الموضوع: السامريون
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2012, 02:51 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو فتحي
اللقب:
مدير عام سابق
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 2821
المشاركات: 531 [+]
بمعدل : 0.10 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو فتحي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر Skype إلى ابو فتحي

المنتدى : الحضارة اليهودية
السامريون


السامريون هم السلالة الحقيقية لشعب بني اسرائيل، هم غصن شجرة الآباء الذي جار عليهم الزمن بنكباته وملاحمه، مؤلفين بتاريخهم ملحمة من أقسى الملاحم التي عرفها التاريخ، هم اشعاع القدماء الذين لم يغادروا الأراضي المقدسة منذ قدومهم الى أرض فلسطين قبل ثلاثة آلاف وستمائة وستة وأربعين سنة.

مقدمة
منذ القرن السادس عشر، بدأ الاهتمام من قبل المستشرقين الاوروبيين بمعرفة السامريين، بعد ان ساد الاعتقاد أن السامريين انقرضوا من على وجه البسيطة. ولما أصبح للسامريين انتاج علمي وافر تزايد في الثلاث عقود الأخيرة الاهتمام بالسامريين أكثر فأكثر على اثر التقدم التكنولوجي عبر الأجهزة المكتوبة والمرئية والمسموعة الاعلامية. خاصة بعد أن اصبح هناك مؤتمرات عالمية حول الدراسات السامرية، يشارك فيها السامريون، والتي تعقد مرة كل أربع سنوات، وكان أولها في باريس خريف عام 1985.
السامريون هم بقايا شعب قديم، ينحدرون من مملكة اسرائيل الشمالية، ورغم مرور السنين السحيقة في القدم، الا انهم لم يفقدوا هويتهم كشعب قائم بحد ذاته، تمثلهم الآن أصغر وأقدم وأعرق طائفة موجودة في العالم، عاشت وما زالت تعيش على أرض فلسطين، وعلى الرغم من أهمية هذه الطائفة دينيا، تاريخيا، اجتماعيا وعراقة عاداتها وتقاليدها وثقافتها مع الحضارات القديمة والمتتابعة على الأراضي المقدسة، الا أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الكتاب، الباحثين، المستشرقين، علماء التاريخ والآثار الا في مطلع القرن العشرين.

تاريخهم
كلمة سامري محرفة من الكلمة العبرية "شامري" اي بلفظ الشين سين، والتي تعني محافظ، اي المحافظون على الديانة العبرية القديمة، والذين بقوا امناء لها من سائر بني اسرائيل.
يرجع تاريخ السامريين الى ما قبل 36 قرنا من الزمن، حين قام يوشع بن نون القائد الاسرائيلي الذي خلف موسى بن عمران في قيادة هذا الشعب، بدخول الأراضي المقدسة عند أريحا، وما ان وصل الى مدينة شكيم (نابلس)، حتى صعد الى جبلها الجنوبي "جرزيم" يرافقه العازار بن هارون الكاهن الأعظم لشعب بني اسرائيل، وقاما بنصب خيمة الاجتماع على قمة هذا الجبل المقدس، وتكهن فيها بالوراثة نسل هارون.
ولما كانت رئاسة الكهنوت الأعظم منوطة وراثيا فقط في نسل فينحاس بن هارون، وعندما آلت خلافة الكاهن الأكبر بعد بقي الى ولده عزي، الذي كان يبلغ من العمر عند موت أبيه الثالثة والعشرين، أي قاصرا من الناحية الشرعية، دون سن الثلاثين، الذي عنده يسمح له استلام هذا المنصب الكهنوتي الرفيع، وكان حينئذ عالي الكاهن من نسل ايتامر أخي فينحاس بن هارون، وكيلا على العشور والذبائح والتقدمات، باشراف وتحت مناظرة الكاهن الاعظم على المذبح، وقد اثرى منها وجمع مالا كثيرا، طمحت نفسه الى رئاسة الكهنوت نظرا لتقدمه في السن وصغر عزي، أنف أن يكون خاضعا لعزي وهو دونه سنا، فقال لبطانته وحاشيته لست أطيق ذلك على نفسي، أطلب اليكم ان لا تخضعوا له، وجعل يرشيهم ويحرضهم على العصيان حتى اجتمع اليه عدد كبير من الشعب، عاهدوه ان ينقادوا اليه ويأتمروا بأمره واقسموا له يمين الطاعة والولاء، وذات يوم قدم عالي على المذبح تقدمة دقيق ونسي ان يضع ملحا لما كان عليه من انشغال البال بمآربه، وبخه عزي على اهماله فاغتاظ قوم عالي وانتصروا له، ونشأ خصام امتد لهيبه واتسع، فانشطر بنو اسرائيل شطرين من الناحية الدينية، فلزم عزي بن بقي الكاهن بنو يوسف من اهل شكيم وجوارها عشرة اسباط، وانحاز السبطين يهودا وبنيامين الى عالي بن يفني.

على اثر هذا الخلاف الديني ما بين عزي وابن عموميته عالي على خلفية الكهنوت الأعظم، وانفصال عالي وجماعته واستبداله الجبل المقدس جرزيم بسيلو (شيلو)، التي تبعد خمسة وعشرون كم الى الشمال الشرقي من مدينة نابلس وبنى هيكله فيها، وجعل عالي يبث دعوته بين بني اسرائيل داعيا اياهم ان يأتوا الى شيلو ويشاهدوا المعاجيز والآيات التي تجري هناك، وأخذ عالي معه نسخا كثيرة من التوراة مكتوبة بخط جده ايتامار بن هارون الكاهن، دون ان يغير شيئا من شريعة موسى، الا أنه عمل صندوقا غشاه بالذهب كتابوت العهد، عليه كروبيم وادعى انه التابوت الحقيقي، وانه اتصل اليه بوسائل الهية، بقي عزي في الخيمة في جرزيم. غضب رب العالمين على بني اسرائيل فأخفى الله عنهم خيمة الاجتماع (الهيكل)، الذي كان موجودا على جبل جرزيم بعد 260 سنة من دخول شعب بني اسرائيل الاراضي المقدسة، اطلق عليها بسنوات الرضوان.
قبل أن يتولى عزي الكهنوت الأعظم بتسعة سنوات، تولى قيادة الشعب الملك الاسرائيلي شمشون الجبار، وأثناء ملكه هذا، بدأ الاسرائيليون يختلطون بالأمم المجاورة فأصهروا اليهم واقتبسوا عوائدهم وعباداتهم الوثنية، واتصل الأمر الى الكهنة ففسدوا هم أيضا وفسق كثيرون من بني اسرائيل عن ديانتهم، وكفوا عن استقبال جرزيم في صلواتهم وعبدوا الأصنام، وامتد الفساد حتى آل الأمر الى انخذال شمشون وانتصار الفلسطينيين عليه، ولم يبق ملتزما بالديانة العبرية القديمة سوى اؤلئك الساكنين على جبل جرزيم وما حوله من المدن والقرى.
على الرغم من الانقسام الديني هذا للدولة العبرية، لكنها بقيت موحدة سياسيا الى أن جاء عهد الملك سليمان، أحد عشر قرنا قبل الميلاد (حسب التقويم السامري) الذي بنى هيكله في القدس مخالفا لتعاليم التوراة ومن أجل دوافع سياسية، لأن الدين الاسرائيلي يحرم اقامة الهيكل خارج نطاق جبل جرزيم المقدس، سواء أكان في القدس او خارجها. وبعد وفاة الملك سليمان تولى الحكم ولده رحبعام الملك، ولما رفض الملك رحبعام رفع الضرائب أو حتى تخفيضها على السكان الشماليين من الدولة العبرية، التي كان قد فرضها والده الملك سليمان اثناء بنائه هيكله في القدس، انقسمت الدولة العبرية الى مملكتين، المملكة الجنوبية، مملكة يهودا التي اتخذت من القدس عاصمة لها، والمملكة الشمالية مملكة اسرائيل "السامره" وعاصمتها سبسطية، واصبحت المملكتان متنافستين وأحيانا متعاديتين، وكان لكل منهما أيام ازدهار وانحطاط، وميزان القوى يميل تارة لمصلحة اسرائيل، وطورا الى جانب يهودا.
وجاء الانشقاق الثالث والأخير بين السامريين واليهود، عندما دمر يوحنان هركانوس المكابي هيكل السامريين مرتين على قمة جبل جرزيم، حصل هذا في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، في عهد المكابيين، في سنة 128 ق.م. وفي عام 107 ق.م.
ينتسب السامريون الآن الى ثلاثة اسباط من الاسباط الاثنى عشر، اولاد سيدنا يعقوب، هما سبط لاوي الذي تنتمي اليه عائلة الكهنة، وسبطا ابناء سيدنا يوسف، افرايم ومنشي تنتمي اليه بقية العائلات الاربع الاخرى دنفي، صدقة، مفرج وسراوي.

تعدادهم
عند انقسام الدولة العبرية الى مملكتين، كان عدد سكان المملكة الشمالية (المملكة السامرية) يعد بالملايين، وتضاءل هذا العدد حتى وصل في القرنين الرابع والخامس للميلاد المليون ومائتي الف نسمة، كانوا يسكنون في مدن وقرى كثيرة في أرض فلسطين، من جنوب سوريا حتى شمال مصر، الا ان الاحكام التي مورست ضدهم وما حل بهم من مذابح وملاحقات واكراه للتخلي عن دينهم، اضافة الى الحالة الاقتصادية السيئة التي كانوا يعيشوها، أدت الى تقليص عددهم حتى وصل عام 1917 الى (146) نسمة، أما الآن فيبلغ عددهم (730) نسمة، نصفهم يسكن جبل جرزيم جنوب نابلس، والقسم الآخر يسكن في مدينة حولون قرب تل أبيب.

أركان الديانة السامرية
ترتكز الديانة السامرية على خمسة اركان اساسية هي: وحدانية الله الواحد الأحد، نبوة موسى بن عمران كليم الله ورسوله، التوراة (خمسة اسفار موسى)، قدسية جبل جرزيم، قبلة السامريين ومأوى افئدتهم، واليوم الآخر يوم الحساب والعقاب.

وكل سامري لا يؤمن بالأركان الخمسة هذه، ايمانا أكيدا ثابتا وراسخا غير قابل للشك، لا يعتبر سامريا.

الوصايا العشر
العقيدة السامرية تعتمد على الوصايا العشر التي انزلها رب العالمين على موسى الكليم، على جبل "طور سيناء" هي: لا يكن لك الهة اخرى أمامي، لا تحلف باسم الله كذبا، احفظ يوم السبت، أكرم اباك وامك، لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد شهادة زور، لا تشته زوجة قريبك ولا بيت صاحبك، وقدسية جبل جرزيم الذي اختاره المولى لأقامة عليه الشعائر الدينية.

الشريعة المقدسة (التوراة)
السامريون يؤمنون بخمسة اسفار سيدنا موسى فقط هي: التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية، يملكون اقدم نسخة خطية للتوراة في العالم، ويعود تاريخها الى ما قبل 3633 سنة، وكاتبها الرابع من هارون، ابيشع بن فينخاس بن العازر بن هارون، شقيق موسى عليه السلام، كتبت بعد دخول شعب بني اسرائيل الى الأراضي المقدسة بثلاثة عشر سنة، مكتوبة باللغة العبرية القديمة، والتوراة السامرية تختلف عن التوراة النسخة اليهودية بسبعة الاف خلاف بين كلمة وآية وسورة. أما كلمة التوراة تعني التورية، حيث يجد الانسان فيها كل ما يحتاجه في هذا الوجود.

لغتهم
اللغة السامرية هي اللغة العبرية القديمة، لغة الاشارة والتصوير، كل حرف منها يشبه أحد أعضاء جسم الانسان، لهذا تعتبر أقدم لغات العالم أجمع، تتألف من 22 حرفا، تقرأ من اليمين الى اليسار، وأقرب اللغات الى العبرية القديمة هي اللغة الأرامية والعربية، وجميعهم لغات سامية.
أما اللغة اليهودية فهي لغة اشورية، قام بتغييرها من اللغة العبرية القديمة الى اللغة الاشورية، اليهودي عزرا هسوفير في عهد قائدهم زوربابل قبل حوالي 2300 سنة.

الجبل المقدس "جرزيم"
جبل جرزيم هو الجبل الجنوبي لمدينة شكيم (نابلس)، انه قلب الأراضي المقدسه، حدده الله بسبعة شواهد في الشريعة:
"هو في عبر الاردن، وراء طريق غروب الشمس، في أرض الكنعانيين، الساكنين في العربة، مقابل الجلجال، بجانب بلوطات موره ( سهل بلاطة)، أمام شكيم. (تث 11: 30)
جبل جرزيم هو جبل الفرائض، اختاره الله لتقدم عليه القرابين والعشور والأضاحي بقوله: "في المكان الذي اختاره الله الهكم ليحل اسمه فيه ( تث 12: 11)
وجبل جرزيم خصه الله بالبركة لقدسيته: "فاجعل البركة على جبل جرزيم" (تث 11: 29)
هو احد الاركان الخمسة التي يرتكز عليها الدين السامري، يعتبر قبلتهم ومأوى افئدتهم، بنى ابراهيم عليه السلام مذبحه فيه، واراد ان يقرب ولده اسحق عليه، رأى يعقوب عليه السلام حلمه عليه، أقام القائد يوشع بن نون والكاهن الأكبر العازار بن فينخاس هيكل موسى على قمته، خص الله جبل جرزيم بثلاثة عشر اسما مميزا في الشريعة المقدسة, لكن القدس لم تذكرها التوراة المقدسة ولا مرة واحدة.

الختانة
الختانة عند السامريين عهد قطعه الله مع سيدنا ابراهيم عليه السلام، ومنذ ذلك الوقت والسامريون يحافظون على هذا العهد حيث يختنون المولود الجديد من الذكور في اليوم الثامن لميلاده، ولا يجوز تاخيرها لأي سبب من الاسباب.

الميراث
شرحت التوراة باسهاب الميراث، حيث يوزع الارث عند السامريين بين الورثة بالتساوي وتكون حصة البكر الضعف، وميراث البنت والمرأة السامرية، في الأموال المنقولة لها حقوق الرجل، وأما في الاموال الغير المنقولة فلا ترث اذا كان لهن اخوة. لكن اذا توفي شخص وترك بنات ولم يترك ذكورا، فانهن يرثن بشرط ان يتزوجن من ابناء عمومتهن، كي لا يختل توازن تقسيم الارض المقدسة على اسباط بني اسرائيل.

التقويم
يملك السامريون حسابا فلكيا يعرف (بحساب الحق)، وهو حساب فلكي قمري منقول عن سيدنا آدم حتى يومنا هذا، حاليا متوارث مع عائلة الكهنة. يستهلون الشهر مع تولد القمر، باللحظة التي يتولد بها، خلافا لليهود الذين يعتمدون على الرؤيا، اذا حجب القمر الشمس فهذا يعني بأن الشهر 29 يوما "قمريا"، أما اذا حجبت الشمس القمر فالشهر 30 يوما "شمسيا". السنة العبرية مكونة من اثني عشر شهرا قمريا, لكن هناك سبع سنوات كبيسة (ثلاثة عشر شهرا) في كل تسع عشرة سنة. اما ابتداء التاريخ السامري فكان منذ دخول بني اسرائيل الاراضي المقدسة اي قبل 3645 سنة خلت.

الموسيقى السامرية
الموسيقى السامرية هي أنغام ترتل بدون ادوات موسيقية مساعدة، انتقلت من جيل الى جيل عبر 135 سلالة، فولكلور بحد ذاته، تروي حكاية السامريين عبر التاريخ، بأحلى صورها من خلال هذه الموسيقى المجردة والعزبة.

أعيادهم
يحتفل السامريون باعياد التوراة فقط وهي موسمية، وعددها سبعة هي: عيد الفسح، عيد الفطير (العجين الغير مختمر)، عيد الحصاد، عيد راس السنة العبرية، عيد الغفران، عيد العرش "المظال"، العيد الثامن او فرحة التوراة. ومن خلال هذه الاعياد يحج السامريون الى جبلهم المقدس "جبل جرزيم" ثلاث مرات سنويا، اثناء عيد الفسح وعيد الحصاد وعيد العرش.
وليس للسامريين اعياد وطنية او قومية.

صلواتهم
الصلاة عند السامريين هي بمثابة التقرب من الله، تأمل تشفع ابتهال وتضرع، وتقوم مقام القرابين التي كانت تقدم في الهيكل. والسامريون يصلون يوميا صباحا عند الفجر ومساء عند الغروب، وكل منها بسبعة ركعات، (صلوات السامريين ركوع وسجود).
ولقدسية يوم السبت هناك سبع صلوات، يؤديها السامريون في الكنيس السامري، بامامية أحد الكهنة، ولا يجوز للسامري ان يزاول أي عمل يوم السبت مهما كان نوعه، سوى تحضير طعاما باردا.
اضافة الى طهارة الجسم، يسبق الصلاة الوضوء بغسل الاعضاء المكشوفة، ثلاثا لكل منها، مع قراءة آيات مخصصة من التوراة ، على كل عضو تدل على نوعية حركته.

طهارتهم
تعتمد الديانة السامرية على الطهارة، وهي ركن الدين واساسه، فالرجل لا يجوز ان يخرج من البيت الا اذا كان طاهر البدن، وعليه الاغتسال فور عملية الجماع، واذا احدث "استحلم" اثناء نومه، وكذلك اذا لمس من الحيوانات المحرم أكلها أو لمس ميت.
وكذلك المرأة السامرية بالاضافة الى ما ذكر أعلاه، لا يجوز لها ان تلمس الانسان السامري او اي شيء من حاجة البيت اثناء العادة الشهرية والتي تستمر سبعة أيام، تكون فيها منزوية في فراشها الخاص، ويلي ايام طمثها هذا الاستحمام بالماء، أما اذا ولدت ابنا ذكرا فانها تبتعد (41) يوما، لكن اذا ولدت انثى فانها تبتعد (80) يوما، يحق لها فقط الاعتناء بولدها الرضيع، وتستطيع مزاولة وظيفتها وتعليمها خارج البيت فقط.

طعامهم
لا يجمع السامريون في طعامهم روحين على مائدة واحدة كاللحم واللبن، كما لا يجوز اكل اللحوم المذبوحة على غير طريقتهم لان للذبيح عندهم شروطا دينية، اهمها ان يكون القصاب سامريا ملما بتعاليم الشريعة، يعرف المحللات والمحرمات، وان يستعمل سكينا حادا لا يقل طولها عن 25 سم حتى يستطيع الذبح بنحرة واحدة، وان يعرف موقع السكين من رقبة الحيوان، وان يتوجه اثناء الذبح الى وجهة جبل جرزيم، ويجب ان يطمر الدم بعد الذبح . هذا ويأكل السامريون من الطير ذوات الحوصلة وغير مشبكة الاصابع، ومن الحيوانات البحرية ما كان له زعانف وحراشف، ومن الحيوانات البرية ما كانت مجترة ومشقوقة الظلف ، ويحرم ذبح الحبالى من اناث الحيوان.

الزواج
الزواج هو رباط مقدس عند السامريين، معقود على الولاء والاخلاص بين الذكر والانثى، حتى يكون هناك نمط سلوكي مقبول، وممارسة اجتماعية موروثة ومكتسبة لمخالطة ومقارنة للتأهل بها، والتكيف لابرامها، فالحياة الزوجية الشرعية هي النواة لبناء مجتمع افضل، فالانسان السامري لا يكتمل دينه الا بالزواج، الذي يجرى باحتفال يرأسه الكاهن الأكبر او من ينوب عنه من الكهنة، وبحضور جميع أفراد الطائفة في كل من نابلس وحولون، الزواج السامري يمر بثلاث مراحل، خطبة، عقد قران، وزفاف، يتم بعقد وشهود ومهر معجل ومؤجل، غير أن المهر في السنوات الأخيرة أصبح رمزيا في معظم الأحيان. تكاد تكون طقوس الزواج عند السامريين تشبه الى حد بعيد الأعراس الشامية، لأن العديد من العائلات السامرية كانت تسكن في القرون الوسطى في عدة مدن سورية وخاصة العاصمة دمشق.

يحرم على السامري الزواج من الشقيقات والعمة والخالة وابنة الأخ او ابنة الاخت والربيبة وابنة الزنا، ولا يجوز له ان يتزوج من طليقته اذا تزوجت من أحد غيره، ويجوز للسامري ان يتزوج من اخرى اذا كانت هناك اسباب مقنعة لذلك، ولا يحق للسامري أن يجمع بين اثنتين على ذمته من أجل المتعة. أما حالات الطلاق فهي نادرة وتحت شروط، الغير قادرة على القيام باعمال البيت وتربية أطفالها، الجنون، المرض العضال، العاقر والخيانة الزوجية.

الحياة الاجتماعية
يرأس الطائفة السامرية الكاهن الأكبر، وهو من سبط لاوي، أي من عائلة الكهنة والأكبر جيلا, يساعده في مهامه هذه مجلسا كهنوتيا مكون من اثنى عشر كاهنا، وهو الذي يقرر كل ما يتعلق بالشؤون الدينية، كاهنا اكبر لشطري الطائفة سكان جبل جرزيم وحولون.
أما الشؤون الدنيوية يديرهما لجنتان منتخبتان في كل من جبل جرزيم وحولون، لأدارة شؤون الطائفة يرأس كل منهما سكرتيرا، وتنتخب اللجان مرة كل سنتين وبطرق ديمقراطية.
السامريون كانوا وما زالوا، يكونون جسر سلام في الصراع العربي الاسرائيلي، بين طرفي النزاع ازاء المشكلة الفلسطينية. ليس فقط لحسن علاقاتهم مع كلا الطرفين فحسب، بل لأن الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي يجب أن يتخذوا من السامريين عبرة، بعد أن كان المجتمع السامري يعد بالملايين في الماضي، اصبح أصغر مجتمع موجود في العالم، بسبب كثرة الحروب التي خاضها عبر آلاف السنين، والذي لا طائل له فيها، الحرب ليس فيها منتصر ومهزوم، الحرب كلها خسارة للطرفين، والسلام هو سيد الاحكام، وليس هناك افضل من هذا المجتمع الصغير ان تتخذه المجتمعات الأخرى عبرة وعظة من أجل السلام.

السامريون والاسلام
الاسلام هو أقرب الديانات الى السامرية من حيث الوحدانية والطهارة، وصلوات السامريين ركوع وسجود يسبقها وضوء اليدين والفم والأنف والوجه والأرجل.
جاء في القرآن الكريم سورة الأعراف 158 "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون".
وتذكر كتب التاريخ السامري، انه لدى انتشار الاسلام في الجزيرة العربية، توجه وفد سامري برئاسة احد حكمائهم ويدعى"صرمصا" الى النبي محمد عليه السلام، من اجل الحصول على كتاب خطي لأمن السامريين وحمايتهم، فكان له ما اراد، حيث أمر الرسول علي بن أبي طالب بأن يكتب للسامريين عهدا جاء فيه:

"انا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب امرت ان يكتب للسامرة امانا وذماما على انفسهم وعلى ديارهم واموالهم وبيوت عبادتهم وأوقافهم في كل بلادهم وان يسري فيهم وفي ذمم اهل فلسطين بالسيرة الحسنة".
السامريون والمسيحية
لقد ورد ذكر السامريين في العهد الجديد مرات عديدة، وكان موقف المسيح ازاءهم عامة ايجابيا، وأن أهم ما يجمع الديانتين السامرية والمسيحية قاسم مشترك بينهم المحبة والسلام. يطلق المسيحيون على معظم مؤسساتهم الخيرية (السامري الصالح) تيمنا بالسامري الرحيم الذي انقذ المريض من الموت على طريق القدس اريحا(لوقا 1: 25)
والمرأة السامرية التي اسقت المسيح ماء الحياة في بئر يعقوب قرب شكيم ( يوحنا 5: 41)
وكذلك نكران الجميل والاعتراف به بخصوص قصة "العشرة البرص" ( لوقا 17: 11-18).

السامريون واليهودية
يصف اليهود السامريين بالكفرة والكوتيين نسبة الى كوت ( مدينة سومرية أكادية قديمة تعرف اليوم بتل ابراهيم) في العراق، وكذلك اطلق عليهم التلمود البابلي المعارضون والكفار، من أجل هذا جاء اهتمام اليهود بالسامريين، حتى يقفوا على الحقيقة والواقع،على ماذا استند ويستند السامريون بأنهم السلالة الحقيقية لشعب بني اسرائيل، يملكون أقدم نسخة خطية للتوراة، يتكلمون العبرية القديمة، ويحافظون علىالعادات والتقاليد العبرية القديمة، يؤمنون بقدسية جبل جرزيم، ويعتبرون اتخاذ القدس من قبل الملك سليمان مسألة سياسية أكثر منها دينية. والسؤال هل يقفون أمام هذه الحقيقة ...؟
الشعوب الاخرى تهتم بالسامريين لرغبتهم بالتعرف على أقدم وأصغر وأعرق طائفة موجودة في العالم، والتي رغم الأحكام التي مورست ضدهم وما حل بهم من مذابح وملاحقات واكراه للتخلي عن دينهم عبر التاريخ، الا انهم ما زالوا يحتفظون باعرق التقاليد لأقدم العادات.









عرض البوم صور ابو فتحي   رد مع اقتباس