الموضوع: عناصر الثورة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-2011, 01:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
جوال سريع
اللقب:
مطرود طرد الكلاب الضالة
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 3695
المشاركات: 1,033 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
جوال سريع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدى المواضيع العامة
في عناصر الثورة المضادة داخليا وخارجيا

في عناصر الثورة المضادة داخليا وخارجيا

لاريب اننا ازاء تركيب معقد تولد عن ثورة مفاجئة ولكنها قوية ومتماسكة وحديدية ولذا استنتج اكبر المثقفين المخضرمين ان ثورة الكرامة في تونس
فريدة من نوعها كيفا وكما ومراحلا ومنطلقات فلاهي تحتذي انموذج الثورة الفرنسية ولا الثورة الامريكية ولا الثورة البلشفية ولاحتى الثورات الشعبية العربية تحريرية كانت او انتفاضية
ولم يستطع أي تحليل سياسي او فلسفي او اجتماعي او اقتصادي او امني ان يستشرف افقها بل وتوقف عن متابعتها واكتفى بمتابعة الاحاث والتعليق عليها ولما كان التحليل قاصرا عن فهم ميكانيزمات الثورة وفهم مفاعيلها ومحركاتها العميقة فقد خرج المحللون عن صرامة القراءة الاكادمية او الاخبارية لينساقوا الى مواقف ذاتية لاتخفي الانبهار او الاعجاب او التعجب فهي ثورة الانزياح والعدول بامتياز استطاعت ببراعة ان تفلت من الاسيجة الثلاثة التي تقتل الثورات وهي=
1/سياج الاحتواء=فقد كسرت الوعود الزائفة للطغيان ومحاولات المراوغة والاستدراج
2/سياج الانقلاب=فقد فرضت واقعا استثنائيا واستفادت من تحييد الجيش وعسكرة الثورو
3/سياج التخريب =فهي تحركت بسرعة لتوجه الجماهير الهادرة الى لجان امن متيقظة
انها معجزة تونسية من الطراز الاعجب في التاريخ ولذا فهمها المحللون على هذا المستوى
ولكن تعقيد الثورة الحيوي سيصطدم بتعقيد اخر وهو الواقع الاشد تعقيدا
فالثورة التي لاتهزم وتحقق اهم مراحل فعلها الثوري باسقاط الطغيان لاتهزم الا بثورة مضادة قد تكون اكثر مراسا وعنادا من الثورة وقد لاتستطيع الثورة الاولى قطع اصابع العنكبوت لمن يريد اغتيال الثورة مستغلا الزمن والدعم وذوبان الثورة داخل الدولة والسياسة ونحن نرى عناصر الثورة المضادة داخليا وخارجيا

1/العناصر الداخلية للثورة المضادة=
أ/الحزب الحاكم والنظام الباقي=بما ان ثورة الكرامة في تونس لم تكن انقلابا على الاسس الايجابية للدولة الجمهورية وارادت ان تكون جمهورية ثانية بغطاء ثوري فانها التزمت ضمنا بقواعد اللعبة الدستورية فحضر الفصل 57 بعد ان فرض الالتزام بالدستور ومن ثمة فلابد من رئيس مؤقت وحكومة يعينها فبقي القرار السيادي بيد الطغمة الدكتاتورية رغم اقصاء الدكتاتور ولكن هذه الدكتاتورية تعلم جيدا انها زائلة وان الحصن الذي ينقذها هو الحزب المؤتمن على نظام القهر فهي تحارب لابقائه بكل قوة فهو الوحيد الكفيل بعد رص صفوفه وتغيير اسلوبه واعادة هيكلته بالاستيلاء على الثورة ومشكله هذا الحزب ليست تنظيمية كما يفهم الكثير من المناصلين الوطنيين فهو حزب تمرس بالتنظيم ولكن مشكلته الكبرى الان هو المنهج والتفكير واعداد خرائط الطريق وهو قادر على ذلك عبر كوادره الموجودة في الدولة التي تريد ربح الوقت وتهدئة الامور
ب/الاجهزة البيروقراطية للدولة=
ان هذه الحلقة مغيبة بشكل مدروس من بقايا النظام ومجيرة بشكل جيد لتظل خفية ذلك ان الادارات المركزية والجهوية بيد ظغمة من الفاسدين والانتهازيين
المرتبطين عضويا بحزب الدستور واداريا بالنظام الدكتاتوري وعمليا بالفساد الاكبر
واخطر الاجهزة البيروقراطية هم البيروقراطية التنفيذية من عمد ومعتمدين وولاة
ورؤساء بلديات ومديرين جهويين لمختلف القطاعات ولكن هذه البيروقراطية ليست في الجهازالتنفيذي فحسب بل في السلطة القضائية الخطيرة ايضا وبدرجة اقل حدة في المجلسين التشريعيين ورغم تفطن البعض الى هذه الرموز القائمة فان خطرها على الثورة هو التعطيل والتمييع واثارة التناقضات وتجميل صورة النظام الدكتاتوري
ج/القوى المضادة للخيار الديمقراطي
لعلها العنصر الخفي الحاضر فهي تيارات فكرية ودينية واجتماعية وحزبية ربما انصهرت في اتون الثورة لان الافق مشترك جامع ولكن هذه القوى ثائرة وليست متحررة ولا ديمقراطية فهي ضد حرية التعبير والصحافة والحريات العامة والخاصة
لانها ضد الاختلاف اصلاوربما يحملنا المعجمالمتضاد الى ثوريةدكتاتورية مفارقة مرة اذا

هذه هي العناصر الثلاثة الداخلية للثورة المضادة وسنواصل رصد العناصر الخارجية ان شاء الله









عرض البوم صور جوال سريع   رد مع اقتباس