مورو»أو مسيحي جديد يساعدهم للاستدلال على مكان وجود الدفينة المالية المنشودة.
وهكذا تحولت الوثائق والمخطوطات المدونة بخط عربي وشخصية العبد «المورو» أو المسيحي الجديد إلى عناصر أساسية ضرورية للبحث عن الكنوز. فمجرد حيازة الاثنين هو بمثابة إثبات مسبق وتأكيد وضمان للمتطلع للكنز على اغتنائه وفوزه مستقبلًا بالثروة ولحاقه بركب الرفاهية. استغل بعض المحتالين من ممتهني حرفة استخراج الكنوز هذا الاعتقاد الشعبي الذي أصبح من مسلمات المجتمع القشتالي المؤمن بوجود مدفونات مالية أندلسية في جوف الأرض، فادعى بعضهم الأصل «الموري» أو الموريسكي لتسهيل عمليات النصب والاحتيال وإقناع الضحايا المستقبليين بصدق ادعاءاتهم. ولعل خير مثال على ذلك، مستخرجَا الكنوز المحتالَان جوسيب كيلي ومانويل دوبري. من بين مغامراتهم المتعددة، تذكر ملفات محاكم التفتيش محاولة إيقاعهم بقاضٍ بَلَنسِي وإقناعه بقدرتهما الحقيقية على استخراج كنوز من جوف الأرض عن طريق انتحال دوبري شخصية رجل عربي.
لم تكن هذه الحرفة منتشرة فقط في إسبانيا بل انتشرت أيضًا في بلدان كثيرة أخرى على مر العصور. يشير الحسن بن محمد الوزان والمشهور بـليون الأفريقي أو الأسد الأفريقي إلى مهنة البحث عن الكنوز في فاس القرن السادس عشر التي ضمَّنها في كتابه «وصف إفريقيا»، قائلًا: «يوجد بفاس أيضًا رجال يدعون الكنزيين، يبحثون عن الكنوز المدفونة في أسس الأبنية الأثرية القديمة. يذهب هؤلاء الحمقى إلى خارج المدينة منقبين في عدد من الكهوف والأطلال لعلهم يجدون فيها هذه الكنوز، لأنهم يعتقدون تمامًا أن الرومان عندما أخذت منهم إمبراطورية إفريقيا وفروا إلى بلاد بيتيك في إسبانيا، دفنوا في ضواحي فاس عددًا وافرًا من الأشياء الثمينة النفيسة التي لم يتمكنوا من أخذها معهم وسحروها».
تسجِّل دفاتر محاكم التفتيش محضرًا آخر وقضية سُجِلَت ضد البلنسي خوان باريرا زعيم عصابة كبيرة من مدعي امتلاك القدرة الخارقة على استخراج المدفونات المالية الأندلسية. أقنع خوان ريبيرا جاره خايمي ريتا الذي يقطن نفس الحي بوجود عدد كبير من المدفونات المالية في إصطبل منزله. في هذه الحالة أيضًا تم اللجوء لكل الوسائل المتاحة لاستخراج الثروة المزعومة. وبعد أن باءت كل المحاولات بالفشل، ادعت عصابة الباحثين عن الكنز أن هناك سلطة خارقة وقوى شيطانية خفية حارسة للكنز تمنعهم الوصول إليه. تكمن أهمية هذا المحضر في تبيان الطقوس الخرافية التي رافقت عملية استخراج المدفونات المالية كضرورة لرفع سلطة الجن عن هذه الدفائن القديمة. استغل ممتهنو البحث عن الكنوز في بلنسية القرن الثامن عشر سذاجة ومحدودية ثقافة وجشع العاجزين عن الكسب المألوف. تفننوا في ابتكار حيل مختلفة لأكل أموال الناس بالباطل كدعوتهم لإنفاق أموالهم لفك طلاسم الدفائن واستحضار الأرواح وطرد حراس الكنز أو ربط تعاون إيجابي معهم، مع الادعاء بأن الكنز المنشود أندلسي موريسكي لإقناع الضحايا بصحة الادعاء.
كما اتهمت محاكم التفتيش الإسبانية «المسيحي الجديد» ألونسو لورينثو بالردة والاعتقاد بالخرافة وممارسة الشعوذة وإشاعة الباطل داخل المجتمع الكاثوليكي طوال الفترة الممتدة ما بين سنتي 1715 و1718. وكانت هذه الحالة الوحيدة التي رُفعت فيها دعوى مباشرة ضد هذه الفئة أي ضد «المسيحيون الجدد» في بلنسية القرن الثامن عشر؛ بينما لم يثبت تورطهم بشكل مباشر في المحاضر السابقة.يتبع....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 04:08 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

الموريسكي في الذاكرة الشعبية الإسبانية: «منجم ذهب لا ينضب»

شكل الموريسكي منجم ذهب لا ينضب، دفع للجميع ثمن اختلافه، ومصدر غنى حقيقي بالنسبة لمحاكم التفتيش الإسبانية. دفع الأموال ليجد لنفسه مكانًا في المجتمع الكاثوليكي وليحافظ على حياته وهويته؛ ودفع الأموال أيضًا للتخلي عن هذه الهوية، إذ كان ملزمًا بالدفع مقابل التنصير.
يذكر الأستاذ الدكتور علي المنتصر الكتاني، في كتابه: انبعاث الإسلام في الأندلس، التالي: «عملت محاكم التفتيش منذ البداية على أخذ أموال المسلمين رشوة لتغض الطرف عن بعض ممارساتهم الإسلامية. فمنذ سنة 1571 أخذ الموريسكيون البلنسيون يدفعون 50 ألف دوقة ذهبية سنويًّا لمحاكم التفتيش من أجل ذلك. وفي سنة 1543 دفع الغرناطيون 12ألف دوقة ذهبية للمحكمة وللملك . وفي سنة 1555 دفعوا لهما 200 ألف دوقة ذهبية. ومنذ سنة 1558 أخذوا يدفعون 100ألف دوقة ذهبية للملك و3 آلاف دوقة سنوية للمحكمة».
شكل رحيل الموريسكيين عن إسبانيا كارثة بالنسبة لمستغليهم على اختلاف شكل الاستغلال الذي مورس عليهم. أحسوا أنهم حرموا شيئًا خاصًا بهم، تحت سيطرتهم ويملكونه.
لقد تأثر المجتمع الكاثوليكي بالأحكام المسبقة والمعتقدات الجاهزة المقتبسة عن هواجس قضاة ومحققي محاكم التفتيش ومعتقداتهم القهرية حول الموريسكي باعتباره كائنًا «غنيًا استغلاليًا» يكدس ليل نهار الكنوز والأموال الطائلة على حساب المسيحيين القدامى. كنوز ردموها دون شك تحت التراب، حسب المعتقدات السائدة، إلى حين عودتهم مستقبلًا؛ تلك العودة التي لم تحدث أبدًا.
تعود هذه الأساطير «الغنية بالذهب» أيضًا لمجموع الروايات الشفهية التي تداولها قديمًا مجتمع شمال شبه الجزيرة الأيبيرية الكاثوليكي حول غنى أهل الأندلس والغنائم التي يجنونها من الفتوحات وتوفرهم على يد عاملة جادة وماهرة ومستوى صناعات تقليدية باذخ الذي لم ينتفع منه فقط الحكام وأصحاب السلطة وإنما أيضًا النخبة الأندلسية. حسب المعتقدات الشعبية السائدة، لا بد أن يكون الموريسكي قد اكتنز من ماضيه الغني نصيبًا دفنه تحت التراب قبل رحيله عن ديار أجداده.
كان للكتب المناهضة للوجود الموريسكي تأثير على العامة، وعلى الشعراء والروائيين الإسبان. أدت بشكل غير مباشر إلى ولادة موضوع «الموريسكي مكتنزًا للذهب» في الأدب الإسباني. فظهرت شخصيات موريسكية خيالية في قالب روائي يحاكي التصور الشعبي القائم. نذكر على سبيل المثال شخصية الموريسكي ريكوتي الحاضرة في رواية دون كيخوتي دي لا مانتشا للأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا. يشرح الموريسكي ريكوتي لسانتشو بانثا نيته في العودة للبحث عن الكنز الذي تركه دفين التراب بعد صدور قرار الطرد. وبهذه المغامرة وضع ثيربانتس مدخلًا في الأدب الإسباني لموضوع الكنوز الموريسكية.
اعتُبِرَ الموريسكي كائنًا يلفُّ نفسه بالغموض. إنه سليل ذلك الأندلسي الغني. يكسب المال ولكنه يحب العزلة ولا ينفق الكثير . يعشق حياة الكهوف والمغارات. امتزجت هذه الأفكار ببعضها البعض فولدت اعتقادات مترابطة بالنسبة للقارئ: «لغز.. غنى.. كهوف.. كنوز مخبأة». إنها بخلاصة المنظومة الفكرية نفسها التي رسخها كتَّابٌ قدامى ابتداء من رجل الدين والكاتب والشاعر الإسباني لويس دي ليون (1528-1591) وصولًا إلى واشنطن إيرفينغ (1783- 1859) مؤلف وكاتب مقالات وكاتب سير ومؤرخ ودبلوماسي أمريكي. حسب تصور المجتمع الكاثوليكي، شكل الكهف بالنسبة للموريسكي مركزًا آمنًا للاجتماع، نقطة التقاء سرية ومخبأ لحياكة المؤامرات. أحب الموريسكيون الكهوف و الأغوار والمغارات . وحتى عندما كانوا يظهرون للعلن فإن «سرائرهم المخبأة كانت توحي بقتامة شرهم وسواد قلوبهم». وبالتالي فإن الكهف يدل على التصنع وعلى ازدواجية الموريسكي و«غدره». في الكهوف تراكم الموريسكيون لتكوين جماعة «خائنة» وكتلة «متآمرة»، خطيرة ومهددة لأمن المجتمع القشتالي.
في نشاطه التحقيقي ضد الموريسكيين، يُشَبّهُ رجل الدين الإسباني بيدرو أثنار كردونا سلوك الموريسكيين بأفاعيل الشياطين. جميعهم «كذابون»، حذرون، محتاطون، حرسون، شهاداتهم «كاذبة»، ينكرون كل شيء ولا يقولون الحقيقة منذ الوهلة الأولى. والحقيقة أن هذا الميل للتخفي يعود للديانة الإسلامية التي يمارسونها سرًّا ولمبدأ التقية. كان للموريسكيين تنظيم سري له فقهاء سريون. وكان معظمهم يحافظون على صلواتهم الخمس ويقومون بها خفية من النصارى. كما كانوا يتجهون إلى مساجد سرية لصلاة الجمعة كلما أمكن. واعتادوا الانعزال عن النصارى في رمضان في ورشات العمل وفي المزارع حتى لا يفسدوا عليهم صيامهم.
تتجلى صورة الموريسكي «الغني» أيضًا في رواية حوار الكلاب وهي إحدى الروايات القصيرة التي كتبها ميغيل دي ثربانتس بين عامي 1590 و1612. نشرها خوان دي لا كويستا عام 1613 في مدريد. ينعت الكلب بيرغانثا الموريسكيين بالبخل. يرى أنهم أشخاص يعملون ولا يأكلون، وما أن يطرق الريال جيوبهم حتى يتلقى حكمًا بالسجن المؤبد في زنزانة مظلمة. وبما أنهم يربحون الأموال ولا ينفقون منها شيئًا، فإنهم يكتنزون أكبر ثروات إسبانيا. يعرفون جلب المال، يخفونه ويلتهمونه. بل لقد وصل بهم البخل، دائمًا حسب وصف الرواية، لدرجة أنهم لا ينفقون على تعليم أبنائهم فالعلم الوحيد الذي يؤمنون به هو كيفية سرقة الإسبان.يتبع....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 04:09 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

«المورو» والكنز في الأمثال الشعبية الإسبانية

ما من بلدة في شبه الجزيرة الإيبيرية تخلو من كنز خلفه الموريسكيون بعد رحيلهم، إذ إن الكنز الحقيقي، ودون خلط المفاهيم، هو الموريسكيون أنفسهم. وما زال التراث الإسباني يخلد في أمثال شعبية ما يدل على صفة الجدية والكد في العمل المتأصلة في هذا المجتمع نذكر من بينها: «من لديه مور لديه كنز»، «البستان كنز إذا كان البستاني مورو». أما لفظ المورو والجمع موروس أو الموريون فهو مصطلح ذو استخدام شعبي وعامي يطلق على كل سكان شمال أفريقيا أي المنطقة المغاربية. كما أنه يمكن أن يشير بالتحديد إلى مغربي. يطلق من دون تمييز عرقي أو ديني أو ثقافي واضح.
حسب الموسوعة البريطانية «بريتانيكا» فالموري هم السكان المسلمون لشبه الجزيرة الإيبيرية أي الأندلس أو ما بات يعرف اليوم بإسبانيا والبرتغال. أي أن مصطلح المور يشير إلى المزيج العربي والأمازيغي والأوروبي الذي تشكل في البلاد بعد فتح الأندلس حسب نفس المصدر. ولا تستخدم كلمة مورو دائمًا بطريقة مهينة، فحسب السياق الذي تعرضه فيه، يمكن أن تحمل معنى إيجابيًا. فقد «اختلف موقف النبلاء من الموريسكيين المطرودين بعد أن ساندوهم لمدة قرون. فمنهم من عاملهم في محنتهم أحسن معاملة، ومنهم من عاملهم بقساوة ونهب أموالهم بل وحتى ملابسهم الخاصة. تكونت في الطرقات عصابات من النصارى، تسطو عليهم وتجردهم مما يحملون من حلي ومال ويقتلون منهم من شاؤوا. وشارك في النهب والسبي أفراد الجيش الذين يحرسونهم» كما يذكر الدكتور الكتاني في كتابه سابق الذكر. وأغرق أصحاب السفن النصارى كثيرًا من الموريسكيين الذين نقلوهم لسلب أموالهم.
دائمًا في إطار الأمثال التي تربط بين المورو والثروة نذكر مقولة شعبية أخرى تحمل تمييزًا عرقيًا سلبيًا ضد المورو وتُسقطه إلى الطبيعة الحيوانية ألا وهي «الذهب الذي تغوطه المورو»: إذ يُشبَّه الذهب الآتي من عند المور بالبراز. المقولة تحمل معنيين. يتجلى المعنى الأول في كون هذا الذهب ليس سوى فضلات نتنة آتية من عالم الظلمات والذنوب والمعاصي التي يرتكبها المسلمون وليس سوى ذهب يستعمل لتدبير مؤامرات ضد المجتمع الكاثوليكي. أما ملكية هذا الذهب الموري فلن تجلب للكاثوليكي إلا التعاسة فهو ذهب حصله المور بالطمع والبخل والتزييف. نعم! للمور ذهب ولكنه لن يكون إلا نتنًا مثل أصحابه الذين قاموا بتحصيله عن طريق تزييف العملة وتخفيض قيمة الذهب والفضة وإلحاق الضرر بالمجتمع الكاثوليكي حسب ادعاءات الكتاب المناهضين للوجود الموريسكي.
وتستعمل العبارة اليوم للإشارة إلى الذهب المزيف والجواهر المقلدة. فإذا سُئل أحدهم عن جوهرة تقليد إذا ما كانت من الذهب الخالص وهي ليست كذلك يتم الإجابة بأنها مزيفة باستعمال عبارة: «الذهب الذي تغوطه المورو» والعبارة شائعة ومتداولة جدًا في إسبانيا. أما المعنى الثاني فيحيل على معنى الإخفاء والطمس والإكنان والإبطان. فإنه ليس سوى ذهب مخفي وغابر يقطن أحشاء جسم المورو الذي قد يبتلع نقوده لإضمارها ويقطن أيضًا أحشاء الأرض في كنوز طمرها بعناية.
كثيرة هي الأساطير التي حيكت حول البخلاء الذين يبتلعون الذهب والتي لقيت انتشارًا واسعًا خاصة في عصر الباروكية أو الباروك الذي شمل زمنيًّا القرن السابع عشر بأكمله وبدايات القرن الثامن عشر، وهي أساطير علقت خاصة باليهود. حيث يصور الإنسان البخيل كالحمار الذي يعلف الطين وكفئران مناجم الذهب الذين لإخراج ما تناولوه من أحشائهم وجب قتلهم تمامًا كالبخلاء
الذين يبتلعون أموالهم لإخفائها. ومن هنا يأتي التشبيه بين الذهب والفضلات.

لم يقف هذا المعتقد عند هذا الحد، بل تصف بعض القصائد الشعبية كيف ركض الجنود الإسبان وراء الطمع وهوس إيجاد الذهب والعملات النقدية في بطن الموريسكي؛ فتذكر أنهم لم يعذبوهم فقط ليتقيؤوا الكنوز التي يُعتقد أنهم قاموا بابتلاعها، وإنما نزعوا أيضًا أحشاءهم لمواصلة عملية البحث. تروي إحدى القصائد الإسبانية الشعبية أسطورة بلع موريسكي أمواله الذهبية لينقلها مستورة عن الأنظار أثناء عملية الطرد على النحو التالي:
حدث في هذه المناسبة،
أن سقط موريسكي سقيمًا
من جراء تخمة شديدة (…)
تحسسوا بطنه المثقل (…)
فتحوه بسكين،
ومن جسمه أخرجوا
مائة عملة ذهبية.انتهى...









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 04:12 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

تحياتي اليكم،
هناك أعلاه مقال اعيد نشره مرتين خطأ، اتمنى ان يحذف احد المشرفين احدهم........وشكرا









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 12:29 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
حسان أحمدي
اللقب:
عضو مجتهد
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 6548
المشاركات: 239 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حسان أحمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر Skype إلى حسان أحمدي

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

السلام عليكم أخونا أسد الاطلس الموري
موضوع شيق و مفيد.









عرض البوم صور حسان أحمدي   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 01:13 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
سراب الصحراء
اللقب:
عضو مميز
الرتبة


البيانات
التسجيل: Feb 2017
العضوية: 29747
المشاركات: 574 [+]
بمعدل : 0.22 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
سراب الصحراء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

موسوعة مشاء الله









عرض البوم صور سراب الصحراء   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 02:06 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

أخي حسان احمدي حياك الله....لقد سرقوا الاندلس ثم فلسطين وخيراتهم....لكن كتب الله لاغلبن انا ورسلي.....شكرا لك









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 02:06 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
المحيط الهادي
اللقب:
عضو مميز
الرتبة


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 26927
المشاركات: 368 [+]
بمعدل : 0.12 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
المحيط الهادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

موضوع رائع ومفيد جدا بوركت
مع أنه استوقفني مقولة العلامة إبن خلدون في مقدمته بخصوص المنقبين و كذا ما جاء في قول أسد افريقيا..
و أعتقد أن ما كانوا يقصدونه هم أهل الزور و الشعوذة التى انتشرت عبر مر الزمان الى يومنا هذا.لأننا لو اتبعنا تلك النظرية فلا يجب أن نصدق أي شيء بما جاء بعلم الرموز وواقع البحث بالميدان عموما.أما بخصوص المثل الذي انتشر بوصف المورو فهم يطلقونه بداعي السخرية و الشماتة وفي الحقيقة أعتقد أن هذا الأمر يزيده فخرا من الناحية التاريخية تقبل مروري و شكرا أخي.









توقيع : المحيط الهادي

هادىء بمحيط علمي
و ما هو لي..سأخذه
باذن الله.⁦⁦

عرض البوم صور المحيط الهادي   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 02:31 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

أخي سراب الصحراء شكرا على مرورك ....الاندلس بنى فيها المسلمون حضارة كبيرة........والوحيدين الذين اخذوا كنوزهم هم الموريسكيون الذين سكنوا مدينة سلا بالمغرب والذين يطلق عليهم هورناشروس Hornacheros, Hornachos
....اما الاخرون فمنعوا من اخذ اموالهم ولهذا قاموا بدفن ماستطاعوا.....والا فكانوا يعذبون ويقتلون......فهناك من فر الى المغرب والجزائر وتونس.....ومنهم من فر الى المشرق...... ومحاكم التفتيش بمساندة البابا وفرسان المعبد من وراء هذا الامر بعد انهزامهم في الحروب الصليبية على فلسطين.....حيث عادوا بكنوز الشرق لتمويل الحرب في الاندلس. .......وشكرا









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 02:58 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
حسان أحمدي
اللقب:
عضو مجتهد
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 6548
المشاركات: 239 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حسان أحمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر Skype إلى حسان أحمدي

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

والله كلامك صحيح أخونا أسد الاطلس
تعقيبا على ما ذكرت عندما تكون كلمة الحق هي العليا و ينتشر العدل و تكون لنا قدوة واحدة في كل شيئ وهي رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هنا يشفى جسد الامة من الخبائث و الدسائس و الفتن و في التاريخ عبر كثيرة.فعندما تشتت الشام و مصر الى مماليك تطاول علينا الصليبيين و قاموا بجرائم يندى لها الجبين وعندما وحدهم صلاح الدين الايوبي تحت راية واحدة و كلمة صادقة أعدوا للأمة شرفها. نفس الشئ بالنسبة للأندلس فبعد أن تفتت إلى مماليك و دويلات صغيرة، كان منتظرا أن تلقى ذات المصير.و كذلك في حالنا اليوم نفس الادوار تلعب،نحن لا نتعلم من التاريخ أبدا.









عرض البوم صور حسان أحمدي   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 07:54 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

أخي المحيط الهادي، شكرا على إثراء الموضوع ….
لأن فعلا اسم مورو هو حاليا شتم لناس سكنوا الاندلس واتوا من ماكان يسمى قديما Mauritania/Maurétanie وهي المغرب العربي الحالي ….و منها جاءت كلمة موريسكيون اي الذين عاشوا او خلقوا في الاندلس ......
وكان الرومان يسموون مستعمراتهم بالجزائر والمغرب موريتانيا القيصرية
Maurétanie Césarienneوموريتانيا الطنجوية Mauritanie Tnigitane......وإسم المغرب
Morocco/Maroc/Maruequosهو من اصل كلمة موريطانيا ….
اما الذين غزوا أروبا من جهة تونس صقلية إيطاليا فكانوا يسمون السرازان Sarrasinsوهم موريطانيون كذلك…..
وكان الموريطانيون معروفون بخيالة الحرب يعملون لصالح قرطاج او روما.....او ضدهم في مناسبات اخرى....خصوصا باستعمال الخيل البربري Barbeالذي يصلح لحرب الجبال ......عكس الخيل العربية purebredالتي تصلح لحرب السهول او المرتفعات القليلةوالركض لماسافات طويلة........ وشكرا









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2018, 08:00 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.36 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

حضرة الاخ المحترم اسد الاطلس ، بوركت على هذا الموضوع اللذي اسرنا بروعته في ثنايات سطوره حيث اخذنا الى عبق التاريخ في تلك العصور التي ما زالت خالده وشاهدة آثارها عبر كل الازمنه ....









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2018, 12:02 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
دعدوع
اللقب:
مدير عام ومراقب المنتدى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية دعدوع


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 27840
المشاركات: 4,368 [+]
بمعدل : 1.48 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دعدوع متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

تم حذف المشاركة المكررة، بارك الله لكم في صحتكم و مالكم و عيالكم أخانا المحترم أسد، جوزيتم عنا كل خير...









توقيع : دعدوع



كلنا الدكتور غالينوس

عرض البوم صور دعدوع   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2018, 02:06 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

أخي حضارات، لكم الشكر الجزيل على هذا المرور العطر.....وما ينقصنا الا ان نذكر بقصيدة رثاء الاندلس لأبي البقاء الرندي حيث قال:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ
فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ
مَنسَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد
ولايدوم علىحالٍ لها شان
يُمزقالدهر حتمًا كل سابغةٍ
إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضيكلّ سيف للفناء ولوْ
كانابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ
وأينمنهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ
وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأينعادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له
حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك
كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَالزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه
وأمَّكسرى فما آواه إيوانُ
كأنماالصَّعب لم يسْهُل له سببُ
يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُالدهر أنواعٌ مُنوَّعة
وللزمانمسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها
ومالما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهىالجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له
هوىله أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ
حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً)
وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم
من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ
ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما
عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ
كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
علىديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما
فيهنَّإلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتىالمحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ
إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًامرحًا يلهيه موطنهُ
أبعدحمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها
ومالها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً
كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ
كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعينوراء البحر في دعةٍ
لهمبأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكمنبأ من أهل أندلسٍ
فقدسرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كميستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذاالتقاُطع في الإسلام بينكمُ
وأنتمْيا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألانفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ
أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يامن لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ
أحالحالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم
واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلوتراهم حيارى لا دليل لهمْ
عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ
لهالكَالأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
ياربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كماتفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
كأنماهي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُباكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثلهذا يذوب القلبُ من كمدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
والكل يعلم ان الأندلس خسرت من طرف المسلمين في عهد ملكي اراڭون وقشتالة : فرناندو الثانيوايزابيلا الأولى.فرناندو الثاني (10 مارس 1452 - 23 يناير 1516) أحد الملوك الكاثوليك، ملك آرغون ثم إسبانيا بعد وحدتها مع قشتالة. تزوج من الملكة ايزابيلا الأولى ملكة قشتالة وتمكن الأسبان خلال حكمهما من طرد المسلمين من إسبانيا والاستيلاء على غرناطة من الحكم الإسلامي.تقاسم وزوجته الحكم في إسبانيا الموحدة.
والكل يعرف ماقيل في كتب التاريخ حول(زفرةالعربيالأخيرة) والتيتزعمأنالملك المسلمالغرناطي أبوعبداللهلمّاسلّممفاتيحآخردولةإسلاميةللملكينالكاثوليكيينسنة 1492م. لما غادر المدينة مع عائلته وحاشيته ,صعدربوةتطلّعلىغرناطةثمزفرزفرةألموحسّرةعلىضياعملكهوالنهاية المأسوية لدولةالإسلامبالأندلسعلىيديه. وحسبنفسالقصةفإنأمّهلمّارأتهفيهذهالحالةخاطبتهبكلماتقاسيةوقالتتلكالجملةالشهيرةالتيانتشرتانتشاراواسعاوأصبحتملاصقةلصورةأبيعبداللهفيالأذهان ( : ابككالنساءملكالمتدافععنهكالرجال).
رغم ان البعض يشكك في هذه العبارة لكن تبقى هذه العبارة ترن حقيقية لما تحمل من معنى....ولازال الموريسكيون في المغرب يصبغون منازلهم في الشمال بالازرق لون الاندلس وهناك من عنده مفاتيح اجداده معلقة في فناء منازلهم بالمغرب......والموسيقى الاندلسية والغرناطية مشهورة بالمغرب والجزائر......لكن اغلبية الكتب المفيدة لحضارة الاندلس فبقيت في الإسكوريال بإسبانيا ونهب الباقي من طرف الدول الاروبية التي بها عرفوا علوما جديدة وعرفوا ان هناك قارة جديدة أمريكا نهبوا كنوزها الذهبية ....وقامت النهضة الأروبية على انقاض الحضارة الإسلامية بالاندلس...ورغم ذلك أنكروا فضلها واعترفوا فقط بالحضارة الرومانية اليونانية عمدا...لكن التاريخ لاينسى...









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2018, 02:14 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

أخي دعدوع شكرا على مرورك وعلى تعديل المشاركة بحذف المقال المزدوج.....نورت المنتدى وجزاكم الله خيرا....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 14-02-2018, 03:06 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

إخواني الأعزاء، تحياتي لكم،
في مقال سابق عن الاندلس، ذكرنا إسم ليون الافريقي الذي ذكر في كتابه وصف افريقيا حمى التنقيب عن الكنوز بالمغرب....يعد محمد حسن الوزان من أكبر الرحالة في العالم مقتديا بآثار ابن بطوطة والإدريسي الذي صنع اول خريطة في العالم للملك الصقلي روجيه الثاني.....فبعد اسرمحمد حسن الوزان من طرف قراصنة مسيحيين، وهبوه الى البابا ليون 10 الذيعرض عليه التنصير مقابل النجاة بحياته وكذلك ان يصبح مدرسا رسميا للغة العربية في الفاتيكان وان يكتب كتابا للتجسس على دول مغاربية وعربية وافريقية سماه وصف افريقيا....هذا الكتاب صار مرجعا للاروبيين وللدبلوماسيين بعد ما ترجم الى عدة لغاتإلى غاية القرن.19 ورغم كتابة هذا الكتاب للبابا، فلم يذكر قط حسن الوزان الاسرار العسكرية للدول العربية الاسلامية بل كان يذكر الجغرافيا، التجارة، العادات والتقاليد، التاريخ والمناجم ........ ...كما انه كتب اول قاموس عربي لاتيني عبري مما سهل الترجمة على الاروبيين لكتب الحضارة العربية الإسلامية والعبرية وتسهيل ترجمة الوثائق لاصحاب البابا.....بعد موت البابا ليون 10 عاد ليون الافريقي الى تونس او المغرب حاملا معه اسرار الفاتيكان...وإليكم مقال مفصل عن ليون الافريقي و منقول يتبع.....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 14-02-2018, 03:07 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

الحسن بن الوزان الفاسي الغرناطياو مايسمى بليون الافريقي
الحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي المعروف بإسم ليون الإفريقي، وذلك حسبما يخبرنا في الخاتمة التي ذيل بها قاموسه العربي اللاتيني.
ولد بمدينة غرناطة بالأندلس حسبما يذكر لنا ذلك في خاتمة كتابه “وصف إفريقية” ونشأ بفاس بالمغرب، أما عن تاريخ مولده فإنه ليست لدينا معلومات قاطعة بيد أنه يستنتج من بعض الإشارات والمقارنات التي يوردها خلال حديثه، أنه ولد بين سنتي 1494 و 1496 فهو أولاً يقول لنا أنه حينما رافق حملة مولاي محمد سلطان مراكش ضد البرتغاليين في أصيلة كان ذلك سنة 1508م وكان عمره عندئذ أربعة عشر عامًا، وثانيًا أنه حينما سار مع خاله في سنة 1513م في رحلة إلى تمبكتو، كان في السادسة عشرة أو في السابعة عشرة من عمره، إذن فهو قد ولد في غرناطة آخر حواضر الإسلام بالأندلس بعد سقوطها في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا في سنة 1492 بنحو ثلاثة أعوام أو أربعة.

وكذلك لسنا نعرف بالتحقيق تاريخ انتقال أسرته من الأندلس إلى المغرب، بيد أنه يستدل من إشارات كثيرة في حديث الحسن عن مملكة فاس أنه نشأ بها طفلًا، إذن فنستطيع أن نقول إن الأسرة غادرت غرناطة حوالى سنة 1498م بعد مولد الحسن بنحو عامين أو ثلاثة، وذلك حينما ظهرت نيات السياسة القشتالية واضحة في نقض العهود المقطوعة للمسلمين، وبدأت مساعى الكنيسة في تنصير المسلمين، فأخذت الكثير من الأسر المسلمة في مغادرة الوطن، وغادرت أسرة الحسن غرناطة فيمن غادرها من المسلمين وعبرت البحر إلى المغرب واستقرت بمدينة فاس، وكانت فاس حاضرة المغرب يومئذ ودرس الحسن فى جامعتها العريقة جامع القرويين، وهو يصف لنا هذا الجامع الشهير وضخامته وروعته وأروقته وأبوابه وقناديله وما يلقى فيه من دروس تبدأ فى الشتاء من الصباح الباكر وفى الصيف عقب غروب الشمس، وفى حلقاته تدرس الشريعة والفلسفة ويمنح الأساتذة أجورًا سخية، ودرس الحسن النحو والعروض والأدب والشريعة والتاريخ والفلسفة والمنطق، وقد ذكر في بعض المناسبات انه كان من بين كتبه الدراسية كتاب “عقائد النسفي” ويبدو من إشارات كثيرة أنه قرأ مقدمة ابن خلدون وبعض كتب الغزالى وكتاب ابن عبد الملك المراكشي “الذيل والتكملة” كما يبدو أنه قرأ عن التصوف ويشير في ذلك بالأخص إلى السهروردي وابن فارض بإعتبارهما من أقطاب هذا الميدان.

والظاهر أيضًا مما يذكره لنا الحسن عن حياته في تلك الفترة أنه كان يعيش مع أسرته فى سعة ورغد، وقد كانت أسرته تقضى مواسم الصيف فى قصر سابق مهجور يقع على قيد نحو ستة أميال من فاس، وكان أبوه يمتلك أو يستأجر بعض الأراضي المجاورة لهذا القصر وكان الحسن يعيش سعيدًا فى تلك العزلة المشجعة على الدراسة.
ويقص علينا الحسن كثيرًا من مراحل حياته خلال أحاديثه عن رحلاته وأوصافه لمختلف البلاد التي شاهدها فهو قد اشتغل في حداثته على مدى عامين كمعظم طلاب هذا العصر بالتوثيق فى أحدى مارستانات فاس بأجر قدره ثلاثة دنانير فى الشهر، وبدأ الحسن رحلاته وتجواله بأنحاء المغرب وثغوره في وقت مبكر، ولم تكن جولاته رحلات عابرة ولكنها كانت في معظمها تنطوى على القيام بمهام تعتبر خطيرة بالنسبة لحداثة سنه، وشهد في نفس الوقت كثيرًا من الأحداث الهامة التي وقعت في المغرب والتي يذكرها لنا تباعًا خلال أحاديثه وكانت هذه الفترة بالذات من أهم الفترات فى تاريخ المغرب وهي الفترة التي اشتد فيها اعتداء البرتغاليين على الشواطئ والثغور المغربية ونهض المغرب فيها ليدفع عدوان المغيرين بكل ما وسع من قوة.

يقول الحسن إنه لما سقطت آسفي فى أيدى البرتغاليين فى سنة 1508م كان في الثانية عشرة من عمره، وأن سلطان فاس أوفده بالرغم من حداثة سنه مع الشريف محمد للاتصال بقائد آسفى عند هجوم البرتغاليين عليها، وإقناعه بالوقوف إلى جانب مليكه، وليتصل كذلك بحاكم السوس لنفس الغرض، وفي أواخر هذا العام كان الحسن في ركب مولاى محمد الوطاسي سلطان فاس وفي خدمته عندما سار بحملته لإنقاذ ثغر أصيلا الذي استولى عليه البرتغاليون، وقد كاد المغاربة ان يستعيدوا الثغر لولا أن تداركته نجدة قوية بعث بها ملك قشتالة إلى البرتغاليين، وفى العام التالي أي سنة 1509م زار الحسن مدينة الشلة الأثرية وتجول بين أطلالها، وقرأ شواهد قبور ثلاثين من الأمراء والأشراف الذين دفنوا بها ومعظمهم من أمراء بني مرين، ونقل ما عليها من النقوش وجمعها فيما بعد في كتاب خاص.

وفي نفس العام عهد إليه السلطان بالسير مع أحد قواده لمحاولة تحصيل الجزية من يهود نفزة بمنطقة تادلا، وفي سنة 1512م سار الحسن في ركب مولاي محمد مرة أخرى، وكان مولاي محمد يقود حملة نحو منطقة تادلا من أراضى دكالة وكان يرمي بحملته إلى تحرير أهل دكالة من نير العرب الذين كانوا يعيثون فسادًا في هذه المنطقة ويعتدون على السابلة والسكان الآمنين، وبعد بضعة أيام سار السلطان في جيشه إلى بلدة المعدن من أرض دكالة وأمر بعودة العلماء المرافقين له إلى فاس، وبعث الحسن إلى مراكش في مهمة سياسية لم يفصح لنا الحسن عن حقيقتها.
رحلات الحسن بن الوزان
ومن ذلك الحين يغدو الحسن شخصية بارزة في مجتمع فاس، ونراه يتنقل بين أرجاء المغرب وإفريقية وأحيانًا في بعض المهام السلطانية، وأحيانًا في رحلات لا يحدثنا عن أغراضها، فنراه مثلًا حسبما ذكر في الكتاب الرابع “وصف إفريقية” في مدينة بجاية في سنة 1514م في طريقه إلى القسطنطينية وتونس ثم يذكر إنه عاد من تونس إلى فاس ليرى أصدقاءه، ثم قام الحسن بأعظم رحلاته الإفريقية وذلك عندما صحب خاله الذى ندبه سلطان فاس سفيرًا عنه إلى سلطان تمبكتو، وكان يومئذ في السابعة عشر من عمره وقصدا إلي تمبكتو عن طريق درعة، وبعثه خاله نيابة عنه ومعه هدية إلى حاكم درعة وقدم إليه الحسن شعرًا من نظمه.

ويحدثنا الحسن عن خاله بإحترام وإعجاب ويقول إنه كان شاعرًا جزلًا وخطيبًا مفوهًا، وكانت رحلة الحسن هذه من أعظم رحلاته وأوسعها آفاقًا وأغزرها مادة، وقد تمت في صحبة القوافل وقدر للحسن أن يشهد خلالها سائر ممالك إفريقية الوسطى، وحوض نهر النيجر وأن يدرس جغرافيتها وأحوالها دراسة حسنة، وهو يصفها لنا وصفًا قيمًا دقيقًا في الكتاب السابع من مؤلفه “وصف إفريقية” وكانت تمبكتو يومئذ في أزهر عصورها وكانت قاعدة لمملكة كبيرة قوية تحكمها أسرة “سونجاهى” وقد أتيح للحسن أن يخترق في تلك الرحلة سائر ممالك السودان الواقعة فى تلك المنطقة، وعددها خمسة عشرة مملكة متجهًا إلى تمبكتو نحو الشرق ثم بعد ذلك نحو الجنوب، وهذه الممالك هي حسبما يذكرها لنا: ولاتة وغنيا ومالى وتمبكتو وجوجو وجوير وأجادز وكانو وزجيزج وكافسينا وزمفرا ووتجرا وبرنو وجاوجو ونوبي.
ووصف الحسن وصف موجز لمواقع هذه الممالك ومعالمها الجغرافية وأحوالها الإجتماعية بدقة واضحة ولخص أحوال حكامها وشعوبها فى تلك العبارة : “إن حكام هذه الممالك وسكانها على قدر كبير من الثراء والنشاط وهم يشغفون بإقامة العدالة ولو أن منهم طوائف تحيا حياة همجية”
وقد اشترك الحسن في بعض الحملات التي جهّزت لرد البرتغاليين عن الثغور المغربية، وهو يقص علينا تلك الأحداث فيقول انه فى سنة 1514م ، كان فى أرض حاحة الواقعة غربي مراكش على مقربة من المحيط ورأى بها مدينة تدنست وقد غدت قفرًا خرابًا لفرار أهلها منها خوفًا من سقوطها في أيدي البرتغاليين، وانه فى العام التالى كان يصحب مولاي محمد سلطان فاس في حملته التي قادها ضد العرب في أرض رجراجة الواقعة شمال أرض حاحة لردعهم، وأن السلطان طاردهم بشدة حتي التجأوا إلى الجبال، وفي هذا العام أيضًا كان الحسن حسبما يقص علينا في ثغر المعمورة وكان البرتغاليون يومئذ يهاجمونه، ولكنهم هزموا شر هزيمة على يد مولاي ناصر الوطاسي، وقد شهد الحسن هذا النصر الباهر للمغاربة وهذه الهزيمة الساحقة للمعتدين.

وفي أواخر عام 1515م أوائل عام 1516م رحل الحسن إلى القسطنطينية ويلخص لنا الحسن برنامج رحلاته المشرقية في خاتمه الكتاب الثامن من مؤلفه وهو الذي يخصصه لوصف مصر، وملخص ذلك أنه حينما زار مصر وبعد أن مكث وقتًا فى القاهرة سار بطريق النيل من القاهرة إلى أسوان، ثم عاد بطريق النيل أيضًا من أسوان إلى قنا، ومن هناك اخترق الصحراء الشرقية حتى البحر الأحمر، ثم عبر هذا البحر إلى ينبع ثم إلى جدة واخترق بلاد الحجاز بيد أنه ليس لدينا ما يدل على أنه أدى فريضة الحج.
وهنا يذكر الحسن الوزان بعض المعلومات عن رحلته الأسيوية فيقول : “بيد أنه إذا شاء الله أن يمد في أجلي، فإني أعتزم أن أصف كل مناطق آسيا التي تجولت فيها، وهي بلاد العرب واليمن وسيناء والجزء الأسيوي من مصر “يريد فلسطين” وأرمينية وجزء من بلاد التتر “يريد بها شمالي فارس” وهى بلاد رأيتها وتجولت فيها أيام شبابي وكذلك سوف أصف رحلتى الأخيرة من فاس إلى قسطنطينية ومن قسطنطينية إلى مصر ثم من مصر إلى ايطاليا وهي رحلة رأيت فيها جزائر عديدة ومختلفة”
وكان الحسن من خلال بعض رحلاته التي يرافق فيها التجار يقوم لهم بأعمال التوثيق والمحاسبة وذلك حسبما ذكر فى رحلاته في جبال أطلس، وأحيانًا كان يشتغل بالتجارة حسب ما ذكره فى رحلته الأولى لمصر حيث قام في ساحل ليبيا بشراء بعض الأغنام والزبد ولما أراد شحنها بطريق البحر إلى مصر اضطر إلى الفرار خشية من مفاجأة القراصنة الفرنج، هذا بالإضافة إلى سفره في مهام السلطانية التي كان يكلف بها من آن لآخر من قبل عاهل فاس.
ويميل بعض الباحثين إلى الإعتقاد بأنه كان في رحلاته إلى القسطنطينية يحاول بالنيابة عن سلطانه أن يحمل سلطان الترك على بذل الجهود لمعاونة المغرب في صراعه ضد اسبانيا والبرتغال.
غير أن هنالك ما يدل أيضًأ على أن الحسن قد قام بمعظم رحلاته إشباعًا لشغفه بالكشف والدراسة وأسطع دليل على ذلك ما تركه لنا عنها، من أوصاف مستفيضة دقيقة لا يمكن إلا أن تكون مستمدة من مذكرات وتقييدات مدونة لا يمليها إلا مثل هذا الشغف بالدرس والتدوين.
الأسر والعبودية
عندما رحل الحسن من مصر ركب البحر من الإسكندرية إلى تونس ورست السفينة فى مياه خليج قابس عند شاطئ جزيرة جربة أو على مقربة منها، وهاجم بعض القراصنة النصارى وهم على الأغلب من البندقية السفينة التي يركبها الحسن واخذ اسيرًا ضمن من أخذوا ويلخص لنا الحسن هذا الحادث في حياته في الكتاب السادس من مؤلفه عند وصف جزيرة جربة في قوله: “وصفجزيرة جربة حيث أسر يوحنا “ليون” الحسن مؤلف هذا التاريخ على يد القراصنة الإيطاليين وحمل من هناك إلى رومة”وكان يومئذ في الرابعة والعشرين من عمره تقريبًا
وأدرك القراصنة مما رأوه من حالة الحسن ومما يحمله معه من الكتب والأوراق أنهم يحرزون أسيرًا غير عادي، يمتاز بصفته العلمية فحملوه إلى روما وقدموه هدية إلى البابا ليون العاشر أو الكاردينال السابق جيوفاني دى مديتشي، وكان ذلك فى سنة 1520م تقريبًا، وكانت أعداد كبيرة من المنكوبين المسلمين الأسرى يعملون في قصور الملوك النصارى وبيوت الكبراء الميسورين، وكان بعضهم ينتظم في سلك الحرس الملكى، كان هذا المصير الذي ينتظر الحسن ولولا أن آنس البابا في عبده الجديد طرازًا آخر، وأدرك قيمته العلمية الخاصة، فبادر بعتقه وشمله بعطفه وقرر له معاشًا سخيًا حتى لا يفكر فى الهرب.
وانتهى هذا العطف إلى النتيجة الطبيعية وهي إقناع البابا لخادمه بأن يعتنق النصرانية ومن ثم فقد نصّر الحسن وحضر البابا حفلة تنصره وأطلق عليه اسم جوفاني ليوني أو يوحنا الأسد.
وهنا يحق لنا أن نتساءل هل كان اعتناق الحسن للنصرانية أمرًا تمليه بواعث المصلحة قبل كل شئ، أم أنه قد أضحى بهذه الردة نصرانيًا مخلصًا؟ إن لدينا ما يعزز الرأي الأول في تصرف الحسن وعوده إلى الإسلام فيما بعد صحيح ان الحسن يبدى في كثير مما يكتبه في مؤلفه عن الإسلام والرسول صلّ الله عليه وسلم تحاملًا واضحًا، ولكنه كان تحت كنف المجتمع النصرانى المتعصب في روما.
وهكذا غدا الحسن بن الوزان جوفاني ليوني أو ليون الإفريقي وهو الإسم الذي عرف به فيما بعد منذ أن ظهر مؤلفه الشهير فى وصف إفريقية وتعلم الحسن الإيطالية واللاتينية والقشتالية “الإسبانية” وقام بتدريس اللغة العربية لعدّة من العلماء ورجال الدين النصارى.
وفي كتابه وصف إفريقية يصف لنا المغرب وتحدث بإستفاضة عن مدينة مراكش ووصف جامعها جامع الكتبية وصومعته، ويذكر أنه كان في الماضي تحت شرفاته نحو مائة حانوت لبيع الكتب ولكنه حين زارها لم يكن بها سوى حانوت واحد لييع الكتب.
ويصف مدينة أغمات ويقول انه حينما شاهدها كانت خرابًا وليس بها سوى الذئاب والثعالب وليس بها إلا زاوية عابد وأتباعه الذين يبلغون المائة ثم يصف تينملل بلد المهدي بن تومرت ويشيد بجمال جامعها “جامع المهدي”
وتحدث عن مملكة فاس وولاياتها ومدنها ولا سيما حاضرتها مدينة فاس التاريخية العظيمة، ويصف ملابس أهل فاس وطعامهم وشرابهم وعوائدهم في الزواج والحفلات والمآدب والجنائز، ثم يحدثنا عن مساجدها ويقول انها تحتوى على نحو سبعمائة مسجد وخصص جزء خاص للحديث بإستفاضة عن جامع القرويين، ووصف حلقاته الدراسية، ثم تحدث عن مدارس فاس وحماماتها وفنادقها وأسواقها وحوانيتها وحدائقها، ووصف الجزء الشرقي من فاس وهو القسم الأرستقراطي الذي يصم القصور والمساجد والمدارس الفخمة وتقل فيه الحوانيت، وتحدث كذلك عن شعراء فاس وكيف انه فى المولد النبوى من كل عام ينظم الشعراء القصائد فى مديح النبي، وفي أيام بنى مرين كان يدعي العلماء بهذه المناسبة إلى القصر ويكرمونهم ثم يطلب إلى الشعراء إنشاد قصائدهم في مديح النبي، ويمنح أجودهم نظمًا صلة قدرها مائتى دينار وجوادًا فخمًا وجارية وخلعة ملوكية.
ووصف الحسن مملكة تلمسان وممالك بجاية وتونس وطرابلس التي وصفها بإنها مدينة أحيطت بأسوار عالية جميلة، وهي تقع على سهل رملي ينتج محاصيل وفيرة من التمر ومنازل هذه المدينة وجيهة جدًا بالنسبة لمنازل تونس، وتروج بها كل تجارة وحرفة ويكثر بها عمال النسيج، وليست لدى أهلها آبار أو نوافير ولكن ماءهم يحفظ في خزانات، والقمج في هذه المدينة مرتفع الثمن جدًا وذلك لأن سائر حقول طرابلس هي رملية وقاحلة.
ويحدثنا ليون عن بعض قرى طرابلس مثل قرية سارمان التي تكثر بها التمور، وقرية بني يربوع القريبة من البحر والتي تنتج كميات كبيرة من التمور وقرية رانزور التي تنتج الكثير من التمر والخوخ والرمان، وقرية همروزو التي تكثر فيها غابات النخيل وحدائق الفاكهة.
ثم يحدثنا عن مقاطعة مصراتة وهي تقع على البحر على بعد مائة ميل من طرابلس وبها تسع قرى في الوادي وعلى الجبل، وسكانها أغنياء ولا يدفعون ضريبة ويتاجرون مع البنادقة الذين يأتون إلى هذه المقاطعة حاملين فوق سفنهم البضائع البندقية وهناك يستبدلونها بالعبيد والمسك.
ويتحدث ليون عن صحراء برقة وكيف تمتد شرقًا حتى مشارف الإسكندرية، وهي بسيط مقفر خشن لا قمح فيه ولا ماء تقريبًا،وبعض طوائف الأعراب يعيشون بها حياة بؤس ويأتي إليهم القمح من صقلية.
ويصف ليون منطقة سجلماسة ودرعة والزاب والممالك السوداء الخمسة عشر الواقعة في منطقة النيجر وفي مقدمتها تمبكتو وغانة ومالي.
وخصص ليون جزء لوصف مصر وتحدث عن إقليم مصر ومدنها ونيلها، ويفيض في وصف القاهرة وشوارعها وأبوابها ومتاجرها وعوائد أهلها وأطعمتهم ويصف أهل القاهرة بقوله: ” إنهم شعب ذو ميول مرحة باسمة تبشر بالكثير ولكن تؤدى إلى القليل، وهم يزاولون التجارة والحرف الآلية ولكنهم لا يغادرون أوطانهم، ومنهم كثير من طلاب الفقه ولكن قليل جدًا من أهل الفنون الحرة والعلوم، وبالرغم من أن معاهدهم تغص دائمًا بالطلبة فإن القليل منهم يصل إلى الكمال”
أما عن نساء القاهرة فيقول: “أما النساء فيخرجن في ثياب فاخرة ويزين جباههن بالقلائد وأعناقهن بعقود الؤلؤ، ويضعن على رؤوسهن قلنسوة وافرة الجمال والأناقة ويبلغ ارتفاعها نحو شبر، ويرتدين أردية من الصوف بأكمام مزركشة مطرزة وعليها أغطية من أفخر القماش الهندي ويلبسن على وجوههن خمارًا أسود، ويلبسن نعالاً جميلة وأخفافًا تركية، وهؤلاء النسوة وافرات الطموح والكبرياء حتى أنهن جميعًا يحتقرن أن يغزلن أو يقمن بأعمال المطبخ، ومن ثم فإن أزواجهن يرغمون على شراء الأطعمة الجاهزة من المطابخ، وقليل من الأسر الكبيرة تعنى بإعداد الطعام فى منازلها.
ويتمتع نساء القاهرة بحريات واسعة وبينما يخرج الزوج إلى المقهى أو لشراء الطعام، إذا بالزوجة ترتدى أفخر ثيابها وتتعطر بأذكى العطور ثم تتجول في المدينة لتروح عن نفسها وتتحدث مع صاحباتها وهن يمتطين الحمير أكثر من الخيل، تسير بهن في راحة وهوادة وتغطى هذه الحمير بالبراذع الفخمة ويجرها صبى ويتقدمها سائس”
واختتم ليون مؤلفه الضخم بالحديث عن الحيوانات والمعادن التي توجد فى إفريقيا، والحقيقة أن ليون كان يتحرى الدقة ويتميز بقوة الملاحظة، ويبدى بالأخص في كل ما يكتبه عن المغرب وعن مدنه وقبائله وعاداته معرفة شاملة، لا تستند فقط إلى المشاهدة الشخصية ولكن تستند كذلك إلى القراءة والدراسة، فقد كان يرجع في كثير مما يكتب إلى طائفة من أكابر المؤلفين القدامي في التاريخ والجغرافيا، وهذه العناية التي التزمها ليون في وضع مؤلفه وتنسيقه على ضوء كتاباته مشاهداته الشخصية هي التي جعلت من مصنفه وثيقة نفيسة ومرجعاً من أهم المراجع عن وصف إفريقيا وأحوالها في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلادي، بل أن كتاب “وصف إفريقية” ما يزال إلى يومنا هذا أوثق مصدر عن الكثير من المظاهر والتقاليد والعادات الخاصة ببعض الأجناس والقبائل الإفريقية والتي لم يغيرها الزمن حتى عصرنا.
ووضع ليون فضلًا عن مصنفه الجغرافي والتاريخي هذا قاموسًا يحتوى على مجموعة من الكلمات العربية والعبرية واللاتينية، ولكنه لم ير النور حتى الآن، وتوجد نسخته الأصلية بخط ليون نفسه في مكتبة الإسكوريال الشهيرة فى مدريد، وعلى الكتاب توقيعه الذي جاء فيه: ” فرغ من نسخ هذا الكتاب العبد الفقير إلى الله مؤلفه يوحنا الأسد الغرناطي المدعو قبل الحسن بن محمد الوزان الفاسي، في أواخر ينير “يناير” عام أربعة وعشرين لتاريخ المسيحيين الموافق لعام ثلثين وتسعمائة لتاريخ المسلمين، وذلك بمدينة بلونيا “بولونيا”من بلاد اطاليا “إيطاليا” برسم المعلم الحكيم الطبيب الماهر يعقوب ابن شمعون الوفى الإسرائيلي . حفظ الله نعمته آمين”
عاش ليون أعوامًا طويلة في روما، أنجز فيها أعماله العلمية المتقدمة، ولكن حياته بعد ذلك يكتنفها الغموض، وهنالك روايتان عن خاتمته : الأولى أنه عاش بقية حياته في روما ولم يتركها، والثانية وهي رواية كاتب معاصر عاش في روما في ذلك الوقت وهو فيدماننشتات وهي أن ليون غادر روما بين سنتى 1528 و1530م لما لقى من الإنكار وعدم التقدير بعد موت البابا، ونزل بتونس وهنالك عاد إلى الإسلام مسلمًا ورعًا وكأنه لم يعتنق النصرانية قط، واستمر بها حتى توفى في سنة 1552م.
وهنالك قول بأنه عاد بعد ذلك إلى فاس حيث نشأ وترعرع وتوفى بها سنة 944 هـ 1537م، ويؤيد هذه الرواية الأخيرة عن مغادرة ليون روما وعودته إلى وطنه ما يذكره هو في خاتمة الكتاب الثامن عن نيته في هذا العود حينما يتحدث عن عزمه في الكتابة عن البلاد التي زارها خارج إفريقيا وذلك في قوله “إني لأعتزم بعون الله حينما أعود من أوربا وآسيا التي رأيتها وأضمها لوصفي لإفريقية”
ولكن ليون لم يعش طويلًا بعد عودته إلى الوطن ولم يفسح له القدر مجالًا لتحقيق أمنيته في استكمال وصف رحلاته الاخرى واقتصر مجهوده في ذلك على وضع مؤلفه العظيم وصف إفريقية.
ومن الأعمال الأدبية التي تناولت سيرة الحسن الوزان كتاب ليون الإفريقي للأديب اللبناني أمين معلوف ويمكن تحميل الرواية من هناhttps://www.4shared.com/office/zTtPkjju/__online.html?

د. محمد عبد الله عنان ، تراجم إسلامية شرقية وأندلسية









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 14-02-2018, 03:07 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

الحسن بن الوزان الفاسي الغرناطياو مايسمى بليون الافريقي
الحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي المعروف بإسم ليون الإفريقي، وذلك حسبما يخبرنا في الخاتمة التي ذيل بها قاموسه العربي اللاتيني.
ولد بمدينة غرناطة بالأندلس حسبما يذكر لنا ذلك في خاتمة كتابه “وصف إفريقية” ونشأ بفاس بالمغرب، أما عن تاريخ مولده فإنه ليست لدينا معلومات قاطعة بيد أنه يستنتج من بعض الإشارات والمقارنات التي يوردها خلال حديثه، أنه ولد بين سنتي 1494 و 1496 فهو أولاً يقول لنا أنه حينما رافق حملة مولاي محمد سلطان مراكش ضد البرتغاليين في أصيلة كان ذلك سنة 1508م وكان عمره عندئذ أربعة عشر عامًا، وثانيًا أنه حينما سار مع خاله في سنة 1513م في رحلة إلى تمبكتو، كان في السادسة عشرة أو في السابعة عشرة من عمره، إذن فهو قد ولد في غرناطة آخر حواضر الإسلام بالأندلس بعد سقوطها في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا في سنة 1492 بنحو ثلاثة أعوام أو أربعة.
وكذلك لسنا نعرف بالتحقيق تاريخ انتقال أسرته من الأندلس إلى المغرب، بيد أنه يستدل من إشارات كثيرة في حديث الحسن عن مملكة فاس أنه نشأ بها طفلًا، إذن فنستطيع أن نقول إن الأسرة غادرت غرناطة حوالى سنة 1498م بعد مولد الحسن بنحو عامين أو ثلاثة، وذلك حينما ظهرت نيات السياسة القشتالية واضحة في نقض العهود المقطوعة للمسلمين، وبدأت مساعى الكنيسة في تنصير المسلمين، فأخذت الكثير من الأسر المسلمة في مغادرة الوطن، وغادرت أسرة الحسن غرناطة فيمن غادرها من المسلمين وعبرت البحر إلى المغرب واستقرت بمدينة فاس، وكانت فاس حاضرة المغرب يومئذ ودرس الحسن فى جامعتها العريقة جامع القرويين، وهو يصف لنا هذا الجامع الشهير وضخامته وروعته وأروقته وأبوابه وقناديله وما يلقى فيه من دروس تبدأ فى الشتاء من الصباح الباكر وفى الصيف عقب غروب الشمس، وفى حلقاته تدرس الشريعة والفلسفة ويمنح الأساتذة أجورًا سخية، ودرس الحسن النحو والعروض والأدب والشريعة والتاريخ والفلسفة والمنطق، وقد ذكر في بعض المناسبات انه كان من بين كتبه الدراسية كتاب “عقائد النسفي” ويبدو من إشارات كثيرة أنه قرأ مقدمة ابن خلدون وبعض كتب الغزالى وكتاب ابن عبد الملك المراكشي “الذيل والتكملة” كما يبدو أنه قرأ عن التصوف ويشير في ذلك بالأخص إلى السهروردي وابن فارض بإعتبارهما من أقطاب هذا الميدان.
والظاهر أيضًا مما يذكره لنا الحسن عن حياته في تلك الفترة أنه كان يعيش مع أسرته فى سعة ورغد، وقد كانت أسرته تقضى مواسم الصيف فى قصر سابق مهجور يقع على قيد نحو ستة أميال من فاس، وكان أبوه يمتلك أو يستأجر بعض الأراضي المجاورة لهذا القصر وكان الحسن يعيش سعيدًا فى تلك العزلة المشجعة على الدراسة.
ويقص علينا الحسن كثيرًا من مراحل حياته خلال أحاديثه عن رحلاته وأوصافه لمختلف البلاد التي شاهدها فهو قد اشتغل في حداثته على مدى عامين كمعظم طلاب هذا العصر بالتوثيق فى أحدى مارستانات فاس بأجر قدره ثلاثة دنانير فى الشهر، وبدأ الحسن رحلاته وتجواله بأنحاء المغرب وثغوره في وقت مبكر، ولم تكن جولاته رحلات عابرة ولكنها كانت في معظمها تنطوى على القيام بمهام تعتبر خطيرة بالنسبة لحداثة سنه، وشهد في نفس الوقت كثيرًا من الأحداث الهامة التي وقعت في المغرب والتي يذكرها لنا تباعًا خلال أحاديثه وكانت هذه الفترة بالذات من أهم الفترات فى تاريخ المغرب وهي الفترة التي اشتد فيها اعتداء البرتغاليين على الشواطئ والثغور المغربية ونهض المغرب فيها ليدفع عدوان المغيرين بكل ما وسع من قوة.
يقول الحسن إنه لما سقطت آسفي فى أيدى البرتغاليين فى سنة 1508م كان في الثانية عشرة من عمره، وأن سلطان فاس أوفده بالرغم من حداثة سنه مع الشريف محمد للاتصال بقائد آسفى عند هجوم البرتغاليين عليها، وإقناعه بالوقوف إلى جانب مليكه، وليتصل كذلك بحاكم السوس لنفس الغرض، وفي أواخر هذا العام كان الحسن في ركب مولاى محمد الوطاسي سلطان فاس وفي خدمته عندما سار بحملته لإنقاذ ثغر أصيلا الذي استولى عليه البرتغاليون، وقد كاد المغاربة ان يستعيدوا الثغر لولا أن تداركته نجدة قوية بعث بها ملك قشتالة إلى البرتغاليين، وفى العام التالي أي سنة 1509م زار الحسن مدينة الشلة الأثرية وتجول بين أطلالها، وقرأ شواهد قبور ثلاثين من الأمراء والأشراف الذين دفنوا بها ومعظمهم من أمراء بني مرين، ونقل ما عليها من النقوش وجمعها فيما بعد في كتاب خاص.
وفي نفس العام عهد إليه السلطان بالسير مع أحد قواده لمحاولة تحصيل الجزية من يهود نفزة بمنطقة تادلا، وفي سنة 1512م سار الحسن في ركب مولاي محمد مرة أخرى، وكان مولاي محمد يقود حملة نحو منطقة تادلا من أراضى دكالة وكان يرمي بحملته إلى تحرير أهل دكالة من نير العرب الذين كانوا يعيثون فسادًا في هذه المنطقة ويعتدون على السابلة والسكان الآمنين، وبعد بضعة أيام سار السلطان في جيشه إلى بلدة المعدن من أرض دكالة وأمر بعودة العلماء المرافقين له إلى فاس، وبعث الحسن إلى مراكش في مهمة سياسية لم يفصح لنا الحسن عن حقيقتها.
رحلات الحسن بن الوزان
ومن ذلك الحين يغدو الحسن شخصية بارزة في مجتمع فاس، ونراه يتنقل بين أرجاء المغرب وإفريقية وأحيانًا في بعض المهام السلطانية، وأحيانًا في رحلات لا يحدثنا عن أغراضها، فنراه مثلًا حسبما ذكر في الكتاب الرابع “وصف إفريقية” في مدينة بجاية في سنة 1514م في طريقه إلى القسطنطينية وتونس ثم يذكر إنه عاد من تونس إلى فاس ليرى أصدقاءه، ثم قام الحسن بأعظم رحلاته الإفريقية وذلك عندما صحب خاله الذى ندبه سلطان فاس سفيرًا عنه إلى سلطان تمبكتو، وكان يومئذ في السابعة عشر من عمره وقصدا إلي تمبكتو عن طريق درعة، وبعثه خاله نيابة عنه ومعه هدية إلى حاكم درعة وقدم إليه الحسن شعرًا من نظمه.
ويحدثنا الحسن عن خاله بإحترام وإعجاب ويقول إنه كان شاعرًا جزلًا وخطيبًا مفوهًا، وكانت رحلة الحسن هذه من أعظم رحلاته وأوسعها آفاقًا وأغزرها مادة، وقد تمت في صحبة القوافل وقدر للحسن أن يشهد خلالها سائر ممالك إفريقية الوسطى، وحوض نهر النيجر وأن يدرس جغرافيتها وأحوالها دراسة حسنة، وهو يصفها لنا وصفًا قيمًا دقيقًا في الكتاب السابع من مؤلفه “وصف إفريقية” وكانت تمبكتو يومئذ في أزهر عصورها وكانت قاعدة لمملكة كبيرة قوية تحكمها أسرة “سونجاهى” وقد أتيح للحسن أن يخترق في تلك الرحلة سائر ممالك السودان الواقعة فى تلك المنطقة، وعددها خمسة عشرة مملكة متجهًا إلى تمبكتو نحو الشرق ثم بعد ذلك نحو الجنوب، وهذه الممالك هي حسبما يذكرها لنا: ولاتة وغنيا ومالى وتمبكتو وجوجو وجوير وأجادز وكانو وزجيزج وكافسينا وزمفرا ووتجرا وبرنو وجاوجو ونوبي.
ووصف الحسن وصف موجز لمواقع هذه الممالك ومعالمها الجغرافية وأحوالها الإجتماعية بدقة واضحة ولخص أحوال حكامها وشعوبها فى تلك العبارة : “إن حكام هذه الممالك وسكانها على قدر كبير من الثراء والنشاط وهم يشغفون بإقامة العدالة ولو أن منهم طوائف تحيا حياة همجية”
وقد اشترك الحسن في بعض الحملات التي جهّزت لرد البرتغاليين عن الثغور المغربية، وهو يقص علينا تلك الأحداث فيقول انه فى سنة 1514م ، كان فى أرض حاحة الواقعة غربي مراكش على مقربة من المحيط ورأى بها مدينة تدنست وقد غدت قفرًا خرابًا لفرار أهلها منها خوفًا من سقوطها في أيدي البرتغاليين، وانه فى العام التالى كان يصحب مولاي محمد سلطان فاس في حملته التي قادها ضد العرب في أرض رجراجة الواقعة شمال أرض حاحة لردعهم، وأن السلطان طاردهم بشدة حتي التجأوا إلى الجبال، وفي هذا العام أيضًا كان الحسن حسبما يقص علينا في ثغر المعمورة وكان البرتغاليون يومئذ يهاجمونه، ولكنهم هزموا شر هزيمة على يد مولاي ناصر الوطاسي، وقد شهد الحسن هذا النصر الباهر للمغاربة وهذه الهزيمة الساحقة للمعتدين.
وفي أواخر عام 1515م أوائل عام 1516م رحل الحسن إلى القسطنطينية ويلخص لنا الحسن برنامج رحلاته المشرقية في خاتمه الكتاب الثامن من مؤلفه وهو الذي يخصصه لوصف مصر، وملخص ذلك أنه حينما زار مصر وبعد أن مكث وقتًا فى القاهرة سار بطريق النيل من القاهرة إلى أسوان، ثم عاد بطريق النيل أيضًا من أسوان إلى قنا، ومن هناك اخترق الصحراء الشرقية حتى البحر الأحمر، ثم عبر هذا البحر إلى ينبع ثم إلى جدة واخترق بلاد الحجاز بيد أنه ليس لدينا ما يدل على أنه أدى فريضة الحج.
وهنا يذكر الحسن الوزان بعض المعلومات عن رحلته الأسيوية فيقول : “بيد أنه إذا شاء الله أن يمد في أجلي، فإني أعتزم أن أصف كل مناطق آسيا التي تجولت فيها، وهي بلاد العرب واليمن وسيناء والجزء الأسيوي من مصر “يريد فلسطين” وأرمينية وجزء من بلاد التتر “يريد بها شمالي فارس” وهى بلاد رأيتها وتجولت فيها أيام شبابي وكذلك سوف أصف رحلتى الأخيرة من فاس إلى قسطنطينية ومن قسطنطينية إلى مصر ثم من مصر إلى ايطاليا وهي رحلة رأيت فيها جزائر عديدة ومختلفة”
وكان الحسن من خلال بعض رحلاته التي يرافق فيها التجار يقوم لهم بأعمال التوثيق والمحاسبة وذلك حسبما ذكر فى رحلاته في جبال أطلس، وأحيانًا كان يشتغل بالتجارة حسب ما ذكره فى رحلته الأولى لمصر حيث قام في ساحل ليبيا بشراء بعض الأغنام والزبد ولما أراد شحنها بطريق البحر إلى مصر اضطر إلى الفرار خشية من مفاجأة القراصنة الفرنج، هذا بالإضافة إلى سفره في مهام السلطانية التي كان يكلف بها من آن لآخر من قبل عاهل فاس.
ويميل بعض الباحثين إلى الإعتقاد بأنه كان في رحلاته إلى القسطنطينية يحاول بالنيابة عن سلطانه أن يحمل سلطان الترك على بذل الجهود لمعاونة المغرب في صراعه ضد اسبانيا والبرتغال.
غير أن هنالك ما يدل أيضًأ على أن الحسن قد قام بمعظم رحلاته إشباعًا لشغفه بالكشف والدراسة وأسطع دليل على ذلك ما تركه لنا عنها، من أوصاف مستفيضة دقيقة لا يمكن إلا أن تكون مستمدة من مذكرات وتقييدات مدونة لا يمليها إلا مثل هذا الشغف بالدرس والتدوين.
الأسر والعبودية
عندما رحل الحسن من مصر ركب البحر من الإسكندرية إلى تونس ورست السفينة فى مياه خليج قابس عند شاطئ جزيرة جربة أو على مقربة منها، وهاجم بعض القراصنة النصارى وهم على الأغلب من البندقية السفينة التي يركبها الحسن واخذ اسيرًا ضمن من أخذوا ويلخص لنا الحسن هذا الحادث في حياته في الكتاب السادس من مؤلفه عند وصف جزيرة جربة في قوله: “وصفجزيرة جربة حيث أسر يوحنا “ليون” الحسن مؤلف هذا التاريخ على يد القراصنة الإيطاليين وحمل من هناك إلى رومة”وكان يومئذ في الرابعة والعشرين من عمره تقريبًا
وأدرك القراصنة مما رأوه من حالة الحسن ومما يحمله معه من الكتب والأوراق أنهم يحرزون أسيرًا غير عادي، يمتاز بصفته العلمية فحملوه إلى روما وقدموه هدية إلى البابا ليون العاشر أو الكاردينال السابق جيوفاني دى مديتشي، وكان ذلك فى سنة 1520م تقريبًا، وكانت أعداد كبيرة من المنكوبين المسلمين الأسرى يعملون في قصور الملوك النصارى وبيوت الكبراء الميسورين، وكان بعضهم ينتظم في سلك الحرس الملكى، كان هذا المصير الذي ينتظر الحسن ولولا أن آنس البابا في عبده الجديد طرازًا آخر، وأدرك قيمته العلمية الخاصة، فبادر بعتقه وشمله بعطفه وقرر له معاشًا سخيًا حتى لا يفكر فى الهرب.
وانتهى هذا العطف إلى النتيجة الطبيعية وهي إقناع البابا لخادمه بأن يعتنق النصرانية ومن ثم فقد نصّر الحسن وحضر البابا حفلة تنصره وأطلق عليه اسم جوفاني ليوني أو يوحنا الأسد.
وهنا يحق لنا أن نتساءل هل كان اعتناق الحسن للنصرانية أمرًا تمليه بواعث المصلحة قبل كل شئ، أم أنه قد أضحى بهذه الردة نصرانيًا مخلصًا؟ إن لدينا ما يعزز الرأي الأول في تصرف الحسن وعوده إلى الإسلام فيما بعد صحيح ان الحسن يبدى في كثير مما يكتبه في مؤلفه عن الإسلام والرسول صلّ الله عليه وسلم تحاملًا واضحًا، ولكنه كان تحت كنف المجتمع النصرانى المتعصب في روما.
وهكذا غدا الحسن بن الوزان جوفاني ليوني أو ليون الإفريقي وهو الإسم الذي عرف به فيما بعد منذ أن ظهر مؤلفه الشهير فى وصف إفريقية وتعلم الحسن الإيطالية واللاتينية والقشتالية “الإسبانية” وقام بتدريس اللغة العربية لعدّة من العلماء ورجال الدين النصارى.
وفي كتابه وصف إفريقية يصف لنا المغرب وتحدث بإستفاضة عن مدينة مراكش ووصف جامعها جامع الكتبية وصومعته، ويذكر أنه كان في الماضي تحت شرفاته نحو مائة حانوت لبيع الكتب ولكنه حين زارها لم يكن بها سوى حانوت واحد لييع الكتب.
ويصف مدينة أغمات ويقول انه حينما شاهدها كانت خرابًا وليس بها سوى الذئاب والثعالب وليس بها إلا زاوية عابد وأتباعه الذين يبلغون المائة ثم يصف تينملل بلد المهدي بن تومرت ويشيد بجمال جامعها “جامع المهدي”
وتحدث عن مملكة فاس وولاياتها ومدنها ولا سيما حاضرتها مدينة فاس التاريخية العظيمة، ويصف ملابس أهل فاس وطعامهم وشرابهم وعوائدهم في الزواج والحفلات والمآدب والجنائز، ثم يحدثنا عن مساجدها ويقول انها تحتوى على نحو سبعمائة مسجد وخصص جزء خاص للحديث بإستفاضة عن جامع القرويين، ووصف حلقاته الدراسية، ثم تحدث عن مدارس فاس وحماماتها وفنادقها وأسواقها وحوانيتها وحدائقها، ووصف الجزء الشرقي من فاس وهو القسم الأرستقراطي الذي يصم القصور والمساجد والمدارس الفخمة وتقل فيه الحوانيت، وتحدث كذلك عن شعراء فاس وكيف انه فى المولد النبوى من كل عام ينظم الشعراء القصائد فى مديح النبي، وفي أيام بنى مرين كان يدعي العلماء بهذه المناسبة إلى القصر ويكرمونهم ثم يطلب إلى الشعراء إنشاد قصائدهم في مديح النبي، ويمنح أجودهم نظمًا صلة قدرها مائتى دينار وجوادًا فخمًا وجارية وخلعة ملوكية.
ووصف الحسن مملكة تلمسان وممالك بجاية وتونس وطرابلس التي وصفها بإنها مدينة أحيطت بأسوار عالية جميلة، وهي تقع على سهل رملي ينتج محاصيل وفيرة من التمر ومنازل هذه المدينة وجيهة جدًا بالنسبة لمنازل تونس، وتروج بها كل تجارة وحرفة ويكثر بها عمال النسيج، وليست لدى أهلها آبار أو نوافير ولكن ماءهم يحفظ في خزانات، والقمج في هذه المدينة مرتفع الثمن جدًا وذلك لأن سائر حقول طرابلس هي رملية وقاحلة.
ويحدثنا ليون عن بعض قرى طرابلس مثل قرية سارمان التي تكثر بها التمور، وقرية بني يربوع القريبة من البحر والتي تنتج كميات كبيرة من التمور وقرية رانزور التي تنتج الكثير من التمر والخوخ والرمان، وقرية همروزو التي تكثر فيها غابات النخيل وحدائق الفاكهة.
ثم يحدثنا عن مقاطعة مصراتة وهي تقع على البحر على بعد مائة ميل من طرابلس وبها تسع قرى في الوادي وعلى الجبل، وسكانها أغنياء ولا يدفعون ضريبة ويتاجرون مع البنادقة الذين يأتون إلى هذه المقاطعة حاملين فوق سفنهم البضائع البندقية وهناك يستبدلونها بالعبيد والمسك.
ويتحدث ليون عن صحراء برقة وكيف تمتد شرقًا حتى مشارف الإسكندرية، وهي بسيط مقفر خشن لا قمح فيه ولا ماء تقريبًا،وبعض طوائف الأعراب يعيشون بها حياة بؤس ويأتي إليهم القمح من صقلية.
ويصف ليون منطقة سجلماسة ودرعة والزاب والممالك السوداء الخمسة عشر الواقعة في منطقة النيجر وفي مقدمتها تمبكتو وغانة ومالي.
وخصص ليون جزء لوصف مصر وتحدث عن إقليم مصر ومدنها ونيلها، ويفيض في وصف القاهرة وشوارعها وأبوابها ومتاجرها وعوائد أهلها وأطعمتهم ويصف أهل القاهرة بقوله: ” إنهم شعب ذو ميول مرحة باسمة تبشر بالكثير ولكن تؤدى إلى القليل، وهم يزاولون التجارة والحرف الآلية ولكنهم لا يغادرون أوطانهم، ومنهم كثير من طلاب الفقه ولكن قليل جدًا من أهل الفنون الحرة والعلوم، وبالرغم من أن معاهدهم تغص دائمًا بالطلبة فإن القليل منهم يصل إلى الكمال”
أما عن نساء القاهرة فيقول: “أما النساء فيخرجن في ثياب فاخرة ويزين جباههن بالقلائد وأعناقهن بعقود الؤلؤ، ويضعن على رؤوسهن قلنسوة وافرة الجمال والأناقة ويبلغ ارتفاعها نحو شبر، ويرتدين أردية من الصوف بأكمام مزركشة مطرزة وعليها أغطية من أفخر القماش الهندي ويلبسن على وجوههن خمارًا أسود، ويلبسن نعالاً جميلة وأخفافًا تركية، وهؤلاء النسوة وافرات الطموح والكبرياء حتى أنهن جميعًا يحتقرن أن يغزلن أو يقمن بأعمال المطبخ، ومن ثم فإن أزواجهن يرغمون على شراء الأطعمة الجاهزة من المطابخ، وقليل من الأسر الكبيرة تعنى بإعداد الطعام فى منازلها.
ويتمتع نساء القاهرة بحريات واسعة وبينما يخرج الزوج إلى المقهى أو لشراء الطعام، إذا بالزوجة ترتدى أفخر ثيابها وتتعطر بأذكى العطور ثم تتجول في المدينة لتروح عن نفسها وتتحدث مع صاحباتها وهن يمتطين الحمير أكثر من الخيل، تسير بهن في راحة وهوادة وتغطى هذه الحمير بالبراذع الفخمة ويجرها صبى ويتقدمها سائس”
واختتم ليون مؤلفه الضخم بالحديث عن الحيوانات والمعادن التي توجد فى إفريقيا، والحقيقة أن ليون كان يتحرى الدقة ويتميز بقوة الملاحظة، ويبدى بالأخص في كل ما يكتبه عن المغرب وعن مدنه وقبائله وعاداته معرفة شاملة، لا تستند فقط إلى المشاهدة الشخصية ولكن تستند كذلك إلى القراءة والدراسة، فقد كان يرجع في كثير مما يكتب إلى طائفة من أكابر المؤلفين القدامي في التاريخ والجغرافيا، وهذه العناية التي التزمها ليون في وضع مؤلفه وتنسيقه على ضوء كتاباته مشاهداته الشخصية هي التي جعلت من مصنفه وثيقة نفيسة ومرجعاً من أهم المراجع عن وصف إفريقيا وأحوالها في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلادي، بل أن كتاب “وصف إفريقية” ما يزال إلى يومنا هذا أوثق مصدر عن الكثير من المظاهر والتقاليد والعادات الخاصة ببعض الأجناس والقبائل الإفريقية والتي لم يغيرها الزمن حتى عصرنا.
ووضع ليون فضلًا عن مصنفه الجغرافي والتاريخي هذا قاموسًا يحتوى على مجموعة من الكلمات العربية والعبرية واللاتينية، ولكنه لم ير النور حتى الآن، وتوجد نسخته الأصلية بخط ليون نفسه في مكتبة الإسكوريال الشهيرة فى مدريد، وعلى الكتاب توقيعه الذي جاء فيه: ” فرغ من نسخ هذا الكتاب العبد الفقير إلى الله مؤلفه يوحنا الأسد الغرناطي المدعو قبل الحسن بن محمد الوزان الفاسي، في أواخر ينير “يناير” عام أربعة وعشرين لتاريخ المسيحيين الموافق لعام ثلثين وتسعمائة لتاريخ المسلمين، وذلك بمدينة بلونيا “بولونيا”من بلاد اطاليا “إيطاليا” برسم المعلم الحكيم الطبيب الماهر يعقوب ابن شمعون الوفى الإسرائيلي . حفظ الله نعمته آمين”
عاش ليون أعوامًا طويلة في روما، أنجز فيها أعماله العلمية المتقدمة، ولكن حياته بعد ذلك يكتنفها الغموض، وهنالك روايتان عن خاتمته : الأولى أنه عاش بقية حياته في روما ولم يتركها، والثانية وهي رواية كاتب معاصر عاش في روما في ذلك الوقت وهو فيدماننشتات وهي أن ليون غادر روما بين سنتى 1528 و1530م لما لقى من الإنكار وعدم التقدير بعد موت البابا، ونزل بتونس وهنالك عاد إلى الإسلام مسلمًا ورعًا وكأنه لم يعتنق النصرانية قط، واستمر بها حتى توفى في سنة 1552م.
وهنالك قول بأنه عاد بعد ذلك إلى فاس حيث نشأ وترعرع وتوفى بها سنة 944 هـ 1537م، ويؤيد هذه الرواية الأخيرة عن مغادرة ليون روما وعودته إلى وطنه ما يذكره هو في خاتمة الكتاب الثامن عن نيته في هذا العود حينما يتحدث عن عزمه في الكتابة عن البلاد التي زارها خارج إفريقيا وذلك في قوله “إني لأعتزم بعون الله حينما أعود من أوربا وآسيا التي رأيتها وأضمها لوصفي لإفريقية”
ولكن ليون لم يعش طويلًا بعد عودته إلى الوطن ولم يفسح له القدر مجالًا لتحقيق أمنيته في استكمال وصف رحلاته الاخرى واقتصر مجهوده في ذلك على وضع مؤلفه العظيم وصف إفريقية.
ومن الأعمال الأدبية التي تناولت سيرة الحسن الوزان كتاب ليون الإفريقي للأديب اللبناني أمين معلوف ويمكن تحميل الرواية من هناhttps://www.4shared.com/office/zTtPkjju/__online.html?
د. محمد عبد الله عنان ، تراجم إسلامية شرقية وأندلسية









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 20-02-2018, 07:22 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

المخابراتالإسبانيةتفكشفرةسريةعمرها 500 عام
منقول: 18:31 2018.02. 05

نجحتالمخابراتالإسبانيةفيفكشفرةاستخدمتفيالرسائلالعسكريةأثناءالحربمعإيطاليابدايةالقرنالسادسعشر.

وتعودالرسائلالمشفرةإلىنحو 500 عام،وكانتبينالملكفرديناند،أحدأشهرملوكإسبانيا،والقائدالعسكريغونزالو،وحيرتهذهالشفرةالمؤرخينعلىمدىقرون،بحسبصحيفة"الأندبينت" البريطانية.
والملكفرديناند،هوالذيكانوراءتمكنالإسبانمنفرضسيطرتهمعلىإسبانياعام 1492 بعدحروبمعالعرب،وكانأيضاوراءرحلةكولومبوسإلىأمريكا.

والشفرةالتياستخدمهاالملكفيرسائلهمعالقائدالعسكريمعقدةللغاية،حيثتتكونمن 88 رمزامختلفاو237 حرفا. وكانتكلرسالةتضممابينرمزينأوستةرموز،مثلالمثلثاتأوالأرقام،إضافةإلىالحروف.
وتحتويالرسائلعلىتعليماتعنالاستراتيجيةالمستخدمةفيحملةعسكريةفيإيطاليافيبداياتالقرنالسادسعشر،وتمثلالرسائللحظةرئيسيةفيالتاريخالإسباني،عندماكانتإسبانياوفرنساتقاتلانمنأجلالهيمنةعلىمنطقةالبحرالأبيضالمتوسط.

وتعرضالرسائلفيمتحفالجيشالإسبانيفيطليطلة،واستغرقالأمرعندالمخابراتالإسبانيةلنحونصفعاملفكشفرةأربعرسائلمنها. ويصلعددصفحاتبعضهذهالرسائلإلى 20 صفحةتقريبا.
وكتبتالرسائلبالشفرةخشيةوقوعهافييدالأعداء،باستخدامرمزسريلحمايتهاحالسقوطهافيأيديالعدو. وقدتمّتالإشارةإلىوجودأكثرمن 9000 رسالةخفيةفيزواياقصرالحمراءفيمدينةغرناطة،ولميتمالعثورعلىكتيبيفسرالرموزالتيكتبتبهاالرسائل.
وفيبداياتالقرنالسادسعشركانالأمريستغرق 15 يومالتصلالرسائلمنمقرإقامةالملكإلىجنوبغربيإيطالياحيثالمقرالعسكريلغونزالو.
واعتبرتصحيفة "أيهبىسي" الإسبانيةالاكتشافبأنه "واحدمنالأسرارالعظيمةفيتاريخإسبانيا"،ووصفتفكشفرةهذهالرسائلبأنهلحظة "حجررشيد"،الذيمكنفكشفرتهالعلماءمنفهماللغةالمصريةالقديمة،وذلكعلىأملأنيؤديهذاإلىفكشفرةالمزيدمنالرسائل.









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 20-02-2018, 07:22 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

المخابراتالإسبانيةتفكشفرةسريةعمرها 500 عام
منقول: 18:31 2018.02. 05
نجحتالمخابراتالإسبانيةفيفكشفرةاستخدمتفيالرسائلالعسكريةأثناءالحربمعإيطاليابدايةالقرنالسادسعشر.
وتعودالرسائلالمشفرةإلىنحو 500 عام،وكانتبينالملكفرديناند،أحدأشهرملوكإسبانيا،والقائدالعسكريغونزالو،وحيرتهذهالشفرةالمؤرخينعلىمدىقرون،بحسبصحيفة"الأندبينت" البريطانية.
والملكفرديناند،هوالذيكانوراءتمكنالإسبانمنفرضسيطرتهمعلىإسبانياعام 1492 بعدحروبمعالعرب،وكانأيضاوراءرحلةكولومبوسإلىأمريكا.
والشفرةالتياستخدمهاالملكفيرسائلهمعالقائدالعسكريمعقدةللغاية،حيثتتكونمن 88 رمزامختلفاو237 حرفا. وكانتكلرسالةتضممابينرمزينأوستةرموز،مثلالمثلثاتأوالأرقام،إضافةإلىالحروف.
وتحتويالرسائلعلىتعليماتعنالاستراتيجيةالمستخدمةفيحملةعسكريةفيإيطاليافيبداياتالقرنالسادسعشر،وتمثلالرسائللحظةرئيسيةفيالتاريخالإسباني،عندماكانتإسبانياوفرنساتقاتلانمنأجلالهيمنةعلىمنطقةالبحرالأبيضالمتوسط.
وتعرضالرسائلفيمتحفالجيشالإسبانيفيطليطلة،واستغرقالأمرعندالمخابراتالإسبانيةلنحونصفعاملفكشفرةأربعرسائلمنها. ويصلعددصفحاتبعضهذهالرسائلإلى 20 صفحةتقريبا.
وكتبتالرسائلبالشفرةخشيةوقوعهافييدالأعداء،باستخدامرمزسريلحمايتهاحالسقوطهافيأيديالعدو. وقدتمّتالإشارةإلىوجودأكثرمن 9000 رسالةخفيةفيزواياقصرالحمراءفيمدينةغرناطة،ولميتمالعثورعلىكتيبيفسرالرموزالتيكتبتبهاالرسائل.
وفيبداياتالقرنالسادسعشركانالأمريستغرق 15 يومالتصلالرسائلمنمقرإقامةالملكإلىجنوبغربيإيطالياحيثالمقرالعسكريلغونزالو.
واعتبرتصحيفة "أيهبىسي" الإسبانيةالاكتشافبأنه "واحدمنالأسرارالعظيمةفيتاريخإسبانيا"،ووصفتفكشفرةهذهالرسائلبأنهلحظة "حجررشيد"،الذيمكنفكشفرتهالعلماءمنفهماللغةالمصريةالقديمة،وذلكعلىأملأنيؤديهذاإلىفكشفرةالمزيدمنالرسائل.









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 23-02-2018, 04:11 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

إخواني الأعزاء، تحياتي لكم،

لقد تكلمنا عن ليون الافريقي اي حسن الوزان ورحلاته التي كتب إثرها كتابا سماه وصف افريقيا والذي كان مرجعا لجميع الاروبيين الذين كانوا ياتون لزيارة الدول العربية ودول افريقية اخرى حتى اواخر القرن التاسع عشر.....
ولما ذكرناه ذكرنا معه إثنين من الرحالة العظام الذين تركوا بصمتهم العلمية وهما ابن بطوطة والشريف الإدريسي المزدادان في مدينتين شماليتين طنجة وسبتة المغربيتين..........في هذه المرة سنتطرق الى السيرة الذاتية للشريف الإدريسي الذي صمم و صنع اول خريطة كروية الشكل في العالم للملك الصقلي روجيه 2...ألف كتابا في الجغرافيإ سماه :" نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" وكان يطلق عليه إسم مؤسس علم الجغرافيا
وعمل له الإسبان تمثالا في مدينة سبتة لما قدمه لهم من علم وللإنسانية...حيث استطاعوا هم وجيرانهم البرتغال من خلال علمه وعمل العلماء العرب والمسلمين عموما ان يكتشفوا امريكا وصاروا المسيطرين على البحار ...فكان العرب يعرفون امريكا قبل اكتشافها من طرف كريسطوف كولومب ويسمونها في الخرائط العالم المجهول كما ذكره المسعودي في كتاباته وغيره....وسنكتب مقالا عن هذا الموضوع.....
أما عن الشريف الإدريسي فإليكم مقالا منقولا يعرض منجزاته العظيمة:
الشريف الإدريسي .. قصة المغربي الذي أنجز أول خريطة في العالم

هسبريس - إسماعيل عزام
الخميس 11 يوليوز 2013 - 08:00
طوال شهر رمضان الفضيل، تعرض هسبريس لسير بعض رجالات المغرب ممن حققوا إنجازات كبيرة ولم تعطهم كتب التاريخ حقهم، حيث نعتمد بشكل كبير على ما نشره المؤرخ المغربي عبد الله كنون في سلسلته المعروفة "ذكريات مشاهير رجال المغرب"، وذلك لإماطة اللثام عن شخصيات مغربية يحق لأبناء هذا الوطن الافتخار بها.
قليلة هي الكتب العربية التي تحدثت عنه، وباستثناء سلسلة ذكريات مشاهير رجال المغرب لعبد الله كنون، كتاب الوافي للصلاح الصفدي، كتاب عيون الأنباء لابن أبي أصبيعة، فلولا الاستعانة بما كتبه عنه الأوروبيون –أو ما يُعرف بالمستشرقين-، لمّا تمّ التعريف بهذا الرجل، حيث يقول كنون إن السبب في إهمال العرب له هو طول مقامه بصقلية الإيطالية، وكثرة تجوله بعدد من البلدان جعلت من الصعب التدقيق في حياته.
إنه أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي، واحد من أوائل من أسسوا لعلم الخرائط بمفهومه الحديث، بل إن خريطته التي قضى من أجل إنجازها قرابة خمسة عشر سنة، تعتبر أهم خريطة عالمية يتم إنجازها في القرون الوسطى ، وُلد بسبتة المغربية سنة 493 هجرية/ 1099 ميلادية، من أسرة يعود نسبها إلى إدريس بن عبد الله مؤسس الدولة الإدريسية، ويعود كذلك لعلي بن حمود منشئ الدولة الحمودية بالأندلس في عهد ملوك الطوائف، أنهى دراسته بقرطبة، واستطاع منذ حداثة سنة أن يحصل على ثقافة أدبية متينة، وأن يتشبع بثقافة رياضية كاملة في الحساب و الهندسة والجغرافية، كما زاول مهنة الطب هناك وتعرّف على أسرار النبات، زيادة على نبوغه في الشعر.
x محتوى اعلاني
x محتوى اعلاني
منذ ربيعه الـ16، بدأ الإدريسي التجوال في العالم، فزار كل بلدان المغرب الكبير، فمصر والشام والكثير من البلدان العربية، ثم بلاد الأندلس، ففرنسا، ثم انجلترا، قبل أن يرحل لصقلية ويعيش فيها ابتداء من سنة 533 هجرية ، بدعوة من ملكها رُوجار، الذي استدعاه لمساعدته في أبحاثه الجغرافية، بعد أن ذاع صيت الإدريسي وعُرف كواحد من أكبر جغرافيي العالم في ذلك الوقت، فقد كان روجار يميل إلى الاستفادة من المسلمين الذين كانوا حاملي مشعل العلم والحضارة في البحر الأبيض المتوسط، واستفاد منهم الكثير من الملوك الأوروبيين في بناء نهضة أوربا العلمية.
استطاع الإدريسي، كما يؤكد كنون، أن يضع أول خريطة عالمية صحيحة مبنية على الأصول العلمية والحقائق الفنية الثابتة لذلك العهد، وقد كان السبب في هذه الخريطة يعود لرغبة روجار في تأليف ما يصف مملكته الواسعة، ليلتقي الإدريسي بسفراء صقلية، وبدأ بالتأكد من أماكن الأقطار سواء من معلوماته التي اكتنزها من رحلاته أو من معلومات السفراء، فاستمرت عملية التدقيق خمسة عشر سنة، حضّر من خلالها لوح الترسيم، ووضع عليه مواقع البلدان بواسطة بركار من حديد، وعندما انتهى، وضع خريطة جامعة على صفيحة من ورق، قَدّر وزنها أحد المستشرقين الإيطاليين وهو تشيا باريلي، ب150 كيلوغراما، وقدّر طولها المؤرخ الألماني بيلر بثلاثة أمتار ونصف طولا، ومتر ونصف عرضا، إلا أن هذه التحفة النادرة لم تُعمر طويلا، بعدما سطا عليها ثوار من المدينة ليتلفوها بعدما لم يعوا قيمتها.
الخريطة الإدريسية لا تشبه كثيرا الخريطة الحالية التي نعرفها للعالم، لكنها كانت متقدمة بشكل كبير وأعطت الأسس المتينة للتعرف على العالم، فقد رأى الإدريسي أن الأرض مُكوّرة، وأن نصفها الجنوبي خالٍ من البشر، بينما نصفها الشمالي هو القسم المعمور، واعتبر أن هذا القسم يتكون من ثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوروبا، إلا أن أكبر ما حققه في هذه الخريطة، هو إثباته لخطوط العرض من أجل تحديد مواقع البلدان، حيث أثبت خطوط العرض من الدرجة 28 إلى الدرجة 63، هكذا وفي بعض المناطق التي كانت لديه الإمكانيات لإجراء المقاييس الصحيحة عليها، كانت أرقامه متطابقة، وفي بلدان أخرى استحال عليه التدقيق بشأنها، كانت الاختلافات ضئيلة جدا.
بعد أن انتهى الإدريسي من وضع هذه الخريطة، والتي لحسن الحظ بقيت أصولها من الورق العادي لحد الآن، بدأ في تأليف كتابه:" نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وهو واحد من أشهر الكتب العربية التي وَصفت بدقة عالية مجموعة من المدن والأقطار، وهو الكتاب الذي قيل في حقه الكثير، فمثلا قال عنه الكاتب الفرنسي لوريش:" إن كتاب الإدريسي هو أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى"، وقال عنه البارون دي سلان:" إن ثمة بعض الأجزاء من المعمورة، لا يزال هذا الكتاب دليل المؤرخ الجغرافي في الأمور المتعلقة بها"، كما تحدث عنه سيبولد:" إن كتاب الإدريسي يُعد أعظم مصنفات العصور الوسطى في الجغرافية".
ألّف الإدريسي كتابين فيما بعد لم يعرفا نفس شهرة كتابه الأول، وهما:" روض الأنس ونزهة النفس"، "روض الفرج ونزهة المهج"، كما كان شاعرا ظريفا، وقد تم ذكره في بعض الكتب التاريخية كشاعر وليس فقط كعالم جغرافية.
مما قاله في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" عن مدينة مراكش:" وَ هي في وطاء من الأرض ليس حولها شيء من الجبال إلا جبل صغير يسمى إيجليز. ومنه قُطع الحجر الذي بُني به قصر أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، وهو المعروف بدار الحجر وليس في مَوضع مدينة مراكش حجر البتّة إلا ما كان من هذا الجبل".
توفي الإدريسي سنة 560 ه /1160 م بصقلية عن عمر ناهز 61 سنة، ولحد الآن، تصفه الكثير من المواقع العالمية بمؤسس علم الجغرافية، كما أن تمثاله موجود بسبتة اعترافا بإسهاماته الكبيرة.









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2018, 04:14 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

إخواني الاعزاء، تحياتي لكم،

دائما نطرح العلاقة الوطيدة بين الاندلسيين وشمال إفريقيا حيث التجأوا بعد طردهم من إسبانيا.....
وهذا فيديو يتكلم عن عائلات مغربية عريقة بما فيهم اهل الاندلس.....
وهذا الفيديو عندما يعطي اسماء عائلات مغربية عريقة فهو يعطي عرقهم وهذا مايهمنا رغم انها نبذة مختصرة عن سكان المغرب...إذ نفهم منه كل او جل مكونات المجتمع الاساسية من بربر وعرب ويهود وظ±ندلسيين و افارقة وغيرهم ...وهذا المزيج ولد حضارة بالمغرب نحمد الله عليها......ونعلم ان قوتنا في تعداد وكثرة المكونات المجتمعية لدينا..... ومن اراد ان يعرف اسماء العائلات المغربية واصولهم وتاريخهم فما عليه الا انيطلع على كتاب الباحثة منى هاشم بعنوان “معجم الأسماء العائلية في المغرب”..... ويقدم هذا المعجم للاسماء عملا ميدانيا لفهم المجتمع والحضارة المغربيتين. فهو يمزج بين التاريخ والإيتيملوجيا واﻹثنولوجيا والسيرة الذاتية للعائلات المغربية العريقة,مستمدا معطياته من مصادر تاريخية ودراسات وبيانات حديثة، كما يعتمد على شهادات حية…
وإليكم الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=ERimE1KiBbg









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2018, 07:18 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

إخواني الأعزاء، تحياتي لكم،
بعد ان تم اجلاء جميع الأندلسيين من إسبانيا او تنصيرهم مقابل الإقامة بإسبانيا، لجأوا الى شمال إفريقيا وخصوصا المغرب والجزائر وقليلا منهم إلى تونس وليبيا والمشرق..... ونظرا لهذا الطرد التعسفي من الاندلس بعد إقامة حضارة عظيمة هناكوالهجمات الأوروبية على الشمال الأفريقي باحتلال البرتغال لمدينة سبتة عام 1415، و استيلاء الأسبان على المرسى الكبير عام 1505 ومدن حجر باديس ووهران وبجاية سنة 1508 وطرابلس الغرب في عام 1535 قبل أن يتنازلوا عنها لفرسان القديس يوحنا,قام هؤلاء الموريسكيون بشمال إفريقيا بتنظيم انفسهم واستعدادهم لمحاربة عدو شرس عن طريق الجهاد البحري او ماسموه في كتب اخرى بالقرصنة.
ولكن الموريسكيين الذين تميزوا عن الآخرين هم الذين لجوا الي مدينة سلا بالمغرب.فهم الوحيدين الذين أخذوا اموالهم وكنوزهم قبل النزوح إلى مدينة سلا المغربية.وهؤلاء الموريسكيين الذين قدموا لسلا يطلق عليهمالهورناشيروس Hornacherosمن سكان البلاطة استرامادور غربي الأندلس وكانوا أثرياء اشتروا من ملك إسبانيا فيليب الثالث حق حمل السلاح وقد طرد الباقون منهم بالأندلس بمقتضى مرسوم ملكي إسباني مؤرخ بدجنبر1609 فوصلوا إلى ضفاف وادي الرمان أوائل عام 1019 هـ / 1610.
ولم يكن اختيار سلا عبثا بل لقربها من المحيط الاطلسيولوجود نهر ابي رقراق الذي يمر بين الرباط وسلا ويصب في المحيط الاطلسي...والذي استعمله موريسكيي سلا لبداية اول حملاتهم للجهاد البحري او القرصنة المنظمة في التاريخولحفظ سفنهم من اي هجوم مباغث...وقامت في الجزائر كذلك مجموعات او افراد بالجهاد البحري واستمرت مع الاتراك كعائلات الرايس وبربروس وغيرهم......وتعاون المغاربة والجزائريين عدة مرات في حملات مشتركة مستعملين سفنا سريعة اسمهم Galères كانت قواعد انطلاقهم منتشرة على طول سواحل شمال إفريقيا سواء من تونس و طرابلس والجزائر وسلا وموائي أخرى بالمغرب كباديس بالريف وشفشاون بجبالة زيادة على تطوان وطنجة وغيرهم..... استطاعوا الوصول إلى مناطق متعددة وبعيدة بأروبا وغنموا آلاف الأسرى من إسبانيا وهولندا وبريطانيا، إضافة إلى البلدان الاسكندنافية، وتوجهوا جنوبا نحو جزر الخالدات، كما غنموا كثيرا من النقود والذهب والفضة وكذلك النساء مثلا عندما هاجموا بالتيمور بإرلندا Sack of Baltimore ......
ولكن اهل سلا كانوا اكثر تنظيما خصوصا وان سفن الإسبان والبرتغال ودول اخرى تمر قرب الشواطىء المغربية محملة بكنوز امريكا اللاتينية بكل انواعها بعد إبادة عدة حضارات هناك بما فيها المايا والأزطيك وغيرهم.....
ولهذا السبب لا يهاجم قراصنة الصومال بواخر او سفن شمال إفريقيا لانهم يعلمون انهم هم مؤسسوها الحقيقيين....والتسمية تختلف لان في الاصل الموريسكين كانوا يسمونها بالجهاد البحري.....
وإليكم مقالات منقولة للباحث عبد الله الدامون عن الجهاد البحري لمورسيكيي سلا خاصة وللموريسكيين عامة........يتبع :









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2018, 07:21 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

صفحات منسية من تاريخ القرصنة المغربية
عبد الله الدامون

أعادت العمليات المثيرة للقرصنة البحرية التي تعرفها المناطق الساحلية للصومال إلى الأذهان تاريخا مثيرا ومنسيا من حياة المغاربة، حين كان الآلاف من السكان يزاولون قرصنة تمتد على مسافات بحرية شاسعة، واكتسب المغرب بفضلهم صيتا دوليا وهيبة بلا حدود.
ومنذ أن بدأت أخبار قراصنة الصومال تحتل الواجهة الإعلامية عالميا، بدأ المغاربة، أو جزء منهم على الأقل، يتذكرون إمارة القراصنة التي نشأت عند مصب نهر أبي رقراق بين الرباط وسلا، والتي منحت المغرب هيبة دولية كبيرة وجعلت أقوى بلدان العالم تحاول أن تعقد معه اتفاقيات سلم أو صداقة، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها تؤدي جزية للقراصنة من أجل عدم التعرض لمراكبها.
ويقول حسن أميلي، الباحث في الشؤون الملاحية، إن أساطيل القرصنة منذ القرن الخامس عشر وحتى حدود القرن الثامن عشر، كانت بالنسبة إلى الدول بمثابة قنابل ذرية، وأن كل البلدان كانت تحلم بالتوفر على أسطول قرصنة قوي في مواجهة الخصوم.
ومنذ أن بدأ طرد مئات الآلاف من الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية بعد ملاحقات رهيبة من جانب محاكم التفتيش الكاثوليكية، فإنهم ركبوا البحر بمهارة وكان حلمهم أن يكسبوا معاركهم على الأمواج بعد أن خسروها على الأرض، وكانوا ينطلقون في غزواتهم البحرية من نهر أبي رقراق ومن موانئ أخرى بشمال البلاد مثل تطوان وطنجة وأصيلة.
ويقدر مؤرخون عدد الأندلسيين الذين استقروا في المغرب بعد حملات طردهم ما بين 500 ألف ومليون شخص، وأن عدد أحفادهم حاليا يقدر بما بين 4 و5 ملايين موزعين على عدد من مدن ومناطق المغرب، بينما توزّع مئات الآلاف منهم في بلدان أخرى مثل الجزائر وتونس وليبيا ومصر وبلدان الشام وتركيا.
وكان القراصنة المغاربة، الذين كانوا يطلقون على أنشطتهم اسم «الجهاد البحري»، بالنظر إلى مراميه المختلفة عن لصوصية البحر، استطاعوا الوصول إلى مناطق نائية من العالم، وكسبوا حروبا على قدر كبير من الشراسة والقوة، وغنموا آلاف الأسرى من إسبانيا وهولندا وبريطانيا، إضافة إلى البلدان الاسكندنافية، وتوجهوا جنوبا نحو جزر الخالدات، كما وفروا لخزينة الدولة كميات هائلة من السيولة النقدية والذهب والفضة.
واستطاع القراصنة المغاربة أسر عدد كبير من المراكب البرتغالية والإسبانية التي كانت محملة بثروات أمريكا اللاتينية، كما استطاعوا الإغارة على مدن إسبانية وبريطانية.
يتبع :









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2018, 07:24 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

القراصنة المغاربة.. رجال سادوا.. ثم بادوا
أعد الملف: عبد الله الدامون

عندما بدأت وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن القرصنة في سواحل الصومال، فإن مغاربة قليلين فقط هم الذين تذكروا أن واحدة من إحدى أقوى إمارات القرصنة في تاريخ البشرية كانت موجودة على سواحلهم، وأن فرائص بلدان أوروبا كانت ترتعد من بطش القراصنة المغاربة الذين فرضوا سطوتهم على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي لزمن طويل.
كان القراصنة المغاربة جزءا من حالة ازدهار شاملة للقرصنة في حوض البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والتي قادها آلاف الأندلسيين الذين تم التنكيل بهم وطردوا من بلادهم في شبه الجزيرة الإيبيرية، من طرف محاكم التفتيش المسيحية عقب سقوط الأندلس، وهو ما جعلهم يبحثون في الماء عما فقدوه في البر، وكانت عملياتهم في القرصنة، وهي في الحقيقة جهاد بحري كما يتفق على ذلك كل المؤرخين، لكي يواجهوا الغطرسة الأوروبية والإسبانية، وخاضوا في ذلك بطولات نادرة ذبلت في صفحات الزمن، ولم يعد المغاربة يتذكرون منها غير الفتات.
وينبغي التنبيه فقط إلى أن كلمتي أندلسي أو موريسكي تعتبران وجهان لعملة واحدة، حيث إن كلمة موريسكي تعني فقط الأندلسي الذي عاش في شبه الجزيرة الإيبيرية تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الأندلس.
لقد استمرت عمليات طرد الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حاليا) حوالي قرنين، وكان الكثيرون من المطرودين يحملون مفاتيح منازلهم في أيديهم كأنهم سيعودون إليها لا محالة في يوم من الأيام، وخاض الكثيرون منهم الجهاد في البحر وأغاروا على شواطئ إسبانيا لكي يستعيدوا بعضا من ممتلكاتهم أو ينتقموا من جلاديهم، فتحقق لهم بعض مرادهم.. لكنهم لم يعودوا إلى ديارهم أبدا.
وفي القصبة الموجودة عند مصب نهر أبي رقراق، نشأت إمارة قراصنة مستقلة عن سلطان المغرب وركب سكانها أهوال البحر وغنموا ثرواته أيضا ووصلت مراكبهم حتى الجزر البريطانية وسواحل البلدان الأسكندنافية أقصى شمال أوروبا.
وتصف المصادر التاريخية أن موانئ القرصنة الشهيرة في المغرب كانت تنطلق من موانئ شمال المغرب، أي تطوان وطنجة وموانئ أخرى صغيرة، حيث كانت تنطلق منها المراكب الخاصة بالبحر المتوسط، أما مراكب إمارة الرباط وسلا فكانت تخوض معاركها على الخصوص في مياه المحيط الأطلسي، وخصوصا في المنطقة الفاصلة ما بين السواحل الإسبانية والبرتغالية شمالا، وحتى جزر الخالدات (الكناري) جنوبا.
اليوم تتحدث وسائل الإعلام الدولية عن القرصنة فيسواحل الصومال وتصفها بأنها أكبر عمليات قرصنة في التاريخ، بينما ما يجري في الصومال لا يساوي شيئا أمام الهيمنة المطلقة التي فرضها آلاف القراصنة من المغاربة والجزائريين والتونسيين والأتراك، وأغلبيتهم الساحقة من الأندلسيين، حيث سادوا في البحر لقرون إلى درجة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تدفع لهم الجزية من أجل حماية مراكبها.
إنهم رجال سادوا.. ثم بادوا..

يتبع :









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2018, 09:54 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

القرصنة بدأت من هنا.. وإلى هنا صارت نهايتها

منذ أن سقطت الأندلس نهائيا سنة 1492 وسلم أمير بني الأحمر مفتاح غرناطة للملوك الكاثوليك، فإن إسبانيا، التي عوضت دولة الأندلس في شبه الجزيرة الإيبيرية، أصبحت تفتح فمها أكثر من اللازم في محاولة لابتلاع كل ما يوجد حولها. هكذا توجهت المراكب نحو القارة الجديدة في أمريكا اللاتينية من أجل استعباد شعوبها وتقتيلهم وجلب الذهب والفضة، مع أن اكتشاف كولومبوس لأمريكا تكتنفه الكثير من الشكوك.



توجهت إسبانيا نحو الجنوب، أي جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وبدأت في اقتناص المدن والجزر المتوسطية، وهكذا احتلت مدنا مغربية من بينها سبتة ومليلية وعددا من الجزر في مضيق جبل طارق وشواطئ المحيط الأطلسي، ثم توجهت جنوبا واحتلت ثغورا أخرى انطلاقا من العرائش وحتى تخوم الصحراء، وكانت مراكبهم تمارس أعمالا غاية في الخسة والجبن، حيث كانت تقترب من المدن والسواحل وتمطرها بوابل من القذائف ثم تولي هاربة في عرض البحر، ويساعدها في ذلك أن المغرب لم يكن يتوفر على أساطيل بحرية قادرة على حماية ثغوره من المعتدين.
وتوجهت إسبانيا أيضا نحو السواحل الجزائرية وبدأت بمدينة وهران، ثم توجهت نحو المناطق الشرقية من البحر المتوسط باحثة عن مستعمرات جديدة أو قطع أرض غير مأهولة، لو أمكن، لاستعمارها، وتحالفت في ذلك مع قوى أوروبية أخرى مثل الفرنسيين والإنجليز وبلدان مسيحية كانت ترى في بسط السيطرة على البلدان الإسلامية جنوب المتوسط الهدف الأساسي الذي يرضي الرب وأغنياء الحروب الأوروبيين.

مأساة الأندلسيين
وسط كل هذا السعار الاستعماري، كانت شبه الجزيرة الإيبيرية تعيش على إيقاع مأساة إنسانية كبيرة، حيث كان ملايين الأندلسيين يتعرضون لمختلف أنواع التنكيل والبطش، إلى درجة أن الكثيرين منهم أحرقوا أحياء في الساحات العامة في مختلف مناطق البلاد، وآخرين كثيرين تظاهروا باعتناق المسيحية، ومئات الآلاف الآخرين تم شحنهم على متن مراكب مهترئة ودفع بهم نحو البحر في اتجاهات مجهولة بعد أن سلبوا كل ما يملكون، وآلاف آخرين من الشباب الأندلسيين والرجال الأقوياء تم استخدامهم في تجديف المراكب المتوجهة نحو أمريكا، وهي القارة التي تم اكتشافها في نفس عام سقوط الأندلس.
كانت إسبانيا، ومعها بلدان أوروبا عموما، تخاف من أن يعيد إليها البحر يوما مراكب الأندلسيين الذين سيجدون الدعم بالتأكيد لدى بلدان الجنوب، لذلك بعد أن سقطت دولة الأندلس حاولت أوروبا أن تُسقط معها بلدانا إسلامية أخرى حتى تقضي على الخطر من جذوره، أي تقضي على كل حلم بالعودة لدى الأندلسيين.
هؤلاء الأندلسيون، وبعد أن توزعوا على عدد من البلدان جنوب المتوسط، انطلاقا من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، مرورا بمصر وفلسطين والشام، وانتهاء بتركيا العثمانية وبلدان البلقان، تحولوا بعد ذلك إلى سادة البحر بامتياز، وغذّوا الأساطيل البحرية لهذه البلدان إلى درجة أنه لم تعد هناك قوة بحرية في العالم تستطيع مواجهتهم.

مقاومة وليست قرصنة
يقول باحثون كثيرون إن القراصنة الأندلسيين كانوا يؤون دورا مزدوجا، أولا كانوا يدافعون عن ثغور بلدان جنوب المتوسط، لأن السفن الأوروبية كانت تعترض باستمرار سفن البلدان الإسلامية في البحر وتنهبها وتأخذ ركابها أسرى وعبيدا، وثانيا كانوا يحاولون العودة إلى الأندلس على متن مراكبهم، خصوصا وأن الكثيرين منهم ظل يسكنهم حلم العودة باستمرار وكانوا لا يزالون يتوفرون على مفاتيح منازلهم هناك. وإلى حد الآن لا تزال عائلات أندلسية في المغرب تتوارث مفاتيح منازلها في الأندلس أبا عن جد.
ومنذ القرن الخامس عشر، وإلى حدود بداية القرن الثامن عشر، تحول القراصنة المغاربة، ومعه الجزائريون والأتراك والتونسيون، إلى ركاب مهرة للموج، وهاجموا السفن الأوروبية في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ساعدهم في ذلك كونهم على دراية دقيقة بالبحر وأحواله. كما هاجموا السواحل الإيبيرية، خصوصا وأن الكثيرين منهم كانوا يتوقون إلى العودة أو الانتقام وكانوا يتحدثون الإسبانية بطلاقة وملامحهم تتشابه تماما مع ملامح الإسبان لأنهم إيبيريون في الأصل، وساعدهم في ذلك أندلسيون آخرون ظلوا في إسبانيا ونجوا من الطرد. وتحكي المصادر التاريخية أن القرصان، أو المجاهد البحري المغربي الأندلسي، سعيد دوغالي، الذي كان ينطلق من نهر أبي رقراق ما بين الرباط وسلا على متن مراكب يطلق عليها اسم «مراكب الجهاد»، تعوّد على تطويق جزر الخالدات الإسبانية في عرض المحيط الأطلسي لأسابيع ويعود منها غانما الكثير من الثروات ومئات الأسرى.
وتضيف المصادر التاريخية أن دوغالي استطاع دخول جزيرة فوينتي بينتوراس واحتلها لعدة أسابيع، وهو ما يشير إلى السيطرة المطلقة لقراصنة أبي رقراق على مياه المحيط الأطلسي.

مقاومة واقتصاد
ويقول الباحث المغربي في شؤون الملاحة، حسن أميلي، إن الأندلسيين الذين استقروا ما بين الرباط وسلا تم التعامل معهم من طرف السكان المحليين على أنهم نصارى لأنهم كانوا يلبسون بطريقة مختلفة ويتحدثون الإسبانية، ولم يجد هؤلاء الأندلسيون وسيلة للاستثمار في المنطقة غير ركوب البحر، تحركهم في ذلك أيضا رغبتهم في معانقة ديارهم في الأندلس.
ويضيف أميلي أن أندلسيي الرباط وسلا استطاعوا تكوين تكتل أندلسي قوي وخلقوا صناعة رائجة عبر البحر واستقطبوا مع مرور السنوات المزيد من الأندلسيين الذين كان يتم طردهم تباعا من شبه الجزيرة الإيبيرية، وبذلك كان أسطولهم يتقوى سنة بعد أخرى بمزيد من البحارة المهرة والكفاءات المتمرسة.
إمارة القرصنة في الرباط كانت تتغذى أيضا بالكثير من الأسرى المسيحيين الذين كانوا على متن مراكب أخرى، والذين يعتنقون الإسلام وينضمون إلى مراكب القراصنة المغاربة، وهؤلاء البحارة المسيحيون غالبا ما كانوا يعرفون باسم «العلوج»، والذين صاروا بدورهم قراصنة مهرة.
ويقول الباحث مسلم اليوسف، في كتاب له حول الدوافع الدينية للقرصنة أو الجهاد البحري، إن هؤلاء القراصنة أو المجاهدين في البحر كانوا يعتمدون على كثير من النصوص الدينية والأحاديث النبوية التي كانت تحث على الجهاد في البحر، وعدّد كثيرا من الأحاديث التي تصف هذا النوع من الجهاد بأن أجره يفوق بأضعاف أجر الجهاد في البر.
إن هدف هؤلاء القراصنة لم يكن تجاريا محضا، رغم عوائده الاقتصادية الكبيرة، والدليل على ذلك هو أنه لم يسبق طوال فترات ازدهار الجهاد البحري أن هاجمت سفينة بها قراصنة مسلمون سفينة أخرى تابعة لمسلمين. كان الهدف الذي يوحد الجميع هو مواجهة العجرفة الأوروبية، وذلك طبعا كانت له نتائج اقتصادية جيدة، لكن القراصنة الأندلسيين، رغم كل ما جمعوه من غنائم، لم يصلوا أبدا إلى استعادة كل ما سلبته منهم محاكم التفتيش بزعامة رهبان وقساوسة وأمراء لصوص في طول الأندلس وعرضها.

سلاطين المغرب أعدموا القرصنة
القرصنة كان لابد لها أن تنتهي يوما، غير أن نهايتها جاءت من الداخل أكثر مما جاءت نتيجة عوامل خارجية أو قوة الأطراف المنافسة.
بعد أن تضخمت موارد الجهاد البحري، أو الجهاد الأندلسي كما سماه مؤرخون آخرون، كثرت الأطماع وازداد عدد المستفيدين من موارده، بحيث أصبح الموظفون الإداريون الذين يمسكون بالورقة والقلم، ومعهم الحاكمون وعناصر السلطة، يأخذون حصة الأسد ويتركون للبحارة الفتات.
وتشير مصادر تاريخية إلى أنه ما بين 1618 و1628 تم أسر أزيد من 10 آلاف مسيحي، وغنم القراصنة عشرات الملايين من القطع الذهبية. وفي سنة 1630 استطاع القراصنة الهجوم على ثلاثة موانئ إنجليزية وغنموا منها 47 مركبا. كل هذا يدل على درجة القوة التي بلغها القراصنة الذين تحولوا بعد ذلك إلى مجرد بحارة أو خدم للسلاطين والحكام. وتحكي المصادر التاريخية كيف أن القياد والمسؤولين صاروا يتصرفون في المراكب والغنائم كما لو أنهم هم الذين سيطروا عليها في عرض البحر أو خاضوا من أجلها المخاطر، مثل تلك التي قام بها القايد علي بن علي حين صادر سفينة كاملة لصالحه، بينما كانت تحمل 3000 قطعة من الجلد و150 قنطارا من السمك المدخّن و90 صندوقا من الكافيار و1000 قطعة من الخشب البرازيلي.
وفي عهد السلطان مولاي إسماعيل تحول قراصنة الرباط وسلا إلى مجرد خدم عنده وفقدوا استقلاليتهم وأصبحوا يتحركون بأوامره. بل أمر هذا السلطان المتجبر باقتصار القرصنة على مياه المتوسط وحدها، ودخل في مفاوضات مع بلدان أوروبية لحماية مراكبها مقابل منافع اقتصادية للطرفين. وكانت الضربة القاصمة للقرصنة هي عندما تم إنشاء موانئ أخرى منافسة مثل ميناء الصويرة، وزحفت الرمال على مدخل نهر أبي رقراق فتحالفت الرغبات السلطانية مع زحف الرمال التي دفنت تحتها أمجاد القراصنة إلى الأبد.
وفي عهد المولى سليمان صدر قرار صارم بمنع كل أشكال القرصنة، وبعد ذلك حاول بعض السلاطين إحياء القرصنة لأهداف خاصة ومحدودة في الزمن، لكن ذلك لم يكن كافيا لكي يعيد إلى الواجهة رجالا علاهم الصدأ ومراكب تحولت إلى مجرد أشلاء على ضفتي نهر أبي رقراق أو في سواحل أصيلة وطنجة وتطوان، خصوصا وأن قانونا سلطانيا صدر بإعدام كل قرصان مغربي يبحر نحو بلدان أوروبا، وذلك بضغط من البلدان الأوروبية، وبذلك تحول سلاطين المغرب من مشجعين للقرصنة أو الجهاد البحري، إلى مهرولين نحو إعدامه، فكانت نهاية القرصنة بداية تحول المغرب إلى ألعوبة في يد أوروبا، وانتهى كل شيء بسقوط البلاد محمية في يد الاستعمار الأوروبي.


يتبع .....









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2018, 09:30 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

للقرصنة البحرية ألوانها وأشكالها.. وهتلر كان معجبا بشخصية بارباروسا) انتهى(

قراصنة بمبادئ
منذ أن ظهرت القرصنة وهي تشبه الارتزاق. كان أغلب القراصنة يشبهون إلى حد التطابق اللصوص والمرتزقة في الجيوش، أي إنهم يقاتلون من أجل المال فقط، وعندما يموتون فإن لا أحد يبكي من أجلهم. لم يكونوا يملكون أية مبادئ غير مبدأ القتل والسلب والنهب.
كانت سفن القرصنة ترسو في الموانئ وتطلب بحارة من أجل العمل كقراصنة لمهاجمة سفن البلدان العدوّة، أو مهاجمة باقي السفن بشكل عام من أجل الحصول على غنائم. وفي كل موانئ العالم كان هناك بحارة متأهبون لكي يتحولوا إلى قتلة في عرض البحر.
وخلال فترات الحروب كانت بعض البلدان تلجأ إلى عقد اتفاقيات تعتبر بموجبها أن بحارة أسطولها البحري يجب معاملتهم في حالة أسرهم كجنود رسميين وفق قوانين الحروب، وذلك من أجل تمييزهم عن اللصوص والمجرمين الذين كانوا يحاربون من أجل المال والذهب وتحويل البحر إلى غابة للقتل والنهب.
غير أن التحول الكبير الذي عرفته القرصنة ظهر مع المجاهدين البحريين الموريسكيين الذين كانوا يؤدون قتالا متكاملا في البر والبحر ضد أعداء ظاهرين وكانوا مثالا للالتزام بالمبادئ، ولم يكن المال في النهاية هو الهدف الأساسي والوحيد الذي يعملون من أجله.

القرصنة.. والتهديد التركي
في سنة 1572، أصدر الملك الإسباني فليبي الثاني قرارا بمنع السفن الإسبانية من الاقتراب من المياه المغربية مخافة تعرضها للاحتجاز من طرف القراصنة المغاربة أو من أجل تجنب المناوشات بينها وبين الأسطول المغربي.
وتقول مصادر تاريخية إسبانية إن هذا القرار جاء أيضا لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع القراصنة المغاربة والتقرب من سلطان المغرب من أجل مواجهة الخطر التركي، بعد أن وصل الأتراك العثمانيون إلى الجزائر وأصبحوا على حافة الحدود الشرقية للمغرب.
كان الإسبان يرون في الأتراك أعداء أشداء يمكن أن يهددوا وحدة دولة إسبانيا الفتية التي قامت على أنقاض جثث ومآسي الأندلسيين المسلمين الذين تم إحراقهم وطردهم والتنكيل بهم، خصوصا وأن الأتراك كان من الممكن أن يكونوا حلفاء متميزين للموريسكيين من أجل العودة إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.
من جانبهم، كان المغاربة يرون أيضا في الأتراك خصوما يهددون البلاد وهيبة السلطان. هذه الرؤية المشتركة أضعفت إلى حد ما هيبة القراصنة المغاربة أمام الأساطيل الإسبانية، فيما ظلوا يتصرفون بمطلق الحرية أمام الأساطيل الأوروبية الأخرى، خصوصا الأساطيل الإنجليزية والاسكندنافية وأساطيل بلدان شمال حوض البحر الأبيض المتوسط.

1609..نقطة تحول
في سنة 1609 بدأت سفن القرصنة المغربية تعرف انتعاشة متزايدة بعد أن التحق بها مئات من الذين طردوا لتوهم من إسبانيا، والذين لم يكونوا سوى أولئك الموريسكيين المسلمين الذين صدر فيهم قرار نهائي بالطرد من البلاد في واحدة من أقسى مراحل محاكم التفتيش.
عملية الطرد بدأت سنة 1609 وامتدت حتى سنة 1612، وخلال هذه المدة تم طرد مئات الآلاف من الموريسكيين، والتحق الآلاف منهم بسفن القراصنة.
كان هؤلاء القراصنة الجدد أكثر حماسا من أجل الهجوم على السواحل الإسبانية وتدمير الأساطيل الإسبانية، لأنهم تركوا كل أملاكهم في إسبانيا وتعرضوا للتنكيل والتعذيب وكانوا يتوقون إلى الانتقام.
المسألة الأساسية الأخرى هي أن الكثير من الموريسكيين ظلوا في إسبانيا بعد آخر قرار طرد في حقهم، وبذلك كان الكثيرون منهم يتعاونون مع «إخوانهم القراصنة» لأنهم يشتركون في الجنس والدم والمصير. وتشير مصادر تاريخية إلى أن الكثير من العمليات التي قام بها القراصنة الموريسكيون في إسبانيا انطلاقا من المغرب كانت تلقى تعاونا من جانب الموريسكيين الذين أفلتوا من الطرد من إسبانيا.

الفدية.. والتبادل التجاري
لم تمنع عمليات القرصنة من وجود عملية تبادل تجاري بين المغرب وأوروبا، أو بين إفريقيا وأوروبا بشكل عام، حيث كانت السفن المحملة بالبضائع تتنقل ما بين القارتين وسط مخاطر مستمرة من تعرضها للسلب.
غير أن الكثير من سفن البضائع الأوروبية المتوجهة نحو المغرب كانت تفاوض القراصنة من أجل السماح لها بالمرور مقابل إتاوات تؤديها، كما أن سلطان المغرب غالبا ما كان يصدر أوامره للقراصنة من أجل أن يسمحوا لسفن معينة بالمرور من دون اعتراض سبيلها.
غير أن تجارة الأسرى كانت الأكثر رواجا، حيث تقدر مصادر إسبانية عدد الأسرى الذين قبض عليهم القراصنة المغاربة في عرض البحر وفي المناطق القريبة من السواحل بعشرات الآلاف.
وفي سنوات قليلة تم القبض على حوالي 5000 شخص في منطقة واحدة في جزر الخالدات، وهو ما يعكس حجم الأسرى بشكل عام الذين قبض عليهم القراصنة وتم توزيعهم على عدد من المدن المغربية.
وفي الوقت الذي كانت الأغلبية الساحقة من الأسرى يعملون في مشاريع مرتبطة بالقصور السلطانية أو الحقول، فإن أقلية منهم كانت تفتدي نفسها بنفسها، أو تفتديهم أسرهم في البلدان الأوروبية.

الخالدات.. جزر مغربية
منذ 1569 وحتى 1618 احتل القراصنة المغاربة جزيرة لانثاروتي في جزر الخالدات عدة مرات، وكانوا في كل مرة ينزلون فيها يظلون في برّها لأسابيع طويلة، إلى درجة أن هذه الجزيرة أصبحت مغربية بشكل شبه كامل.
وتقول مصادر تاريخية إسبانية إن القراصنة المغاربة كانوا يتنقلون باستمرار ما بين الشواطئ المغربية وجزيرة لانثاروتي على الخصوص، وهي واحدة من أكبر جزر أرخبيل الخالدات، ومساحتها تعادل نصف مساحة لبنان تقريبا وأكثر من مساحة الكويت.
المؤرخون الإسبان والمغاربة يتفقون على أن النجاح الكبير الذي لقيه القراصنة المغاربة، وبعدهم الجزائريون في هذه المنطقة، مردّه إلى أن أغلب سكان هذه الجزر هم من الموريسكيين الذين لم يتم طردهم، أي أنهم من نفس سلالة القراصنة المغاربة الموريسكيين والجزائريين. وتضيف هذه المصادر أن الأسرى الذين كان يتم حملهم إلى المغرب من الكناريين هم من الإسبان المسيحيين، والذين كان عدد كبير منهم يعتنقون الإسلام بعد وصولهم الأراضي المغربية.
وتشير تقديرات إحصائية من سنة 1595، أن نصف سكان لانثاروتي كانوا موريسكيين، بالإضافة إلى نسب تتراوح بين الثلث و5 في المائة، كأقل نسبة، في باقي جزر الأرخبيل.

هتلر.. وبارباروخا
بارباروخا، أو بارباروسا، أي اللحية الحمراء، هو لقب القرصان التركي الشهير خير الدين بارباروخا. هذا اللقب ألهم الكثير من الروائيين والكتاب والسينمائيين، بل وحتى السياسيين وجنرالات الحرب.
الزعيم الألماني أدولف هتلر استلهم من بارباروخا اسمه لكي يطلقه على واحدة من أصعب وأخطر العمليات التي قامت بها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. لكن رغم أن القرصان بارباروخا كانت عملياته البحرية كلها موفقة وتثير الرعب في قلوب أعدائه، إلا أن العملية الحربية التي أطلق عليها هتلر اسم «عملية بارباروخا» لم تكلل بالنجاح رغم بدايتها الموفقة، ثم انتهت إلى فشل ذريع.
أطلق هتلر وجنرالاته اسم «عملية بارباروخا» على عملية غزو الاتحاد السوفياتي، وبدأت العملية بنجاح كبير وتكبدت القوات السوفياتية خسائر فادحة في كل شيء، وبدا أن شبح القرصان التركي عاد إلى الوجود فعلا، لكن الذي جرى بعد ذلك هو أن موعد تساقط الثلوج حل بسرعة ولعبت الطبيعة القاسية والبرد دورا قاتلا في هزيمة ألمانيا أمام الجيش السوفياتي.
مشكلة هتلر أنه عندما تفاءل بشخصية بارباروخا فإنه لم يكن يدرك أن معارك الأرض لا تشبه معارك البحر، وأن بارباروخا التركي لم تكن تعيقه الثلوج أو تحط من عزيمته الأجواء الباردة والأمواج العاتية.

لم يقتصر دور القراصنة المغاربة على الإبحار في مياه البحر الأبيض المتوسط، بالنظر إلى أنها كانت الأوفر حظا في الغنائم وفي الانتصارات، بل وصلت أيضا إلى أجزاء أخرى من مياه المحيط الأطلسي، وهي مياه مفتوحة أكثر من اللازم، وتعبرها سفن تجارية واستكشافية ما بين أوروبا والقارة الجديدة أمريكا، أو ما بين أوروبا وآسيا عبر إفريقيا والطريق البحري المعروف باسم رأس الرجاء الصالح.
وفي منتصف القرن السادس عشر، وصل القراصنة المغاربة الموريسكيون إلى أرخبيل الخالدات، المعروف حاليا بأرخبيل الكاناري قبالة السواحل المغربية الجنوبية، واستطاعوا إقامة معسكرات في برّه لأسابيع طويلة.
سيطر القراصنة المغاربة على المياه المحيطة بالأرخبيل وهزموا أعداءهم في عرض البحار وكبدوا الأساطيل الإسبانية خسائر كبيرة. وطوال القرنين السادس عشر والسابع عشر ظل القراصنة الموريسكيون يسيطرون على المنطقة من دون منافس وكانوا يعترضون كل السفن الموجودة في المنطقة ويأسرون بحارتها ويحملونها إلى المغرب، كما كانوا ينزلون باستمرار على سواحل الجزر ويحملون الكثير من الغنائم والأسرى إلى المدن المغربية، وخصوصا المدن ذات الكثافة الموريسكية مثل الرباط وسلا وطنجة وتطوان.
عمليات القرصنة الكبرى التي قادها الموريسكيون المغاربة في أرخبيل الخالدات بدأت حوالي 1570 ميلادية،والتي قادها في البداية موريسكي من مدينة سلا اسمه خليفات، والذي نزل على جزيرة لانثاروتي لأول مرة سنة 1569 لمدة شهر وعاد منها بحوالي 200 أسير وعدد كبير من الغنائم. وعلى الرغم من أن أسطولا إسبانيا تحرك من الجزر المجاورة من أجل مواجهة خليفات، إلا أن القرصان السلاوي استطاع حمل غنائمه إلى المغرب، وسط إحباط كبير بين سكان الأرخبيل.
بعد هذه الهجمة المفاجئة أخذت سلطات الأرخبيل كل الاحتياطات التي رأتها ضرورية من أجل عدم تكرار ما وقع، لكن عملية خليفات ورجاله تكررت مرات كثيرة في السنوات اللاحقة، وهو ما أدى إلى إعلان حاكم الأرخبيل، غانتي ديل كامبو، لحالة حرب مستمرة ضد القراصنة الموريسكيين.
وفي سبتمبر من سنة 1571، أبحر نحو جزيرة لانثاروتي القرصان دوغالي، وهو قرصان مغربي يعتقد أن أصوله موريسكية، بينما تقول مصادر تاريخية إسبانية إن أصوله تركية، غير أن المصادر الإسبانية كانت كثيرا ما تخلط بين صفة مسلم وبين صفة تركي. استطاع دوغالي أن يحتل جزيرة لانثاروتي لثلاثة أسابيع كاملة وعاد منها بأزيد من 100 أسير، وهو ما أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان من الجزيرة وإرسال حكامها لرسائل استغاثة إلى حكام إمارات إسبانية في شبه الجزيرة الإيبيرية.
أدت حملات القراصنة المغاربة إلى انكماش ملحوظ للأساطيل الإسبانية والأجنبية في المنطقة، وأصبح اقتراب السفن الأجنبية من السواحل المغربية ضربا من الجنون. وفي المرحلة الممتدة ما بين 1572 و1580، تمت عمليات أخرى للقراصنة المغاربة على الأرخبيل وسفنه، وهي عمليات تميزت بالشدة والبأس، إلى درجة أنها قضت بشكل تام على اقتصاد الجزيرة، وأدت إلى نزوح جماعي للسكان نحو جزر أخرى مثل فويرتي بينتوراس وتينيريفي.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن هذه الحملات لم تكن تصل إلى جزر أخرى في الأرخبيل مثل تينيريفي، لأن الإبحار نحوها يعني الدخول في طرق بحرية خطيرة يمكن أن تؤدي بسفن القراصنة المغاربة إلى السقوط في كماشة أو أفخاخ بحرية.
لكن مراكب القراصنة كانت تقوم بين الفينة والأخرى بهجومات سريعة ومفاجئة على أكبر جزيرة في المنطقة وهي لابالما، حيث وصلوا إليها سنة 1618، وانسحبوا منها بعد وقت قصير.
وخلال عقود القرن السابع عشر كبرت عمليات القراصنة المغاربة والجزائريين في المنطقة، وفي سنة 1634 حدثت مواجهة محدودة بين القراصنة المغاربة وبين أسطول إسباني أصيب بأضرار وعاد من حيث أتى.
بعد 1650، ظهرت سفن القراصنة الجزائريين بشكل أكبر، مع أنهم كانوا يشتركون في نفس السلالة الموريسكية الأندلسية مع القراصنة المغاربة. وخلال هذه الفترة فرضت السفن الجزائرية حصارا على موانئ أغلب جزر أرخبيل الخالدات، وهو ما منع وصول القمح إلى الجزر، كما أن سفن القراصنة كانت ترسو بمنأى عن مرمى المدافع الكانارية التي كانت تقذف ذخيرتها من فوق أسوار الحصون من دون جدوى. وبما أن هذه الجزر لم يعد لديها الكثير مما تقدمه للقراصنة، فإن الأسرى والعبيد صاروا الهدف المفضل حيث يتم شحنهم نحو المغرب أو الجزائر.









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2018, 12:06 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,813 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسد الاطلس الموري المنتدى : قسم تحليل الاشارات المغاربية
افتراضي

إخواني الاعزاء،
إليكم بعض الشخصيات التي تركت بصمة في تاريخ في الاندلس....منذ بداية الفتح على يد طارق بن زياد وموسى بن نصير إلى ان سقطت الاندلس مرورا بالامويين والحموديين وتدخل المرابطين في عهد ملوك الطوائف لمنع سقوط الاندلس واستمرار الحكم فيها مايزيد على ثلاثة قرون والموحدين والمرينيين إلى سقوط الاندلس وطرد الموريسكين الى شمال افريقيا على يد محاكم التفتيش.......وإليكم بعض الشخصيات المرموقةفي موضوع منقول :









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البحث عن شخص يستطيع تخريج كنوز مهدي تونس الحوار والاسئلة الخاصة بالاشارات والرموز التي ليس لها صور 46 10-11-2012 04:01 PM
البحث عن شريك له جهاز البحث عن المعادن الفلاح منتدى اجهزة الكشف عن الكنوز والمعادن وانواعها ومواصفاتها 26 08-02-2011 10:30 PM
حصريا هدف مباراه برشلونه × ألميريا في الدوري الإسباني ( الجولة السادسة ) زهره منتدى الرياضة المحلية والعربية والعالمية 2 05-10-2009 05:39 PM
يسعى نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم لإحراز لقبه الأول هذا الموسم جورى منتدى الرياضة المحلية والعربية والعالمية 1 24-08-2009 03:01 AM


الساعة الآن 01:17 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir