المنتدى :
قصص حديثه وروايات عن الكنوز والدفائن والاثار
السلام عليكم..هي قصة حدثت معي في 2004 وهي كالاتي.
كان لي جار و صديق مهتم بالاثار و الحفريات و كنا اصدقاء مقربين و بما انه يسكن في منزل وحده كنت ازوره احيانا حاملا معي ما تيسر من الطعام
رافة بوحدته و بحالته المادية الصعبة.و كان هذا الصديق في ما مضى ذو مال كان قد تحصل عليه من احدى شركات التامين على اثر وفاة والده في
حادث مرور اليم.و بالمختصر المفيد فقد ضيع نحو عشرين الف دولار خلال بحثه المحموم عن الكنوز .فهذا شيخ يشترط بخور كذا و كذا ثم يتبخر سريعا
و هذا خبير مشبوه يشترط ضيافة و اكلا و نقلا قبل البدء بالحفر ووووو حتى اتى على المال كله . وكنت استمتع كثيرا بقصصه و مغامراته في هذا
الميدان و عن انهزاماته و انكساراته المتتالية في رحلة البحث عن الكنوز حتى جاء ذلك اليوم اللذي لا انساه.
تلقيت مكالمة من هذا الصديق يعرب فيها عن حاجته الشديدة للحديث و انه يعول علي جدا فيما هو مقدم عليه. فاشرت عليه بالنتظاري ريثما ينتهي الدوام
و كان الاتفاق كذلك. تقابلنا في احدى المقاهي و هناك اخبرني انه راى تمثالا كاملا من الذهب الخالص لاله الحرب الروماني مارس يزن نحو التسعة كيلوغرامات
لدى شيخ ستيني العمر و هو يحتفظ به في منزله الكائن في احد ارياف المدينة و طلب دعمي المادي الذي يتمثل في شراء بطاقات الشحن الهاتفي لاجراء
الاتصالات اللازمة مع المشترين مع استعمال سيارتي الخاصة في زياراته المتكررة لهذا الشيخ و اخيرا تحضير طعام لائق حين حضور الشاري و البائع بمنزله
و من هناك اقتسام المال ثم استمر بتزيين الامر لي حتى اخذني الطمع و الحق يقال فوافقت دون تردد في الامر
وجاء اليوم الموعود..و حضر الشاري بسيارته الفارهة و عدة هي عبارة عن صندوق خشبي صغير فيه قوارير صغيرة الحجم و كل قارورة.حسبما اخبرنا صالحة
لمعرفة نوع عيار الذهب . المفيد جلسنا و تحادثنا و اكلنا ما تيسر ثم كشف الشيخ عن كنزه بعد ان قضى وقتا في فتح اللفافة من تحت اللفافة حتى ظهر
ضيفنا المبجل و محط انظارنا و امالنا السيد مارس اله الحرب الروماني.
وكان فعلا تمثالا من الذهب جد ثقيل يحمل حربة و يعتمر خوذة حديدية موضوعة على راسه دون ان تغطي وجهه و لم يكن به اي تكسير او خدوش. المهم
امتحن الشاري البضاعة لبعض الوقت و اعلن تمسكه بهاته القطعة و قبوله التام بالشراء كاش ايضا..و تخيلوا يا اخوان اضطرابي و شوقي للحظة الدفع هههه
ثم اعلن الشاري عن نيته دفع نحو المائة الف يورو لقاء التمثال ...........تغير وجه الشيخ و ظهرت على وجهه علامات الخيبة و رفض هذا العرض و قال...
هذا المبلغ كنت ساقبل به لو كنت لوحدي و لكن لا تنسى هؤلاء الافاضل_يقصدني و صديقي_ اللذين اكرموا وفادتنا و لولاهم لما التقيت بك فان شئت فاعطهم
نصيبهم من عندك و اخذ انا المبلغ او زد في سعرك المقترح.
وهنا رفض الشاري رفضا تاما و نظرت انا بعتاب الى الشيخ و نظر صديقي باستجداء الى الشاري و اضطربنا و خفنا ان لا تتم العملية كما خططنا فلم نكن نطمع بالكثير
في حقيقة الامر بل يكفينا عشر المبلغ لنقتسمه و لكن كان لابد من ايجاد حل لجشع الشيخ و عناد الشاري فلزمت انا الشيخ اقنعه بمراجعة الامر و انه ليس من السهل ايجاد مشتر جيد مثل هذا الضيف و لزم صديقي المشتري و اخبره ان لا يضيع هذه الفرصة و قد يجد الشيخ مشتر اخر...و لكن دون فائدة
وعلى كل حتى لا اطيل عليكم رحل الشاري مبديا رغبته بمعاودة الاتصال به في حال لان هذا الشيخ او اي فرصة اخرى مع بائع اخر فهو مستعد و ذهب عائدا الى مدينته
كما ابدى الشيخ لنا ايضا رغبته ببيع التمثال و رجانا البحث عن مشتر اخر يبحبحها شويا على حد قوله.و لم يكن امامنا سوى الايجاب فعدنا الى نقطة الصفر مع تجدد الامال
وبقي صديقي حوالي عشرين يوما يبحث عن مشتر جديد و بين الفينة و الاخرى كان يتصل بالشيخ_على حسابي طبعا_ ليطمئن على و جود حضرة جناب الصنم الروماني مارس
فكان الشيخ يخبره بان العرض لا يزال قائما.
حتى جاء ذلك اليوم و تم الاتفاق مع مشتر اخر و اشترط صور تبعث بالايميل فكان له ذلك و من ثم وافق على القدوم الينا فطلبنا منه بعض الوقت لنرتب الامر مع البائع و نرى اي يوم يوافقه لنحضر ركبه المبجل في الوقت الذي يوافقه...و لكن مر يومان و هاتف الشيخ مقفل فاستربنا للامر و عقدنا الاجتماع في احدى المقاهي و سالت صديقي ما الحل قد يمل المشتري الانتظار لا بد من شيئ نفعله...فقال الصديق الامر سهل نذهب الى منزله فالشبكة قد تكون ضعيفة في الارياف وهذا سبب عدم الحصول عليه هاتفيا فكان الاتفاق على هذا وذهبنتا في يوم سبت و يا ليتنا ما ذهبنا.
اقتربنا بالسيارة شيئا فشيئا من المنزل فاغرين افواهنا لقد اصبح جحر هذا الشيخ فيلا على الطراز الامريكي تتقدمه شاحنة فلاحية خفيفة من اخر طراز ........طرقنا الباب فتح لنا
احد ابنائه الاربعة فسلمنا و التمسنا مقابلة ابيه لامر يهمه فادخلنا الى الصالة و قد اصبحت تلك الحشايا الارضية كنبات افرنجية مع ستائر ملكية وهنا و مدة انتظارنا التفت الى صديقي و قلت له هل تفكر فيما افكر اظنه قد باع التمثال و ما وجودنا هنا سوى عبث فضحك فابتسم صديقي ابتسامة بلهاء و قال...لا لا...لا يمكن فهذا الرجل اعرفه و هو صديق للمرحوم والدي و ما ادرانا لعله يمتلك قطعا اخرى باع منها ما باع و لكن صديقنا مارس لا يزال بالانتظار حسبما وعدني
قدم الشيخ غير مهتم بقدومنا فسلم و جلس و سال عن سبب المجيئ فاخبرناه بكل حماس عن المشتر الجديد و هنا قاطعنا قائلا........اسمعوني جيدا انا رجل لا احب الكذب و لا الهروب بالبلدي راحت عليكم لقد اتفقت يومها سرا مع ضيفكم فيما كنتم تحضرون لنا الطعام ان نقوم بتلك المسرحية امامكم حتى لا ينقص مالي و حتى لا يخسر صديقك كوسيط
فسلمته رقم هاتفي خلسة و اتممنا عملية البيع هنا في منزلي و الا فان لي اربعة من الاولاد الاشداء القادرين على دفنكم احياء و لا عين شافت و لا حد يدري فالاجدر ان تعودوا
من حيث اتيتم فهذا الميدان للذئاب و ليس للخرفان امثالكم.
انتهت مقالة الشيخ............انتهت امالنا البائسة........انتهت المقابلة
و هي اول و اخر تجربة ادخلها كما اقسمت على ذلك....
مع تحياتي لاهل هذا المنتدى الكرام
توقيع : عبد المغني |
IL N'YA PAS L'IMPOSSIBLE , MAIS IL YA DES GENS INCAPABLES |
|
|