المنتدى :
شخصيات اسلامية
سياسة الشرعيه للخليفه عمر بن عبدالعزيز
اتخذ لذلك منهجًا كان من أبرز معالمه الحرص على مال المسلمين، والمحافظة على الوقت والجهد، وسرعة التصرف في الأمور، وحسن اختيار القضاة والولاة والموظفين، وإزالة آثار كل عمل لا يساير روح الإسلام، وتحقيق التوازن بين الناس، ومجادلة الخارجين على الدولة بالحسنى لإقناعهم وردهم إلى حظيرة الجماعة، كما كان الطابع لهذا المنهج هو العدل والإنصاف والرحمة والإحسان.
كان عمر بن عبد العزيز يعرف قيمة المال والوقت، وهما من الأشياء التي يبددها المسلمون الآن فيما لا يفيد، ويعانون من جراء ذلك ما لا يخفى على أحد من التأخر والتخلف،ومن حرص عمر على الوقت أنه كان لا يعرف تأخير عمل اليوم إلى الغد، فيومه كله عمل، وعندما لاحظ عليه بعض أهله مظاهر الإرهاق من كثرة العمل تقدم إليه قائلاً: "يا أمير المؤمنين، لو ركبت -في نزهة- فَتَرَوَّحْتَ! أجابهم: فمن يجزي عني عمل ذلك اليوم؟ قال: تجزيه من الغد. أجاب عمر: فَدَحَني عمل اليوم، فكيف إذا اجتمع عليَّ عملُ يومين"كما كان يعمل على سرعة تصريف الأمور، وكان يضيق بالعامل الذي لا يحسن التصرف أو ما نسميه اليوم بالبيروقراطي، الذي يحب أن يراجع رؤساءه في كل كبيرة وصغيرة، فقد كتب إلى عامله على المدينة: " أن قَسِّمْ في ولد علي بن أبي طالب عشرة آلاف دينار؛ فكتب إليه: إن عليًّا قد وُلِدَ له في عدة قبائل من قريش، ففي أي ولده؟ فكتب إليه: لو كتبت إليك في شاة تذبحها لكتبت إليَّ، أسوداء بيضاء؟ إذا أتاك كتابي هذا فاقسم في ولد علي من فاطمة -رضوان الله عليهم- عشرة آلاف دينار فطالما تخطتهم حقوقهم". ومن الآثار السيئة التي وجدها عمر وحرص على إزالتها بكل عزم وتصميم ظاهرة أخذ الجزية من الذين أسلموا حديثًا، فقد كان بعض عمال بني أمية لما أعوزهم المال بسبب الحروب والثورات، أبقوا الجزية على من كانوا يدخلون في الإسلام من أبناء البلاد المفتوحة، وزعموا أن إسلام هؤلاء لم يكن صادقًا، وأن إعفاءهم من الجزية قد أضرَّ ببيت المال، وابتدعوا بدعة اختبار من أسلموا بالختان، ولكن عمر حذرهم من ذلك، فقد كتب إلى الجراح بن عبد الله الحكمي -والي خراسان-: "انظر من صلَّى قبلك إلى القبلة فضع عنه الجزية"؛ فسارع الناس إلى الإسلام، فقيل للجراح: إن الناس قد سارعوا إلى الإسلام نفورًا من الجزية، فامتحنهم بالختان، فكتب الجراح بذلك إلى عمر، فكتب عمر إليه: إن الله بعث محمدًا هاديًا ولم يبعثه خاتنًا،
اما السياسه الخارجيه وقد تحقق ما فعله وزادت حركة الإقبال على الإسلام في البلاد المفتوحة في عهده زيادة كبيرة وأخذ عمر في إرسال الدعاة من خِيرَة العلماء ليدعوا الناس إلى الإسلام، بدلاً من إرسال الجيوش للفتح، كما بدأ يرسل الكتب إلى الملوك والأمراء المعاصرين يدعوهم إلى الإسلام فأرسل إلى أمراء ما وراء النهر، وإلى ملوك السند، يدعوهم إلى الإسلام والطاعة على أن يملكهم على بلادهم ويكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، فلما وصلتهم رسائله وكانت قد بلغتهم سيرته وعدله، فقبلوا وأسلموا، وتسموا بأسماء عربية
توفي سنة 101 هــ مسوما رحمه الله
|