لمن يريد اقتناء الموسوعة العلمية للرموز الاثريه من تأليف الدكتور غالينوس ان يبادر الى مراسلة الدكتور غالينوس على الخاص


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية قوانين المنتدى
العودة   منتدى كنوز ودفائن الوطن > منتدى الحضارات > منتدى الحضارات > الحضارة الكنعانية

اعلانات

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-02-2014, 12:22 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
سرجيلا
اللقب:
عضو برونزي
الرتبة


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 6972
المشاركات: 799 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
سرجيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الحضارة الكنعانية
مملكة قِطنا- تل المشرفة، الواقعة إلى الشرق من مدينة حمص، في منتصف الطريق بينها وبين سلمية، مكانة مهمة في صفوف المراكز الحضارية السورية في المشرق القديم، اكتشافها يعود إلى عام 1924، من قبل عالم الآثار الفرنسي دوبوسون، الذي نقّب في التل، وعثر على ألواح طينية، كشفت عن الاسم القديم للمدينة، ووصلت حفرياته إلى كشف القصر الملكي..

مع كل هذه الاكتشافات في مملكة قِطنا (تل المشرفة( ظلّت المدينة في نوم عميق، فقد انتهت التنقيبات الفرنسية سنة 1929، وبعد ذلك أقيمت مبانٍ فوق كامل الموقع الأثري تقريباً، وبقي الوضع كذلك حتى سنة 1982، حيث أخلي الموقع وأعيد بناء القرية في منطقة مجاورة من أجل إتاحة المجال للقيام بتنقيبات جديدة، وبدأت المرحلة الجديدة في سنة 1984 عندما شكلت بعثة سورية انضمت إليها بعثات أجنبية (ألمانية - إيطالية) وقد كشفت هذه البعثات أسرار هذه المدينة الغابرة خطوة بعد خطوة.. وتم العثور على العديد من القطع الأثرية المهمة التي توصل العلماء من خلالها إلى معرفة دقيقة بتاريخ المدينة وحضارتها وفنونها الموجودة منذ الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.

نقطة تقاطع تجارية عالمية

لقد أشارت الدراسات الأثرية والتاريخية إلى أهمية قِطنا في تاريخ الشرق الأدنى القديم، كمركز زراعي إقليمي، ونقطة للتقاطع التجاري للطرق القديمة، ومقراً ملكياً، وقد أشير إلى الأهمية السياسية لقِطنا في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد في كثير من الكتابات المسمارية، وقد وصفتها وثائق بلاد مابين النهرين والوثائق الحثية والمصرية في إطار تاريخي يتجاوز حدود المنطقة، ونتيجة انتقال الطرق التجارية الدولية لبلاد ما بين النهرين في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، من المنطقة الواقعة على الخليج العربي، إلى المنطقة الواقعة شرقي البحر المتوسط، أصبحت قِطنا مركزاً مهماً، على الطريق القادمة من بلاد الرافدين، والمتفرعة عند نهر الفرات الأوسط والمارة عبر البادية السورية حتى تدمر، ومنها إلى قِطنا ثم عبر المنخفض الواقع غرب حمص إلى الساحل السوري عند جبيل بيبلوس، وكانت هناك طريق أخرى تنطلق من المدينة الفراتية، (إيمار) وتمر عبر حلب وقطنا ومنها إلى حاصور الواقعة شمال بحيرة طبرية تم تتابع السير إلى مصر.

من كل ما ذكرناه، يمكن القول بقوة وثقة مدعومة من الوثائق الأثرية، أن قِطنا أصبحت منذ ذلك التاريخ الموغل في القدم، محطة مهمة على الطرق التجارية البعيدة القادمة من الشرق الأقصى، وأيضاً مقراً لأسرة ملكية حاكمة، وكان من أشهر ملوكها «إشخي حدد» الحاكم الأول من هذه الأسرة، وتشير نصوص من مملكة ماري على الفرات الأوسط إلى أن هذا الملك كان على علاقة طيبة مع الملك الآشوري شمشي حدد (1769-1712ق.م( الذي كان يسيطر على الجزء الأعلى من منطقة ما بين النهرين، وكان «إشخي حدد»داخلاً في تحالف ضد «سومو إبوخ» ملك حلب، نحو عام (1810-1780ق.م) وبعد «إشخي حدد» جلس على عرش قِطنا ابنه «أموت بيئيل» الذي كان قبل ذلك يتولى بصفته ولياً للعهد، إدارة مدينة نزاله (القريتين) التي كانت تابعة لقِطنا، وقد عاصر كلاً من الملك زيميري ليم، ملك ماري (1711 - 1697 ق.م) ويريمليم، ملك حلب، وحمورابي ملك بابل (1728 - 1686 ق.م) وبعد توليه الحكم أقام الملك، أموت بيئيل، علاقات مع العديد من الحكام وعلى رأسهم حمورابي ملك بابل، وحكام حلب، وحكام لارسا الواقعة في وسط منطقة ما بين النهرين، وحكام إشنونا في منطقة ديالي.. وبعد نزاع مع ملك حلب أجرى ملك قِطنا اتصالات مع المركز التجاري الهام «ماري» الذي كانت أسرته الحاكمة قد دخلت بدورها في علاقة مصاهرة مع الأسرة الحاكمة في حلب، ومنذ ذلك التاريخ اتضح الدور الذي لعبته قِطنا كوسيط بين منطقة الفرات وساحل البحر المتوسط، وتشير نصوص ماري (تل الحريري) صراحة إلى العلاقات الجيدة بين ماري وقِطنا، التي تطورت بعد المصاهرة بين الأسرتين الحاكمتين.

لقد كانت قِطنا مرتبطة بالمواصلات البريدية، والتبادل التجاري السلعي في منطقة المشرق القديم، وتشير نصوص «ماري» إلى أن الحكام بين المملكتين، كانوا يتبادلون «الهدايا» كما تشير الرحلة التي قامت بها أميرة قِطنا إلى إيمار «مسكنة» على نهر الفرات، ومن هناك استقلت السفينة باتجاه النهر إلى ماري على الفرات الأوسط، حيث كان الملك «زيميري ليم» في استقبال عروسه التي أصبحت ملكة ماري الشهيرة..

كما كانت قِطنا في المنطقة تُعَد مركز تخزين «كاروم» باللغة الأكادية، ومنها كانت تتم الاتصالات مع التجار في الساحل السوري، وبذلك كانت قِطنا صلة الوصل بين الساحل الشرقي للبحر المتوسط ومصر ومنطقة بحر إيجة وبلاد ما بين النهرين، وغيرها من المناطق الأبعد نحو الشرق الأقصى، ومما احتل أهمية خاصة، تجارة القصدير القادم من إقليم «بدخشان» الأفغاني، والذي كان يشكل مادة أولية لتحويل النحاس القبرصي إلى برونز، ومن البضائع المتداولة الأخرى، آنذاك، الأحجار الكريمة، واللازورد الذي كان مرغوباً بسبب لونه الأزرق، وبعض الأقمشة والملبوسات وأقواس الرمي والخمور وغيرها.



حروب وتحالفات

بعد القضاء على «ماري» على يد الملك البابلي «حمورابي» تنقطع أخبار مدينة قِطنا في أرشيف الألواح الكتابية لمدينة ماري، واعتباراً من ذلك التاريخ أصبحت مملكة يمحاض (حلب) الواقعة في سهول سورية الشمالية أهم جيران قِطنا، وإذا استندنا إلى رسالة الملك بريمليم الثالث ملك يمحاض، إلى آلالاخ (تل عطشانة) فإن هذا الملك نجح بضم قِطنا إلى منطقة حكمه لفترة من الزمن، هناك أيضاً نص من مملكة آلالاخ يتحدث عن استخدام أيدٍ عاملة من قِطنا في منطقة يمحاض، مما يؤكد بشكل أو بآخر خضوع قِطنا ليمحاض.

مع نشوء مملكة ميتاني في الجزء الشمالي من منطقة ما بين النهرين والتي كانت عاصمتها «واشوكاني» الواقعة على نهر الخابور الأعلى، نشأت قوة سياسية جديدة ذات ميول توسعية مدّت منطقة حكمها إلى شمال سورية أيضاً، وبذلك أصبحت ميتاني خصماً لمصر التي قام حكامها من السلالة الثامنة عشرة بشن العديد من الحملات العسكرية على سورية، وقد عثر في قِطنا على بعض قوائم الموجودات التي يعود تاريخها على الأرجح إلى تلك الفترة.

لقد بدأت الحملات المصرية على سورية منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد، بقيادة الفرعون «أمينوفيس الأول» (1525 - 1504) ق.م الذي قام بسلسلة من الحملات باتجاه الشمال، كما أن قوات «تحوتمس الأول» (1504 – 1492 ق.م) عبرت سورية ووصلت إلى نهر الفرات، وفي الحالتين ليس من المؤكد إن كانت قِطنا قد تأثرت بذلك أم لا، إلا أن النصوص التي كشفت فيها، تثبت على أي حال، في ذلك الوقت أسرة حاكمة خاصة بها، وتذكر من ملوكها: «نيليما، سينادو، وحدد نيراري» وتشير النصوص الحورية، بكل وضوح إلى النفوذ الواسع لمملكة ميتاني التي أصبحت في الفترة اللاحقة الخصم الأول لمصر في الصراع على سورية، وقد وصل هذا الصراع في عهد الفرعون «تحوتمس الثالث» (1479 - 1425 ق.م) إلى ذروته، ففي السنة الثالثة والثلاثين من حكمه وصل إلى أراضي مملكة قِطنا، ولكنها بقيت في بادئ الأمر تحت الحكم الميتاني، ولما عبر الفرعون «امينوفيس الثاني» (1428 - 1397 ق.م) مع جيشه نهر العاصي هاجمته فرقة الفرسان التابعة لقِطنا.. ولما عبر الملك الحثي الكبير «شوبيلو ليوما» الأول حوالي (1355 - 1320 ق.م) في وقت لاحق جبال طوروس خلال حملته على سورية، وجّه «أكيزي» حاكم قِطنا حينذاك، عدة رسائل إلى الفرعون طلباً للنجدة، وجاء في هذه الرسائل أن حكام كل من قادش الواقعة على نهر العاصي، والدولة الأمورية القائمة في وسط سورية يقفون أيضاً ضد الملك الحثي.. لكن المصريين الفراعنة لم يلبوا طلب المساعدة، وقامت القوات الحثية بنهب قِطنا، وتشير التنقيبات الأثرية، إلى تدمير القصر الملكي والمعبد المقدس ومعبد نينكال آلهة القمر بواسطة النيران، كما أن آثار الحريق شوهدت أيضاً في أحياء سكنية مختلفة من المدينة.

في الألف الأول قبل الميلاد، لم يعد يرد في الكتابات المصرية، ولا المسمارية أي ذكر لقِطنا، وإن كانت الآثار التي أسفرت عنها عمليات التنقيب تشير بوضوح إلى وجود مستوطنة لم تزل في هذا الموقع في العصر البابلي الجديد أي في القرن السادس قبل الميلاد، وقد حلت فيما بعد مدينة «ايميسا» أي حمص القديمة محل مدينة قِطنا، التي أصبحت مركزاً لمنطقة زراعية خصبة حتى وقتنا الراهن.



أهم الاكتشافات

من أهم الاكتشافات في قِطنا، آثار القصر الملكي الذي تم التعرّف عليه من خلال عمل الفرنسي «دوبويسون» في عام 1928، وبعد مرور أكثر من سبعين سنة، وتحديداً في صيف عام 1999، استؤنفت أعمال التنقيب في هذا القصر، وكان «دوبويسون» قد غادر الموقع في عام 1929، معتقداً أنه تم كشف القصر الملكي بالكامل، وفي هذه الفترة، كانت منطقة القصر الملكي قد غطّتها بالكامل بيوت قرية المشرفة الحديثة، وبعد أن نقلت القرية إلى مكان آخر، قامت البعثات الأثرية المشتركة (سورية، إيطالية، ألمانية) بمتابعة الكشف الأثري في القصر الذي ثبت أنه كان من أفخم القصور في عصره، وظهرت فيه ألواح كتابية مسمارية، يعتقد أنها بقايا أرشيف القصر الملكي، كما ظهرت بقايا مدافن وجدت فيها أوانٍ فخارية وأوعية حجرية وقطع أثرية رائعة قدّر عددها بالآلاف.

ويمكن اعتبار «قائمة معبد نينكال» أهم نص عثر عليه خلال التنقيبات، وقد عثر منه على عدة نسخ في أنحاء القصر الملكي، وهو عبارة عن سجل طويل بأسماء أدوات لها صلة بالعبادة، يتألف من مئات من الأسطر، وتكمن أهمية قائمة الجرد هذه بالدرجة الأولى، في أنها تذكر أسماء المتبرعين من حكام قِطنا المستقلين، وغير المستقلين، مما يتيح المجال لوضع أول نظام حسب التسلسل الزمني.

تعد الرسائل الخمس الموجهة من «إدادا» ملك قِطنا، أهم نوع من النصوص الكتابية التي اكتشفت، لأنها تلقي الضوء على الأحداث التي وقعت في بداية الحملة التي قام بها الملك الحثي الأكبر «شوبيلو ليوما» الأول، والتي دامت ست سنوات، وهي أيضاً من الناحية اللغوية فريدة من نوعها بين النصوص الأثرية الشرقية القديمة، لأنها ربطت بطريقة خاصة بين مفردات وضع اللغة الأكادية والحورية.

أما نصوص قوائم الموجودات، فإنها ذات أهمية ثقافية أكثر من أهميتها التاريخية والسياسية، فهي تحتوي من الناحية اللغوية، نفس الخليط من الكلمات والصيغ الأكادية والحورية كالرسائل، وتذكر العديد من الأشياء وطرق صنعها وتزينيها.

أما سور المدينة الجبار، قد كان محط اهتمام كبير من قبل البعثات الأثرية.. كم كان عدد بواباته؟ قبل نحو /3500/ سنة، وكم كان عدد الرجال الذين كانوا يقومون بحراسته؟! وكم هي مخصصاتهم؟.. هذه الأسئلة أجابت عنها النصوص المسمارية التي أكدت على وجود /500/ رجل كانوا مقسمين إلى مجموعات، ومسؤولين عن الدفاع، وعن منشآت مختلفة، وكان سور قِطنا يحتوي على أربعة مداخل، يمكن اعتبارها بوابات محصنة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وأن المدينة كانت ذات شكل دائري في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت مساحتها نحو /30/ هكتاراً، وقد اتسعت هذه المدينة في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وأصبحت تزيد عن /100/ هكتار وتغير شكل المخطط جذرياً إلى المربع، وكانت المباني المهمة في الأعلى من المدينة العليا، وكانت محاطة بعدة أحياء سكنية في الأسفل.

لقد بقي وضع مدينة قِطنا على هذا الحال في عصر البرونز الحديث (النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد)، وقد تميزت المدينة في هذا الفترة ببناء قصر ملكي في شمال المدينة العليا، وقد كانت تحيط به عدة مبانٍ تابعة له، وكانت المدينة السفلى تتألف من عدة أحياء سكنية ذات هندسة معمارية شديدة التنوع، ولم يزل تاريخ مدينة الألف الثاني قبل الميلاد غامضاً كلياً.

وبعد هذه المرحلة، تأتي مرحلة سكنية مدّتها عدة قرون، وقد أشارت الآثار المكتشفة إلى أن المدينة أعيد استيطانها اعتباراً من القرن التاسع قبل الميلاد، وقد تميّز التطور العمراني الجديد بنشوء صورة للمدينة مشابهة جداً لمخططها في الألف الثاني قبل الميلاد، وقد امتد على الجهة الغربية من المدينة العليا، إلا أن المدينة تم تدميرها في سنة 720 ق.م خلال الحملات العسكرية التي شنّها الملك سرجون الثاني، الذي أخضع المنطقة نهائياً للحكم الآشوري، في هذه المرحلة تناقص عدد سكان المدينة بشكل واضح، واستمر الحال هكذا في المرحلة الكلاسيكية، اللاحقة (يوناني، روماني، بيزنطي) حيث كانت المدينة خالية تماماً من السكان، والاستيطان كان خارج أسوار المدينة فقط.



نفحات من فنون قِطنا

خلال أعمال الكشف الأثري في قِطنا، عثر على قطع وأدوات ومنحوتات تدل على مستوى التقدم والازدهار والفنون التي وصلت إليها المدينة مثل: قطع الرسومات الجدارية التي كانت أجزاء من لوحات كبيرة موجودة في القصر الملكي، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وقد أتت آثار الحريق على الكثير من معالمها وتفاصيلها/ ومع ذلك فالبقايا تشير إلى أن سكان المنطقة كانوا يحبون التعبير عن المناظر الطبيعية، والجبال بنقوش حرشفية، ومن أشهر الأمثلة لوحة جدارية لامرأتين تقطفان الزعفران، واللوحة الجدارية المعبرة الربيع، وهناك لوحات تدل على وجود علاقة وثيقة بين هذه الرسوم الجدارية وبين الرسوم الموجودة في بحر إيجة، مما جعل بعض الباحثين يعتقدون بوجود عمال وحرفيين كانوا يأتون من منطقة إيجة، مع الإشارة إلى وجود خصائص متميزة عن الفن الإيجي في رسوم قِطنا، وهذا التأثير يمكن أن يكون عن طريق التأثير الثقافي والفني بين سورية الوسطى والساحل السوري ومنطقة إيجة، وهذا الأمر كان شائعاً في الألف الثاني قبل الميلاد، عن طريق البضائع المستوردة كالحلي والأواني والمنسوجات والأسلحة.

وتعد الصور المرسومة على أختام مملكة قِطنا (المسطحة والأسطوانية) من الأعمال الرائعة في فن الرسم بقياسات صغيرة، على أسطوانات حجرية يتراوح ارتفاعها بين (2و3) سنتيمترات فقط، فقد تم نقش مشاهد معقدة ومتعددة لأشخاص ومنمنمات في غاية الدقة والأناقة، ولابد من أن صناع الأختام قد استعملوا عدسات مكبرة لكي يتمكنوا من رسم هذه التفاصيل الدقيقة، وعند تشكيل الصورة واختيار موضوعها استندوا إلى الأساليب التقليدية المتعارف عليها في سورية، والتي كانت بدورها متأثرة إلى حد ما، بالفن الرافدي، لكنهم ادخلوا فنهم المميز أيضاً في عمليات الصنع، مع عناصر مصرية في بعض الأحيان (الأختام الخنفسية - وصولجان الآلهة والإلهتين حتحور وإيريس..(

واكتشف في منطقة القصر الملكي تمثالاً عاجياً لأبي الهول، وعثر أيضاً في قصر المدينة المنخفضة على نحت لوجه بشري مصنوع من المقطع الطولاني لناب فيل، وتظهر الدلائل على أنه لقناع حتحور، الإلهة الأم المصرية التي تمثل الحب والفرح، وتعد الإلهة الحامية للفن والموسيقا، وقد انتشرت عبادتها في الدولة الوسطى في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، ووصلت حتى فلسطين وبلاد كنعان، وكانت موجودة في كل مدينة سورية كبيرة، وكذلك في قبرص.

وقد عثر في غرفة قصر المدينة المنخفضة (المكان الذي عثر فيه على الوجه البشري العاجي) على أكثر من /300/ قطعة معدة للتطعيم بأكثر من عشرين شكلاً هندسياً مختلفاً، ويبدو أن هذه الغرفة كانت ورشة عمل أي (مشغلاً حرفياً) ومثلها كانت منتشرة على نطاق واسع في عصر البرونز الحديث، لأن القصور الملكية المتنافسة، كانت تتبارى في إبراز أهميتها بواسطة السلع الكمالية الفخمة، وكانت تعزز علاقاتها في أوقات السلم عن طريق تبادل الهدايا، وكان العاج مادة ثمينة ونادرة، وتقوم بتلبية هذه المهمة بشكل أفضل من أي مادة أخرى.

ويعد التمثالان البازلتيان لحاكمين من مملكة قِطنا، عثر عليهما في الحجرة الأمامية من المدفن الملكي، من أهم المنحوتات الغنية في سورية في الألف الثاني قبل الميلاد، وهما في حالة سليمة ممتازة، ويتمتعان بجودة فنية عالية، مما يلقي الضوء على المستوى الرفيع لفن النحت في سورية القديمة، وقد تم تصنيع التمثالين بصورة مماثلة تقريباً، ويبلغ ارتفاعهما /85/ سم، ويجلسان على كرسي منخفض بلا مساند، ويلبس كلا التمثالين معطفاً له إطار سفلي سميك مزين بشرايب حتى الكعبين، ويمر فوق الكتفين، بينما تبقى منطقة الصدر عارية، والرداء يعبّر عن الوجاهة، ويعد العلامة المميزة للآلهة والملوك.

وعثر أيضاً على رأس أسد صنع من الكهرمان، ورداء ملكي مرصع بالأرجوان والذهب، وبعض الورش التي كانت تقوم بتصنيع الذهب والحلي التي تتميز بأسلوبها الراقي الجميل، كما عثر أيضاً على أدوات حجرية وفخارية كثيرة متعددة الأشكال والأنماط، ومن عصور مختلفة، مما يعطي أدلة واضحة وغنية على عظمة الحضارة والفنون التي كانت موجودة في هذه المملكة في الألف الثاني قبل الميلاد، التي اكتشفها العالم بعد ثبات طويل.










عرض البوم صور سرجيلا   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2014, 03:31 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
الهادف
اللقب:
عضو مجتهد
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الهادف


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 10232
المشاركات: 208 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الهادف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سرجيلا المنتدى : الحضارة الكنعانية
افتراضي

الله يعيطك العافيه









عرض البوم صور الهادف   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2014, 06:30 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
سرجيلا
اللقب:
عضو برونزي
الرتبة


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 6972
المشاركات: 799 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
سرجيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سرجيلا المنتدى : الحضارة الكنعانية
افتراضي

شكرا لك أخي الهادف على مرورك العطر على المقالة
مساؤك سعيد










عرض البوم صور سرجيلا   رد مع اقتباس
قديم 28-01-2018, 07:50 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
حنين الاشواق
اللقب:
المديرة التنفيذية
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حنين الاشواق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 576
المشاركات: 6,683 [+]
بمعدل : 1.26 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حنين الاشواق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سرجيلا المنتدى : الحضارة الكنعانية
افتراضي

سوريا من اجمل مناطق العالم العربي

شكرا لك جزيل الشكر









عرض البوم صور حنين الاشواق   رد مع اقتباس
قديم 28-01-2018, 08:02 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اسد الاطلس الموري
اللقب:
مدير عام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2017
العضوية: 29658
المشاركات: 2,809 [+]
بمعدل : 1.08 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
اسد الاطلس الموري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سرجيلا المنتدى : الحضارة الكنعانية
افتراضي

أخي سرجيلا، شكرا على الموضوع الشيق ...وهو مايحتاجه اهل هذا المنتدى للرفع من رصيدهم المعرفي....حتى يصبحون موفقين في التحليل... لأن لاتحليل مع جهل أساسيات التاريخ وعلم الآثار وعلوم أخرى.









عرض البوم صور اسد الاطلس الموري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مملكة اثرية جاد تحليل رموز الدفائن وفك الشفرات 20 07-04-2013 07:30 PM
مملكة إيبلا سرجيلا الحضارات العامة 8 20-12-2011 05:24 PM
مملكة العشق شيماء وجيه الشعر المنقول 1 01-09-2009 10:55 AM
مملكة كوش زهره منتدى كنوز ودفائن ومعالم الدول العربيه 2 15-07-2009 04:02 PM
مملكة السويد رحال منتدى السياحة 3 24-06-2009 06:03 PM


الساعة الآن 05:40 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir