المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة الراية الشبابية - اليوم ..


ابن السلطان
15-06-2009, 11:14 PM
الحلقة الرابعه : بين النصارى الموحدون والروافض المشركون .. ( إعدام مارسيل )</STRONG>



أحب أن اشير إلى أن أدوات التعذيب ووسائله في هذه الحلقة هي حقيقه وتم اخذها من التاريخ القديم لأوروبا ...
لذا ننوة إلى أنه قد توجد بعض من الاحداث التي قدد تسبب نوع من الازعاج ( الرعب ) لدى بعض القراء ..


عبر العصور ...

في الجانب الأخر من الكرة الأرضية وتحديدا في ولاية سيلم بالولايات المتحدة الأمريكية ، كانت هناك مشادة حامية تدور بين أب وابنه في المنزل المبنى على الطراز الحديث ..
وبدون أي سابق إنذار تحطم زجاج النافذة مصدراً دوياً يصم الأذان ، وبغضب قال الأب لأبنه :
- ستيف ... هل انت مجنون لتفعل ذلك .. أنني أرى أنك قد فقدت السيطرة على نفسك تماماً ..

وبتهالك يدل على أن ( ستيف ) قضى ليالي طوال لم يرى النوم خصوصا وقد شكلت الهالات السوداء طبقة واضحة حول عينية قال :
- لماذا لا تريد أن تفهمني يا أبي ..
سكت لبرهة ليلتقط أنفاسه ثم أكل مستطرداً :
- أنني أعاني من صراع داخلي حول هويتنا الحقيقة ، و أتسآئل لما هذا التكتم الشديد حول من نكون ، ولما التحسس من ذلك ..

وبحزم شديد قال الأب :
- إصمت ... لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام مرة أخرى ، فلقد سبق وأن أوضحت لك أن هنالك أمور لا يجب مناقشتها ، وما دمنا نعيش ونأكل فلا حاجة لنا لأن نعيد أمور عفى عنها الزمن .

قال ( ستيف ) مقاطعاً :
- ولكن يا أبي هذا هو ديننا ولا يجب السكوت ..

- كفى...

- قال الأب ذلك بصرامه منهيا الحديث ، وأشار باصبعه على ابنه مردفاً :

- سوف يأتي الطبيب الآن ويجب تخضع لهذه الجلسة ، فأنا أرى أنك تمر بأزمة نفسية شديدة .

وما أن إنتهى الأب من عبارته حتى رن جرس الباب معلنا وصول الطبيب فأستقبله مرحباً وقاده إلى صالة الجلوس حتى يتسنى له الإجتماع مع ( ستيف ) الذي كان جالساً مطأطأ رأسه فنظر إليه الطبيب نظرة مشفقة وقال :
- مرحبا .. هل أنت ( ستيف ) ..

رفع ( ستيف ) رأسه وبعيون تملاءها المرارة قال :

- وهل يوجد غيري يا دكتور ..

أومأ ( الطبيب ) برأسه متفهماً وأختار مقعداً قريباً من ( ستيف ) وما أن أستقر بجلسته حتى أخرج جهاز تسجيل صغير الحجم من النوع شائع الإستخدام وضغط على الزر الأحمر المخصص للتسجيل وقال بخفوت :
- الساعة الحادية عشر .. أسم الحاله ( ستيف مايرز ) ... الجنس ذكر .

فإلتفت إليه ( ستيف ) وقال له بجفاف وإقتضاب :
- هل اصبحت مجنوناً الآن يا دكتور ..

رسم ( الطبيب ) على وجهه إبتسامة حانية وقال :
- هو مجرد إجراء روتيني إعتدنا عليه وهو افضل من التدوين اليدوي بطبيعة الحال .. فسكت ( الطبيب ) للحظات مفكراً ثم أردف :

- هيا أخبرني بما تحس به ..

وأراح نفسه على المقعد بشكل تلقائي إعتاده ...
تردد ( ستيف ) كثيراً قبل أن ينطق بأي كلمة ولاحظ ( الطبيب ) ذلك فأحب أن يساعده على البوح بما يختلج في نفسه بأن ربت على كتيفية مهدئاً وقال :

- لا عليك يا بني تحدث ولا تخف ، فوجودي هنا لحل المشكلة ..

فرد علية ( ستيف ) :
- أتعتقد ذلك يا دكتور ..

فهز الدكتور رأسه مطمئناً إياه وعندها أستطرد ( ستيف ) :
- هل تعلم يا دكتور أننا من فرقة الـ(Unitarians) والتي تعني ( النصارى الموحدين ) ..
فرد عليه ( الطبيب ) قائلاً :

- نعم ، أعلم ذلك يا بني ....

فعاجلة ( ستيف ) بالقول :
- أنني أعاني يا دكتور حول السبب من إخفاء ذلك ، أليس نحن في بلد ديمقراطي ومن المفترض أن لا تكون هناك فرقات أو حواجز بين معتنقي هذه الديانة ..
ورويداً رويداً بدأت وتيرة الحديث تأخذ جانباً من الحدة عندما قال قال ( ستيف ) :

- ألا يكفي الإضطهاد والتعذيب والقتل الذي تعرضنا له في السابق بمباركة الكاثوليك ، أبعد كل هذه القرون لازالت هناك تفرقة ..

عندما رأى ( الطبيب ) أن حالة ( ستيف ) قد بدأت تأخذ جانباً عدواني طلب منه الهدوء والتريث قليلاً وأخرج من حقيبته اليدوية جهازاً وطلب منه أن يرتدية حول أذنيه بعد أن يقوم بتشغيله ، فتسائل ستيف عن كنة هذا الجهاز ..
فقال له ( الطبيب ) مهدئاً :
- لا تخشى شيئاً .. حتى نعرف سبب المشكلة يجب علينا أن نعود إلى الوراء قليلاً وهذا الجهاز سيساعدك على الاسترخاء ..

فتناول ( ستيف ) الجهاز بشك ووضعه حول أذنية وإسترخى على كرسيه ، فتناما إلى سمعه صوت غريب محبب ساعده على الهدوء والاسترخاء متذكراً كل ما قرأه حول تاريخ أجداده ..

وفجأه ..



أظلمت الدنيا من حوله ...


****



( مارسيل )

المكان : مدينة لانكشير البريطانية
الزمان : 1426م


منتصف الليل

ركض ( تشارلز ) مسرعاً إلى منزله المنعزل على حدود منطقة لانكشير ، محاولاً الوصول إليه قبل الحراس الذين يطاردونه ، وما أن وضع قدمه على عتبه دارة حتى ركل الباب بقوة ليفتحه على مصراعيه وصرخ والعرق يتصبب منه بغزارة منادياً :

- مارسيل ...
ولم يأتيه جواب سوى أنه سمع صوتاً هامساً يناديه من أعلى السقف ..
- هيه تشارلز .. تشارلز ، إصعد إلى هنا ..
مد صاحب الصوت يده لمساعدته على الصعود حيث لم يكن سوى صديقه ( آدمز ) ، وحينما أصبح ( تشارلز ) في الأعلى أسرع ( آدمز ) بإغلاق باب المدخل السري في السقف وهنا تساءل ( تشارلز ) :
- هل مارسيل موجودة معنا ...

إلا أن ( آدمز ) هّز رأسه نافياً ذلك ، وهنا قال ( تشارلز ) منفعلاً :
- كيف تتركها وحدها يا هذا ...
( آدمز ) :
- إهدأ يا تشارلز .... أن مارسيل إرتضت بمصيرها وقد كلفتنا بمهمة يجب علينا إكمالها .
وهنا أمسك تشارلز بتلابيب الأخير راغباً في قتله ... وفي نفس اللحظة انفتح باب المنزل بعنف صاحبه دخول قائد الحرس ( ماكسويل ) مع جنوده صارخاً :

- أين أنتِ يا مارسيييييييييل .

وحينما لم يجبه أحد إلتفت إلى جنوده يأمرهم بصرامه للبحث عنها في المنزل .
ولم تمضي سوى لحظات حتى سمع أحدهم ينادى :

- سيدي ... من هنا .

فتوجه كبير الحرس إلى الغرفه مع جنوده ووجد( مارسيل ) واقفةً في انتظاره فنظر أليها بكراهية شديدة وقال :

- أنت مطلوبه لتنفيذ حكم الإعدام يا مارسيل .

ثم إلتفت إلى أحد حراسه :

- انت... قيدها واحضرها ..
وعندما أقترب الحارس منها وتلاقت نظراتهما وقف مرعوباً غير قادر على الحراك صوبها من تلك النظرة المخيفة التي وجهتها له ، الأمر الذي أغضب كبير الحرس فدفع الحارس بخشونة شديدة وهو يصرخ :

- ابتعد أيها الجبان .... أتخيفك إمرأة ...

فأمسك بيدها وقيدها ، راسماً على شفتيه شبح إبتسامة ساخرة ومن ثم قام بسحبها من شعرها الاسود الطويل - فعلياً – عبر طرقات المدينة جاعلاً جسمها يحتك بكل حجر فيها دون أن تتحرك في قلبه أيه رحمة تجاهها حتى وصولهم إلى السجن إنتظاراً لتنفيذ الحكم في الصباح .

وفي تلك الأثناء من المخبأ في سقف المنزل .. طأطأ تشارلز رأسه في يأس وحزن متمتماً :

- لماذا يا مارسيل... لماذا .. لماذا ..؟
وهنا وضع ( آدمز ) يده على كتف ( تشارلز ) قائلاً :

- لا تيأس .. أن أمامنا مهمةً يجب إكمالها ... مهمة طويلة الأمد ...

طويلة الأمد لأقصى حد...



****



( التطهير )


حينما أشرقت شمس الصباح ، جاء اليوم الكبير ....
خرج أهل البلدة جميعاً والحماسة تغلبهم كي يرو المشهد الذي لا يجود الزمان بمثله إلا كل عام ...
ثم أن الحرس في البلدة ظهروا وبينهم كانت الفتاة التي بدت شاحبةً جداً وقد وُضِعَت يديها في قطعة من الخشب تحيط بعنقها في اسلوب ( الفلقة ) الشهير الذي كان يُعتَقد أنه ضروري لتوبة المهرطقين .


http://www.al3nabi.com/vb/f2/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 800x578 وحجمها 57 كيلو بايت .
http://img102.herosh.com/2009/06/15/764293335.jpg (http://www.herosh.com/)


كان القاضي المحترم موجداً ...
وعلى المنصة وقف الجلاد جوار العمود الخشبي يضع الحطب والقش .

صعدوا بها الدرجات الخشبية .. وأعلى الدرج كان القس ينتظرها ...
سألها بإقتضاب :
- هل تعلنين توبتك الآن ..
إلا أنها وقفت تنظر للحشد الذي ينظر إليها بصمت .. وفجأه وجهت نظرها إلى القس بعينين متسعتين تنبعث منهما النيران ...
لا يعرف السبب لكن هذه النظرة هزته من الأعماق وجعلته يصمت تماما ً .
وهنا تعالى صوت القاضي موجهاً كلامه إلى الجلاد :
- فلنبدأ الآن ...
وفوراً قام الجلاد بتقيدها إلى العمود الخشبي دون أن ينظر إلى عينيها ومن ثم توجه على الطاولة فوق المنصة وأخذ قطعتان صغيرتان من الحديد لهما أطراف معقوفة – مثل تلك التي تستخدم في صيد السمك – ومنتهية بخيط مربوط بها ..

وهنا بدأ الحشد يلتفت وينظر إلى بعضه متسائلاً فيما تستخدم هذه الأداة الصغيرة ، ولم ينتظروا طويلاً حيث جاءهم الجواب من الجلاد حينما قام .... بثقب جفون مارسيل .

حبست مارسيل صرختها من الإنطلاق و بدا عليها الألم الشديد ، وأمسك الحارس بطرفي الخيوط المربوطة منتظراً الأمر من القاضي .
وهنا نطق القاضي سائلاً :

- هل تعلنين توبتك الآن يا مارسيل ...

إلا أنها جاوبته بصمتها ، وكان ذلك أبلغ الجواب ...
فأعطى إشارة للجلاد بأن يباشر عمله .... فشد الجلاد على الخيوط ...


وقطع جفونها.


*****


في تلك الإثناء كان ( تشارلز ) و ( آدمز ) مختبئين في الأحراش بعدما خرجوا من المنزل في اليوم السابق ، وكانوا في أنتظار أحد المعاونين الذي قاموا بإرساله لمعرفة أخبار ما يحدث في القرية وحينما طال بهم الإنتظار وبلغ بهم التعب أقصاه ، جلس ( تشارلز ) على الأرض وفي حزن شديد :

- لماذا لم ننقذها يا ( آدمز ) ...؟

رد عليه ( آدمز ) دون أن يلتفت إلى ( تشارلز ) موجها نظره إلى الأحراش :

- لقد أصرت مارسيل على ذلك ، ولكون أن القبض عليها سوف ينهي مسلسلا طويلاً من البحث عنا جمعياً ، الأمر الذي يمكننا من أن نمرر ديننا إلى الأجيال القادمه .

قال تشارلز :

- ولكن ذلك ليس عدل .

رد عليه( آدمز ) :

- وهل ترى أية عدالة في هذا الزمن .

وفجأة ...
قطع تفكيره ظهور المتعاون من وسط الأحراش مما حدا بكل منهما على الركض نحوه ، وحين صولهم إليه بدا متعباً جداً فبادءه ( تشارلز ) بسؤاله في لهفه :

- ماذا يحدث هناك يارجل ...؟

لم يجب المتعاون الذي كان يلهث من فرط التعب محاولاً أن يستجمع أنفاسه .. الأمر الذي جعله تشارلز يكرر سؤاله بإلحاح وغضب :

- تكلم يا رجل ... ماذا حدث ...؟
-
هنا تدخل ( آدمز ) مقاطعاً :
- تشارلز رويدك .. أن الرجل يكاد يموت من التع....
قاطعه المتعاون :
- لقد.... لقد بدءوا .

وإنهار تشارلز على الارض .

وعلى الرغم من معرفتهم السابقة بما سوف يحدث إلا أن سماعه كان له وقع شديد عليهم .

شديد جداً…


****

( هرطقه )

تعالت أصوات الآهات من الحشد وسال الدم من عيني مارسيل دون أن تبوح بكلمة فلوح القاضي عصاه في غضب وهو يصرخ :

- أحضر طاولة الإعتراف إيها الجلاد .

وهي أداة رهيبة للتعذيب ، عبارة عن طاولة ينتهي الطرف الايمن والأيسر منها بعمودين من الحديد وفي أعلا العمودين يصل بينها عمود ثالث بشكل أفقي يستخدم للسحب بشكل دائري وفي منتصف العمود يتدلى حبل بسيط ينتهي بخطاف ( أنظر الصورة ) .

http://img101.herosh.com/2009/06/15/900948964.jpg (http://www.herosh.com/)

سجى جسد مارسيل على الطاولة وتم تثبيتها ..
إقترب الجلاد من مارسيل وكشف عن بطنها وتناول سكيناً صغيرة الحجم ... وبشكل يدل على تمرسه ... أحدث شقاً صغيراً في بطنها فشدت جسدها في ألم شديد .

وعندها ... وبطريقة معينة .. أخرج جزءاً من أمعائها وثبته في الخطاف .
فتعالت أصوات الحشد في إشمئزاز ورعب في نفس الوقت .. وهنا وقف القاضي آمرا بقوله ً :
- أبدء .
وعلى الفور قام الجلاد بتحريك العمود الافقي حركة دائرية نتج عنه أن إرتفع الخطاف رافعاً معه أحشاء مارسيل ... وكل ذلك وهي تنظر إليها .

فتعالى صوت صراخ الحشد من حولها ، وبارتباك سألها القاضي :
- هل تبِت الآن يا مارسيل ...


فبصقت في وجهه بصقةً حشدت بها كل مقت وكراهية الدنيا ... وعندها أرتفع صوت الحشد من حولها :

- أحرقوا الزنديقه ... أحرقوا المهرطقه .

فنظر القاضي إلى الحشد من حوله .. وأمر بها ...

نُصِبَّت مارسيل على العمود وأحشاءها تتدلى ... ورمي الجلاد بالشعلة .
وارتفعت النار ...

وعندها فقط نطقت مارسيل .. بصوت أغلظ مما يمكن تصوره ... صوتاً ذا صدى قائلةً :
- أيها الناس إلى متى ستبقون مخدوعين بالكنيسة , أن الرب واحد وتعالى أن يكون له ولد أو صاحبه ..


لقد تلاشى صوتها مع النيران التي راحت تتعالى ..
لسبب ما .. عاد أكثرهم إلى داره ليغلق الباب عليه وعلى أطفاله ثم يندس تحت الأغطيه ، راجفاً مرددا الصلوات .
لسبب ما .. لم يبد الفخر على الجلاد بعدما أتم عمله الرهيب ...
لسبب ما ... ظل شخص واحد مشدوهاً من هول ما سمعه قبل أن تسكن حركاتها .
وفي قبرٍ بلا شاهد وضعوا بقاياها ... ومن يومها نسى الجميع أو تناسوا ما حدث .

ولم يكن ذلك سوى البداية ...
ويا لها من بداية....


http://img101.herosh.com/2009/06/15/805540456.jpg (http://www.herosh.com/)



وإلى اللقاء في الحلقة القادمه ..
اخوكم رايق البال

عاشق الاثار
28-06-2009, 07:13 PM
اسأل المولى عز وجل ان يكتبها في موازين اعمالك ,,