لمن يريد اقتناء الموسوعة العلمية للرموز الاثريه من تأليف الدكتور غالينوس ان يبادر الى مراسلة الدكتور غالينوس على الخاص


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية قوانين المنتدى
العودة   منتدى كنوز ودفائن الوطن > منتدي الاسلامي > الاسلاميات العامة > محمد رسول الله

اعلانات

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-06-2016, 02:20 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

قال تعالى : وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - سورة الشعراء آية 215
وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ - سورة المائدة من الآية 54
وقال تعالى : فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى - سورة النجم من الآية 32

قالوا: التواضع هو الاستسلام للحق وترك الاعتراض في الحكم، وهو أعم من الخشوع لأنه يستعمل فيما بين العباد وفيما بينهم وبين الرب سبحانه، والخشوع لا يستعمل إلا في الثاني. أما خفض الجناح فهو كناية عن التعطف والترفق، وأصله أن الطائر إذا ضم الفرخ إليه بسط جناحه ثم قبضه على فرخه، والجناحان من ابن آدم جانباه.

عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد « رواه مسلم.

(إن الله أوحى إلي) قال ابن رسلان لعله وحي إلهام أو برسالة
(أن تواضعوا) »أن« فيه مفسرة، فالموحى هو الأمر بالتواضع، ونقيض التواضع: التكبر والترفع. قال الحسن: التواضع هو أن تخرج من بيتك فلا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا، وقال القرطبي: التواضع الانكسار والتذلل وهو يقتضي متواضعًا له: هو الله تعالى، ومن أمر الله بالتواضع له كالرسول والإمام والحاكم والعالم والوالد؛ فهذا التواضع الواجب المحمود الذي يرفع الله به صاحبه في الدارين، وأما التواضع لسائر الخلق فالأصل فيه أنه محمود ومندوب إليه إذا قصد فيه وجه الله تعالى، ومن كان كذلك رفع الله قدره في القلوب وطيب ذكره في الأفواه ورفع درجته في الآخرة وأما التواضع لأهل الدنيا ولأهل الظلم فذاك الذل الذي لا عز معه، والخيبة التي لا رفعة معها، بل يترتب عليه ذل الآخرة وكل صفقة خاسرة، وقد ورد »من تواضع لغني لغناه ذهب ثلثا دينه«
(حتى) غاية التذلل وكسر النفس وعدم النظر إليها، أي افعلوا ذلك إلى أن
(لا يفخر) والفخر هو التباهي بالمكارم والمناقب من حسب ونسب وغير ذلك سواء كان فيه أو في آبائه، أي لا يباهي
(أحد) مستعليًا بفخره
(على أحد) ليس كذلك فالخلق من أصل واحد، والنظر إلى العرض الحاضر الزائل ليس من شأن العاقل
(ولا يبغي) أي وحتى لا يظلم ولا يتعدى
(أحد على أحد) وذلك أن من انكسر وتذلل امتثالا لأمر الله عز وجل حال ذلك بينه وبين الفساد والوقوع في الظلم والاعتداء والعناد
(رواه مسلم) ورواه أبو داود وابن ماجة من حديث عياض أيضًا.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله« رواه مسلم.

(ما نقصت صدقة من مال) قيل هو عائد إلى الدنيا بالبركة فيها ودفع المفسدات عنه، أي ما ينقص منه بالصدقة يتدارك بما يحصل فيه من النماء ببركتها. وقيل إلى الآخرة بالثواب والتضعيف
(وما زاد الله عبدًا بعفو) عمن جنى عليه في نفس أو عرض أو مال أو نحو ذلك
(إلا عزًا) قيل في الدنيا وقيل في الآخرة، أي أن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزة وكرامة أو أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك
(وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) يجوز أن يكون في الدنيا بأن يرفعه ويثبت له القلوب بتواضعه في الدنيا ويجوز أن بكون في الآخرة أو فيهما جميعا.

عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: »كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله« متفق عليه.

(مر على صبيان) أي على جماعة مميزين منهم
(فسلم عليهم، وقال: »كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله) أي تواضعًا وكسرًا للنفس، فإن من طبعها الترفع عن خطابهم فضلاً عن مؤانستهم بالسلام، وقيل فيه تدريبهم على آداب الشريعة وطرح رداء الكبر وتناول التواضع ولين الجانب.

عن أنس رضي الله عنه قال: »إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت« رواه البخاري.

(الأمة من إماء المدينة) أي الجارية من جواري أهل المدينة أي دار هجرته صلى الله عليه وسلم
(لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) دليل على مزيد تواضعه صلى الله عليه وسلم من وجوه: الأول: أنها أمة وليست من وجوه الناس، الثاني: أنها تأخذ بيده وذلك يدل على مزيد الانقياد. الثالث: أنها تذهب به لحاجتها أي مكان كانت قريبة أو بعيدة، ففيه منه صلى الله عليه وسلم التحريض على ذلك والحث على سلوكه.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:21 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب العفو والإعراض عن الجاهلين

قال تعالى : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ - سورة الأعراف آية 199
وقال تعالى : فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ - سورة الحجر من الآية 85
وقال تعالى : وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ - سورة آل عمران من الآية 134
وقال تعالى وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ - سورة النور من الآية 22

العفو أي عن الجاني، والإعراض عن الجاهلين أي بترك المؤاخذة فلا يؤاخذهم بما يصدر منهم من قول وعمل.

عن عائشة رضي الله عنها: »أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا« متفق عليه.

(الأخشبان) الجبلان المحيطان بمكة، والأخشب: هو الجبل الغليظ.
(هل أتى) أي هل مر
(عليك يوم) أي زمان
(كان أشد من يوم أحد) أحد: الجبل المعروف في المدينة: أي غزوته، وكانت في السنة الرابعة من الهجرة، فإنه صلى الله عليه وسلم شج فيها وجهه وكسرت رباعيته وسقط في الحفرة التي حفرها الفاسق الذي كان يلقبه الكفار بالراهب وحصل ما حصل في المؤمنين من قتل نيف وسبعين منهم
(قال: لقد لقيت من قومك) أي كفار قريش
(وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال) طالبًا منه النصر والإعانة على إقامة الدين، فلقد توجه صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة وأبي طالب إلى الطائف أن يؤوه‘ فعمدوا إلى ثلاثة نفر من ثقيف وهم سادتهم وهم أخوة، عبد ياليل وحبيب ومسعود، بنو عمرو فعرض نفسه عليهم وشكا إليهم ما انتهك منه قومه فردوا عليه أقبح رد
(فلم يجبني إلى ما أردت) أي من الإيواء والإعانة على تبليغ الرسالة إلى العباد
(فانطلقت وأنا مهموم) فيه جواز طروء الهم من الأعراض البشرية على الأنبياء وهذا هم في أمر أخروي والمذموم الهم على ما فات من أمور الدنيا (على وجهي) أي الجهة المواجهة لي
(فلم أستفق) أي من الغمرة التي لحقته من عدم تسديد أولئك وتأييدهم له، وقال المصتف: أي لم أفطن لنفسي وانتبه لحالي وللموضع الذي أنا ذاهب إليه وفيه
(إلا وأنا بقرن الثعالب) هو ميقات أهل نجد، ويقال له قرن المنازل على يوم وليلة من مكة، والقرن: كل جبل صغير منقطع منه جبل كبير
(فرفعت رأسي) يحتمل أن يكون ذلك لكونه أحس بشيء أو يكون اتفاقًا فصادف ما قاله
(وإذا أنا بسحابة قد أظلتني) أي كستني الظل عن الشمس
(فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام) إذا فيه وفيما قبله فجائية، وجبريل حينئذ لم يكن في صورته الأصلية لما جاء أنه صلى الله عليه وسلم لم يره فيها إلا في بدء لرسالة وعند سدرة المنتهى
(فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك) أي الذين دعوتهم إلى الإيمان
(وما ردوا عليك) في جواب الدعوة
(وقد بعث إليك ملك الجبال) أي الموكل بها المتصرف بما يرد عليه فيها من حضرة الحق
(لتأمره بما شئت فيهم) أي بالذي أردته منهم أو بمشيئتك فيهم، والأخيرة أولى بدليل قول ملك الجبال:
(لتأمرني بأمرك) وأتى به كذلك ليعم ما يراد منها من التعذيب
(فناداني ملك الجبال) أي عقب كلام جبريل كما يومئ إليه الفاء
(فسلم علي) فيه بدء القادم بالسلام
(ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟) أي من رجم وإطباق
(إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم) ممتنًا عليهم بعفوه عما يتعلق بجنابه الشريف من إيذائهم له وإساءتهم في جوابهم له المقتضي لحلول ذلك بهم
(بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا) أي لا آمرك بما فيه هلاكهم بل أرجو...الخ، قال العلماء: وما جاء في ألفاظ الترجي في كلام الله سبحانه أو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فهو واقع البتة، لكنه عبر بذلك على عادة الملوك، قال البيضاوي في التفسير: عسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها وإنما يطلقونه إظهارًا لوقارهم وإشعارًا بأن الرمز كالتصريح من غيرهم وعليه جرى وعد الله ووعيده. وقيل في الحديث بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على قومه ومزيد صبره وحلمه وهو موافق لقوله تعالى فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ولقوله تعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب« متفق عليه.

(ليس الشديد) أي المحمود شدته شرعًا
(بالصرعة) بضم الصاد وفتح الراء: هو الذي يكثر صرع الناس ويغلبهم
(إنما الشديد) أي المحمود شرعًا
(الذي يملك نفسه عند الغضب) الغضب:أي الذي هو فوران دم القلب من حدوث أمر غير مرضي ممن هو دونك، والمعنى: أي فيملك نفسه حينئذ عن أن يقع منها إضرارًا بالمغضوب منه، بل يعفو عنه ويكظم غيظه.

عن أنس رضي الله عنه قال: »كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بالعطاء« متفق عليه.

(كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)أتى به بصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية إشعارًا باستحضاره لذلك
(وعليه برد نجراني) منسوب إلى نجران بلدة من بلاد من همدان من اليمن
(غليظ الحاشية) أتى به ليرتب عليه مزيد الأثر الآتي
(فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة) جبذه: قيل إنه لغة في الجذب وقيل إنه مقلوبه
(فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم) أي جانب من عاتق النبي صلى الله عليه وسلم والعاتق هو ما بين العنق والكتف
(وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته) وذلك من سوء أدبه وجفائه على عادة الأعراب
(ثم قال: يا محمد) يحتمل أن يكون قبل تحريم ندائه صلى الله عليه وسلم باسمه
(مر لي من مال الله الذي عندك) زاد البيهقي في روايته: »فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك،فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: المال مال الله وأنا عبده«
(فالتفت إليه فضحك) أي من قوله المنبئ بشأنه فشأن الإنسان دليل عقله
(ثم أمر له بالعطاء) العطاء عبارة عما يجتمع من الأموال من فئ أو غنيمة وخراج وتركة من لا وارث له.
والمراد هنا أمر له بشيء من ذلك، وقد جاء أنه حمل له على بعير شعيرًا وعلى الآخر تمرًا ذكره في الشفاء، وهذا فيه مزيد حسن خلقه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه عفا عن جنايته عليه بجبذه وإيلامه بحاشية ذلك البرد حتى أثر في عاتقه، وزاد على العفو بالبشر ببذل الإحسان.

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: »كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًا من الأنبياء صلوات الله وسلامهم عليهم، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون« متفق عليه.

(كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي الآن، وعبر بما ذكره إيماء إلى استحضاره فكأنه يخبر عن معاين
(يحكي نبيًا من الأنبياء صلوات الله وسلامهم عليهم، ضربه قومه فأدموه) أي أجروا دمه بالجراحات
(وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول) في تلك الحالة المثيرة للغضب المقتضية للانتقام
(اللهم اغفر لقومي) أي ما صنعوه معي من الضرب والإدماء،
وقوله (فإنهم لا يعلمون) كالتعليل لسؤال المغفرة لهم: أي ما أوقعهم في ذلك إلا جهلهم بقدر النبي صلى الله عليه وسلم وعدم معرفتهم بعلو مرتبته، إذ لو عرفوه لقدروه حق قدره. وفي قوله هذا زيادة الفضل بعد الصفح بالدعاء لهم بالغفران والاعتذار عنهم بعدم العلم.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:22 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب حفظ السر

قال الله تعالى وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً - سورة الإسراء آية 34

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها« رواه مسلم.

(الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه) من الإفضاء وهو مباشرة البشرة بالبشرة، وهو هنا كناية عن الجماع
(ثم ينشر سرها) أي يذكر تفاصيل ما يقع حال الجماع وقبله من مقدماته. والحديث يقتضي كون فعل ذلك كبيرة للوعيد المذكور فيه.

عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: »أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجةٍ فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟
قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة،
فقالت: ما حاجته؟
قلت: إنها سر،
قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا لحدثتك به يا ثابت« رواه مسلم، وروى البخاري بعضه مختصرا.

(أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي جاء
(وأنا ألعب مع الغلمان) جمع غلام، وفيه جواز اللعب المباح للمراهق
(فسلم علينا) من حسن خلقه ومزيد لطفه
(فبعثني في حاجةٍ ) أي أرسلني، والتنوين في حاجةٍ يحتمل كونه للتعظيم أو للتحقير، ففيه على الأول مزيد نباهة انس إذ أهل للإرسال لذلك
(فأبطأت على أمي) أي طالت مدة غيبتي عليها
(فلما جئت قالت: ما حبسك؟) أي منعك؟
(قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة) أي لأجلها
(فقالت: ما حاجته؟) سؤال عن تعيينها
(قلت: إنها سر) السر هو ما يكتم، وهو خلاف الإعلان: أي فلا يظهر للغير
(قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا) تخبرنّ بتشديد النون للمبالغة في تأكيد النهي عن إفشائه
(قال أنس) منبهًا لثابت على مكانته عنده ومحبته له
(والله لو حدثت به أحدًا) كائنًا من كان كما يشعر به سوقه في حيز الشرط
(لحدثتك به يا ثابت) فيه عظيم لطف أنس وصدق أمانته ووفائه بالعهد.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:22 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد

قال الله تعالى وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ - سورة النحل من الآية 91
وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ - سورة المائدة من الآية 1
وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - سورة الصف آية 3,2

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان« متفق عليه.

(آية) أي علامة
(المنافق) قيل أن المقصود المنافقون الذين كانوا في زمنه صلى الله عليه وسلم و قيل هو نفاق العمل لا نفاق الإيمان، والمراد من النفاق هنا هو كون سره بخلاف علانيته
(ثلاث) أي كل واحد منها آية أو مجموع الثلاثة هو الآية
(إذا حدث كذب) أي أخبر بخلاف الواقع
(وإذا وعد أخلف) أي إذا أخبر بخبر في المستقبل لا يفي به
(وإذا اؤتمن خان) أي إذا جعل أمينًا على أي شيء تصرف على خلاف الشرع. وخص هذه الصفات الثلاثة بالذكر لاشتمالها على المخالفة التي هي مبنى النفاق من مخالفة السر العلن

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:23 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء

قال الله تعالى وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ - سورة الحجر من الآية 88
وقال تعالى وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ - سورة آل عمران من الآية 159

المقصود بطلاقة الوجه: تهلله بالانشراح والابتسام.

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة« متفق عليه.

(اتقوا النار) أي اتخذوا ما يقيكم منها
(ولو) كان الاتقاء
(بشق تمرة) بكسر الشين: أي نصف تمرة؛ فإن الله تعالى يقول: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وقال: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
(فمن لم يجد) أي ما يتقي به من الصدقة
(فبكلمة طيبة) أي فليتقها، أي النار، بكلمة طيبة؛ فيكون طيبها للمخاطب قائمًا مقام ما فاته من اللين.

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق« رواه مسلم.

(لا تحقرنّ من المعروف شيئًا) المعروف أي ما يستحسن شرعًا
(ولو) كان ذلك المعروف
(أن تلقى أخاك بوجه طليق) أي متهلل بالبشر والابتسام لأن الظاهر عنوان الباطن؛ فلقياه بذلك يشعره بمحبتك له وفرحك بلقائه، والمطلوب من المؤمنين التواد والتحاب.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:23 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب إكرام الضيف

قال الله تعالى هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ - سورة الذاريات آيات من 24 إلى 27

وقال تعالى وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ - سورة هود آية 78

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت « متفق عليه.

(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) أي إيمانًا كاملاً، واليوم الآخر هو يوم القيامة وقيل له ذلك لأنه لا يوم بعده
(فليكرم ضيفه) قيل إكرامه تلقيه بطلاقة الوجه وتعجيل قراه والقيام بخدمته بنفسه
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) فصلة الرحم واجبة وقطيعتها معصية كبيرة
(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر) ذكر ذلك في الجمل الثلاث لأنه حين المجازاة فذكره باعث على الإكثار من عمل البر زاجر عن الكف عن ذلك، وكأن التارك لشيء من هذه الخصال غير مؤمن بما ذكر فيه
(فليقل خيرًا أو ليصمت) سواء كان هذا الخير أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر أو كلمة طيبة، وإلا فليسكت.

عن أبي شريح خويلد بن عمرو(الخزاعي) رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قالوا: يا رسول الله وما جائزته؟ قال: يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه « متفق عليه.

وفي رواية لمسلم: »ولا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به«.

(فليكرم ضيفه جائزته) أي فليكرم جائزة ضيفه
(قالوا: يا رسول الله وما جائزته؟ قال: يومه وليلته) أي جائزته إكرام يومه وليلته
(والضيافة ثلاثة أيام) واختلف هل الجائزة منها أو زائدة عليها، لكن قوله
(فما كان وراء ذلك) أي زيادة عليه
(فهو صدقة عليه) يؤيد أنها منها. وقد قال العلماء: المطلوب من المضيف أن يبالغ في إكرام الضيف اليوم الأول وليلته، وفي باقي اليومين يأتي له بما يتيسر من الإكرام غير مبالغ فيهما كاليوم الأول، والله أعلم.

(وفي رواية لمسلم: ولا يحل لمسلم) أي لا يجوز، وتنكير مسلم للتعميم
(أن يقيم عند أخيه) لا يخفى ما في التعبير بأخيه من الحث على النظر إلى حاله والتخفيف عنه؛ فإن ذلك شان الأخوة
(حتى يؤثمه) أي إلى أن يوقعه في الإثم
(قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به) فيؤدي ذلك إلى الوقيعة فيه واغتيابه وإلى الاستدانة المفضية إلى الكذب وخلف الوعد.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:24 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم

قال الله تعالى: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) - غافر/18
قال الله تعالى: (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ) -الحج/17

هو لغة: وضع الشيء في غير محله, وشرعا: التصرف في غير الحق بغير حق, أو مجاوزة الحد
(والأمر برد المظالم) بأعيانها إن بقيت فإن تلفت فيبدلها من مثل في المثلى والقيمة في المقوم
(إلى أصحابها) إن بقوا وإلا فللوارث, فإن فقد المستحق ولو بانقطاع خبره بحيث أيس من حياته أرسلها لقاض أمين ولو غير قاضي بلده فيما يظهر, فإن تعذر تصدق بها على الفقراء بنية الغرم إذا وجده كما في الوديعة أو تركها عنده.

وعن أبى موسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم (أن الله يُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته, ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أ َخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
متفق عليه

(أن الله يُملي) : أي يمهل
(للظالم) ولا يعالجه بالعقوبة
(فإذا أخذه) أي عاقبه بذنبه
(لم يفلته) أي لم يخلصه: أي إذا أهلكه لا يرفع عنه الهلاك أبداً أي إن كان كافراً فإن حمل الظلم على أعم من الشرك حمل كل على ما يليق به .
( إِذَا أَخَذَ الْقُرَى) أي أهلكها
(وَهِيَ ظَالِمَةٌ) حال من القرى وهي في الحقيقة لأهلها لكنها لما أقيمت مقامه أجريت عليها, وفائدتها الإشعار بأنهم أخذوا لظلمهم وإنذار كل ظالم لنفسه أو غيرها من وخامة الظلم.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:24 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فيمن سن سنة حسنة أو سيئه

.وعن أبي مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس من نفس تقتل ظلماً إلا كان على أبن آدم الأول كفل من دمها كان أول من سن القتل ) متفق عليه

من نفس تقتل ظلماً إلا كان على أبن آدم الأول] وهو قابيل القاتل لأخيه هابيل حين تزوج كل منهما بأخته التي مع الآخر في بطن واحدة , وكان شريعة آدم عليه السلام أن بطون حواء كانت بمنزلة الأقارب الأباعد , وحكمته تعذر التزوج فاقتضت مصلحة بقاء النسل تجويز ذلك فحينئذ قتل قابيل هابيل لأن زوجته كانت اجمل فأدى به حسده إلى قتله , وهذا لا يمنع السبب المذكور في الآية لإمكان أن سبب القتل به هذا الحسد , وافهم قوله الأول إنه أول أولاد أدم , فإنهما أول قاتل ومقتول من ولد آدم
كفل] آي نصيب
من] إثم
دمها كان أول من سن القتل ] ففعله بأخيه فكل من فعله بعده مقتد به ولو بواسطة أو وسائط

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:25 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فيمن سن سنة حسنة أو سيئه

.وعن أبي مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس من نفس تقتل ظلماً إلا كان على أبن آدم الأول كفل من دمها كان أول من سن القتل ) متفق عليه

من نفس تقتل ظلماً إلا كان على أبن آدم الأول] وهو قابيل القاتل لأخيه هابيل حين تزوج كل منهما بأخته التي مع الآخر في بطن واحدة , وكان شريعة آدم عليه السلام أن بطون حواء كانت بمنزلة الأقارب الأباعد , وحكمته تعذر التزوج فاقتضت مصلحة بقاء النسل تجويز ذلك فحينئذ قتل قابيل هابيل لأن زوجته كانت اجمل فأدى به حسده إلى قتله , وهذا لا يمنع السبب المذكور في الآية لإمكان أن سبب القتل به هذا الحسد , وافهم قوله الأول إنه أول أولاد أدم , فإنهما أول قاتل ومقتول من ولد آدم
كفل] آي نصيب
من] إثم
دمها كان أول من سن القتل ] ففعله بأخيه فكل من فعله بعده مقتد به ولو بواسطة أو وسائط

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:25 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب إجراء أحكام الناس على الظاهر وسرائرهم إلى الله تعالى

وعن أبي معبد المقداد بن الأسود رضى الله عنه , قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم :أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا , فضر ب إحدى يدي بالسيف فقطعها , ثم لاذ مني بشجرة فقال : أسلمت لله , أأقتله يا رسول الله بعد ما قالها ؟ فقال : لا تقتله , فقلت : يا رسول الله قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعدما قطعها ؟ فقال : لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله , وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال. متفق عليه

ومعنى إنه بمنزلتك : أي معصوم الدم محكوم بإسلامه , ومعنى إنك بمنزلته : أي مباح الدم بالقصاص لورثته , لا أنه بمنزلته في الكفر .والله أعلم .
قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم :أرأيت )أي أخبرني
(بالسيف فقطعها , ثم لاذ مني بشجرة) أي اعتصم وقال القرطبي أي استتر
فقال : أسلمت لله) أي دخلت في الإسلام من قول أو فعل حكم له لذلك بالإسلام , وأنه ليس مقصورا على النطق بكلمتي الشهادة
(أأقتله يا رسول الله بعد ما قالها) أي وأحمل ذلك منه على الخشية لا على الحقيقة
فقال : لا تقتله) لجريان الأحكام الشرعية على مقتضى الظاهر
فقلت : يا رسول الله قطع إحدى يدي ثم قال ذلك) متعوذا به من القتل
(فإن قتلته) إي بعد نطقه بذلك
فإنه) بعد الإتيان بكلمة الشهادة
بمنزلتك) من عصمة الدم والحكم بإسلامه
قبل أن تقتله , وإنك بمنزلته) في إهدار الدم
(قبل أن يقول كلمته التي قال) أي قالها , أي فتصير غير معصوم الدم ولا يحرم القتل بعد قتلك له وقال المصنف : إنه أحسن ما قيل فيه وأظهره , وقيل إنه بمنزلته في الإخفاء الإيمان , أي إنه ممن كان يخفي إيمانه بين الكفار وأخرج مكرها كما كنت أنت بمكة إذ كنت تخفي إيمانك.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:26 AM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب التسمية في أول الأكل والحمد في آخره

عن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك« متفق عليه.

(سم الله) أي اذكر اسم الله
(وكل بيمينك) لأنها لما ليس من باب الإهانة وهذا منه
(وكل مما يليك) أي إذا كان الطعام لونًا واحدًا، فإن كان ألوانًا جاز الأكل من جميع الجوانب.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره« رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

(إذا أكل أحدكم) أي شرع في الأكل
(فليذكر اسم الله تعالى) بأن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم
(فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في) أي عند
(أوله فليقل) ندبًا
(بسم الله) أي آكل
(أوله وآخره) المراد بهما ما يشمل سائر الأجزاء. والقصد هنا منع الشيطان من الطعام؛ فليتقيأ ما أكله قبلها، أي التسمية، لما أتى به بعد منها.

عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: مازال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه« رواه أبو داود والنسائي.

(فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره) أي فيهما والمراد جميع أجزاء الطعام
(فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم) أي بعد ضحكه
(قال: مازال الشيطان يأكل معه) أي في دوام تناوله الطعام تاركًا التسمية فيه
(فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه) قال العلماء: إنما لم يجب غسل الإناء مع أن القيء نجس منجس؛ لأن الخبر ليس فيه أن تقيؤه
يكون داخله، فيجوز أن يكون خارجه ولا تجب الطهارة من المشكوك فيه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه لو سمى لكفاكم« رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه) أي معهم
(فجاء) أي بعد تركهم لذلك الطعام وانقطاع نسبة ذكرهم اسم الله عند تناوله عنه
(أعرابي فأكله بلقمتين) الباء بمعنى في (أما إنه) أي الإعرابي
(لو سمى لكفاكم) أي معه بأن يبارك فيه فتأكلون ويأكل ويكفي الجميع، لكن بترك التسمية عليه نزعت منه البركة حتى أكل في لقمتين.

عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه« رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

(من أكل طعامًا) ظاهر عمومه ولو على وجه التداوي لشمول الطعام له لغةً وشرعًا
(فقال) أي عقب الفراغ
(من غير حول) أي حيلة
(مني ولا قوة) أشار به إلى أن طريق تحصيل الطعام هو بمحض فضل الله تعالى لا دخل في ذلك لغيره سبحانه
(غفر له ما تقدم من ذنبه) ظاهره ولو كبائر، لكنه مقيد عندنا بالصغائر غير التبعات.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:26 AM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب التسمية في أول الأكل والحمد في آخره

عن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك« متفق عليه.

(سم الله) أي اذكر اسم الله
(وكل بيمينك) لأنها لما ليس من باب الإهانة وهذا منه
(وكل مما يليك) أي إذا كان الطعام لونًا واحدًا، فإن كان ألوانًا جاز الأكل من جميع الجوانب.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره« رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

(إذا أكل أحدكم) أي شرع في الأكل
(فليذكر اسم الله تعالى) بأن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم
(فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في) أي عند
(أوله فليقل) ندبًا
(بسم الله) أي آكل
(أوله وآخره) المراد بهما ما يشمل سائر الأجزاء. والقصد هنا منع الشيطان من الطعام؛ فليتقيأ ما أكله قبلها، أي التسمية، لما أتى به بعد منها.

عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: مازال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه« رواه أبو داود والنسائي.

(فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره) أي فيهما والمراد جميع أجزاء الطعام
(فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم) أي بعد ضحكه
(قال: مازال الشيطان يأكل معه) أي في دوام تناوله الطعام تاركًا التسمية فيه
(فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه) قال العلماء: إنما لم يجب غسل الإناء مع أن القيء نجس منجس؛ لأن الخبر ليس فيه أن تقيؤه
يكون داخله، فيجوز أن يكون خارجه ولا تجب الطهارة من المشكوك فيه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه لو سمى لكفاكم« رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه) أي معهم
(فجاء) أي بعد تركهم لذلك الطعام وانقطاع نسبة ذكرهم اسم الله عند تناوله عنه
(أعرابي فأكله بلقمتين) الباء بمعنى في (أما إنه) أي الإعرابي
(لو سمى لكفاكم) أي معه بأن يبارك فيه فتأكلون ويأكل ويكفي الجميع، لكن بترك التسمية عليه نزعت منه البركة حتى أكل في لقمتين.

عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه« رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

(من أكل طعامًا) ظاهر عمومه ولو على وجه التداوي لشمول الطعام له لغةً وشرعًا
(فقال) أي عقب الفراغ
(من غير حول) أي حيلة
(مني ولا قوة) أشار به إلى أن طريق تحصيل الطعام هو بمحض فضل الله تعالى لا دخل في ذلك لغيره سبحانه
(غفر له ما تقدم من ذنبه) ظاهره ولو كبائر، لكنه مقيد عندنا بالصغائر غير التبعات.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:28 AM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: »ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه« متفق عليه.

(ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط) أي في زمن من الأزمنة، وذلك لأن إعابة الطعام إنما تكون من الترفه والرعونة، وليس منها قوله في الضبّ »إني أعافه« لأنه إخبار عن طبعه لا إعابة للطعام
(إن اشتهاه أكله، وإن كرهه) أي من جهة الطبع
(تركه) من غير ذم له.

عن جابر رضي الله عنه: »أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل ويقول: نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل« رواه مسلم.

(الأدم) هو ما يؤدم به مايعًا كان أو جامدًا
(فقالوا: ما عندنا إلا خل) أي ليس عندنا أدم إلا الخل
(فدعا به) أي أمر بإحضاره
(فجعل) أي شرع
(يأكل ويقول: نعم الأدم الخل) قد يكون المقصود من الحديث مدح الاقتصاد في الأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة، والصواب الذي ينبغي الجزم به أنه صلى الله عليه وسلم مدح الخل نفسه، وأما الاقتصاد في الأكل فمعلوم من دليل آخر.
وقد يكون المقصود أنه صلى الله عليه وسلم مدحه جبرًا لخاطرهم وتطييبًا لقلوبهم؛ إذ ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يمدح طعامًا ولا يذمه، لأن في الأول شائبة شهوة وفي الثاني احتقار للنعمة.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:28 AM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: »ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه« متفق عليه.

(ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط) أي في زمن من الأزمنة، وذلك لأن إعابة الطعام إنما تكون من الترفه والرعونة، وليس منها قوله في الضبّ »إني أعافه« لأنه إخبار عن طبعه لا إعابة للطعام
(إن اشتهاه أكله، وإن كرهه) أي من جهة الطبع
(تركه) من غير ذم له.

عن جابر رضي الله عنه: »أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل ويقول: نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل« رواه مسلم.

(الأدم) هو ما يؤدم به مايعًا كان أو جامدًا
(فقالوا: ما عندنا إلا خل) أي ليس عندنا أدم إلا الخل
(فدعا به) أي أمر بإحضاره
(فجعل) أي شرع
(يأكل ويقول: نعم الأدم الخل) قد يكون المقصود من الحديث مدح الاقتصاد في الأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة، والصواب الذي ينبغي الجزم به أنه صلى الله عليه وسلم مدح الخل نفسه، وأما الاقتصاد في الأكل فمعلوم من دليل آخر.
وقد يكون المقصود أنه صلى الله عليه وسلم مدحه جبرًا لخاطرهم وتطييبًا لقلوبهم؛ إذ ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يمدح طعامًا ولا يذمه، لأن في الأول شائبة شهوة وفي الثاني احتقار للنعمة.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:31 AM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الأكل مما يليه ووعظه وتأديبه من يسئ أكله

عن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك« متفق عليه.

(سم الله) أي اذكر اسم الله أول أكلك
(وكل بيمينك) لأنها لما ليس من باب الإهانة وهذا منه
(وكل مما يليك) أي إذا كان الطعام لونًا واحدًا، فإن كان ألوانًا جاز الأكل من جميع الجوانب.

عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: »أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه« رواه مسلم.

(فقال: كل بيمينك) الأمر فيه للندب وهو إرشاد للرجل للأفضل
(قال: لا أستطيع) قالها الرجل مخبرًا بخلاف الواقع
(قال: لا استطعت) دعا عليه صلى الله عليه وسلم لما ظهر له من عناده وكبره عن الانقياد للحق،
وقوله (ما منعه إلا الكبر) جملة مستأنفة من الراوي مبينة للمقتضي لدعائه صلى الله عليه وسلم مع كمال رحمته ومزيد رأفته وتجاوزه عن أكثر من ذلك، خاصة والأمر على سبيل الندب، وقوله
(فما رفعها) أي فما رفع المدعو عليه يمينه
(إلى فيه) أشار به على حصول الإجابة حالاً.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:32 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب آداب الشراب واستحباب التنفس ثلاثًا خارج الإناء
وكراهة التنفس في الإناء واستحباب إدارة الإناء
على الأيمن فالأيمن بعد المبتدئ

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لا تشربوا واحدًا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم« رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

(لا تشربوا واحدًا) أي شربًا بأن لا تنفسوا بينه
(كشرب البعير) فإنه لا يتنفس بين شربه
(ولكن اشربوا مثنى وثلاث) أي في نفسين أو ثلاثة أنفاس، والنهي عن الشرب من نفس واحد للتنزيه
(واحمدوا إذا أنتم رفعتم) من الشراب في كل مرة من الثلاث أو المرتين.

عن أبي قتادة رضي الله عنه: »أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء« متفق عليه.

وهذا النهي عن النفس في الشرب من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق أو يكون فيه أثر رائحة كريهة تعلق به فيعافه الشارب ويستقذره، إذا كان التقذر في مثل ذلك عادة غالبة على طباع أكثر الناس.

عن أنس رضي الله عنه: »أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر رضي الله عنه، فشرب ثم أعطى الإعرابي وقال: الأيمن فالأيمن« متفق عليه.

(أتى بلبن قد شيب بماء) أي خلط بماء، وذك إما لتبريد حرارته لكونه حليبًا أو ليكثر فيعم
(الأيمن فالأيمن) الغرض من هذا بيان تقديم الأيمن على غيره وإن كان أفضل، ولا يحط ذلك من رتبته، وكأن ذلك لفضل اليمين على اليسار, واستنبط من تكرير الأيمن أن السنة إعطاء من على اليمين ثم الذي يليه وهكذا.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:32 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب آداب الشراب واستحباب التنفس ثلاثًا خارج الإناء
وكراهة التنفس في الإناء واستحباب إدارة الإناء
على الأيمن فالأيمن بعد المبتدئ

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لا تشربوا واحدًا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم« رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

(لا تشربوا واحدًا) أي شربًا بأن لا تنفسوا بينه
(كشرب البعير) فإنه لا يتنفس بين شربه
(ولكن اشربوا مثنى وثلاث) أي في نفسين أو ثلاثة أنفاس، والنهي عن الشرب من نفس واحد للتنزيه
(واحمدوا إذا أنتم رفعتم) من الشراب في كل مرة من الثلاث أو المرتين.

عن أبي قتادة رضي الله عنه: »أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء« متفق عليه.

وهذا النهي عن النفس في الشرب من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق أو يكون فيه أثر رائحة كريهة تعلق به فيعافه الشارب ويستقذره، إذا كان التقذر في مثل ذلك عادة غالبة على طباع أكثر الناس.

عن أنس رضي الله عنه: »أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر رضي الله عنه، فشرب ثم أعطى الإعرابي وقال: الأيمن فالأيمن« متفق عليه.

(أتى بلبن قد شيب بماء) أي خلط بماء، وذك إما لتبريد حرارته لكونه حليبًا أو ليكثر فيعم
(الأيمن فالأيمن) الغرض من هذا بيان تقديم الأيمن على غيره وإن كان أفضل، ولا يحط ذلك من رتبته، وكأن ذلك لفضل اليمين على اليسار, واستنبط من تكرير الأيمن أن السنة إعطاء من على اليمين ثم الذي يليه وهكذا.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:33 AM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب جواز الشرب من جميع الأواني الطاهرة
غير الذهب والفضة وتحريم استعمال إناء
الذهب والفضة في الشرب والأكل والطهارة
وسائر وجوه الاستعمال

عن حذيفة رضي الله عنه قال: »إن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة، قال: هن لهم في الدنيا، وهي لكم في الآخرة« متفق عليه.

(إن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا) أي معشر الرجال المكلفين
(عن الحرير والديباج) أي عن لبسهما، والديباج من أنواع الحرير
(والشرب في آنية الذهب والفضة) وألحق به باقي الاستعمال لهما كالاكتحال بهما لغير تداو،
والتخلل (هن) أي هذه الثلاث المنهيات المعدودات
(لهم) أي للكفار
(في الدنيا) لأنهم وإن كانوا مخاطبين بالأحكام على الصحيح إلا أنهم لا ورع لهم يحملهم على التمسك بها، فكأنها أبيحت لهم
(وهي لكم في الآخرة) دونهم لأنهم في العذاب المهين، وفيه إيماء إلى حسن ثمرة التقوى وسوء عاقبة المعصية.

عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم« متفق عليه.

وفي رواية لمسلم: »إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب«

(الذي يشرب في آنية الفضة) أي وعاء الفضة (إنما يجرجر في بطنه نار جهنم) أي يلقى في نار جهنم، وفيه الوعيد الشديد في استعمال هذه الأواني في الأكل أو الشرب، وأن ذلك من الكبائر ولكن محل حرمة ذك حيث لا ضرورة، وإلا فمن وجد إناء أحدهما وليس عنده ما يصنع فيه طعامه المائع أو الرطب الذي يتلوث سوى الأرض، فيجوز له استعمال ذلك حينئذ لأن الضرورات تبيح المحظورات، وقد قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:34 AM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب بيان جماعة من الشهداء

وعن ابن هريرة رضي الله عنه قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( الشهداء خمسة : المطعون , والمبطون , والغريق , وصاحب الهدم , والشهيد في سبيل الله )) متفق عليه.

(المطعون) أي الذي أصابه الطاعون
(والمبطون) من مات بمرض البطن وقيل بالإسهال
(والغريق) أي من مات بالغرق
(وصاحب الهدم) أي من مات تحته
(والشهيد في سبيل الله) أي المقاتل إيمانا واحتسابا.

وعن ابن هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلي رسول الله رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقال : يا رسول الله , أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟
قال : فلا تعطه مالك
قال أرأيت أن قاتلني ؟
قال : قاتله
قال أرأيت أن قتلني ؟
قال : فأنت شهيد
قال : أرأيت أن قتلته ؟
قال : هو في النار - رواه مسلم.

وعن ابن هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلي رسول الله رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقال : يا رسول الله , أرأيت) أي أخبرني (إن جاء رجل يريد أخذ مالي) أي بغير حق
(قال أرأيت أن قاتلني) أي لأخذ مالي
(قال : قاتله) الأمر للإباحة
(قال : فأنت شهيد) أي من الشهداء الآخرة فيغسل ويصلي عليه
(قال : أرأيت أن قتلته ؟
قال : هو في النار- أي مخلد إن استحل ذلك أو يدخلها إن أريد تعذيبه ثم يخرج منها إن كان غير مستحل .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:38 AM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل العلم

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه علي هلكتة في الحق , ورجل آتاه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها )) متفق عليه.

(والمراد بالحسد )الغبطة , وهو أن يتمني مثله.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(لا حسد) أي لا غبطة محمودة كما سيأتي
(إلا في اثنتين) من الخصال لشرفهما ففيهما يتنافس المتنافسون
(آتاه) أي أعطاه
(فسلطه علي هلكتة) أي إهلاكه أو أنفاقه
(في الحق) أي ما يحق فيه إنفاق المال
(ورجل آتاه الحكمة) العلم النافع
(فهو يقضي بها) أي يفصل بين المترافعين إليه إن كان قاضيا أو المستفتين إن كان مفتيا
(ويعلمها) أي الناس وحذفه ليعم كل متعلم.
( والمراد بالحسد) المحرض عليه بالسياق , وليس المراد بالحسد معناه الحقيقي : أي تمني زوال نعمه المحسود , فذلك حرام من الكبائر .

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لعلي رضي الله عنه : فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )) متفق عليه.

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لعلي رضي الله عنه لما أعطاهم الراية يوم خبير وأرسله لقتالهم وأمره أن يدعوهم أولا إلي الإسلام (خير لك من حمر النعم) أي من الإبل الحمر , وهي أشرف أموال العرب فلذا خصت بالذكر والتفضيل بحسب ما عند أهل الدنيا من شرفها في الجملة , وإلا فلا مناسبة بين العرض الفاني و الشيء الباقي.

و عن ابن هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( .... ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلي الجنة )) رواه مسلم.

(يلتمس) أي يطلب فاستعير له اللمس كذا في النهاية
(فيه علما) أي مقربا إلي الله تعالي , ويدل علي التقيد به قوله
(سهل الله له طريقا إلي الجنة) لورود الوعيد لمن تعلم بعض العلوم المحرمة والباقي منها كذلك بجامع التحريم , فشمل الحديث أنواع علوم الدين واندرج تحته قليلها وكثيرها : أي يوفقه أن يسلك طرق الجنة والمعني : سهل الله له بسبب العلم طريقا من طرق الجنة .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( فضل العالم علي العابد كفضلي علي أدناكم , ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن ملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون علي معلمي الناس الخير )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(فضل العالم) أي المقتصر علي فرائض العبادات ويصرف باقي أوقاته في العلم
(علي العابد) أي العارف بما يجب عليه تعلمه من الديانات فقط ويصرف ما زاد عليه في التعبد
(كفضلي علي أدناكم) فيه عظم شرف العلماء .إن العالم المستحق للتفضيل بالعلم هو الذي تعلم العلم النافع في الدنيا والآخرة , وقام بحق علمه من عمل أو نفع أو هداية أو غير ذلك من حقوق العلم النافع فذلك هو العالم المفضل بعلمه
(علي معلمي الناس الخير) عدا إليه عن العالم الذي اقتضاه السياق لبيان سبب شرف العالم وامتيازه علي العابد وهو عموم نفعه وتعديه .

و عن ابن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار )) رواه الترمذي وأبو داود , وقال : حديث حسن.

و عن ابن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(من سئل عن علم) أي شرعي محتاج إليه
(فكتمه) أي لم يبينه للسائل
(يوم القيامة بلجام من نار) فيه عظيم وعيد كتم العلم الشرعي بشرطه .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :(( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) متفق عليه .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
(إن الله لا يقبض العلم) أي في آخر الزمان عند رفعه من الأرض
(ينتزعه من الناس) لأن الله كريم يستحي ان ينزع السر من أهله
(يقبض العلم بقبض العلماء) أي ينزعه بقبضهم أو موتهم , وفي التعبير بما ذكر إيماء إلي أنهم كنوز مودعة في الأرض لنفع الخلق فإذا أراد الله رفع تلك الكنوز قبضهم إليه
(جهالا) جمع جاهل
(فأفتوا بغير علم فضلوا) في أنفسهم لافترائهم على الله الكذب
(وأضلوا) من استفتاهم , وفيه غاية البشري لأهل العلم , وان الله أمنهم من سلب ما وهنهم , وغاية التحذير من استفتاء الجاهل والأخذ بقوله , وغاية الوعيد لمن أفتى بغير علم .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:38 AM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل العلم

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه علي هلكتة في الحق , ورجل آتاه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها )) متفق عليه.

(والمراد بالحسد )الغبطة , وهو أن يتمني مثله.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(لا حسد) أي لا غبطة محمودة كما سيأتي
(إلا في اثنتين) من الخصال لشرفهما ففيهما يتنافس المتنافسون
(آتاه) أي أعطاه
(فسلطه علي هلكتة) أي إهلاكه أو أنفاقه
(في الحق) أي ما يحق فيه إنفاق المال
(ورجل آتاه الحكمة) العلم النافع
(فهو يقضي بها) أي يفصل بين المترافعين إليه إن كان قاضيا أو المستفتين إن كان مفتيا
(ويعلمها) أي الناس وحذفه ليعم كل متعلم.
( والمراد بالحسد) المحرض عليه بالسياق , وليس المراد بالحسد معناه الحقيقي : أي تمني زوال نعمه المحسود , فذلك حرام من الكبائر .

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لعلي رضي الله عنه : فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )) متفق عليه.

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لعلي رضي الله عنه لما أعطاهم الراية يوم خبير وأرسله لقتالهم وأمره أن يدعوهم أولا إلي الإسلام (خير لك من حمر النعم) أي من الإبل الحمر , وهي أشرف أموال العرب فلذا خصت بالذكر والتفضيل بحسب ما عند أهل الدنيا من شرفها في الجملة , وإلا فلا مناسبة بين العرض الفاني و الشيء الباقي.

و عن ابن هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( .... ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلي الجنة )) رواه مسلم.

(يلتمس) أي يطلب فاستعير له اللمس كذا في النهاية
(فيه علما) أي مقربا إلي الله تعالي , ويدل علي التقيد به قوله
(سهل الله له طريقا إلي الجنة) لورود الوعيد لمن تعلم بعض العلوم المحرمة والباقي منها كذلك بجامع التحريم , فشمل الحديث أنواع علوم الدين واندرج تحته قليلها وكثيرها : أي يوفقه أن يسلك طرق الجنة والمعني : سهل الله له بسبب العلم طريقا من طرق الجنة .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( فضل العالم علي العابد كفضلي علي أدناكم , ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن ملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون علي معلمي الناس الخير )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(فضل العالم) أي المقتصر علي فرائض العبادات ويصرف باقي أوقاته في العلم
(علي العابد) أي العارف بما يجب عليه تعلمه من الديانات فقط ويصرف ما زاد عليه في التعبد
(كفضلي علي أدناكم) فيه عظم شرف العلماء .إن العالم المستحق للتفضيل بالعلم هو الذي تعلم العلم النافع في الدنيا والآخرة , وقام بحق علمه من عمل أو نفع أو هداية أو غير ذلك من حقوق العلم النافع فذلك هو العالم المفضل بعلمه
(علي معلمي الناس الخير) عدا إليه عن العالم الذي اقتضاه السياق لبيان سبب شرف العالم وامتيازه علي العابد وهو عموم نفعه وتعديه .

و عن ابن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار )) رواه الترمذي وأبو داود , وقال : حديث حسن.

و عن ابن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(من سئل عن علم) أي شرعي محتاج إليه
(فكتمه) أي لم يبينه للسائل
(يوم القيامة بلجام من نار) فيه عظيم وعيد كتم العلم الشرعي بشرطه .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :(( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) متفق عليه .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
(إن الله لا يقبض العلم) أي في آخر الزمان عند رفعه من الأرض
(ينتزعه من الناس) لأن الله كريم يستحي ان ينزع السر من أهله
(يقبض العلم بقبض العلماء) أي ينزعه بقبضهم أو موتهم , وفي التعبير بما ذكر إيماء إلي أنهم كنوز مودعة في الأرض لنفع الخلق فإذا أراد الله رفع تلك الكنوز قبضهم إليه
(جهالا) جمع جاهل
(فأفتوا بغير علم فضلوا) في أنفسهم لافترائهم على الله الكذب
(وأضلوا) من استفتاهم , وفيه غاية البشري لأهل العلم , وان الله أمنهم من سلب ما وهنهم , وغاية التحذير من استفتاء الجاهل والأخذ بقوله , وغاية الوعيد لمن أفتى بغير علم .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:38 AM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل حمد الله تعالي وشكره

وعن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( إذا مات ولد العبد قال الله تعالي لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟
فيقولون : نعم ,
فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟
فيقولون : نعم ,
فيقول : فماذا قال عبدي ؟
فيقولون : حمدك واسترجع , فيقول الله تعالي : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد)) رواه الترمذي وقال : حديث حسن.

(قال الله تعالي لملائكته : قبضتم) أي أقبضتم وهو استفهام تقديري لينبههم على عظم فضل ثواب الصابر وإلا فهو غني عن الأسئلة لإحاطة علمه بكل شئ
(فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده) هو كناية عن الولد لكونه بمنزلة خلاصة الخلاصة إذ القلب خلاصة البدن وخلاصته اللطيفة المودعة فيه من كمال الإدراكات والعلوم التي خلق لها وشرف بشرفها , فلشدة شغف هذه اللطيفة بالولد صار كأنه ثمرتها المقصودة منها , وهو ترق بين به وجه عظمة هذا المصاب وعظم الصبر عليه من ذلك , بل ترقي عن مقام الصبر لمقام الحمد
(فيقولون : نعم , فيقول : فماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع) أي قال ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )
(فيقول الله تعالي : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد) ففيه كمال فضل الصبر على فقد الصفي .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:40 AM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل الصلاة على رسول الله

وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن وصحيح.

وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(البخيل) أي كامل البخل
(من ذكرت عنده فلم يصل علي) لأنه بامتناعه من الصلاة عليه قد شح وامتنع من أداء حق يتعين عليه أداؤه امتثالا للأمر , ولما فيه من مكافأة جزئية لمن كان سببا في سعادته الأبدية , بل في الحقيقة إنما شح وبخل عن نفسه ومنعها أن يصل إليها عطاء عظيم ممن يعطي بلا حساب ولا تنقص خزائنه بالعطاء , فبهذا الشح تفوته تلك الكنوز التي لولاه لكان يكتالها بالمكيال الأوفى من غير أدني مشقة فلا أبخل من هذا كما يومئ إليه الحديث .

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )) رواه أبو داود بإسناد صحيح .

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(ما من أحد) أي من مكلفي الأنس والجن , ويحتمل قصره علي الأول
(يسلم علي إلا رد الله علي روحي) أي نطقي للنصوص والإجماع علي أنه صلى الله عليه و سلم حي في قبره علي الدوام
(حتى أرد عليه السلام) يحتمل انه رد معنوي لاشتغال روحه الشريفة بشهود الحضرة الإلهية والملأ الأعلى عن هذا العالم فإذا سلم عليه أقبلت روحه الشريفة إلي هذا العالم ليدرك سلام من يسلم عليه وليرد عليه , والحاصل أن روحه المقدسة كانت مستغرقة في شهود الحضرة الإلهية , لكنها عند السلام عليه ترد من تلك الحال للرد علي المسلم عليه من غير أن تشتغل عما كانت فيه .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:41 AM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل الذكر والحث عليه

و عن ابن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :((كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )) متفق عليه .

(كلمتان خفيفتان على اللسان) قال الطيبي : الخفة مستعارة للسهولة .شبة سهولة جريان هذا الكلام علي اللسان بما يخفف على الحامل من بعض المحمولات ولا يشق عليه
(ثقيلتان في الميزان) الثقيل فيه على حقيقته لأن الأعمال تتجسم عند الميزان , والميزان هو ما يوزن به أعمال العباد يوم القيامة . وفي كيفيته أقوال : الأصح أنه جسم محسوس ذو لسان وكفتين , والله تعالي يجعل الأعمال كالأعيان موزونة أو توزن صحف الأعمال .وسئل بعضهم عن سبب ثقل الحسنة علي الإنسان وخفة السيئة عنه؟ فقال : إن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت فلا يحملنك ثقلها علي تركها , والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فخفت فلا يحملنك خفتها علي ارتكابها
(حبيبتان إلي الرحمن) أي محبوب قائلهما , وخص بالذكر لأن القصد من الحديث بيان سعة رحمة الله بعباده حيث يجزي علي العمل القليل بالثواب الكثير الجزيل
(سبحان الله وبحمده) أي أسبحه متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه لي
(سبحان الله العظيم) كرر التسبيح تأكيدا للاعتناء بشان التنزيه من جهة كثرة المخالفين الواصفين له بما لا يليق به بخلاف صفة الكمال فلم ينازع في ثبوتها له أحد .

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( من قال لا إله ألا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتبت له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل اكثر منه وقال : من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )) متفق عليه.

(لا شريك له) أي فلا شريك له في شئ من صفاته ولا في شئ من أفعاله ولا في شئ من ملكه
(له الملك) أي السلطنة والقهر له دون غيره
(في يوم) هو شرعا ما بين طلوع الفجر الصادق وغروب الشمس
(كانت له عدل عشر رقاب) أي في ثواب عتقها
(ومحيت عنه مائة سيئة) أي رفعت من ديوان الحفظة , أو محي عنه المؤاخذة بها فلم يعذب بها
(وكانت له حرزا) الموضع الحصين والعوذة
(من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي) أي إنه يكون في عوذة من الشيطان مدة بقاء النهار
(ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به) من الأذكار المأثورة
(عمل اكثر منه) بأن زاد علي المائة من التهليل فكلما زاد منه زاد الثواب , وسمي ذلك عملا لأنه عمل اللسان .
(وإن كانت مثل زبد البحر) إن قيل هذا يقتضي فضل التسبيح علي التهليل لان المعلق علي التهليل محو مائة سيئة وعلي التسبيح حط خطاياه وإن كثرت .فالجواب أنه لم يقتصر في ثواب التهليل علي تكثير العدد المذكور من الخطايا كما اقتصر عليه في ثواب التسبيح , بل ضم إليه عتق عشر رقاب
وتقدم أن عتق الواحدة فيه غفر كل الخطايا لحديث (من اعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه في النار ) فساوى عتق الرقبة .

وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( يصبح علي كل سلامي من أحدكم صدقة , فكل تسبيحه صدقة وكل تحميدة صدقة , وكل تهليله صدقة وكل تكبيرة صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) رواه مسلم.

(وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يصبح علي كل سلامي) أي عضو
(من أحدكم صدقة) أي عظيمة شكرا لله تعالي علي عظيم منته بسلامة ذلك
(فكل تسبيحه) أي كقول سبحان الله
(صدقة وكل تحميدة) أي ثناء علي الله بأوصافه العلية نحو الحمد لله
(صدقة وكل تهليله) أي قول لا إله ألا الله
(صدقة وكل تكبيرة) أي قول الله أكبر
(بالمعروف) أي ما عرف شرعا من واجب أو مندوب
(صدقة ونهي عن المنكر) أي من محرم أو مكروه
(من ذلك) أي بدل المذكور من القول والعمل في أداء شكر النعم التي علي كل سلامي
(الضحى) ففيه تأكيد فضل صلاة الضحى .

وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره , مثل الحي والميت)) رواه البخاري .

(وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : مثل) الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه أي صفة من ذكر العجيبة الشان التي لغرابتها كادت أن تكون في ذلك كالمثل , ولا يخفي ما في التعبير بربه هنا من البعث علي الذكر والرمز إلي الذم لمن تركه
كما قال (مثل الحي والميت) فالأول ظاهره مزين بالحياة والعمل باطنه معمور بالسر فيه , والثاني ظاهره عاطل وباطنه باطل .

و عن ابن هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( يقول الله تعالي : أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )) متفق عليه.

(أنا عند ظن عبدي بي) الظن فيه بمعني اليقين : أي أنا عند يقينه بي في الاعتماد علي الاستيثاق بوعدي والرهبة من وعيدي والرغبة فيما عندي
(وأنا معه) أي بالحفظ من الشيطان وجنده أو بالتوفيق والإعانة
(إذا ذكرني) بلسانه أو بقلبه , ثم فرع عليه ما يفيد أنه مع الذكر سواء ذكره في نفسه أو مع غيره
فقال (فإن ذكرني في نفسه) أي سرا وإخلاصا وبعدا عن مظان الرياء
(ذكرته في نفسي) والمراد من هذا أن الله يؤتي المسر بذكره ثوابه سرا علي منوال عمله : أي فيخفي ذلك عن ملائكته ويعطيه من غير أن يكل إثابته إلي مخلوق وفائدة ذكر الله له في الغيب الاصطفاء والاستئثار , وانه تعالي إنما يدع علم الشيء بمكان من الغيب استئثارا به واصطفاء له , وفيه صيانة سر العبد من اطلاع الملأ الأعلى وتوقي عمله عن إحاطة الخلق بكنه ثوابه
(وإن ذكرني في ملأ) من الذاكرين
(ذكرته في ملأ خير منهم) أي وهم الملائكة , أي ملأ خير من الملأ الذي ذكره فيهم لمواظبة أولئك الملأ
(الملائكة) أبد الدهر في محال القرب وأبدية القدس علي الدعاء للمؤمنين .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:41 AM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل الذكر والحث عليه

و عن ابن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :((كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )) متفق عليه .

(كلمتان خفيفتان على اللسان) قال الطيبي : الخفة مستعارة للسهولة .شبة سهولة جريان هذا الكلام علي اللسان بما يخفف على الحامل من بعض المحمولات ولا يشق عليه
(ثقيلتان في الميزان) الثقيل فيه على حقيقته لأن الأعمال تتجسم عند الميزان , والميزان هو ما يوزن به أعمال العباد يوم القيامة . وفي كيفيته أقوال : الأصح أنه جسم محسوس ذو لسان وكفتين , والله تعالي يجعل الأعمال كالأعيان موزونة أو توزن صحف الأعمال .وسئل بعضهم عن سبب ثقل الحسنة علي الإنسان وخفة السيئة عنه؟ فقال : إن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت فلا يحملنك ثقلها علي تركها , والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فخفت فلا يحملنك خفتها علي ارتكابها
(حبيبتان إلي الرحمن) أي محبوب قائلهما , وخص بالذكر لأن القصد من الحديث بيان سعة رحمة الله بعباده حيث يجزي علي العمل القليل بالثواب الكثير الجزيل
(سبحان الله وبحمده) أي أسبحه متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه لي
(سبحان الله العظيم) كرر التسبيح تأكيدا للاعتناء بشان التنزيه من جهة كثرة المخالفين الواصفين له بما لا يليق به بخلاف صفة الكمال فلم ينازع في ثبوتها له أحد .

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( من قال لا إله ألا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتبت له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل اكثر منه وقال : من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )) متفق عليه.

(لا شريك له) أي فلا شريك له في شئ من صفاته ولا في شئ من أفعاله ولا في شئ من ملكه
(له الملك) أي السلطنة والقهر له دون غيره
(في يوم) هو شرعا ما بين طلوع الفجر الصادق وغروب الشمس
(كانت له عدل عشر رقاب) أي في ثواب عتقها
(ومحيت عنه مائة سيئة) أي رفعت من ديوان الحفظة , أو محي عنه المؤاخذة بها فلم يعذب بها
(وكانت له حرزا) الموضع الحصين والعوذة
(من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي) أي إنه يكون في عوذة من الشيطان مدة بقاء النهار
(ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به) من الأذكار المأثورة
(عمل اكثر منه) بأن زاد علي المائة من التهليل فكلما زاد منه زاد الثواب , وسمي ذلك عملا لأنه عمل اللسان .
(وإن كانت مثل زبد البحر) إن قيل هذا يقتضي فضل التسبيح علي التهليل لان المعلق علي التهليل محو مائة سيئة وعلي التسبيح حط خطاياه وإن كثرت .فالجواب أنه لم يقتصر في ثواب التهليل علي تكثير العدد المذكور من الخطايا كما اقتصر عليه في ثواب التسبيح , بل ضم إليه عتق عشر رقاب
وتقدم أن عتق الواحدة فيه غفر كل الخطايا لحديث (من اعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه في النار ) فساوى عتق الرقبة .

وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( يصبح علي كل سلامي من أحدكم صدقة , فكل تسبيحه صدقة وكل تحميدة صدقة , وكل تهليله صدقة وكل تكبيرة صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) رواه مسلم.

(وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يصبح علي كل سلامي) أي عضو
(من أحدكم صدقة) أي عظيمة شكرا لله تعالي علي عظيم منته بسلامة ذلك
(فكل تسبيحه) أي كقول سبحان الله
(صدقة وكل تحميدة) أي ثناء علي الله بأوصافه العلية نحو الحمد لله
(صدقة وكل تهليله) أي قول لا إله ألا الله
(صدقة وكل تكبيرة) أي قول الله أكبر
(بالمعروف) أي ما عرف شرعا من واجب أو مندوب
(صدقة ونهي عن المنكر) أي من محرم أو مكروه
(من ذلك) أي بدل المذكور من القول والعمل في أداء شكر النعم التي علي كل سلامي
(الضحى) ففيه تأكيد فضل صلاة الضحى .

وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره , مثل الحي والميت)) رواه البخاري .

(وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : مثل) الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه أي صفة من ذكر العجيبة الشان التي لغرابتها كادت أن تكون في ذلك كالمثل , ولا يخفي ما في التعبير بربه هنا من البعث علي الذكر والرمز إلي الذم لمن تركه
كما قال (مثل الحي والميت) فالأول ظاهره مزين بالحياة والعمل باطنه معمور بالسر فيه , والثاني ظاهره عاطل وباطنه باطل .

و عن ابن هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( يقول الله تعالي : أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )) متفق عليه.

(أنا عند ظن عبدي بي) الظن فيه بمعني اليقين : أي أنا عند يقينه بي في الاعتماد علي الاستيثاق بوعدي والرهبة من وعيدي والرغبة فيما عندي
(وأنا معه) أي بالحفظ من الشيطان وجنده أو بالتوفيق والإعانة
(إذا ذكرني) بلسانه أو بقلبه , ثم فرع عليه ما يفيد أنه مع الذكر سواء ذكره في نفسه أو مع غيره
فقال (فإن ذكرني في نفسه) أي سرا وإخلاصا وبعدا عن مظان الرياء
(ذكرته في نفسي) والمراد من هذا أن الله يؤتي المسر بذكره ثوابه سرا علي منوال عمله : أي فيخفي ذلك عن ملائكته ويعطيه من غير أن يكل إثابته إلي مخلوق وفائدة ذكر الله له في الغيب الاصطفاء والاستئثار , وانه تعالي إنما يدع علم الشيء بمكان من الغيب استئثارا به واصطفاء له , وفيه صيانة سر العبد من اطلاع الملأ الأعلى وتوقي عمله عن إحاطة الخلق بكنه ثوابه
(وإن ذكرني في ملأ) من الذاكرين
(ذكرته في ملأ خير منهم) أي وهم الملائكة , أي ملأ خير من الملأ الذي ذكره فيهم لمواظبة أولئك الملأ
(الملائكة) أبد الدهر في محال القرب وأبدية القدس علي الدعاء للمؤمنين .

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:41 AM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

جمال صورته صلى الله عليه و سلم

صفة وجهه عليه الصلاة و السلام
روى الشيخان عن البراء قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وجها و أحسنهم خلقا
و قال ابو هريرة رضي الله عنه : ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم كأن الشمس تجري في وجهه رواه الترمذي عنه
و سئل البراء أكان وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل السيف فقال : لا بل مثل القمر رواه البخاري
قال الحافظ في الفتح : كأن السائل أراد أنه مثل السيف في الطول فرد عليه البراء فقال : بل مثل القمر أي في التدوير و يحتمل ان يكون أراد مثل السيف في اللمعان و الصقال فقال : بل فوق ذلك و عدل الى القمر لجمعه الصفتين من التدوير و اللمعان

و في رواية مسلم عن حديث جابر ابن سمرة و قال له رجل : وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل السيف فقال لا مثل الشمس و كان مستديرا

و عن جابر ابن سمرة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة اضحيان أي مقمرة و عليه حله حمراء فجعلت أنظر اليه فلهو في عيني أحسن من القمر

و روى الترمذي و غيره عن علي رضي الله عنه ان نعته صلى الله عليه و سلم لم بكن بالمطهم و لا المكلثم و كان في وجهه تدوير و المطهم : الكثير السمن و المكلثم : المدور الوجه أي لم يكن شديد تدوير الوجه بل في وجهه تدوير قليل

صفة بصره عليه الصلاة و السلام
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما و البيهقي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء

عن أبي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه و سلم قال : هل ترون قبلتي ههنا فوالله ما يخفى علي ركوعكم و لا سجودكم اني لأراكم من وراء ظهري رواه البخاري و مسلم

و عن مسلم من رواية أنس أنه صلى الله عليه و سلم قال : أيها الناس اني أمامكم فلا تسبقوني بالركوع و السجود فاني اراكم من ورائي و من خلفي

و في حديث ابن ابي هالة : و اذ التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره صلى الله عليه و سلم الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة و هي المفاعلة من اللحظ و هو : النظر بشق العين الذي يلي الصدغ

و عن علي رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عظيم العينين أهدب الاشفار مشرب العين بحمرة رواه البيهقي

و عن جابر بن سمره رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ضليع الفم أشكل العينين رواه مسلم
و الشكله : الحمرة تكون في بياض العين و هو محمود محبوب و اما الشهلة فانها حمرة في سوادها

و عن الترمذي في حديث علي : ادعج العينين اهدب الاشفار (و هي شعر العين) أدعج العينين : أي شديد سواد حدقتها مع سعة العين و شدة بياض بياضهما

سمعة الشريف عليه الصلاة و السلام
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اني ارى ما لا ترون و أسمع ما لا تسمعون أطت السماء و حق لها ان تئط ليس فيها موضع أربع أصابع الا و ملك واضع جبهته ساجد لله تعالى رواه الترمذي عنه الى ابي ذر

صفه جبينه الكريم صلى الله عليه و سلم
كان صلى الله عليه و سلم واضح الجبين مقرون الحاجبين بهذا وصفه علي رضي الله عنه فقال : مقرون الحاجبين صلت الجبين أي واضحة

و عند البيهقي عن رجل من الصحابة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاذا برجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الحاجبين

و قال أبي هالة : أزج الحواجب –و فسر بالمقوس الطويل الوافر الشعر- ثم قال : سوابغ من غير قرن

و كان صلى الله عليه و سلم دقيق العرنين –أي اعلى الانف- كما وصفه به علي رضي الله عنه و وصفه أيضا بأقنى الانف و فسر بالسائل المرتفع الوسط و القني في الانف : طوله و دقة أرنبته مع حدب قليل في وسطه

صفه فمه الشريف صلى الله عليه و سلم
عن جابر علي رضي الله عنه انه صلى الله عليه و سلم ضليع الفم

و قال ابن ابي هالة : يفتح الكلام و يختمه بأشداقه –يعني لسعة فمه- و العرب تمدح به و تذم بصغر الفم

ووصفه ابن ابي هالة فقال : أشنب مفلج الاسنان و الشنب : رونق الاسنان و ماؤها و مفلج الاسنان أي متفرقها

و قال علي : مليح الثنايا و في رواية عنه : براق الثنايا

و عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أفلج الثنيتين اذا تكلم رئى كالنور يخرج من بين ثناياه رواه الترمذي

ريقه الشريف صلى الله عليه و سلم
ففي الصحيح عن سهيل بن سعد ان علي بن ابي طالب اشتكى عينيه يوم خيبر فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فبرأ كأن لم يكن به وجع

و مج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بئر ففاح منه رائحة المسك و بزق في بئر في دار انس فلم يكن في المدينة بئر أعذب منها

و مسح بيديه الشريفة صلى الله عليه و سلم بعد ان نفث فيها من ريقه على ظهر عينيه و بطنه و كان به شري فما كان يشم أطيب منه رائحة

و أعطى الحسن لسانه و كان قد اشتد ظمؤه فمصه حتى روى

فصاحة لسانه صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : انا افصح العرب و ان اهل الجنة يتكلمون لغة محمد صلى الله عليه و سلم

و قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله لقد طفت في العرب و سمعت فصحاءهم فما سنعت افصح منك قال : ادبني ربي و نشأت في بني سعد ابن بكر

صفه صوته الشريف صلى الله عليه و سلم
كان صوته صلى الله عليه و سلم يبلغ حيث لا يبلغ صوت غيره

فعن البراء قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اسمع العواتق في خدورهن

و قالت عائشة رضي الله عنها : جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة على المنبر فقال للناس اجلسوا فسمعه عبد الله ابن رواحة و هو في بني غنم فجلس مكانه

صفه يده الشريف صلى الله عليه و سلم
فقد وصفه أكثر من واحد بأنه كان شئن الكفين أي غليظ أصابعهما و بأنه عبل الذراعين رحب الكفين

و قال يزيد بن الاسود : ناولني رسول الله صلى الله عليه و سلم يده فاذا هي ابرد من الثلج و أطيب ريحا من المسك

و في البخاري عن انس رضي الله عنه ما مسست حريرا و لا ديباجا الين من كف رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال ابن بطال : كانت كفه صلى الله عليه و سلم ممتلئة لحما غير انها مع ضخامتها كانت لينة

و عن زيد الانصاري قال : مسح رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده على رأسي و لحيتي ثم قال : اللهم جمله قال الراوي عنه : فبلغ بضع و مائة سنة و ما في لحيته بياض و لقد كان منبسط الوجه و لم ينقبض وجهه حتى مات رواه البيهقي و غيره

بياض إبطيه صلى الله عليه و سلم
و قد جاء في احاديث بياض ابطيه فعن أنس رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع يده في الدعاء حتى رأيت بياض إبطيه

صفه صدره و بطنه و ظهره الشريف صلى الله عليه و سلم
ووصفه علي رضي الله عنه قال : ذو مسربة و فسر بخيط الشعر بين الصدر و السرة وصفت بطنه أم هانئ فقالت : ما رأيت بطن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا ذكرت القراطيس المثني بعضها على بعض

و قال ابي هريرة رضي الله عنه : كان صلى الله عليه و سلم أبيض كأنما صبغ من فضة رجل الشعر فضاض البطن عظيم مشاش المنكبين

مفاض البطن : واسعة مشاش : رؤوس العظم

و أخرج الامام أحمد عن محرش الكعبي قال : أعتمر النبي صلى الله عليه و سلم من الجعرانة ليلا فنظرت الى ظهره كأنه سبيكة فضة

و روى البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعيد ما بين المنكبين

و عن ابي هريرة : رحب الصدر

صفه قلبه الشريف صلى الله عليه و سلم
قد صح ان جبريل عليه السلام شقه و استخرج منه علقة فقال له هذه حظ الشيطان منك ثم غسله في طست كم ذهب بماء زمزم ثم لأمه فأعاده في مكانه

قال أنس : فلقد كنت أرى أثر المخيط في صدره رواه مسلم

صفه قدمه الشريف صلى الله عليه و سلم
قد وصفه غير واحد بأنه كان شئن القدمين أي غليظ أصابعها

و عن ميمونة بنت كردم قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فما نسيت طول اصبع قدمه السبابة على سائر اصابعه رواه الامام أحمد و غيره

و قال ابن ابي هالة : خمصان الاخمصين مسيح القدمين

و الاخمص من القدم : الموضغ الذي لا يلتصق بالارض منها عند الوطء

و الخمصان : البالغ منه مسيح القدمين : أي ملساوتين لينتان ليس فيهما تكسر و لا شقاق

و عن عبد الله بن بريدة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس قدما

صفه طوله الشريف صلى الله عليه و سلم
فقد قال علي رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا قصير و لا طويل و هو الى الطول أقرب رواه البيهقي

ووصفه غيره بأنه ليس بالطويل البائن و لا بالقصير و المراد بالطويل البائن : المفرط في الطول مع اضطراب القامة

و قال ابن ابي هالة : أطول من المربوع و أقصر من المشذب

و المشذب : البائن الطول في نحافة و هو مثل قوله في الحديث الاخر : لم يكن بالطول الممغط أي المتناهي في الطول

و عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطويل البائن و لا بالصير المتردد و كان ينسب الى الربعة اذا مشى وحدة و لم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب الى الطول الا طالة صلى الله عليه و سلم و لربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فاذا فارقاه نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى الربعة رواه البيهقي و علي و زاد ابن سبع في (الخصائص) انه كان اذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين صلى الله عليه و سلم

ووصفه ابن ابي هالة بأنه معتدل الخلق بادن متماسك

صفه شعره الشريف صلى الله عليه و سلم
فعن قتادة قال : سألت أنس عن شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كان شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم شعرا بين شعرين لا رجل سبط و لا جعد قطط و كان بين اذنيه و عاتقه

و في رواية : كان رجلا ليس بالسبط و لا الجعد بين اذنيه و عاتقه

و في اخرى : كان شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم الى انصاف اذنيه

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:42 AM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب ذكر الموت وقصر الأمل

قال الله تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ - آل عمران آية 185

وقال تعالى وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ - لقمان من الآية 34

وقال تعالى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ - النحل من الآية 61

وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 9 وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ 10 وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ - المنافقون آية 9-11

وقال تعالى أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ - الحديد آية 16

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده« متفق عليه. هذا لفظ البخاري.

وفي رواية لمسلم »يبيت ثلاث ليال« قال ابن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي.

(ما حق) أي ليس شأن
(امرئ مسلم) من جهة الحزم والاحتياط، والتقييد بالمسلم لتقع المبادرة إلى امتثاله لما يشعر به من نفي الإسلام عن تارك ذلك قاله في فتح الباري
( له شئ) في رواية: له مال
( يوصي فيه يبيت) أي ليس شأنه من جهة الحزم والاحتياط بياته كذلك لعله يفاجئه الموت وهو على غير وصية، ولا ينبغي للمؤمن أن يغفل عن ذكر الموت والاستعداد له. وذكر الليلتين والثلاثة لرفع الحرج لتزاحم أشغال المرء التي لابد له منها ففسح له بهذا القدر ليتذكر ما يحتاج إليه، واختلاف الروايات دال على أنه للتقريب لا للتحديد، والمعنى: لا يمضي عليه زمان وإن كان قليلاً
(إلا ووصيته مكتوبة عنده) أي مشهود بها لأن الغالب في كتابتها الشهود، ولأن أكثر الناس لا يحسن الكتابة فلا دليل فيه على اعتماد الخط

(متفق عليه) رواه البخاري ومسلم في الوصايا وفي الجامع الصغير، ورواه مالك والأربعة من حديث (هذا لفظ البخاري) في أول كتاب الوصايا من صحيحه (وفي رواية لمسلم يبيت ثلاث ليال) كأن التقييد بالثلاثة غاية التأخير. والجمهور على استحباب الوصية لأنه صلى الله عليه وسلم جعلها حقاً للمسلم لا عليه، ولو وجبت لكانت عليه لا له، وهو خلاف ما يدل عليه اللفظ، وهذا في الوصية المتبرع بها، أما الوصية بأداء الدين ورد الأمانات فواجبة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »أكثروا ذكر هاذم اللذات، يعني الموت« رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

(أكثروا ذكر هاذم اللذات) قال السيوطي في حاشيته على جامع الترمذي بالذال أي قاطعها، وفي التحفة لابن حجر الهيتمي: هو بالدال أي مزيلها أي من أصلها. وشبه وجود اللذات ثم زوالها بذكر الموت ببنيان مرتفع هدمته صدمات هائلة حتى لم تبق منه شيئاً (يعني الموت) هذا تفسير لهاذم اللذات (رواه الترمذي) والنسائي وابن ماجة.

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال » كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: يأيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟
فقال: ما شئت،
قلت: الربع؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك،
قلت: فالنصف؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك،
قلت: فالثلثين؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك،
قلت: أجعل لك صلاتي كلها،
قال: إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك« رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل) قال في فتح الإله: وفي رواية: ربع الليل، ويجمع بأنه كان صلى الله عليه وسلم يختلف قيامه، فترة يقدم وتارة يؤخر (قام) أي من نومه
(فقال) منبهاً لأمته من سنة الغفلة محرضاً لها على ما يوصلها لمرضاة الله سبحانه من كمال رحمته
( يأيها الناس اذكروا الله) أي باللسان والجنان ليحمل ما يحصل من ثمرة الذكر على الإكثار من عمل البر وترك غيره
(جاءت الراجفة) وهي النفخة الأولى التي تضطرب وتتحرك عندها الجبال، قال تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ
(تتبعها الرادفة) أي في الواقعة التي تردف الأولى وهي النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة
(جاء الموت بما فيه) من الأهوال عند الاحتضار كما جاء في حديث »أنه كان يدخل يده في علبة الماء أو الركوة ويمسح وجهه ويقول: إن للموت لسكرات«، وفي القبر من فتنته وعذابه وأهواله كما صح الأمر بالاستعاذة منها،
وفي قوله (بما فيه) تفخيم للأمر على السامعين
(قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك) فيه جواز ذكر الإنسان صالح عمله إذا أمن نحو العجب لغرض كالاستفتاء هنا المدلول عليه بقوله (فكم أجعل لك من صلاتي؟) أي من دعائي بدليل ما جاء في رواية أخرى »قال رجل: يا رسول الله أريد أجعل شطر دعائي لك... «الحديث، و المعنى أي ما قدر ما أصرفه في الدعاء لك والصلاة عليك وأشتغل فيه عن الدعاء لنفسي؟ وقيل المراد بالصلاة حقيقتها، والتقدير: فكم أجعل لك من ثوابها أو مثله. قال في فتح الإله: وفيه نظر؛ فالثواب أمر يتفضل الله به على من يشاء من عباده ويحرمه من يشاء، إذ لا يجب عليه سبحانه لأحد شئ كائناً من كان. وعندما يمتنع النيابة في التطوع البدني المحض كالصلاة فلا تجوز ولا إهداء ثواب ذلك
(فقال: ما شئت) لم يحد له تحديداً بل فرضه لمشيئته حثاً له على أنه لو صرف زمن عبادته لنفسه جميعه للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لكان أحرى وأولى، وخوفاً من انه لو حد بحد لأغلق عليه باب المزيد
(قلت: الربع) أي أجعل لك الربع
(قال: ما شئت، فإن زدت فهو) أي المزيد
(خير لك) لزيادة الثواب بزيادته بشهادة فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
(قلت: فالنصف) أي أجعل لك النصف
(قال: ما شئت)، فإن زدت فهو خير لك،
قلت: فالثلثين؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك،
قلت: أجعل لك صلاتي كلها) يحتمل الاستفهام لتناسب ما قبله ويحتمل الإخبار: أي فإذاً أجعل لك صلاتي كلها إذ ما بقى بعد الثلثين ما يستفهم عن زيادته عليها، والمعنى: أصرف جميع أوقات دعائي لنفسي للصلاة عليه أو جميع صلواتي وثوابها إليه على ما عرفت
(قال: إذًا تكفى همك) المتعلق بالدارين بدليل ما جاء في رواية سندها حسن »قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: إذن يكفيك الله أمر دنياك وآخرتك« وبفرض صحة هذه الرواية فلا مانع من تعدد القصة وأنها وقعت لأبي ولغيره، ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أنها مشتملة على امتثال أمر الله تعالى وعلى ذكره وتعظيمه وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء في الحديث القدسي »من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين« ففي الحقيقة لم يفت بذلك الصرف شئ على المصلي، بل حصل له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم افضل ما كان يدعو به لنفسه، وحصل له مع ذلك صلاة الله وملائكته عليه عشراً أو سبعين أو ألفاً كما جاء بذلك روايات، مع ما انضم لذلك من الثواب الذي لا يوازيه ثواب، فأي فوائد أعظم من هذه الفوائد، ومتى يظفر المتعبد بمثلها فضلاً عن أنفس منها، وأنى يوازي دعاؤه لنفسه واحدة من تلك الفضائل التي ليس لها مماثل ببركته صلى الله عليه وسلم
(ويغفر لك ذنبك) لأنه يبارك على نفسك بواسطته الكريمة في وصول كل خير إليك إذ قمت بأفضل أنواع الشكر المتضمن لزيادة الإفضال والإنعام المستلزمين لرضا الحق عنك ومن رضي عنه لا يعذبه (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن) ورواه عبد بن حميد في مسنده وأحمد بن منيع والروياني والحاكم وصححه.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:42 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

القبور جمع قبر وهو معروف، وهو مما أكرم به بنو آدم، وأول من سنه الغراب حين قتل قابيل أخاه هابيل.

عن بريدة كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها« رواه مسلم.

وفي رواية »فمن أراد أن يزور القبور فليزر فإنها تذكرة للآخرة«

(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »كنت نهيتكم عن زيارة القبور) لقرب عهدهم بالجاهلية وكلماتها القبيحة التي كانوا يألفونها على القبور
(فزوروها) نسخ لذلك النهي لما تمهدت القواعد واتضحت الأحكام، فعلموا ما ينفع وما يضر، فحينئذ طلبها منهم وعللها كما في رواية أخرى لمسلم بأنها تذكرة للآخرة؛ أي لأنها ترق القلوب بذكر الموت وأحواله وما بعده، وأكد في تحفظهم عن عادة الجاهلية كما صح: ألا يقولوا هجراً، أي باطلاً.
(رواه مسلم) أول الحديث فيه أشياء كان نهى صلى الله عليه وسلم عنها ثم نسخ ذلك النهي وأباحها، وفي الجامع الصغير »كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور؛ فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة« رواه ابن ماجة وابن مسعود، وحديث »كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنها ترق القلب وتدمع العين و تذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا« رواه الحاكم في المستدرك عن أنس.

عن بريدة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم:»السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية« رواه مسلم.

(السلام عليكم) أخذ منه أفضلية تعريف السلام علي تنكيره، والرد على من قال الأولى أن يقال للأموات عليكم السلام لأنهم ليسوا أهلاً للخطاب، أن الخطاب لا فرق في النظر إليه بين تقدمه وتأخره، على أن الصواب أن الميت أهل للخطاب مطلقاً؛ لأن روحه وإن كانت في أعلى عليين لها مزيد تعلق بالقبر فيعرف من يأتي ومن لا، كما دل عليه الخبر الصحيح »ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام«
(أهل الديار) المراد بالديار القبور، وسميت بذلك لأنها للموتى من حيث اجتماعهم كالديار للأحياء
(من المؤمنين والمسلمين) بيان لأهل الديار وللاحتراز عمن قد يكون في المقبرة من خارج عن الملة من الجاهلية
(وإنا إن شاء الله) أتى به للتبارك امتثالاً للآية أو تعليق بالنظر للحاق بهم في هذا المكان بعينه أو الموت على الإسلام أو أن
(إن) فيه بمعنى إذ كما قيل به في قوله تعالى: وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
(أسأل الله لنا ولكم العافية) وهي الأمن من المكروه
(رواه مسلم) في الجنائز، ورواه أبو داود في رواية أبي الحسن بن العبد عنه لا في رواية أبي القاسم، رواه النسائي وابن ماجة.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: »مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر« رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

(فأقبل عليهم بوجهه) يؤخذ منه سن استقبال وجه الميت بوجه الزائر حال السلام عليه، وظاهر الحديث استمرار ذلك حال الدعاء أيضًا وعليه العمل كما قالوه، ولكن السنة عندنا أنه حال الدعاء يستقبل القبلة كما علم ذلك من أحاديث أخرى في مطلق الدعاء، وقيل: يسن التأدب مع الميت حال زيارته كما كان يفعل معه حال حياته
(السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم) وقدم نفسه اهتمامًا، وفيما مر إعلاما بأن من أدب الداعي للغير أن يشرك فيه نفسه وأن يقدمها لحديث »ابدأ بنفسك«
(أنتم سلفنا) قيل هو مجاز من سلف المال فكأنه أسلفه وجعله ثمنًا للأجر المقابل لصبره عليه، وقيل حقيقة لأن سلف الإنسان من مات قبله ممن يعز عليه، وبهذا سمي الصدر الأول من الصحابة وتابعيهم وتابعي تابعيهم بالسلف الصالح، وهؤلاء يمثلون القرون الثلاثة التي شهد صلى الله عليه وسلم بخيرتها
(ونحن بالأثر) أي ميتون عن قريب، إذ كل آت قريب.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:43 AM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب كراهية تمني الموت بسبب ضر نزل به
ولا بأس به لخوف فتنة في الدين

الضر بضم الضاد بمعنى الفاقة والفقر، وحينئذ فيقاس كراهية تمني الموت بسبب الأمراض والجراحات على ما صرح به في الترجمة من كراهيته بسبب الفقر والفاقة بجامع عدم الصبر في كل أحكام المولى سبحانه، وفي التعبير بذلك إيماء إلى استحباب لجوء من نزل به الضر إلى مولاه في كشفها عنه وإنجائه منها، لأن ذلك مطلوب في النوازل.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »لا يتمنى أحدكم الموت: إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب« متفق عليه. وهذا لفظ البخاري.

وفي رواية مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا«.

(لا يتمنى) خبر بمعنى النهي كما في الآية الكريمة لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
(أحدكم الموت) أي لضر نزل به كما يأتي في أحاديث الباب، وإنما نهي عن تمنيه لأنه
(إما) أن يكون
(محسنًا) أي مطيعًا لله تعالى قائمًا بوظائف الواجبات والمندوبات أو الواجبات فقط
(فلعله) إذا طال عمره وهو على هذا الكمال
(يزداد) أي خيرًا كثيرًا، فلا ينبغي له وهو على مدرج التزود للآخرة والاستكثار من حيازة ثواب الأعمال الصالحة أن يتمنى ما يمنعه عن البر والسلوك لطريق الله تعالى وزيادة رضاه، وقد ورد »خياركم من طال عمره وحسن عمله« أي أنه يزداد الترقي في زيادة الأعمال المزيدة في القرب من الله تعالى فكيف يسأل قطع ذلك
(وإما) أن يكون
(مسيئًا فلعله يستعتب) أي يرجع إلى الله سبحانه بالتوبة ورد المظالم وتدارك الفائت وطلب عتبى الله تعالى ورضاه عنه
(متفق عليه، وهذا لفظ البخاري) في آخر حديث أوله »لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا ولا يتمنى... «الحديث أخرجه في كتاب المرضى.

عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي « متفق عليه.

(لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه) أي في دنياه ويقاس به تمنيه لضر أصابه في بدنه، وإنما كره تمنيه حينئذ لأنه يشعر بعدم الرضا بالقضاء
(فإن كان لابد فاعلاً) أي لا غنى له عن فعل التمني لغلبة نفسه وهواه عليه حتى منعاه من اجتناب المنهي عنه
(فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة) أي مدة كونها
(خيرًا لي) من الموت لاستكثاري فيها من صالح العمل من غير فتنة ولا محنة
(وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي) من الحياة لخوف فتنة أو تثبيط عن العمل، فيسن للمتمني قول ذلك لأنه تيقظ به من سنة الغفلة الحاملة على التمني ولأن الله هو العالم بحقائق الأمور وعواقبها
(متفق عليه) أخرجه البخاري في الطب ومسلم في الدعوات.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:44 AM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك

عن ابن عمر رضى الله عنهما : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : يعني لما وصلوا الحجر : ديار ثمود : لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين , فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم) متفق عليه

(ديار ثمود) قوم صالح وهى فيما بين المدينة والشام
لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين) أي على منازلهم أو عليهم في قبورهم
إلا أن تكونوا باكين) أي لا تدخلوا على أي حال إلا بكائكم , وليس المراد الاقتصار عليه حال الدخول بل استمرار ذلك مطلوب عند كل جزء من أجزاء الدخول والمرور بهم
فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم) لأنها مواقع سخط ومنازل بلاء
لا يصيبكم) أي لئلا يصيبكم
ما أصابهم) أي مثل ما أصابهم من العذاب أو خشية أن يصيبكم
ووجه هذا الخشية أن البكاء في الأول أرجح لما يأتي ببعثه التفكر والاعتبار , فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وإمهالهم مدة طويلة ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه , وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك , فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتباراً بحالهم فقد شابههم في الإهمال ودل على قسوة قلبه وعدم خشوعه , فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل بمثل عملهم فيصيبه ما أصابهم

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احاديث صحيحه من صحيح البخارى شيماء وجيه الاسلاميات العامة 3 31-08-2009 10:46 AM
حصريا... صحيح البخاري ومسلم بدر برامج الجوال 0 15-07-2009 02:13 PM
البخاري خولة الاسلاميات العامة 0 02-07-2009 08:43 PM
سلسلة شروح لأحاديث البخاري بدر الاناشيد الاسلامية والادعية والابتهالات 1 02-07-2009 04:12 PM
أحـــاديث الرسول صلى الله علية وسلم علي جهازك (( صحيح البخاري )) مع تحياتى محمود حجاج ابن السلطان محمد رسول الله 0 21-06-2009 02:49 PM


الساعة الآن 09:21 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir