السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس صحيفة مجلة سوبر ارينا المصريه الاستاذ محمد حافظ
كتب هذا المقال يتكلم فيه عن الدروس التي قدمها الإتحاد .. ولابد على الجميع أن يعيها في كرة القدم خصوصاً منتخب مصر قبل لقائه مع الجزائر ..!
أقرؤا ماكتبه الأعلام المحايد ..
دروس الإتحاد
يتعلم الإنسان كل يوم شئ جديد يزيد به معارفه وخبراته وبالتالي تتزايد نجاحاته والناجح لا ينظر لفوارق ويستعلى على التعلم فليس مهماً من اى شئ نتعلم المهم هو أن نتعلم فقط "نتعلم" .
قدم فريق اتحاد جده السعودي عرضاً خيالياً أمام ناجويا جرامبوس الياباني في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أسيا محولاً تأخره بهدفين إلى فوز ساحق بسداسية.
وأدعو الجهاز الفني للمنتخب الوطني المصري وهو مقبل على موقعة مصيرية بتصفيات كأس العالم ضد منتخب الجزائر أن يشاهد تلك المباراة ويعرضها على لاعبيه مرات ومرات فالمباراة كلها عبر ودروس يحتاجها الفريق المصري عند مواجهة نظيره الجزائري مع الفرق الكبير بين المواجهتين في كل شئ ،لكن المهم هو الدروس المستخلصة وليس المقارنة فالغرض هنا هو التعلم وليس المقارنة لان لا وجه للمقارنة مطلقاً في كافة التفاصيل. فوجه الشبه أن اتحاد جده كان يريد الفوز العريض تحسباً للقاء العودة باليابان وأحداث المباراة أجبرت لاعبي الاتحاد على ذلك أكثر وأكثر والمنتخب المصري يدخل مباراة الجزائر وهو محتاج لتسجيل ثلاثية تؤهله لجنوب أفريقيا وقد نواجه خلال اللقاء أحداثاً شبيهه فكيف نتعامل معها.
أهم ما استخلصته من تلك المباراة هو نوعان من الدروس الأول درس شديد التنوع والكثافة للجهاز الفني واللاعبين ودرس أخر مُركز للجماهير المصرية.
نبدأ مع دروس المباراة للجهاز الفني واللاعبين فقد بدأت المباراة بسيناريو رائع لأصحاب الأرض بطرد مدافع الفريق الياباني بعد 5 دقائق من البداية وهو ما يفتح الطريق أمام الاتى لتسجيل فوز عريض ولكن الضيوف ناقصي العدد نجحوا في التسجيل فتماسك أصحاب الأرض ليعادلوا النتيجة عن طريق احمد حديد ولكن التسرع بدأ يظهر على لاعبي الاتحاد بحثاً عن التعزيز وهاجموا دون وجود تأمين دفاعي جيد، فمُنى مرماهم بالهدف الثاني عن طريق فريق يلعب بعشر لاعبين واستمر تسرع لاعبي الاتحاد وتوترهم فطاشت كل تسديداتهم بعيداً عن المرمى الياباني لينتهي الشوط الأول بخسارة الاتى أمام جماهيره التي ملئت إستاد الأمير عبد الله الفيصل عن آخره بنتيجة 2/1..
جاءت تعليمات جابريل كالديرون بين الشوطين للاعبيه بالهدوء لينزل فريق مختلف تماماً في الشوط الثاني فريق يبحث عن التعادل أولاً على ملعبه عن طريق اللعب السريع بدون تسرع عن طريق تنويع الهجمات ما بين اللعب على الأطراف والاختراق من العمق والتسديد من مختلف الزوايا مع الضغط المستمر على الخصم في وجود غطاء دفاعي جيد، لتبدأ الأهداف الاتحادية عن طريق الخارق محمد نور الذي يسجل الهدف الثاني للاتي ليظل التعادل قائماً والوقت يمر حتى وصلت المباراة للمنعطف الأخير وهى أخر ربع ساعة فلم يفقد لاعبوا الاتحاد الأمل وواصلوا الهجوم بسرعة وفاعلية وبدون تسرع واكرر مرة أخرى "بدون تسرع" حتى نجحوا في تسجيل هدف التقدم الأول في الدقيقة 76 والذي تابعوه بثلاثة أهداف أخرى في أخر 10 دقائق منهم هدفان في الوقت المحتسب بدل من الضائع فسجل نور في الدقيقة 91 وسجل الشرميطى في الدقيقة 93، لينهى الاتحاد المباراة فائزاً 6/2 بعد أن انهي الشوط الأول خاسراً 2/1!!!.
إذا ً نستخلص التالي من تلك المباراة:
- التسرع غير مطلوب و السرعة مطلوبة والفارق بينهم شعرة.
- الاندفاع الهجومي بدون تأمين دفاعي محكم غير مطلوب بالمرة.
- التركيز في التمريرات الحاسمة وهى التمريرات التي تأتى في الثلث الأخير من ملعب الخصم وهى مشكلة يعانى منها اللاعب المصري فالتمريرة الحاسمة إذا نفذت بشكل سليم تسفر عن هدف وإذا لعبت بعشوائية وتوتر ودون اهتمام تسفر عن فرصة لم تكتمل.
- الضغط المستمر على الخصم بكل الخطوط التي لابد أن تلعب بشكل متقارب دون أعطاء اى مساحات لتنفيذ الهجمات المرتدة.
- الاستغلال الأمثل للفرص بالتركيز أمام المرمى ففريق ينجح في تسجيل 5 أهداف خلال 45 دقيقة وهو خاسر على أرضه يعد أمر غير معتاد.
- الإصرار على التسجيل ولنا في هدف نور الخامس عبرة وهو منبطح أرضاً ليتابع تسديدته التي ارتدت من العارضة ليسجل برأسه وكأنها قدمه مما يدل على قمة الإصرار ، وأيضاً التونسي أمين الشرميطى الذي لعب كمهاجم صريح طوال اللقاء ومطلوب منه أن يسجل أهداف وفشل في ذلك ولكنه ظل يحاول ويحاول دون يأس حتى نجح في التسجيل في الدقيقة 93 .
* الدرس الأخر للجماهير المصرية التي ستملئ إستاد القاهرة عن آخره كان من جماهير مدينة جده التي لعبت دور غير عادى في عدم استعجال اللاعبين مطلقاً ومؤازرة اللاعبين علي الرغم من تأخر الفوز للربع ساعة الأخيرة، إلا أن جمهور الاتى ظل يشجع بقوة وحماس وأجمل ما أظهره جمهور الاتحاد هو تشجيع اللاعب الذي يهدر فرصة بدل من مهاجمته ولم تصدر منهم الهمهمات المعتادة كلما أضاع لاعب فرصة فكان جو الملعب مهيأ للاعبي الاتحاد للإبداع والتألق وهز الشباك 6 مرات.
لذلك أتمنى من الجهاز الفني عرض تلك المباراة على لاعبي المنتخب المصري الذين نثق بهم تماماً لعبور عقبة الجزائر الصعبة نحو التأهل لكأس العالم بأذن الله أما الجمهور المصري فاعرف أنهم قدر المسئولية ويعرفون تماماً المطلوب منهم خلال المباراة وأنهم سوف يتحكمون في إيقاع المباراة بتشجيعهم المستمر والذي نتمنى إلا يخفت صوته طوال 90 دقيقة بمشيئة الله .