(قـبر سيدنا إبراهـيم عـليه السلام )
بعـد عـودة سيدنا إبراهـيم عـليه السلام من الحجاز إلى فـلسطين حوالي سنة 1900 قـبل الميلاد ، وفي فلسطين اسلم سيدنا إبراهيم عـليه السلام روحه ، ودفـن في مغارة المكـفـيله حيث دفـنت زوجته ساره ، من قـبله ، وبعـده دفن في المغارة نـفـسها إسحاق ولـد سيدنا إبراهـيم ، وزوجته رفِـقـه ، كما دفـن فيه يـعـقـوب بن إسحاق وزوجته لائـقـه أو لـيـئه ( Leah) ، ولم ينسب لسيدنا إبراهـيم الخليل قـبر غـير هـذا الـقـبر الموجود في المغارة ، وقـد أخـذ المؤرخ المشهور الحافـظ بن حجر الهـيثمي بالإجماع والتواتـر عـلى صحة وجود القـبر في المغارة حيث يقـول :
ولم تـُعـلـم مـقـابــرهــم بأرض
يـقـيـناً غـير ما سكن الـرسولُ
وهـو يشير هـنا إلى قـبر رسول الله صلى الله عـليه وسلم بالمنورة يـثرب ، ثم يستطرد الحافـظ بن حجر فـيـقـول :
وفـي حَـبرونَ أيضـا ً تـم غـــار
بــه رُسُـــل كِـــرام والـخـلـيــلُ
وحَـبرونَ هـو الاسم الـقــديم لـمدينـة الخليل بـفـلسـطين ، التي أضحـت قـبر سيـدنا إبراهـيم الخليل عـليه السلام ، ويـؤكـد هـذا الـقـول الأصطخري في الممالك والمسالك فـيقـول : في الجنوب مـدينة صغيرة تعـرف بمسجد إبراهيم عـليه السلام وفي المسجد الذي يجمع فـيه الجمعة قـبر إبراهيم وإسحاق ، ويعـقوب عـليهم السلام صـفـاً، وقـبور نسائهـم صفـاً بحـداء كل قـبر من قـبورهـم قـبر امرأة صاحبه.
كما يقـول ياقـوت الحموي في معجم البلدان : فـيه ( أي الخليل ) قـبر سيدنا إبراهيم عـليه السلام في مغـارة تحت الأرض ، وهـناك مشهـد وزوار ، وقـوام في الموضع ، وضيافـة للزوار ، وبالخليل سمي الموضع ، واسمه الأصلي حبرون ، وقـيل حـبرى .