عفريت
28-04-2012, 06:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه اجمعين ، أما بعد :
في بحث حصري قمت به عن قضية الخروج الجسد....لمحاولة جمع اكثر الأقوال فيه...ولطرح تساؤلات تتعلق بهذا الموضوع...
سنتناول جزئين بعون الله في هذا القسم...لنسلط الضوء على حقيقة هذه الظاهرة التي بحث فيها وسأل عنها الكثير...راجين من الله التوفيق والسداد لتناول القضية وطرحها بطريقة سهلة سلسة لنوصل فكرة قد تقربنا الى حقيقة هذه الظاهرة التي شطح فيها الكثير وضلوا بسببها...ومنهم من وقع في الشرك والعياذ بالله...
وهذا بحث كنت قد كتبته قبل عام من الزمان..
الجزء الأول
" الحقيقة والماهية ، الوقت والكيفية ، الفائدة والتطوير "
( الخروج من الجسد...حقيقة أم خيال )
الخروج من الجسد...موضوع بحث الكثير ومحل الاهتمام للباحثين عن خوارق العادات بصرف النظر عن أسباب البحث فيه...فهي تتنوع من شخص لآخر على حسب معتقده وحسب ما يطلبه..
لكن موضوعنا هنا هو محاولة فهم ما يحدث بتفسير شرعي منطقي...فما هو الخروج من الجسد ؟ ومتى يحدث ؟ وما الفوائد المرجوة منه ؟ وهل يمكن تطويره ليصبح أداة تخدم المصلحة سواء الخاصة او العامة ؟
وسأتكلم هنا عن تجارب شخصية أو نقلا عن روايات المجربين الذين اعرفهم شخصيا...وقد لا ينطبق بعض ما سأقوله هنا مع ما هو منشور على شبكة الانترنت...لان هذا المقال هو اجتهاد شخصي مني وليس نقلا وليس حجة في الوقت نفسه...وقد يصيب كلامي بعض ما هو منشور في شبكة الانترنت أيضا لكثرة المواضيع والكتب التي كتبت في هذا المجال..
فأقول بداية : قضية الخروج من الجسد أو غيرها مما هو خلف أسوار العلم تندرج تحت علم اسماه العلماء " الباراسيكولوجي " أي : " ما وراء علم النفس "...وهي ظواهر لم يقف العلم على دليل حسي ملموس ليختبرها ويفسرها منطقيا مستندا إلى القوانين الفيزيائية وقوانين الطاقة والجاذبية وغيرها...لذلك فكل قول فيها هو مجرد اجتهاد من قائله قد يحتمل الصحة وقد يحتمل الخطأ لأنه ليس هناك مستند شرعي أو أصلي يمكن الاستناد عليه لتفسير هذه الظواهر...كظاهرتنا التي نحن بصدد الحديث عنها أو ظاهرة الجلاء البصري أو ظاهرة الطاقة النفسية المحركة ( تحريك المادة باستخدام العقل ) أو ( العقل فوق المادة ) أو التلباثي ( التخاطر وتوارد الأفكار )
وغير هذه الظواهر التي عجز العلم عن إعطاء تفسير علمي منطقي لها..لذلك تم رميها خلف أسوار العلم فصارت مما وراء أسواره...
ما هو الخروج من الجسد ؟
حقيقة هذا السؤال هو رأس الأمر وهو ما يحير لعدم وجود شيء ملموس ولعدم وجود مستند يرجع إليه..
فهل ما يخرج هو الروح ؟ وما الدليل على ذلك ؟ وكيف يمكننا الحكم على أن ما يخرج هو الروح ونحن لا نعرف حقيقة الروح أصلا ؟! قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء : 85]...والحكم على الشيء فرع عن تصوره..فكيف نثبت خروجها ونحن لا نعلم ماهيتها ؟...لكن عدم علم ماهيتها لا يعني أنها ليست ما يخرج..قال تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر : 42]...فنلاحظ هنا الوصف القرآني الذي في ظاهره يحكي عن قبض النفس أو إرسالها...فهل ما يخرج إذن هو النفس وليست الروح ؟؟ في كثير من التفاسير جاء ذكر أن المقصود هو الأرواح أي أن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى فيمسك الله أرواح الأموات في عالم برزخها ويرسل الأخرى إلى أجساد أصحابها لاستكمال آجالها...إذن عندنا خروج إما روحي وإما نفسي لكن نعود ونقول لا نعلم ماهية النفس ولا ماهية الروح فكيف يمكن الجزم بإحداهما ؟ هذا من منطلق شرعي...أما إن جئنا للجانب الآخر المقابل للشريعة وهو التنجيم والفلك والسحر والشعوذة فنجد أنهم يدعون وجود ما يسمى بـ " الجسم الأثيري " !! وهو جسم مرتبط بالنجوم السبعة أو الأفلاك السبعة وهو جسم موافق للجسم الأرضي وغير ذلك!! وعند حصول التأمل والاسترخاء فان الجسم الأثيري يخرج من الجسم المادي الأرضي ويشاهد ما يشاهده..طبعا وبلا شك الجن والشعوذات تتدخل في هذه القضايا.. واعتقاد تأثير الأفلاك والكواكب والنجوم في الأرض وعلى الأجسام قد يدخل الانسان في الشرك من حيث لا يعلم والعياذ بالله...فلا مصرف ولا مدبر ومؤثر إلا الله عز وجل سبحانه...ليس لمخلوقاته أو كواكبه أو نجومه تصريف أو تأثير والعياذ بالله...فالحذر الحذر من بعض الممارسات التي يلبس الشيطان فيها على الإنسان فيدخل فيها في متاهات شركية قد تودي به إلى نار الجحيم...وكثير من حالات الخروج للأسف مرتبطة بالجن والشياطين والشعوذات...وهذا ما ليس مجال بحث هذا المقال...إذن الخلاصة: هل ما يخرج روح ؟ أم نفس ؟ أم عقل باطن وأفكار ؟ وما الدليل ؟ وما ماهيتها ؟.......الله أعلم..
متى يحدث الخروج من الجسد ؟
يحدث الخروج من الجسد في عدة حالات كما هو مبين في كثير من الكتب التي تحدثت عن هذه القضية...فيصفها الباحثون فيها بأنها حالات قريبة من الموت أو ما بين النوم واليقظة يحدث فيها الخروج أو حالات الأحلام عندما يعلم صاحب الحلم انه يحلم فبإمكانه حينئذ الخروج من جسده أو في حالات الاسترخاء والتأمل التي ذكرناها سابقا أو بممارسة بعض الرياضات كاليوغا وأشباهها لتحصيل الطاقة والتأمل فيها وتخيل سلم أو حبل أو أي شيء آخر ثم إخراج الجسد بواسطتها...لكن سأتكلم هنا عن تجارب شخصية....بداية لم يحصل لي خروج كامل منذ بداية يحثي في هذا الموضوع..أكون على أبواب الخروج أو اخرج قليلا ثم أعود وانتبه...لكن الحالات التي رأيت نفسي فيها شبه خارج من جسدي هي حالتنا رئيسيتان : النعاس الشديد والأحلام...ففي النعاس الشديد وقبل حصول النوم يشعر الإنسان بحالة إرهاق شديدة جدا بل وحالات هذيان أحيانا تسبق النوم أو الدخول الحقيقي في النوم...هذه الفترة ما بين بداية الدخول في النوم وقبل الاستغراق فيه هي الفسحة للخروج..فكنت أغمض عيني للنوم لكن استطيع الرؤية من أمامي وكأنني لا أزال فاتحا عيني!! أستغرب أحيانا ثم أعود وانتبه فاستيقظ من هذه الحالة وقد تكررت معي مرارا...وفي الحلم حصل لي خروج مرتين فكنت أشاهد نفسي أقوم بالأعمال وانأ اعلم أنني أحلم يحيث يكون مني نسختان..نسخة تعمل ونسخة تشاهد وانأ أكون النسخة المشاهدة...قد يكون هناك طرق أخرى كتبت أو وضعت في الكتب لكن تناولنا أهمها باختصار...
ما الفوائد المرجوة من الخروج من الجسد ؟
أعتقد هذا يختلف باختلاف الممارس له واختلاف عقيدته ورؤيته وما يستند إليه...فبعضهم ممن يكون خروجهم عن طريق الجن والشياطين يخرجون به ليلبسوا عليه ويأمروه بالمعصية وغير ذلك مما ليس مشروعا في ديننا.. وبعضهم يخرج لتحقيق مآرب شخصية ورؤية ما خفي عن جسده المادي وبعضهم يخرج لرؤية ما تحت الأرض وخلف الجدران وغير ذلك...وبعضهم الآخر لمجرد العلم والمعرفة وحب الفضول لا أكثر...والموضوع فيه بعض التفصيل لكن ليس هذا مكانه..
وأخيرا : هل يمكن تطوير الخروج من الجسد ليصبح أداة تخدم المصلحة سواء الخاصة أو العامة ؟
أعتقد وبحكم الاستماع للمجربين أنه يمكن ذلك...لكن بضوابط معينة وبحاجة لخفة ومهارة عالية ويجب أن تكون جميعها مرتبطة بسلاح العلم..فهذا علم...والناس تتفاوت في هذه العلوم من حيث العلم بها ومن حيث المعلم...فلا شك أن أصدق العلوم وأشرفها وأنجعها هو العلم الذي مصدره رب العزة والجلال وهو ما يعلمه الله لعبده ان رأى منه صلاحا وتقوى..فهذا خلق الله وعلمه وكونه وقوانينه جل في علاه..يعلم أسرارها لمن يشاء كيف يشاء لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون...قال تعالى ( ...... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 282] وقال أيضا جلا في علاه ( ... وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء .... [البقرة : 255] وحكى عن عبده الذي علمه فقال (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) [الكهف : 65] ...وصاحب هذه العلوم والخوارق ينظر إلى وقوفه عند امر الله ونهيه فهناك أولياء للرحمن وأولياء للشيطان وفرق بين كرامات الرحمن وبين تلبيسات الشيطان...فقد يتعلم الإنسان علما يوصله إلى إمكانية تناول الأشياء أو كشف بواطن الأرض أثناء خروجه من جسده وهذه درجة عالية...وكما قلت بداية هذا مقال يعبر عن رأي كاتبه فقط أي عن رأيي...قد يقبل الصحة وقد يقبل الخطأ وليس حجة أو إلزاما..لكن هذا ما وفقنا الله لكتابته فلله الحمد والفضل والمنة أولا وآخرا وأبدا....
خاتمة الجزء الأول :
سيظل هذا الموضوع لغزا ما لم يوصلنا متوسم متفرس في الآيات والشواهد إلى مستندات شرعية أصيلة نرجع إليها لنستطيع تقريب ما يحدث فعلا أثناء حدوث هذه الظواهر...وفوق كل ذي علم عليم...ولحين حدوث ذلك يرد العلم إلى من ينتهي عنده العلم المطلق الكامل علام الغيوب عالم الغيب الشهادة العليم الخبير...الله لا إلا إلا هو...والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..
وسنضع النقاط على الحروف في الجزء الثاني ان شاء الله.....فكونوا في انتظارنا
ملاحظة هامة : لا أبيح نقل هذا البحث ونسخه إلا بذكر المصدر وكاتبه....والله على كل شيء شهيد..
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه اجمعين ، أما بعد :
في بحث حصري قمت به عن قضية الخروج الجسد....لمحاولة جمع اكثر الأقوال فيه...ولطرح تساؤلات تتعلق بهذا الموضوع...
سنتناول جزئين بعون الله في هذا القسم...لنسلط الضوء على حقيقة هذه الظاهرة التي بحث فيها وسأل عنها الكثير...راجين من الله التوفيق والسداد لتناول القضية وطرحها بطريقة سهلة سلسة لنوصل فكرة قد تقربنا الى حقيقة هذه الظاهرة التي شطح فيها الكثير وضلوا بسببها...ومنهم من وقع في الشرك والعياذ بالله...
وهذا بحث كنت قد كتبته قبل عام من الزمان..
الجزء الأول
" الحقيقة والماهية ، الوقت والكيفية ، الفائدة والتطوير "
( الخروج من الجسد...حقيقة أم خيال )
الخروج من الجسد...موضوع بحث الكثير ومحل الاهتمام للباحثين عن خوارق العادات بصرف النظر عن أسباب البحث فيه...فهي تتنوع من شخص لآخر على حسب معتقده وحسب ما يطلبه..
لكن موضوعنا هنا هو محاولة فهم ما يحدث بتفسير شرعي منطقي...فما هو الخروج من الجسد ؟ ومتى يحدث ؟ وما الفوائد المرجوة منه ؟ وهل يمكن تطويره ليصبح أداة تخدم المصلحة سواء الخاصة او العامة ؟
وسأتكلم هنا عن تجارب شخصية أو نقلا عن روايات المجربين الذين اعرفهم شخصيا...وقد لا ينطبق بعض ما سأقوله هنا مع ما هو منشور على شبكة الانترنت...لان هذا المقال هو اجتهاد شخصي مني وليس نقلا وليس حجة في الوقت نفسه...وقد يصيب كلامي بعض ما هو منشور في شبكة الانترنت أيضا لكثرة المواضيع والكتب التي كتبت في هذا المجال..
فأقول بداية : قضية الخروج من الجسد أو غيرها مما هو خلف أسوار العلم تندرج تحت علم اسماه العلماء " الباراسيكولوجي " أي : " ما وراء علم النفس "...وهي ظواهر لم يقف العلم على دليل حسي ملموس ليختبرها ويفسرها منطقيا مستندا إلى القوانين الفيزيائية وقوانين الطاقة والجاذبية وغيرها...لذلك فكل قول فيها هو مجرد اجتهاد من قائله قد يحتمل الصحة وقد يحتمل الخطأ لأنه ليس هناك مستند شرعي أو أصلي يمكن الاستناد عليه لتفسير هذه الظواهر...كظاهرتنا التي نحن بصدد الحديث عنها أو ظاهرة الجلاء البصري أو ظاهرة الطاقة النفسية المحركة ( تحريك المادة باستخدام العقل ) أو ( العقل فوق المادة ) أو التلباثي ( التخاطر وتوارد الأفكار )
وغير هذه الظواهر التي عجز العلم عن إعطاء تفسير علمي منطقي لها..لذلك تم رميها خلف أسوار العلم فصارت مما وراء أسواره...
ما هو الخروج من الجسد ؟
حقيقة هذا السؤال هو رأس الأمر وهو ما يحير لعدم وجود شيء ملموس ولعدم وجود مستند يرجع إليه..
فهل ما يخرج هو الروح ؟ وما الدليل على ذلك ؟ وكيف يمكننا الحكم على أن ما يخرج هو الروح ونحن لا نعرف حقيقة الروح أصلا ؟! قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء : 85]...والحكم على الشيء فرع عن تصوره..فكيف نثبت خروجها ونحن لا نعلم ماهيتها ؟...لكن عدم علم ماهيتها لا يعني أنها ليست ما يخرج..قال تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر : 42]...فنلاحظ هنا الوصف القرآني الذي في ظاهره يحكي عن قبض النفس أو إرسالها...فهل ما يخرج إذن هو النفس وليست الروح ؟؟ في كثير من التفاسير جاء ذكر أن المقصود هو الأرواح أي أن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى فيمسك الله أرواح الأموات في عالم برزخها ويرسل الأخرى إلى أجساد أصحابها لاستكمال آجالها...إذن عندنا خروج إما روحي وإما نفسي لكن نعود ونقول لا نعلم ماهية النفس ولا ماهية الروح فكيف يمكن الجزم بإحداهما ؟ هذا من منطلق شرعي...أما إن جئنا للجانب الآخر المقابل للشريعة وهو التنجيم والفلك والسحر والشعوذة فنجد أنهم يدعون وجود ما يسمى بـ " الجسم الأثيري " !! وهو جسم مرتبط بالنجوم السبعة أو الأفلاك السبعة وهو جسم موافق للجسم الأرضي وغير ذلك!! وعند حصول التأمل والاسترخاء فان الجسم الأثيري يخرج من الجسم المادي الأرضي ويشاهد ما يشاهده..طبعا وبلا شك الجن والشعوذات تتدخل في هذه القضايا.. واعتقاد تأثير الأفلاك والكواكب والنجوم في الأرض وعلى الأجسام قد يدخل الانسان في الشرك من حيث لا يعلم والعياذ بالله...فلا مصرف ولا مدبر ومؤثر إلا الله عز وجل سبحانه...ليس لمخلوقاته أو كواكبه أو نجومه تصريف أو تأثير والعياذ بالله...فالحذر الحذر من بعض الممارسات التي يلبس الشيطان فيها على الإنسان فيدخل فيها في متاهات شركية قد تودي به إلى نار الجحيم...وكثير من حالات الخروج للأسف مرتبطة بالجن والشياطين والشعوذات...وهذا ما ليس مجال بحث هذا المقال...إذن الخلاصة: هل ما يخرج روح ؟ أم نفس ؟ أم عقل باطن وأفكار ؟ وما الدليل ؟ وما ماهيتها ؟.......الله أعلم..
متى يحدث الخروج من الجسد ؟
يحدث الخروج من الجسد في عدة حالات كما هو مبين في كثير من الكتب التي تحدثت عن هذه القضية...فيصفها الباحثون فيها بأنها حالات قريبة من الموت أو ما بين النوم واليقظة يحدث فيها الخروج أو حالات الأحلام عندما يعلم صاحب الحلم انه يحلم فبإمكانه حينئذ الخروج من جسده أو في حالات الاسترخاء والتأمل التي ذكرناها سابقا أو بممارسة بعض الرياضات كاليوغا وأشباهها لتحصيل الطاقة والتأمل فيها وتخيل سلم أو حبل أو أي شيء آخر ثم إخراج الجسد بواسطتها...لكن سأتكلم هنا عن تجارب شخصية....بداية لم يحصل لي خروج كامل منذ بداية يحثي في هذا الموضوع..أكون على أبواب الخروج أو اخرج قليلا ثم أعود وانتبه...لكن الحالات التي رأيت نفسي فيها شبه خارج من جسدي هي حالتنا رئيسيتان : النعاس الشديد والأحلام...ففي النعاس الشديد وقبل حصول النوم يشعر الإنسان بحالة إرهاق شديدة جدا بل وحالات هذيان أحيانا تسبق النوم أو الدخول الحقيقي في النوم...هذه الفترة ما بين بداية الدخول في النوم وقبل الاستغراق فيه هي الفسحة للخروج..فكنت أغمض عيني للنوم لكن استطيع الرؤية من أمامي وكأنني لا أزال فاتحا عيني!! أستغرب أحيانا ثم أعود وانتبه فاستيقظ من هذه الحالة وقد تكررت معي مرارا...وفي الحلم حصل لي خروج مرتين فكنت أشاهد نفسي أقوم بالأعمال وانأ اعلم أنني أحلم يحيث يكون مني نسختان..نسخة تعمل ونسخة تشاهد وانأ أكون النسخة المشاهدة...قد يكون هناك طرق أخرى كتبت أو وضعت في الكتب لكن تناولنا أهمها باختصار...
ما الفوائد المرجوة من الخروج من الجسد ؟
أعتقد هذا يختلف باختلاف الممارس له واختلاف عقيدته ورؤيته وما يستند إليه...فبعضهم ممن يكون خروجهم عن طريق الجن والشياطين يخرجون به ليلبسوا عليه ويأمروه بالمعصية وغير ذلك مما ليس مشروعا في ديننا.. وبعضهم يخرج لتحقيق مآرب شخصية ورؤية ما خفي عن جسده المادي وبعضهم يخرج لرؤية ما تحت الأرض وخلف الجدران وغير ذلك...وبعضهم الآخر لمجرد العلم والمعرفة وحب الفضول لا أكثر...والموضوع فيه بعض التفصيل لكن ليس هذا مكانه..
وأخيرا : هل يمكن تطوير الخروج من الجسد ليصبح أداة تخدم المصلحة سواء الخاصة أو العامة ؟
أعتقد وبحكم الاستماع للمجربين أنه يمكن ذلك...لكن بضوابط معينة وبحاجة لخفة ومهارة عالية ويجب أن تكون جميعها مرتبطة بسلاح العلم..فهذا علم...والناس تتفاوت في هذه العلوم من حيث العلم بها ومن حيث المعلم...فلا شك أن أصدق العلوم وأشرفها وأنجعها هو العلم الذي مصدره رب العزة والجلال وهو ما يعلمه الله لعبده ان رأى منه صلاحا وتقوى..فهذا خلق الله وعلمه وكونه وقوانينه جل في علاه..يعلم أسرارها لمن يشاء كيف يشاء لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون...قال تعالى ( ...... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 282] وقال أيضا جلا في علاه ( ... وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء .... [البقرة : 255] وحكى عن عبده الذي علمه فقال (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) [الكهف : 65] ...وصاحب هذه العلوم والخوارق ينظر إلى وقوفه عند امر الله ونهيه فهناك أولياء للرحمن وأولياء للشيطان وفرق بين كرامات الرحمن وبين تلبيسات الشيطان...فقد يتعلم الإنسان علما يوصله إلى إمكانية تناول الأشياء أو كشف بواطن الأرض أثناء خروجه من جسده وهذه درجة عالية...وكما قلت بداية هذا مقال يعبر عن رأي كاتبه فقط أي عن رأيي...قد يقبل الصحة وقد يقبل الخطأ وليس حجة أو إلزاما..لكن هذا ما وفقنا الله لكتابته فلله الحمد والفضل والمنة أولا وآخرا وأبدا....
خاتمة الجزء الأول :
سيظل هذا الموضوع لغزا ما لم يوصلنا متوسم متفرس في الآيات والشواهد إلى مستندات شرعية أصيلة نرجع إليها لنستطيع تقريب ما يحدث فعلا أثناء حدوث هذه الظواهر...وفوق كل ذي علم عليم...ولحين حدوث ذلك يرد العلم إلى من ينتهي عنده العلم المطلق الكامل علام الغيوب عالم الغيب الشهادة العليم الخبير...الله لا إلا إلا هو...والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..
وسنضع النقاط على الحروف في الجزء الثاني ان شاء الله.....فكونوا في انتظارنا
ملاحظة هامة : لا أبيح نقل هذا البحث ونسخه إلا بذكر المصدر وكاتبه....والله على كل شيء شهيد..