المنتدى :
الموضوعات الفقهية
مـتـى يكــون العمــل عبــادة ؟!
عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين أن العمل المباح لتحصيل الرزق، متى قصد به طاعة الله تحول إلى قربة وعبادة يثاب عليها صاحبها، من هذه الأحاديث:
ما روى الطبراني عن كعب بن عجرة قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخراً فهو في سبيل الشيطان"
فقد بين الحديث أن المكلف متى خرج يسعى على ولده صغاراً، أو يسعى على أبوين شيخين كبيرين، أي يسعى على ما يقيم به أودهم فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها أي عن المسألة للناس أو عن أكل الحرام، فهو أيضاً في سبيل الله وهو مثاب مأجور والخروج فيه كالخروج للجهاد. وإن كان خرج يسعى لا لواجب أو مندوب بل رياء ومفاخرة بين الناس فهو في سبيل الشيطان.
فالعمل في لغة القرآن مقرون بالإيمان، فلا تكاد تجد آية فيها عمل إلا مصحوبة بالإيمان، أو إيمانا إلا مصحوبا بالعمل، فتارة يقرن الإيمان بكلمة العمل كقوله تعالى: " وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" (البقرة: 25).
وتارة يتبع الإيمان بأمر أو نهي وكلاهما عمل،
فالأمر كقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ" (البقرة: 153)، والنهي كقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى" (البقرة: 264).
وتارة أخرى يأمر بالعمل أمرا صريحا مباشرا فيقول: "وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة: 105).
أهمية العمل في الاسلام
أنه ورد في القرآن الكريم كلمة (العمل) ومشتقاتها نحو (360) مرة، يقول تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، ويقول تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون).
ومن الحديث الشريف:
وقوله "خيركم من يأكل من كسب يده، وان نبي الله داود كان يأكل من كسب يده"
وقد طبق رسولنا الكريم لأصحابه هذا القول بالفعل، فقد عمل راعياً للغنم في مكة ليحصل على قوته من عمل يده، وقد شارك أصحابه في العمل يوم حفر الخندق فكان تارة يحفر بالفأس وتارة يحمل التراب على بطنه الشريفة،
وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه "لان يحمل أحدكم فأساً فيحتطب ويحصل على قوته خير من أن يسأل الناس سواء أأعطوه أو منعوه"
فالعمل روح الدين وبدونه تتعطل نواميس الحياة، وقد جعل الله الجنة ثمرة العمل لقوله تعالى "لمثل هذا فليعمل العاملون" لقد اعتبر الإسلام العمل الذي تفرضه الحياة جانباً من جوانب الشريعة الإسلامية إذ أن العمل بحد ذاته عبادة اذا اخلصت النيه لله عز وجل وتوفر فيه شروط العمل السليم وقد وردت عن الرسول أقوال ومواقف تؤكد ذلك
ومن هنا فالإيمان والعبادة مقرونان بالعمل، فلا إيمان بلا عمل، ولا عمل بغير إيمان، وإذا كان العمل عبادة فلا تعارض بين العمل والعبادة .
منقوووووووول
توقيع : ابن الشام |
يا أيهـا الملك الذي لمعالم الصـلبان نكس جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس كل المساجد طُهِّرتْ وأنا على شـرفي أدنس حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنّا الى الله راغبون |
|