المنتدى :
الحضارة الفارسية
مكتبة طهران: صـرح الحضارة الفارسية
تشكل المكتبة الوطنية في طهران أحد أهم الصروح الثقافية في الحضارة الفارسية، وربما تصنف الثانية في الشرق الأوسط، بعد مكتبة الإسكندرية، أو توازيها أهمية.
تمتد المكتبة على مساحة ١٠٠ ألف متر مربع، وتتألف من ثمانية طوابق، وتضم في عضويتها ٥٠ ألف شخص، بينهم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
يؤمها يوميا نحو ١٨٠٠ شخص، وهي لا تقفل سوى ثلاثة أيام في العام: في عاشوراء، وفي ذكرى وفاة الإمام علي بن أبي طالب، وفي عيد النوروز.
أشرف على بناء المكتبة مهندسون إيرانيون، شيدوها على الطراز المعماري الفارسي، وذلك بعد جولات استطلاعية قاموا بها على المكتبات الكبرى في العواصم الأوروبية.
تدخل المبنى عبر باحة كبرى، تتوسطها بركة مياه يسميها الإيرانيون "بحرة"، ويقوم البناء على طابق أول بسيط لا يلبث أن يتسع كلما صعدت من طابق إلى آخر. وتضم المكتبة كل المؤلفات المحلية الأجنبية المكتوبة وغير المكتوبة حول إيران والإسلام، باللغات الفارسية والعربية والانكليزية، إضافة إلى الدوريات والملازم، والأشرطة الصوتية والتصويرية والوثائق الإلكترونية، والمنسوخة ضمن نظام رقمي.
وتحفل المكتبة بنحو ٢٥ ألف مخطوطة ونسخ نادرة من الكتب باللغتين الفارسية والعربية، و٢٦ ألف مجلد من الكتب المطبوعة حجرياً، وقد تم تصنيف ما لا يقل عن ١٣٥ مخطوطة وكتاب فيها على أنها من الكتب النفيسة عالميا. وبينها صفحة مدونة من القرآن الكريم، منسوبة إلى الإمام الحسن بن علي، وأخرى منسوبة إلى الإمام علي الرضا.
كما توجد أولى المدونات التي عثر عليها لرباعيات الخيام، ونسخ تتضمن شروحا للصوفي إبن عربي، والشيخ بهاء الدين العاملي الملقب بالبهائي (الذي انتقل من جبل عامل إلى إيران)، وسيرة إبن هشام (عمرها ٨٠٠ عام).
مكتبه الاسكندريه
كما تضمّ رفوف المكتبة نسختان ضخمتان من القرآن الكريم، صنعت صفحاتهما من قماش خاص، وكل صفحة منها مكتوبة بأحرف مختلفة. هذا فضلاً عن هيكل بشري عمره ٨٠٠ عام، ويتضمن الأوعية الدموية والجهاز الهضمي، ويستدل منه على وجود طب متطور في إيران، في تلك المرحلة.
تشرف على عمل المكتبة هيئة تتألف من ١٣ لجنة، تضم ٦٠ خبيرا يعملون على رصد الكتب والمراجع الأجنبية، ويتم حاليا حفظ ما يقارب المليون و٥٠٠ ألف مجلد من الكتب باللغات الفارسية والعربية والانكليزية والفرنسية والروسية ولغات أخرى. وتضم المكتبة أيضاً قاعة خاصة بالأطفال والفتيان، وأخرى لذوي الحاجات الخاصة الذين وضعت لهم أجهزة كمبيوتر خاصة للقراءة والكتابة. وقد أطلقت على قاعاتها أسماء أوائل الفلاسفة والباحثين في الحضارة الفارسية، بينها قاعة الخوارزمي التي تهتم بالعلوم والتقنيات، وابن سينا الخاصة بالعلوم الإنسانية، والفارابي الخاصة بالعلوم الاجتماعية، وخوجة نصير الدين طوسي الخاصة بالوثائق والمخطوطات النادرة، والشهيد مطهري الخاصة بالدراسات الإيرانية والإسلامية.
ويرأس المكتبة حاليا مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية علي أكبر أشعري. وقد ترأسها في وقت سابق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، في ما يدلّ على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة لعمل المكتبة، وهي تعد حاليا فيلما وثائقيا خاصا بها سيصدر قريبا.
وبمناسبه المكتبات والكتب معدل فقد تبين ان قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام
|