من خمسة الى ثلاثة دراهم...
 

من خمسة الى ثلاثة دراهم


جاء رجل إلى الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رحمه الله وهو في مجلس علمه يشكوا له ضيق الحال وكيف أن ما يكسبه لايكفيه فقال له الإمام وكم تكسب من أجر في الإسبوع فقال الرجل خمسة دراهم يا إمام فقال له إذهب إلى رب عملك وأخبره أن يعطيك أربعة دراهم فتعجب الرجل وتعجب الطلاب من حول الإمام ولكن الرجل شكر الإمام وذهب.
وعاد الرجل بعد إسبوعين للإمام يشكوا ضيق الحال وعدم كفاية ما يكسب فقال له الإمام هل أخبرت صاحب عملك بأن يجعل أجرك أربعة دراهم فقال الرجل بلا يا إمام وسأله الإمام وهل فعل فقال الرجل بالتأكيد يا إمام حتى أنه سر بذلك أشد السرور ولكنها لاتكفي وهي لم تكن بخمسة دراهم تكفي يا إمام . فقال له الإمام إذهب إليه وقل له أن يجعلها ثلاثة دراهم ؟؟
ثلاثة فقط يا إمام وكيف ذلك أردف الرجل بذهول فأخبره تلامذة الإمام أستمع لما يقوله لك الإمام ولا تجادل وهم أصلاُ مذهولون من قول الإمام ولكنها ثقتهم بإمامهم من دفعتهم لحث الرجل على السمع والطاعة فذهب الرجل وقال أسمع وأطيع إنشاء الله ومرت الأيام ومرت الشهور وصدف بعد عام ونصف أن رأى أحد تلامذة الإمام نفس الرجل بالسوق فقال له السلام عليكم هل تعرفني فقال الرجل نعم ألست أحد تلامذة الإمام أبا حنيفة فقال بلى أين أنت وما هي أخبارك فقال بخير والحمد لله فقال له التلميذ ألم تكن تشكوا ضيق الحال فقال بلى ولكني سمعت قول الإمام وأخبرت صاحب العمل أن يجعل أجري ثلاثة دراهم وهي من يومها تكفيني بل وتزيد عن حاجتي أحياناً فتعجب التلميذ وقال للرجل ياهذا أتهذي كيف لاتكفيك وهي خمسة دراهم وتفيض عن حاجتك وهي ثلاثة فقط فقال له الرجل ألست من تلاميذ الشيخ فقال بلى فقال الرجل فإذهب إلى شيخك وأسئله عن ذلك وتركه وأنصرف.
فلم يتمالك التلميذ أن وصل إلى حلقة ألإمام وأخبره عن الرجل الذي جاء يشكوا ضيق الحال وكيف أن الداهم الثلاث الأن تكفيه وسأل الإمام كيف يكون ذلك يا إمام؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فقال الإمام أبو حنيفة : إن الرجل كان يضهر على وجهه الصلاح والتقوى وحيث أن ما يكسبه لم يكن يكفيه علمت أنه يكتسب أكثر من ما يستحق فكان أن ينفد ماله لآن الله لايبارك له فيه فلما أنقص المال حتى بات يستحق أجره بحق بارك الله له في ماله وزكاه وكثره بالبركة فأصبح الرزق القليل يكفيه ويزيد والأصل في ذلك القناعة وطاعة الله وأولي الآمر من أهل العلم والله أعلم
فإعلم أخي المؤمن إن المال وإن كان قليل ولكنه رزق حلال فإن الله يبارك لك فيه

بارك الله فيك

هنا الّأخ باحث عن الكنوز ومن خلال فهمنا للقصة ان البركة
والقناعة تلعب دورا هاما في المعيشة( اللهم أرزقناالقناعة وبارك لنا في أرزاقنا)
شكرا على هاته القصة الجميلة.

ولتذكيرالله سبحانه وتعالى بإستطاعته أن يغني مافي الكون ولا تتغير غزائنه
كمن يوضع أويغمس إبرةفي وسط البحر ثم يطلعها هل ينقص من البحر
أكيد لا .(فسبحان الله وبحمده)
وكذلك أخر الأنبيأء ممن يحاسبون عندالله في يوم الأخرة هو سيدنا سليمان عليه السلام
أتدرون لماذا لكونه أعطي في الدنيا مالم يوعطى لأحد من بعده
والحديث قياس.
مشكورين على الطرح الجميــل