الخط الاحمر

[فراشة الحرية]

متى تتحرر الأقلام من عبودية أنامل العقول الغبية
الخط الاحمر
.................................................. ........
من البديهيات التي لاتحتاج الى دليل او برهان ان العقل هو الدليل الى الطريق الصحيح والآمن وهو المرشد الى سبل الفوز والنجاح..
ولكن ما نشاهده من تخبط وارتباك وعشوائية في التصرف واتخاذ القرار الصائب والسليم عند الساسة العرب يكشف عن حقيقة مرة والم كبير يحز في النفس لدى المواطن العادي من
سوء الادارة السياسية للعرب لمعالجة الازمات والإحداث على الساحة العربية والعجز في القدرة من اتخاذ القرار المناسب لوضع الحلول والمعالجات لتلك الأزمات والاحداث.
الحركة مستمرة والعالم يتغير كل يوم في شأن وهذه طبيعة الكون متحرك الى غاية وهدف يسمو به الى الكمال الانساني ومعالجة النقص والعجز في الممكن والتخطيط للمستقبل وفق القدرات المتوفرة....
لذلك تجد ان اغلب الدول في العالم وخاصة الدول المتطورة
تعطي للتخطيط والادارة اهمية كبيرة في تنمية القوى البشرية
وتحريك الاقتصاد بما يلبي احتياجات المواطنين وبالتالي تطوير الدولة والنهوض بها الى الرقي والتقدم.......
تعتمد اغلب دول العالم الان على راسمال كبير وخطير
يعتبر عصب الحياة والمحور الذي تدور حوله رحى التطور الا وهو العقل وما يصطلح عليه الان بالتنمية البشرية..
لذلك انتبهت مبكرا الى اهمية التعليم ودوره في تعزيز رصيدها من هذا الراسمال الذي لايعرف الحدود
وانتبهت مبكرا ان الانسان طاقة كبيرة يستطيع ان يحرك الجبال من مواضعها اذا عرف كيف يستغل عقله وعلمه للقيام بهذا الدور الخطير...
والسؤال الان اين موقعنا نحن العرب من هذا الصراع؟؟
وماذا عملنا لاستغلال الامكانيات والعقول لدينا..؟؟
وكيف نخطط لذلك؟؟
لازال العرب وللاسف تعيش في عالم الماضي والتاريخ والامجاد ولازال العرب تتغنى بالفتوحات العظيمة؟؟؟
لم تستطع ان تعيش الحاضر ولم تفكر بالمستقبل.....
ولازال الساسة العرب نيام في غفوة هانئة من التاريخ
والماضي ولازالت تحلم شهرزاد بقبول ورضى شهريار
وتروي له قصص وحكايات الف ليلة..وبطولات ابازيد
والزير سالم وعنترة وكرم حاتم والقصائد المعلقة.....
لازال العرب تعيش كنا......ولم يفكروا بما سنكون
وهنالك فرق كبير بين من يعيش في كنا وبين من يعيش في ما سنكون........
لو تمعنا قليلا في مقومات التطور لدى اغلب الدول في العالم
سنجد انها تفتقر الى تلك المقومات الاساسية وهي التاريخ والجغرافية والقوى البشرية والثروة والقدوة الا ما ندر.ونحن العرب نمتلك اكبر واعظم المقومات الاساسية للتطور والرقي........
من حيث الجغرافية نمتلك اخطر واهم موقع استرتيجي في العالم وتحتوي الارض العربية في باطنها على ثروات ضخمة
لاتنفذ الا ما شاء الله.........
اما من حيث التاريخ فلازالت الدول تحسدنا على تراثنا وتاريخنا الزاخر بالعبر والدروس العظيمة اما من حيث القدوة يكفينا فخرا انه منا رسول الانسانية الرسول الاكرم محمد بن عبد الله(ص) اما من حيث الفكر والعقيدة عندنا الاسلام وما ادراك ما الاسلام واعظم كتاب هو القران
واعظم تراث وهي السنة النبوية........اما القوى البشرية فالحمد الله بلا حسد .........
ويبقى السؤال اين نحن الان وما موقعنا على الخارطة العالمية؟؟وما هو دورنا الانساني في هذا العالم المتحرك والمتغير؟؟
لازال العرب لاتعرف او تريد ان لاتعرف اين العلة واين المرض بل اقول وانا مطمأن انها تتغافل عن ذلك...؟؟
كل واحد منا اذا شعر يوما ما بعلة اصابت جسده فبالتاكيد
انه يسارع فورا الى الطبيب لتشخيص العلة واخذ العلاج الشافي لها وهذا يحتاج من المريض اخبار الطبيب بموقع الالم والمرض لان الطبيب مهما تكن حذاقته يحتاج الى ذلك من المريض نفسه لتحديد مكان الالم والمرض..
اما نحن العرب فنحاول ان نوهم انفسنا باننا اصحاء او حتى اذا حاولنا معالجة المرض ولكن بعد فوات الاوان ونذهب الى الحكيم لم تسول لنا انفسنا اخباره بمكان العلة....
لذلك يكون العلاج ليس في محله ولايظهر مفعوله ونتظاهر باننا والحمد الله عوفينا من امراضنا...واصبحنا اصحاء
وينطبق هذا المثل البسيط على الاقلام العربية والاعلام العربي.......
الاعلام العربي واخص بذلك ما يسمى بالمثقفين والمفكرين العرب لم يحاولوا ان يشخصوا مكان العلة او المرض اما لبلادة العقل وضعف الفكر واما ادمنا الفراش والنوم على الاسرة في ردهات المشافي .......
ونعيش في دوامة المسكنات واقراص الاسبرين لتسكين وجع العقول المريضة........
نحن هنا لانحارب الاقلام المادية فهي الة لاذنب لها بل نحارب الاقلام المعنوية التي تخدعنا في كل يوم بادوية انتهى مفعولها منذ زمن بعيد واصبحت سموم قاتلة تضر العقل والجسد..........
نحارب العقول الجامدة التي لاتفهم ابجدية التفكير الصحيح
نحارب اشباه المثقفين وانصاف الفكرين الذين ملأوا السكون ضجيجا نحارب وعاظ السلاطين ومنابر الاحباط والياس
ويبقى السؤوال متى تتحرر الاقلام من انامل العقول الغبية؟؟