المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة الزهراء


خولة
30-06-2009, 09:15 PM
فاطمة الزهراء




فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة في العشرين من جمادي الآخرة في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة المكرمة, والنبي له من العمر خمسة وثلاثين عاماً . زوجها هو علي بن أبي طالب .

مولدها

تختلف الروايات في تحديد ولادة الزهراء، فيبلغ أحياناً الفارق في عمرها (على اعتبار الفرق بين الروايات) عشر سنين أو أكثر بقليل! وعند استعراض تلك الروايات نجد أن بعضهم يقول بولادتها قبل البعثة النبوية بخمس سنين،و هو الرأي الثابت عند أهل السنة حيث يقولون أنها ولدت و قريش تبني البيت يوم أخمد النبي بحكمته وفطنتة نار الحرب بين قريش المتنازعة حول من يضع الحجر الأسود المقدس في مكانه؛ فقد بسط رداءه، ووضع فيه ذلك الحجر وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل منهم بطرف الرداء ثم وضعه بيده الشريفة في مكانه، وممن يقول بهذا الرأي الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة [1]، بينما ذهب ابن عبد البر في الاستيعاب والحاكم في المستدرك [2] الى أنها ولدت وعمر النبي أحدى وأربعون عاماً أي بعد سنة من البعثة النبوية.

نشأتها

شهدت السيدة فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقد كان النبي يصلى يومًا بالكعبة وبعض سفهاء قريش جالسون، فانبعث شقى من أشقياء القوم فأتى بأحشاء جزور فألقاها على رسول الله وهو ساجد، فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة فأزالت عنه الأذى. كما كانت أم جميل - امرأة أبى لهب - تلقى الأقذار أمام بيته فيزيلها في هدوء ومعه فاطمة تحاول أن تعيد إلى المكان نظافته وطهارته. وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب ، وأقامواعلى ذلك ثلاثة سنوات ، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه ، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود ، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً.

وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا . وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنا وألما،ووجدت نفسها أمام مسئوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجتهة و عمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر ، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن أمها و زوجته ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.

اسماؤها و القابها

أما تسمية فاطمة فقد قال عنها الخطيب البغدادي (12:331) وابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة 96) بأن الله (سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار)، بينما قال محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى 26) بإن الله فطمها وولدها عن النار.

من القابها


1. الزهراء: لأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية. إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، فإن هناك من يقول أن النبي محمد هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأوراداً خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك[بحاجة لمصدر]

2. البتول: لأنها كانت متبتلة إلى الله أي منقطعة له و لعبادته ؛ فيقال مريم البتول و فاطمة البتول.

و كانت تكنى بام ابيها لما قيل عنها من مشاركتها إياه في همومه ومصائبه بعد وفاة زوجته (أمها) السيدة خديجة.

هجرتها

هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهى في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.

زواجها

تزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد وقعة بدر ( قاله الذهبي ) . وقال ابن عبد البر : دخل بها بعد وقعة أُحد ، فولدت له الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب .

صداقها

أصدق عليّ فاطمة درعه الحُطمية .

خدمتها في بيت زوجها

كانت فاطمة تعمل في بيت زوجها ، حتى أصابها من ذلك مشقّة . قال عليّ: شَكَتْ فاطمة ما تلقى من أثر الرّحى ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم سبي ، فانطلقت فلم تجده ، فوجدت عائشة فأخبرتها ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت لأقوم ، فقال : " على مكانكما " ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال : " ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين ، وتسبحان ثلاثا وثلاثين ، وتحمدان ثلاثا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم ". رواه البخاري ومسلم .

اولادها

أبنائها:

* الحسن.

* الحسين.

بناتها :

* زينب الكبرى.

* أم كلثوم بنت علي.


من فضائلها


روت عن أبيها صلى الله عليه وعليها وسلم. وروى عنها ابنها الحسين وعائشة وأم سلمة وأنس بن مالك وغيرهم ، وروايتها في الكتب الستة . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحبها ويكرمها ويُسرّ إليها . ومناقبها غزيرة ، وكانت صابرة ديّنة خيرة صيّنة قانعة شاكرة لله .

وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن همّ بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال : " والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها " . رواه البخاري ومسلم .

فترك عليٌّ الخطبة رعاية لها ، فما تزوّج عليها ولا تسرّى ، فلما توفيت تزوج وتسرّى رضي الله عنهما ، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه وبكته وقالت : " يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . يا أبتاه أجاب ربا دعاه . يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ". وقالت بعد دفنه : " يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ "

وقد قال لها في مرضه صلى الله عليه وسلم: " إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة ". فضحكت ، وكتمت ذلك فلما توفي صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة فحدثتها بما أسرّ إليها .

وقالت عائشة : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " مرحبا بابنتي " . فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أنه أسرّ إليها حديثاً ، فبكت فاطمة ، ثم إنه سارّها ، فضحكت أيضا . فقلت لها : " ما يبكيك ؟ "، فقالت : " ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم " . فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن . فقلت لها حين بَكَتْ : " أخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين " ، وسألتها عما قال ، فقالت : " ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "، حتى إذا قُبض سألتها ، فقالت إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهلي لحوقاً بي ، ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثم إنه سارّني ، فقال : " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة "، فضحكت لذلك . رواه البخاري ومسلم .

وكان عليه الصلاة والسلام يقوم لها وتقوم له ، ويُقبّلها وتُقبّله .

و كانت شديدة الحياء فجاء أنها قالت لأسماء بنت عميس: " إني أستقبح ما يصنع بالنساء ، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها ". قالت : " يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ "، فَدَعَتْ بجرائد رطبة ، فَحَنَتْها ، ثم طرحت عليها ثوباً . فقالت فاطمة : " ما أحسن هذا وأجمله ، إذا متّ فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخلن أحد عليّ " . قال ابن عبد البر : " هي أول من غُطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة ".


وفاتها

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.

وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ

مسلمة
26-07-2009, 05:39 AM
رضي الله عنها وارضاها


جزاك الله خيرا على طرح سير الصالحين


تحياتي

شيماء وجيه
26-07-2009, 07:45 AM
طرح اكثر من رائع


كل الشكر والتقدير لكم


جزاكم الله كل الخير وجعل هذا النشر فى ميزان اعمالك

خولة
28-07-2009, 02:54 PM
شـكـرا لكم لقد عطرتم صفحتي بردودكم