المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة الثالثة : بين النصارى الموحدون والروافض المشركون ..( ابن الشيطان )


ابن السلطان
15-06-2009, 11:30 PM
الحلقة الثالثة : بين النصارى الموحدون والروافض المشركون ..( ابن الشيطان )</strong>


نفاق وشقاق ...

السلام عليكم ورحمه الله أيها الوالي ...


تردد صدى صوت كبير الحرس في القاعة الواسعة وهو يستأذن الدخول على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والي الشام في تلك الفترة ، وبعد أن رد عليه التحية بمثلها أشار له بالتقدم ، وبرباطة جأش وخطوة واثقة تقدم الحارس إلى أن قام بتسليمه رسالة كان يحملها وقال :

- لقد وصل هذا الكتاب من المدينة المنورة أيها الوالي .

فنظر إليه أبي سيفان رضي الله عنه بنظرة شك وقال :

- من المدينة ... ثم أردف :
- أنه لأمر غريب ، فلننظر ما جاء به ..

وما هي إلا لحظات حتى مرر عينيه على أسطر الكتاب سطراً سطرا ، فلقد كان يشرح أحوال المدينة وما حدث مؤخراً وطرد عبدالله بن سبأ من قبل خليفة المؤمنين- راجع الحلقة الثانية - بالإضافة إلى وجود معلومة عن إحتمالية أن يكون قد توجه إلى الشام .
فوضع أبا سفيان رضي الله عنه الكتاب على حجرة و نظر إلى الحارس وبحزم :

- أسمع .. أن ابن السوداء في طريقه إلى هنا .. دعوه يدخل ولكن هيئوا الناس بأن لا يستمعوا إليه وأن يصدوا عن كل ما يقول .

وبإعتداد شد الحارس من قامته وقال :

- سمعاً وطاعه أيها الوالي ..

وكما دخل بشموخ خرج من مجلس الوالي بشموخ لينفذ أمره ..

وعندها سرح أبا سفيان رضي الله عنه بعقله مفكرا ومتسائلاً عن غاية ابن السوداء من الوصول إلى الشام ..



ما الغاية يا ترى ..؟



****


ابن الشيطان ....


ضرب ابن السوداء جدران مسكنه بعنف حتى أدمى قبضته يده فلم يستطع طوال فترة مكوثه في الشام أن يكسب شخصاً واحد معه وكان ذلك نتيجة لطبيعة حكم أبا سفيان رضي الله عنه في الشام فصد كافة الناس عن كل ما يقول ، وتحسر على نفسه لفشل مهمته في إثارة الفتنة وإثناء غرقه في حسراته انفتح باب غرفته ودخل عليه احد معاونيه فإلتفت إليه بغضب وقال :


- ما عندك ..
فرد عليه المعاون بقوله :


- عليك مغادرة الشام الآن يا عبدالله .


فإتسعت عينا أبن السوداء وأطل منهما شرر مرعب وقال :


- وإلى أين تضنني ذاهب ..


أحس المعاون بإرتياح لتقبل ابن السوداء أن يستمع إليه ،وجلس على أقرب مقعد وجده أمامه وقال :


- عليك بالكوفة يا عبدالله ..

فإتسعت عينا ابن سبأ بإستغراب ثم إستطرد المعاون حديثه :

- أنت تعلم أن الكوفة هي أرض تموج بالفتن ..

أومأ ابن سبا برأسه إيجاباً في إهتمام .. ثم أكمل المعاون :

- لذلك كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ولى عليها المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في فترة خلافته ، حيث كان من أشد الناس ففي أيام عمر ما استطاعت أن تبرز في الكوفة فتنة ، و لما تولى عثمان رضي الله عنه الخلافة عزل المغيرة و عين بدلاً عنه سعيد بن العاص رضي الله عنه وكان من بني أمية ، فأهل الكوفة اعتبروا ذلك استغلالاً للمنصب ، فكثرت الفتن فيها ...

وإلتقط نفساً عميقاً وهو يتراجع في مقعده مستطرداً :

- عليك بالكوفة ، فإنها الأرض الخصبة التي يمكن أن تبدأ بها ما تسعى إليه ..

عندها اتسعت إبتسامة ابن سبإ حتى كشف عن أسنانه النخرة وقال :

- هلم بنا إذا ...


إلى الكوفه ....



ومن هنا كانت البداية ..




البداية فقط ...


*****

خاتم الأوصياء ...


الكوفه ... أرضها رملية حمراء تخالطها حصباء ، مياهها وفيرة وأشجارها كثيرة وهوائها عليل ..
أرض بر وبها بحر وسهل ومرتفع وبادية ...

دخلها ابن السوداء كعادته متستراً بلباس الفضيلة والورع ، وقناع سميك من النفاق مظهراً الإسلام ومبطناً الكفر ..

سرعان ما ذاع صيته لحلاوة لسانه وإجتمع الناس من حوله يساندونه ويؤيدونه ..
وعندما أحكم عليهم قبضته وضمن منهم الولاء بدأ رويداً رويدا في الكشف عن ما أختلج في نفسه منذ زمن طويل ..

وأثناء إجتماعه مع عدد كبير من الناس يربو عددهم على السبعمائه وقف فيهم محدثاً وقال :

- أيها الناس أفا أن حدثتكم ما في قلبي وما اعتقده فهل انتم بمصدقون ..

وبحركة واحده وصوت رهيب كأنه أنطلق من أعمق أعماق الجحيم هز الجميع رؤوسهم موافقين وبإرادة مسلوبة وعيون زائغة قالوا :


نعـــــــــــم ...

فإشتد بريق عينا ابن السوداء حتى كاد أن يغشي الابصار وإستطرد حديثه قائلا :


- لعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع و يكذب بأن محمداً يرجع ، و قد قال الله عز وجل إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ، فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ، و إنه كان ألف نبي ووصي و كان على وصي محمد ثم قال :


- محمد خاتم الأنبياء و علي خاتم الأوصياء..


فتعالت الهمهمة بين القوم بين موافق ومعارض إلى أن رفع ابن السوداء يده آمرا إياهم الصمت وبحقد شديد قال :


- أيها الناس ...
إن عثمان أخذ الأمر بغير حق و هذا وصي الرسول صلى الله عليه وسلم ، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه ، و ابدؤوا بالطعن في أمرائكم و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تستميلوا الناس ، و ادعوهم إلى هذا الأمر ....


وفجأه قبل أن يكمل حديثة ..

تعالى صوت قوي بين الحشد :

- أيها الحمار يا ابن السوداء ..



فالتفت الجمع بغضب إلى مصدر الصوت ..
وإنفجر الموقف...


وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ...
أخوكم رايق البال ....