إن دراسة تاريخ الصابئة المندائيين هو جزء من دراسة تاريخ العراق العريق. فتواجد الصابئة منذ قرون طويلة في جنوب مابين النهرين واللغة التي ينطق بها الصابئة المندائيون هي اللغة الآرامية بلهجتها الشرقية ويتكلم الصابئة المندائيون اللغة المندائية وهي إحدى اللغات السامية المشهورة في الزمن القديم وهي اقرب إلى السريانية من غيرها ويعتقد المندائيون إن لغتهم هي التي يتكلم بها سيدنا ادم عليه السلام.
ويعتبر دين الصابئة واحد من أقدم الأديان، حيث يؤمنون بان كتابهم المقدس ((الكنزاربا)) يتضمن الصحف الاولى التي نزلت على آدم ويسمى ايضا ((سيدرا ادم)) .
وقد اختلف المؤرخون في أصل الصابئة المندائيين ونشأة دينهم ومصادره الأولى اذ يؤمنون بالله الواحد الأحد وبأنبيائه، كذلك يؤمنون بالنبي ادم عليه السلام وشيت وسام بن نوح وإبراهيم الخليل وأخيرا بالنبي يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان ) وهو اخر انبيائهم. ويتجه الصابئة المندائيون في صلاتهم وفي ممارسة شعائرهم الدينية نحو جهة الشمال وذلك لإيمانهم بان عالم الأنوار في هذا المكان المقدس من الاكوان. أما في صلاتهم فيعتقدون إن سيدنا ادم عليه السلام كان يصلي سبع صلوات في اليوم، واستمرت عندهم هذه الصلاة حتى ظهور النبي يحيى (ع) الذي جعلها ثلاث مرات.
أما كتبهم المقدسة فاهمها الكنزاربا أي الكتاب المقدس (الكنز العظيم) يحتوي على صحف ادم (ع)، كذلك على بدء الخليقة والتطورات التي حدثت للبشر وفي صفات الخالق وفي الوعظ والإرشاد . أما الكتاب الثاني (ادراشا اديهيا) أي تعاليم النبي يحيى (ع).