المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعددت الأنظمة الفارسية.. وعدو العرب واحد


شيماء وجيه
27-08-2009, 03:15 AM
في ظل أزمة المفاهيم السياسية التي نعيشها على الساحة الأحوازية، فإن ثمة خلط مقصود بات يبان في التفكير ونوع الكتابات التي تنشر هنا أو هناك، وفي كثير من الأحيان تستخدم هذه المفاهيم في غير مكانها، الأمر الذي بات يسبب خلطاً ملحوظاً ويؤثر سلباً على مسار قضيتنا الأحوازية، وعلى الصعيدين: الداخلي والخارجي.
ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة التي سببت، أو تكاد أن تسبب، انحرافاً في مسيرة نضال شعبنا هو الخلط بين مفهوم الدولة الفارسية الحديثة التي تشكلت منذ عشرينيات القرن المنصرم، بكل ما تحتويه من عقائد وأفكار ورؤى عنصرية وشوفينية من جهة، وبين الأنظمة السياسية الحاكمة والمتغيرة كالنظامين الملكي (الشاهنشاهي) أو ما يسمى بالجمهورية الإسلامية، من جهة ثانية.
هذا الخلط وسوء الفهم جعل البعض يعتبر صراعنا مع العدو الفارسي هو صراع مع شكل النظام الحاكم وليس مع الدولة الفارسية كاحتلال، حيث يجعل من أصحاب هذا الفهم الساذج أضحوكة بيد العنصريين الفرس، لغاية مهمة وخطيرة وهي تشريع الاحتلال الفارسي من خلال هؤلاء (العقلانيين)!!!! كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم، في حين أن هذا الأمر وبكل تأكيد مرفوض جملة وتفصيلا عند الوطنيين التحرريين الشرفاء (التقليديين) كما يحلو للبعض تسميتهم، وأعتقد جازما أن الأحوازيين الشرفاء لا يعنيهم شكل النظام الحاكم في إيران حتى ولو كان ملائكيا لأنهم ينظرون للدولة الفارسية كدولة احتلال وعليه لابد أن يزول هذا الاحتلال أن طال الزمن أم قصر.
ومن أجل أن نسلط الضوء على كيفية بناء الدولة الفارسية الحديثة وما تحمله من أفكار عنصرية بغيضة وعدائية لكل ما يمت للعروبة بصلة، علينا أن نركز على مقومات هذه الدولة التي تغير اسمها عام 1935م إلى اسم إيران، وضمن أهداف واضحة المعالم وتم تحديدها بهدفين أساسين:
الأول: (تقوية الذات الفارسية).
والثاني: (إضعاف الأخر أو القوميات).
واستخدمت لهذه الغاية كل الآليات والمؤسسات، وقد تم العمل عليها فكريا وعقائديا من جانب مؤسسي (الخطاب القومي الفارسي) وهو تحديد الأعداء وتصنيفهم لغرض مواجهتهم والتخلص منهم باعتبارهم المعرقلين للمشروع الداعي لبناء الدولة القومية الفارسية على حساب القوميات والشعوب الأخرى، وبالتالي العمل على صهرها وذوبانها في بوتقة واحدة بغية تفريسها ومحو هويتها،وكان للشعب العربي الأحوازي نصيب الأسد من ذلك الخطاب الشوفيني حيث كان العداء للعرب جزء لا يتجزأ من ذلك الخطاب العنصري المتجذر في العقلية الفارسية إلى يومنا هذا.
وهذا ما يشير اليه "بندكيت اندرسون" عن العقلية الفارسية وتأسيس مفهوم الوطنية لديهم (الفرس) حيث يقول: "اتساع مفهوم الوطنية الإيرانية (الفارسية) في القرن التاسع عشر والعشرين في المباحث الأدبية والسياسية أنتج أيديولوجية وطنية لدى الفرس، وجاء هذا الأمر دون النظر إلى العوامل الاجتماعية والثقافية المختلفة لدى الشعوب الساكنة في إيران، هذا الأمر نتج عنه تأسيس هوية إيرانية على أساس العرق الآري، ولكنه على حساب الشعوب الأخرى الموجودة في إيران، وأصبحت النظرة إلى الشعوب الأخرى، إما أنهم من العرق الآري ولكنهم تأثروا بالآخرين (الأتراك والبلوش)، أو أنهم جاءوا من خارج إيران - أي أنهم دخلاء (كالعرب) - فلا مكان لهم على هذه الأرض (إيران)"، في واقع الأمر أصبح لكلمة فارس (الفرس) وإيران، معنى واحد وحاول الفرس أن يرفعوا من شأن الهوية الإيرانية من خلال التحقير والحط من شأن الشعوب الأخرى، كما أنهم برروا التخلف الإيراني المعاصر على أنه نتيجة لهجوم العرب في صدر الإسلام عليهم وهذا ما أشار إليه غلام علي حداد عادل رئيس البرلمان الفارسي الحالي ورئيس ما يسمى بـ"مؤسسة فرهنكستان فارسي" سابقاً ،حيث يذكر في إحدى الندوات العربية- الإيرانية التي شارك فيها، يذكر التالي: "إن بلادهم كانت تاريخياً ذات مدنية عظيمة وحضارة زاهرة وأن فضائلها ضاعت إثر اندحار الجيوش الساسانية وانتصار الجيش الإسلامي بقيادته العربية الهمجية غير المثقفة وهي التي سببت انحطاط وتدمير بلاد فارس القديمة وتخلفها إلى العصر الحاضر"(1).
ويستمد هذا الخطاب أساسه من الصراع التاريخي بين العرب والفرس وكما يعتقد أغلب المثقفين الفرس أن الإسلام كان غزواً وتدميراً لحضارتهم حيث ابتدأ الصراع بغزو الأخمينيين لحضارات ما بين النهرين وحضارة عيلام واستمر الصراع حتى بعد الإسلام من خلال الفتن والفرق التي أثاروها ضد العرب والمسلمين والتي نتلمس تأثيرها حتى اليوم، وما شهدناه من تآمر في حثهم المغول لغزو بغداد وتمهيد الطريق لدخولهم إليها من قبل الوزير الفارسي ابن العلقمي والطوسي ومؤامرات كثيرة لا يمكن إحصاءها وهي مستمرة حتى اليوم من خلال الدولة الفارسية الحديثة.
لقد استمر العداء في الفترات التاريخية المختلفة ولكن الجزء المهم منه بدء بالتحديد مع دخول المستشرقين (المؤرخين) للمنطقة والتنقيب عن أثار الحضارات في المنطقة، ومن أهم هؤلاء المستشرقين ويستهوفر، شاندور، كيرشمن، موئية، اشبولر، وبدأوا بغرس (الأفكار) عن الحضارة الفارسية المزدهرة (!!) قبل مجيء المسلمين (العرب) وإلقاء ذنب تدميرها على العرب وإظهار العرب كقوم متوحشين.
دون النظر بأمانة إلي تاريخهم الحضاري في المنطقة (عيلام، بابل، أشور،..) وكيفية تدمير معظم هذه الحضارات على أيدي الفرس الذين لم يكونوا سوى قوم وحشيين في نظر الآخرين واليونانيين بالتحديد، كما أورده المؤرخ هرمان نبكستون في كتابه "اليونانيين والفرس".
وحتى في الآونة الأخيرة بالنسبة لهؤلاء القوم وحضارتهم الغامضة بدأت تثار استفهامات كثيرة، وبالتحديد المكان الذي جاءوا منه في القرن الثامن قبل الميلاد وظهورهم السريع كإمبراطورية (الاخمينية) آنذاك ويتبين ذلك من خلال مراجعة كتب الباحث الإيراني ناصر بوربيرار.
ونرى، أن الزمن بين دخولهم المنطقة كقبائل بدوية وإعلانهم الإمبراطورية الاخمينية لم يمض عليه سوى مائة عام (2) مع العلم أن ظهور أي حضارة تحتاج إلى فترة أكثر من هذا بكثير، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنهم في أحسن الأحوال لم يكونوا إلا كالمغول أو التتار، أو كما يظهر ذلك الكاتب ناصر بوربيرار حينما قال بأن للفرس كانت حضارة عسكرية فقط، ولم يكونوا قوماً متحضرين كما يذكر المؤرخون الفرس على ذلك أن حضارة الفرس كانت طيلة 1200 عاما جرداء خالية من أي بعد حضاري وثقافي إذا كنا منصفين في تصوراتنا العلمية وأفكارنا العقلانية والمعرفية، ثقافية كانت أم اقتصادية أو سياسية، وكل ما نعرفه عنهم اليوم فإن معظمه، كالخط وحتى الأبنية الأثرية، جاءت بفعل وجهد الأقوام التي كانت تعيش قبلهم،ومن أهمهم العيلاميون(3)، والمتبقي من هذه الحضارة المزعومة!! عبارة عن أساطير جاءت من شاهنامة الفردوسي الشعوبي، خلافاً لما جاء به العرب بالإسلام ومن خلاله بث أفكار ومفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية التي نشروها في العالم وشعاع حضارتهم التي ما تزال تسطع حتى اليوم.
إن كتابة تاريخ إيران بهذا الشكل من قبل هؤلاء المستشرقين وبهذه الطريقة التضليلية عبارة عن جزء من مؤامرة اليهود في المنطقة التي تهدف لإذكاء الصراعات القومية في المنطقة وإضعاف العرب العدو التقليدي لليهود، هذا إذا ما عرفنا أن أكثر هؤلاء المستشرقين هم من اليهود، كـ "ويستهوفر، أشبولر وكيرشمن.
وعلى هذا الأساس بنيت العقلية الفارسية ورؤيتها العدائية للعرب، على قاعدتين:
أولا: القول بأن الإسلام ظهر بين أجهل الشعوب وأدناهم مستوى في التفكير وأكثرهم دموية، بدون ذكر دور العرب الحضاري في بلاد ما بين النهرين وغيرها من حضارات المنطقة.
ثانيا: أن هؤلاء القوم المتوحشين (العرب)!! والمتخلفين هم المسؤولين عن تدمير الحضارة الفارسية المزدهرة في تلك الأيام، كما يزعم كتابهم مؤرخيهم وإعلامهم بشكل عام.
بل أن العنصريين الفرس، بدأوا بضرب الإسلام والدعوة إلى الرجوع لدين أجدادهم (المجوسية) حين نرى مثلا أحد مؤسسي الفكر القومي الفارسي، وهو المدعو (ميرزا آقا خان كرماني) يصف القرآن بجملة من "الموهومات" ويقول:" اليوم بدل أن يعطوننا كتب بزرجمهر الحكيم وجاماسب ومزدك، يعطوننا أوراق لا أول لها ولا أخر (القرآن) الذي لا يفهمه أي فارسي."(4)
ونتاج هذا العداء يظهر اليوم من خلال مثقفي الفرس، ونكاد أن نجزم انه حاضر في جميع مجالات الفن والتاريخ (الماضي، المعاصر والحديث)، ونرى في أدبيات الروائي المعروف (صادق هدايت) وكتبه "بوف كور" و"بروين بنت سامان" وغيرها من الكتب، كما عند الشاعر العنصري، (مهدي أخوان ثالث) وكتب "آخر الشاهنامة" و"دواوين الشتاء" الخ..، أيضا عند المؤرخ (احمد كسروي) وهذا الأخير يستهدف الأحوازيين على وجه الخصوص من خلال كتبه كـ "حرب إيران والإنجليز في المحمرة" و"500 عام من تاريخ خوزستان (الأحواز)!!" وعشرات الكتاب والمؤسسات الأخرى وعلى رأسهم (عبد الحسين زرين كوب) المؤرخ الفارسي العنصري في كتابه "دو قرن سكوت" (قرنين من الصمت)، والقصد منها استهداف العروبة والإسلام وتغذية الفكر الفارسي بالكره والعداء المطلق للعرب.
في ظل هذه العقلية المتزمتة والمشبعة بالعداء للعرب والإسلام، تأسست الدولة الفارسية الحديثة من خلال احتلال الأحواز العربية عام 1925م، وأصبح العداء للعرب جزءاً لا يتجزأ من الخطاب الفارسي وهو مستمر على جميع الأصعدة ويزداد تطوراً على عقول كل نظام يحكم البلاد مهما اختلف شكله وهويته، قومياً كان أم إسلامياً وإصلاحياً كما شهدناه من رسالة (خاتمي) الإصلاحي!! من تهجير واستهداف للشعب العربي الأحوازي، وذلك لان كرههم للعرب متجذر داخل المجتمع الفارسي (حتى إسلامهم الخاص بهم) ولا يمكن عزله عنهم.
وفي ظل هذا الخلط بين الدولة والنظام كان في الحقبة الماضية عمل بعض الحركات الأحوازية وحتى القوميات الأخرى، كان موجها ضد نظام الشاه وسياساته القمعية ضد الشعوب المحتلة في إيران.
واليوم يحاول بعض هؤلاء المتحذلقين (الأهوازيين)! أن يرسل لنظام الملالي وسياساته (أفكار وإشارات) غير ذات معنى، وإن كانت تستهدف بالقول نحن هنا أسرى إرادتكم، يتوهمون من خلالها أن يحصلوا على الجزء اليسير من الحقوق المغتصبة، في حين ما فعله نظام الملالي من بطش وتنكيل وتهجير وإبادة جماعية ومصادرة الأراضي العربية يفوق على ما فعله النظام الملكي الشاهنشاهي المقبور من سياسات إجرامية بحق الأحوازيين، وأن تجربة (حزب الوفاق) ماثلة أمامنا فرغم أن هذا الحزب عمل بإطار الدستور الإيراني وطالب بالجزء اليسير من الحقوق السياسية والثقافية إلا أننا رأينا كيف واجهه النظام بقسوة واعتقل بعض أعضائه ولم يسمح له بالعمل حتى قبل انتفاضة نيسان الباسلة وهذا الأمر حدث في ظل الحكومة الإصلاحية!! وأيضا فإن قمع الانتفاضة النيسانية حصل في ظلها، ورفض تفعيل المواد المعطلة من الدستور (المادة 15 و19 و20)، فقد حصل كل ذلك في ظل إمساك الأكثرية الساحقة للإصلاحيين لمقاليد الحكم وزمام الأمور في البرلمان الفارسي.
وبعد كل هذه التجارب والمحاولات الفاشلة في حل القضية واستحالة حلها إيرانياً كما أكده الكاتب الأحوازي محمود عبد الله في مقاله المعنون: "استحالة حل القضية الأهوازية" (الأحوازية) من قبل إيران، حيث ذكر أسباب كثيرة في استحالة تلك الحلول فضلا عما ذكرناه في مقالنا هذا، فقد ذكر السيد محمود عبد الله: "أن أصل المشكلة هو عائد إلى تصلب (الثقافة الفارسية المتمحورة على رؤية قومية متعالية نافية لوجود الآخر) والباحث المختص في الشأن الإيراني والأهوازي (الأحوازي) لا يجد أي من المؤشرات التي تسند أو تشير لحلول إيرانية ممكن الإشارة لها والبناء عليها إن كانت ترتبط بالماضي أو مطروحة للعمل بها في الحاضر أو تعد بشكل خطط مستقبلية للتنفيذ في المستقبل المنظور أو البعيد".
إن الدعوة إلي مواجهة سياسات العدو الفارسي بطرق غير منطقية في ظل نهج وسلوك هذا العدو الوحشي في تعامله مع قضيتنا الأحوازية التي لا تسلكها ولا تقبل بها حتى المعارضة الفارسية تحت عنوان أساليب مدنية وديموقراطية و...وكأنهم - أي أصحاب هذه الدعوة - يعيشون في ظل دولة ملائكية وديمقراطية!!، يبدو أنهم أيضا في منتهى الجهل السياسي أو أنهم لا يملكون إدراك وفهم حقيقييْن للقضية الأحوازية وتفاصيلها التي أثبتت من خلال استمرار الرفض للاحتلال ومقاومته مصداقيتها وثقلها على المستوى الداخلي والإقليمي على أقل تقدير، فأن من يظن أن مقاومة العدو الفارسي - وإن كانت هذه المقاومة في اللحظة الماثلة هي في طور النمو وبالتأكيد ستتطور مع مرور الأيام والسنين، وأن المقاومة يجب أن تتوسع لتأخذ كل أشكالها وتنوعها التي كفلتها شرعية قضيتنا العربية العادلة - فضلا عن رواج بأن المقاومة لا تجيزها الشرائع السماوية والوضعية غير المجدية وعلى أنها مرفوضة دوليا، فأنه واهم وبعيد عن معرفة حقيقة إرادة الشعوب التي تفرض المقاومة على الجميع بما فيها الإرادة الدولية.
إن تحالف المعارضة الفارسية مع (عبد الملك ريغي) الذي يؤمن بالكفاح المسلح ويمارسه ضد العدو الفارسي والذي اتهموه (الفرس) قبل أن يعلن إيرانيته، بـ"الإرهابي" (ولكن بمجرد أن أصبح إيرانيا صار سلاحه شرعيا أيضا)! دليل دامغ على ما ذهبنا إليه في شكل التعامل مع هذا العدو، فمن يعرف الفرس يدرك خطورتهم وسلوكهم الذي يصدق عليه المثل الدنماركي الذي يقول: مــن يستنعــج تأكله الذئـــاب، فلا مجال للاستنعاج أمام هذا العدو المتغطرس بمختلف أنظمته وألوانه السياسية لأننا إذا استنعجنا أمامه سيأكلنا (وحاشا لذلك والله) ولا داعي أن نصغي لعويل وضجيج المنبطحين المتأيرنين، لأن هذا العويل والضجيج كان ومازال منذ الاحتلال يرافقه ويدعمه بعلم أو دون علم.
فإذا ما راجعنا معاملة الاحتلال بشكليه (الملكي والخميني) للأحوازيين نرى أن سياسات الاحتلال مستمرة بنفس الوحشية والعداء، بل أنها ازدادت ضراوة وقسوة والفرق أن هذه المرة البسوا العنصرية الفارسية زي التوجه الطائفي الصفوي، فسياسة التفريس وسلب الأراضي مستمرة بل أصبحت أكثر حدة وأن نسبة البطالة تضاعفت عدة مرات وتفشت الأوبئة والأمراض وانتشار المخدرات أصبح لا يطاق وكل هذا هو من أجل استهداف الإنسان العربي وهويته في الأحواز.
أما بالنسبة للسياسة الخارجية فهي ما تزال تسير بنفس النهج والأداء كما كان في الماضي بل ازدادت خبثا ودهاء هذه المرة حيث دخل العنصر الطائفي في الصراع ونرى آثار هذا العداء في أكثر أزمات العرب (العراق، لبنان، فلسطين، اليمن والبحرين..) وسنراها في الأزمات المقبلة بلا شك.
لذا علينا كعرب على وجه العموم وكأحوازيين على وجه الخصوص أن نكون دقيقين في تعاملنا مع هذا العدو التاريخي فالمشكلة لم تحل مع رحيل الشاه كما أنها لم تبدأ بوصول الخميني لطهران ولن تحل مع انتهاء النظام الذي جاء به، إنما المشكلة هي أكثر تعقيدا من ذلك وعلينا أن لا نعلق الآمال على أن نهاية النظام الطائفي الصفوي ستحمل لنا فجر الحرية.
وبعد هذا كيف يتصور البعض أن الفرس يمكن أن يتقبلوا ولو للحظة واحدة أن يتعايشوا معنا كعرب (أحوازيين) في ظل دولة واحدة نتساوى معهم فيها في الحقوق؟ هذا إن قرر الشعب الأحوازي التنازل عن سيادته!!! وهل يمكن أن يتغير تعامل أي نظام فارسي مهما كان شكله مع القضية الأحوازية؟ أو حتى هل يمكن تقبلهم لنا كمواطنين إيرانيين؟ (وهو مرفوض في كل الأحوال).
لذا علينا أن ندرك أن العدو الرئيسي هم الفرس وعقليتهم العنصرية والعدوانية ودولتهم المبنية على هذا الأساس ولا خيار أمامنا إلا في مواجهة هذه العقلية المريضة والقضاء عليها من خلال تحرير الأحواز بكل السبل الكفاحية وحصرهم في المثلث الجبلي (زاغرس – البرز - كردستان هذه حدودهم) فهذه حدودهم الطبيعية واستعادة الثروات الأحوازية التي يستغلونها من أجل خلق الفتن ونشر أفكارهم المريضة لتفتيت وحدة المسلمين والعرب واضطهاد الشعوب الأخرى وعلى وجه الخصوص الشعب العربي الأحوازي، هي خير سبيل لدحر كيدهم.
منقول للفائده

زهره
27-08-2009, 12:27 PM
عطاكى الله العافيه اختى على الموضوع القيم

بارك الله فيكى

جورى
27-08-2009, 04:38 PM
يعطيك ربــــي آلف عافيه

دمتِ بحفظ الرحمن..