لمن يريد اقتناء الموسوعة العلمية للرموز الاثريه من تأليف الدكتور غالينوس ان يبادر الى مراسلة الدكتور غالينوس على الخاص


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية قوانين المنتدى
العودة   منتدى كنوز ودفائن الوطن > منتدى العام > منتدى المواضيع العامة

اعلانات

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-07-2009, 03:19 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
مسلمة
اللقب:
عضو فضي
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 234
المشاركات: 2,498 [+]
بمعدل : 0.46 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مسلمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدى المواضيع العامة
إنما يأسف على الحب النساء






ذُكِرَ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ - رضي الله عنه - قال لرجلٍ (وهو أبو مريمَ السلوليُّ): واللهِ لا أحبُّكَ حتى تحبَّ الأرضُ الدمَ، قالَ: أفتمْنعُني حقًّا؟ قال: لا، قال: فلا بأسَ؛ إنما يأسفُ على الحبِّ النساءُ[1].




وصدقَ الرجلُ في مقولتِه؛ حيثُ أقرَّه عليها الخليفةُ الملهَمُ - رضيَ اللهُ عنه - فالمرأةُ رقيقةُ المشاعرِ، مرهفةُ الإحساسِ، كاشفةُ السَّواترِ، سريعةُ الحكمِ على الأحداثِ والمناظرِ؛ تركبُ العجلةَ، ولا تتحملُ التُّؤدةَ، فإذا أحبَّتْ أحبَّتْ بعمقٍ، وإذا كرهتْ مَنْ خدعَها في حبِّها كرهتْه بعنفٍ، وإذا ضحَّتْ مِنْ أجلِ حبِّها ضحَّتْ ولو بنفْسِها وراحتِها، وإذا أَبغَضَتْ أَحْرَقَتْ أوراقَ الحياةِ ولو كانتْ في قمةِ الاخضرارِ، لسانُ حالهِا: عليَّ وعلى أعدائي، حتَّى يقولُ صريعُها:

أَقَاتِلَتِي ظُلْمًا بِأَسْهُمِ لَحْظِهَا أَمَا حَكَمٌ يَعْدِي عَلَى طَرْفِ جَائِرِ


إنَّها تأْسفُ على الحبِّ الَّذي رعتْه وسقتْه، وتبكي لضياعِه، وتندبُ حظَّها العاثرَ الَّذي أوصلَها أنْ تحبَّ إنسانًا لم يقدِّر مشاعرَها وأحاسيسَها، ولم يعرفْ قدرَ حبِّها وتضحياتِها الَّتي بذلتْها نحوَه، إنَّها تحزنُ بشدةٍ على فقدِ حبيبٍ، أو غيابِه، أو هجرِه مضجعَها، ولذا فهي لا ترْضى بزوجةٍ ثانيةٍ تنافسُها ليلَها؛ فكمْ تقلَّبتْ على جمرِ الانتظار، وتأوَّهتْ بآهاتِ الحسرةِ والاعتبار! وكم كانتْ تراقبُ نجومَ اللَّيلِ وهدْأتَه! وكم تعنَّتْ في الاطمئنانِ على الحبيبِ، وأكثرتْ مِنَ السُّؤالِ عليه والتَّحديثِ عَنْ غيابِه وهجرانِه! وكم تألَّمتْ لفراقٍ أرَّقَ عليها منامَها، وأطالَ سُهادَها، حالُها كقولِ القائلِ:

كَأنَّ سُهَادَ اللَّيْلِ يَعْشَقُ مُقْلَتِي فَبَيْنَهُمَا فِي كلِّ هَجْرٍ لَنَا وَصْلُ


والأسفُ: شدة الحزن، وأَسِفَ عليه أَسَفًا؛ أَي: غَضِبَ، وآسَفَه: (أَغْضَبَه)؛


كما في قولِه - تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف: 55]؛



ولذا نجدُ أنَّ المرأةَ الَّتي ضاعَ عليها الحبُّ الَّذي روتْه بتعلُّقِها به، وهُيامِها وغرامِها عليه، واستبدادِ طيفِه على مُخيَّلتِها، فلا تنتفعُ مِنْ تَذكُّرِه في حلِّها وترحالِها، وذهابِها وإيابِها، غيرَ الألمِ والحسرةِ، فإنَّها حِينئذٍ تنتقمُ انتقامَ الجريحِ الَّذي عاينَ الموتَ، ولاحتْ له فرصةٌ للانقضاضِ على خَصمِه، فإنَّه يُهْلِكُ نفسَه لبلوغِ ما يريدُ، ولعلَّ هذا يُذَكِّرُنَا بقصةِ امرأةِ العزيزِ الَّتي راودتْ يوسفَ الكريمَ - عليه السلام - الَّذي شغفَها حبًّا، فلمَّا لم يستجبْ لما أرادتْ، غضبتْ وزمجرتْ، وهدَّدتْ وأوعدتْ بالسجنِ له والتصغيرِ؛


{وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].




إنَّه أسفُ المرأةِ الَّذي لا اعتدالَ فيه، ولا إنصافَ بحقِّ المحبوبِ، وكانَ الأولى بالمحبِّ أنْ يَرْفُقَ بحبيبِه، وألاَّ يصلَ به الغضبُ أنْ يمنعَه حقَّه مِنَ الشُّعورِ بالذاتِ، وله الحقُّ في أنْ يَنتهجَ سبيلاً غيرَ سبيلِ الحبِّ الَّذي لا يَرى نفسَه فيه، فيؤْثِر الابتعادَ والهجرانَ خيرٌ مِنْ التَّمادي في علاقةٍ هشَّةٍ ضعيفٍ بنيانُها؛ بَلْ آيلٌ إلى السُّقوطِ والهدمِ.




هذا الشُّعورُ الفياضُ لدى المرأةِ للأسف - الذي هو بمعنى الحزنِ - على الحبيبِ، يدفعُ الأنثى إلى السُّقوطِ كثيرًا في حمأةِ الرَّذيلةِ والفاحشةِ، وإلى ضياعِ الكرامةِ والعفَّةِ؛ وذَلكَ أنَّها تتمادَى في حبٍّ أخذَ بشَغافِ قلبِها، فاستمرتْ في التَّجاوبِ معَ معسولِ القولِ، وكذبِ المشاعرِ، وإيقاعِ صوتِ الغرامِ والهُيامِ، مِنْ وحشٍ لا يريدُ إلَّا الاستمتاعَ بالغنيمةِ الَّتي وصلَ إليها، أو ربَّما وصلتْ إليه، بدونِ كثيرِ عناءٍ أو تعبٍ؛ بَلْ تأْتيهِ في أحيانٍ أُخرى منقادةً طائعةً، تدقُّ بابَه في أوقاتٍ ليستْ مهيأةً لها، لقدْ أغرقَها بثنائِه، وغرَّها بمدحِه، وصوَّر لها الحياةَ السعيدةَ كأنَّها بينَ يديْها، فَلِمَ الترددُ والخوفُ؟! فيصدقُ فيها قولُ شوقي:

خَدَعُوهَا بِقَوْلِهِمْ حَسْنَاءُ وَالغَوَانِي يَغُرُّهُنَّ الثَّناءُ
فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي قُلُوبِ العَذَارَى فَالعَذَارَى قُُُُُُُُُُلُوبُهُنَّ هَواءُ


هذه الأحاسيسُ الفيَّاضةُ الَّتي تتملَّكُ المرأةَ أو الفتاةَ تجاهَ الرَّجُلِ أو الشَّابِّ - يجبُ أنْ ينْتَبِهَ إليها الآباءُ والأزواجُ على حدٍّ سواءٍ، ويتحسسوها ويفْتحوا منافذَ عقولِهم بشيءٍ مِنَ الاعتدالِ والرِّفقِ والحكمةِ، حتى يتمَّ التَّرويضُ والتهذيبُ لها، وأنَّها أمرٌ يجبُ أنْ يأخذَ مسارَه الصحيحَ، وَفقَ منظومةِ الإسلامِ للقيمِ والأخلاقِ الرَّفيعةِ والمبادئِ السَّاميةِ، الَّتي توافقتِ العقولُ السَّويةُ على السَّيرِ والاهتداءِ بنهجِها ومنوالِها.

إنَّ الاستهانةَ بهذا الأمرِ أو اللامبالاةَ به يفتحُ بابَ الشَّرِّ على مِصْراعيهِ، ويحطمُ مستقبلَ الأُنثى، زوجةً كانتْ أو فتاةً، فيضيعُ مسقبلُها الأُسريُّ، وينتقضُ ميثاقُ اللهِ العظيم الَّذي ارتضتْ به، وأُخْرى تضيعُ كرامتُها وحشمتُها وفضيلتُها؛ فالشيطانُ لا يأْلُو جُهدًا أنْ يصطادَ في هذا الماءِ، فَيُغيِّرهُ مِنْ ماءٍ صافٍ نقيٍّ إلى ماءٍ عَكِرٍ خَبِيثٍ، ويصل إلى مُبْتَغاهُ ومرادِه مِنْ تفكيكِ الأسرِ، وهتكِ العرضِ، ووقوعِ الحرامِ، وإثارةِ القلقِ، وكثرةِ القيلِ والقال، ونشرِ الإشاعاتِ، وهدمٍ في بُنيانِ المجتمعِ، وشرخِ عفةِ المرأةِ وصيانتِها.



وبالمقابلِ؛ فإنَّ الإغلاظَ والغلوَّ في استخدامِ الزَّواجرِ والموانعِ، والتهديداتِ والأفعالِ الشَّديدةِ، الَّتي تصلُ إلى حدِّ الإثمِ والعدوانِ - ليستْ حلاًّ لهذه القضيةِ الشَّائكةِ؛ بَلْ هي زيادةُ الطِّينِ بِلَّةً، وفتحُ بابِ العنادِ والمشاكسةِ مِن قِبَلِ مَنِ انقلبتْ عندَها التَّصوراتُ؛ بسببِ تجاهلٍ سيِّئٍ حصلَ لها مِنْ أقربِ الناسِ إليها، أو واقعٍ مؤلمٍ عاشتْه بينَ خصامِ الأبِ معَ الأمِّ، ومِنْ ثَمَّ الطَّلاقُ والفراقُ، فكانتْ حائرةً بينَ سِندانِ ابتعادِ الأبِ عَنِ القيامِ بدورِه المنشودِ، ومطرقةِ سذاجةِ الأمِّ وركونِها إلى مشاكلِها ومأساتِها الَّتي وقعتْ فيها.




فالعدلَ العدلَ، والرِّفقَ الرِّفقَ، وتداركُ الأمرِ قبلَ وقوعِه خيرٌ مِنْ تجاهلٍ تأْتي نتائجُهُ على غيرِ المتوقعِ والمحسوبِ؛ بَلْ أسوأُ ممَّا نتصورُ، وحينئذٍ لا ينفعُ اللَّومُ ولا العتابُ، ولا عضُّ أصابعِ الندمِ، وهيهاتَ هيهاتَ!













توقيع : مسلمة

__________________

عرض البوم صور مسلمة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إنما, النساء, الحب, يأسف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(إنما الأعمال بالنيات) مخاوي الردميه الموضوعات الفقهية 21 17-11-2017 07:38 AM
أجمل النساء ... وأقبح النساء سرجيلا منتدى الترفيه والتسليه 12 03-01-2012 10:40 PM
تعرف على الحب...يامن تدعى الحب غدير منتدى المواضيع العامة 2 10-05-2010 05:36 AM
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم جورى الاسلاميات العامة 0 05-08-2009 11:55 PM
تفسير قوله تعالي { إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم } جورى فى رحاب القران 2 23-07-2009 12:03 AM


الساعة الآن 06:59 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir